بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة الشهيد زين بن علي بن الحسين

عليهم السلام

المقدمة : بسم الله الرحمن الرحيم :

هذه صحيفة : زيد بن علي بن الحسين رحمه الله ، البطل الصنديد والباسل المقدام في تعليم دينه ، والقوي الشجاع والمتفوق المتحمس لنشر هدى الله ، ذو العزيمة والثبات والجريء في ميادين الوغى ، السيد الجليل قوي الإيمان أبي الضيم ، الشريف المجيد شديد الشكيمة عصي على الإذلال والهوان ، أنوف حمي رافض لطغيان بني أمية أخس أهل الزمان ، غيور مدافع عن الإسلام وأهله وتعاليمه في السر والإعلان ، مترفع معترض على الظلم والعدوان على خير بني الإنسان .

وكان زيد رحمه الله : عالما فاضلا فقيه ، مفسرا كامل البيان حليف القرآن ، و شريفا عزيزا متأدب بآداب آله الطاهرين بعناية الله الرحمن ، وأنف عن التواضع والرضوخ لجور الحاكم وبغي وتعسف السلطان ، فإنه من أهل بيت النبوة وعالم من علمائهم وخير من حمل وعمل ونشر معارفهم ، وجدد العهد لمقاومة ومحاربة أعدائهم ، وقام لتبديد طغيان الحكام ولإصلاح مفاسدهم ، كجده سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، وتحت راية إمامه جعفر الصادق عليه السلام ورعايته .

وإنه كان القتل : لهم عادة  وكرامتهم من الله الشهادة ، فرحمه الله وألحقه بآبائه الكرام الطيبين الطاهرين في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

فإن زيد رحمه الله : بالتحقيق التام والتدقيق الكامل ، وبالبرهان القوي البيان ، أنه قد ولد زيد يوم: 14 / 9 شهر رمضان / سنة 67 هـ  ، واستشهد  في 2 صفر سنة 122 هـ في الكوفة  ، فكان عمره الشريف 54 سنة و 5 خمسة أشهر و 18 عشر يوما .

 فسلام الله وملائكة والمؤمنين : على أبي الحسين زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وحفيد فاطمة الزهراء ورسول الله ، السلام عليك يا حليف القرآن يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم صلبت ، ويوم ذر رفاتك في الهواء على الماء ، فرحمك الله من ثائر أغضب أعداء الله ، وشهيد خافه المنافقون حتى بعد شهادته فذروه في الهواء ، السلام على العالم المجاهد ، والفقيه المناضل ، والمفسر الناهض ، رحمك الله يا زيد الزيود والمخلص في طلب الحق ونشر دين الله المعبود .

ويا طيب : ستجد في هذه الصحيفة تحقيق حياته الكريمة من الولادة حتى الشهادة ، وما قال الأئمة من آل محمد عليهم السلام في فضله وشرفه ونبله ، وم ذكر المحدثون والمؤرخون وعلماء الدين الخاصة والعامة في شأنه الكريم وثباته ، وستجد أطرف من علمه وأحاديثه وتفسيره ، وأغلب أحواله مع أهل زمانه وأصحابه ، ومع الحكام ، وأسباب ثورته ونهضته حتى الشهادة فتدبر :

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن الأنباري

موسوعة صحف الطيبين


عناوين روابط صحيفة الشهيد زيد بن علي عليهم السلام
www.alanbare.com/zed/
الصحيفة كتاب الكتروني
www.alanbare.com/zed/zed.pdf

صحيفة الشهيد زين بن علي بن الحسين عليهم السلام

صحيفة الشهيد زين بن علي بن الحسين عليهم السلام

 

معنى زيد رحمه الله

صحيفة الشهيد زين بن علي بن الحسين عليهم السلام

معنى زيد :

رحم الله الشيخ حسن الِأنباري : إذ شرح ما قال من الأبوذية والدارمي في حق الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام :

السلام على حفيد الحسين بن علي زيد

ثار لأجل الحق و تعريف الهدى في زيد

في نصر دعوته وبنسله المبارك فهم زيد

على الملايين بمنهج ثورة حسينية زيدية

زيد : اسم علم ، كاسم زيد بن حارثة قائد لكثير من السراي وقائد جيش المسلمين لغزو البيزنطيين والغساسنة والشهيد في مؤته ، وهو ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله ويعد من أهل البيت ، وسمي أسمه زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام ، وسيأتي بيان ولادته وتسميته بأمر النبي  .

زيد : نما وبورك به ، بل وعظم أمر زيد في نشهر الهدى الحق ونما في تعريف أهله ومحله ، ونهج زيد بن علي هو نهج جده الحسين عليه السلام ، حين لم يجد محمل يمكن السكوت على ظلم بني أمية وطغيانهم وأنحرافهم عن الهدى ، فثار ونهض من أجل نشر إصلاح ما فسد من الهدى الحق ، وتعريف وبيان أهله الصادقين المنعم عليهم من آل محمد عليهم السلام .

زيد : من الزيادة في العدد ، أي كثر وأنتشر ، زَيْد : اسم مصدر زادَ ، زادَ على، زادَ عن ، زادَ في، زادَ من ، أكثر من ، وهو اسم مصدر زادَ يزيد زائدون ، ومثل هؤلاء الجنود زيد على ألف أي أزيد وأكثر من ألف ، وهكذا نسل زيد قد كثر وأنتشر ويعد زيد سبط من أسباط آل المحمد عليهم السلام ، وسيأتي حديث زيادتهم وانتشارهم المبارك . 

 

يا طيب : هذا دارمي يشوقنا لقراءة صحيفة الشهيد زين بن علي بن الحسين عليهم السلام

تحية إجلال لزيد الكاتب بخطه إنجيل أهل البيت

الصحيفة السجادية بإملاء أبيه وبمعارفها هديت

+

السلام على مدون زبور آل محمد وبمعارفها ربيت

أقصد زيد حليف القرآن ومفسره ولتطبيقه دعيت

السلام الله على البطل الهاشمي المغوار زيد

المطالب بالحق والثائر الرافض للكيد والقيد

+

تحية إجلال وإكرام لزيد بن علي السيّد

العالم الفقيه الجليل وللثورة كجده مُشيّد

==

زيد بن علي لسبيل جده عضد

بثورة على الباطل وللظالمين ندد

+

زيد بشهادته لظلم بني أمية هدد

ولتعريف طغيانهم وكفرهم جدد

==

زيد محدث ثقة فاهم عالم مسدد حاذق

مؤمن بإمامة أخيه الباقر وأبنه الصادق

+

زيد لسبيل أبيه وجداه وأخيه ولإمامه جعفر عاشق

دعا لإمامتهم ولولايتهم ولصراطهم المستقيم طارق

==

لم يفعل بجسد طاهر شريف كفعل بني أميه بزيد الشهيد

قتلوه ودفنوه وأخرجوه وصلبوه وحرقوه وذُر رماده ليبيد

+

لله تعالى بتعريف جهاد وصبر أولياءه شؤون عديد

يجعلهم أولي عزم وقوة حتى يكونوا قدوة ونهج فريد

صحيفة الشهيد زين بن علي بن الحسين عليهم السلام
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها
كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب





أحوال زيد وأوصافه

 

مختصر حياته وعمره الشريف :

أسمه ونسبه : زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى رسول الله عليهم الصلاة والسلام .

اسم أمه : حوراء بنص حديث سيأتي.

لقبه : زيد الشهيد ، حليف القرآن .

ولد : في المدينة المنورة .

يوم مولد زيد : 14 / 9 شهر رمضان / سنة 67 هـ  ، فيستحسن أن يخلد ذكره في هذا اليوم ، وتذكر مناقبه ويبين علو شأنه ، ونتعرف على تعاليمه ومعارف أحاديث نقلها عن الأئمة المعصومين في كل شؤون هدى الدين وسيرته وسلوكه .

عاصر زيد الشهيد : ثلاثة أئمة :

والده : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام  ۳۸_ ۹٤ هـ وعلى كون ولادته في سنة 67 هـ ، فيكون عاصرة 27 سنة .

 عاصر زيد أخوه الاَكبر : الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام  ٥۷  _  ۱۱٤ هـ ، فيكون عاصره 20 سنة في إمامته من سنة 94 إلى سنة 114  ، وعاصره 24 سنة قبل إمامته ، ومجموع معاصرته له 44 سنة ، وإن الإمام الباقر عليه السلام أكبر من أخيه زيد رحمه الله 10 سنين .

 

وعاصر زيد ابن أخيه : الاِمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام  ۸۳ _ ۱٤۸هـ ، لمدة 8 سنوات في إمامته من سنة 114 شهادة الإمام الباقر عليه السلام وبداية إمامة الإمام الصادق عليه السلام إلى سنة شهادته في سنة 122 للهجرة ومدة معاصرته للإمام الصادق عليه السلام 39 سنة .

اسم أمه :

شهادته : في يوم 2 صفر سنة 122 للهجرة ، فيكون عمره الشريف المبارك 55 خمسة وخمسين سنة ، من سنة 67 إلى سنة 122 هـ ، وبالدقة يكون عمره الشريف من سنة ولادته 14/9/67 إلى 2/2/122 للهجرة سنة شهادته ، فيكون : 3 ثلاثة أشهر و 16 يوما من سنة 67 ، و54 أربعة خمسين سنة بين 68 و121 على أن تكون سنة 68 كله محسوبة وكذا سنة 121 كلها  ، 2 شهرين و2 يومين من سنة 122 هـ .

فيكون عمره الشريف : 54 سنة 5 خمسة أشهر و 18 عشر يوما .

 وقد أحيا : زيد بن علي حليف القرآن رحمه الله ، في هذا العمر المبارك ونشر روح الثورة والجهاد على الظلم والطغيان ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وطالب بكل وجوده حتى الشهادة بالإصلاح والعدل ورفض حكام الجور والعدوان وطغيان الغاصبين لمقام آله الكرام المعصومين عليهم السلام ، فسلام الله عليه يوم ولد يوم استشهد ويوم يبعث حيا .

مرقده : محافظة الحلة في العراق ، قضاء الكفل من جهة النجف الشرف والكوفة ، مدينة زيد بن علي عليه السلام .

 

تأريخ ولادة زيد بالتحقيق :

يا طيب : هذه الرواية تحدد تقريبا قريبا جدا ليوم ولادة زيد بن علي عليه السلام فضلا عن سنة ولادته ، وتحقق بتحقيق دقيق أقرب للواقع يوم ولادته ومقدار عمره الشريف كما ذكرنا أعلاه ، ولمعرفة الحقيقية بالدقة والفصيل الذي مر ، نذكر الحديث أولا ، ثم نبين أقرب ما يمكن بل كيف حددنا سنة ويوم ولادته إن شاء الله حسب الحديث وتأريخ الأحداث الواقعة مما يخص زواج والده علي بن الحسين عليه السلام بأمه وزمانه الزواج ويومه .

 

حديث زواج الإمام بأم زيد :

في تفسير فرات الكوفي : في تفسير قول الله تعالى :

{ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ  جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا (100) } يوسف.

عن فرات قال : حدثني سعيد بن عمر القرشي قال : حدثني الحسين بن عمر الجعفي‏ قال : حدثني أبي قال :

 كنت : أدمن الحج ، فأمر على علي بن الحسين عليه السلام فأسلم عليه .

ففي بعض حججي : غدا علينا علي بن الحسين عليه السلام ، و وجهه مشرق‏ .

 فَقَالَ عليه السلام :  رَأَيْتُ‏ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِي لَيْلَتِي هَذِهِ .

حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي : فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ ، فَزَوَّجَنِي حَوْرَاءَ .

 فَوَاقَعْتُهَا : فَعَلِقَتْ .

 فَصَاحَ بِي رَسُولُ اللَّهِ : يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ .

سَمِّ : الْمَوْلُودَ مِنْهَا زَيْداً .

قال : فما قمنا من‏ مجلس علي بن الحسين ذلك اليوم .

و علي بن الحسين : يقص الرؤيا .

حَتَّى أَرْسَلَ : الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، بِأُمِّ زَيْدٍ .

أرسل بها : إليه المختار بن أبي عبيدة ، هدية إلى علي بن الحسين ، شراها بثلاثين‏ ألفا .

فلما رأينا : إشغافه بها ، تفرقنا من المجلس .

فلما كان : من قابل حججت ، و مررت على علي بن الحسين عليه السلام ، لأسلم عليه .

فَأَخْرَجَ : بِزَيْدٍ عَلَى كَتِفِهِ الْأَيْسَرِ .

وَ لَهُ : ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ .

و هو يتلو : هذه الآية .

وَ يُومِئُ بِيَدِهِ : إِلَى زَيْدٍ .

وَ هُوَ يَقُولُ‏ :

{ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّ (يوسف100) } .

تفسير فرات الكوفي ص200ح261 .

ويا طيب : يؤيد هذا الحديث كل أقوال العلماء والمؤلفون الذين ذكر زيد وولادته ، بأنه أم زيد رحمها الله هدية من المختار رحمه الله للإمام علي بن الحسين عليه السلام في زمان حكومته ولم يشك ولم يتخلف أحد عنه ، ولتفصيل سنة ويوم الهدية ، نذكر البيان التالي :

 

تأريخ الزواج الولادة :

يا طيب : في الرواية واضح إن أم زيد رحمها الله كانت هدية من المختار الثقفي رحمه الله للإمام علي بن الحسين عليه السلام في زمان ولايته .

وقصة حياة المختار : مفصلة معروفة وما يهمنا هنا أن نحدد زمان حكومته ومتى يمكن أن تصل أم زيد للإمام عليهم السلام .

 ذكر بن الأثير : أجتمع رأي أصحاب المختار على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة 14 / من ربيع الأول وهو شهر 3 / سنة 66 ست وستين للهجرة ، فكان ذلك، وارتفع شعار المختار "يا لثارات الحسين" في أنحاء الكوفة، وأخرج عامل ابن الزبير عبد الله بن مطيع من الكوفة، وتولى الحكم فيها.

 الكامل في التاريخ ج4ص214 .

يا طيب : حكم المختار 19 تسعة عشر شهراً وكان مواجهة عنيفة مع المروانيين في الشام والزبيريين في الحجاز ووجهاء الكوفة ممن قاتل الحسين عليه السلام .

أستشهد في 14 / رمضان شهر 9 / سنة 67 هـ وله من العمر 67 سنة .

المنتظم لأبن الجوزي ج‏6ص 68 ، الكامل لابن الأثير ج4 ص243 .

فيا طيب : هذا التأريخ لحكومة المختار رحمه الله متفق عليه في جميع كتب التأريخ ، وقد حكم من 14/3/66 هـ إلى 14/9/67 هـ ، 19 تسعة عشر شهر ، أي 9.5 شهر من 66 ، و9,5 من سنة 67 .

وإهداء : أم زيد رحمه الله إلى الإمام زين العابدين عليه السلام ، لا يكون إلا في شهر ذي الحجة وهو شهر 12 سنة 66 .

ويا طيب : ذكر الراوي الجعفي إنه بعد أيام الحج كان يزور الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام ،  فلابد أن تكون زيارة يوم 14 ذي الحجة بعد تمام أيام الحج ، وفي هذا اليوم على أفضل التقادير إن لم نقل الوحيد الممكن فيها ، لأنه كذلك حج وفد المختار وقضوا مناسكهم وهم في أشد الشوق للوصول للإمام عليه السلام وتقديم هدية المختار له .

فيوم : 14 / 12 / 66 هـ هو يوم وصول الهدية وليلة المواقعة والحمل بزيد عليه السلام على أكمل وأفضل التقادير ، حسب ما تريه الرواية من شوق الإمام زين العابدين عليه السلام لما وعده رسول الله من الحورية المهداة لها ، وإنها ستحمل بولد يكون له شأن كريم وفضل وعلم ، قد أمره أن يسميه زيد ، وقول الإمام بعد سنة : قد جعلها ربي حقا .

وحسب الرواية : في السنة القادمة الجعفي رحمه الله زار الإمام ورأى زيد وابن ثلاثة أشهر ، فيكون يوم ولادة زيد على أن الحمل 9 تسعة أشهر .

من 14 / 12 / 66 هـ ، و9 أشهر فيكون :

يوم مولد زيد : 14 / 9 شهر رمضان / سنة 67 هـ  أي يوم ولادة زيد رحمه الله ، فكأنه يولد رحمه ليديم ثورة الحسين عليه السلام على طول التأريخ كلا في زمانه حتى يقام الحق ويسلم لأهله بيد مولانا وإمام عصرنا صاحب الزمان عجل الله تعالى ظهوره وجعلنا من أنصاره وأعوانه ، وبينها ثورات تعرف الحق وأهله وتبين المنعم عليهم أصحاب الصراط المستقيم وهداه .

وذلك : لأن شهر رمضان 9 تاسع شهر ، نصف شهر من ذي الحجة السنة السابقة 66هـ ، ونصف شهر من شهر رمضان سنة 67 هـ ، يكون الحمل 9 تسعة أشهر ، وإلى 14 ذي الحجة سنة 67 يكون عمره 3 ثلاثة أشهر حسب الرواية  16 من رمضان 14 ذي الحجة فهذا شهرا كاملا وشهر شوال وذي القعدة ، فهذه ثلاثة أشهر .

ويا طيب : يستحب في هذا اليوم بأن نأخذه يوما لتخليد ذكراه ونبين بشارة النبي الأكرم للإمام زين العابدين عليه السلام بتولده وشأنه الكريم ، وأن نذكر مأثرهم ومناقبهم ، ونذكر بمعارفهم وتراثهم وهداهم ، وتعريف ثورة الزيد رحمه الله على الحقيقة وأهدافه الصالحة المصلحة وشأنه الكريم وأحاديثه وروايته ، وتذكير المؤمنين بها في يوم ولادته وشهادة ، لتعم المعرفة وينتشر هدى الدين الحق ويستبين أهل الصراط المستقيم المنعم عليهم بهدى الله ، لنتبعهم ونأخذ هدى الله منهم ونقيم العبودية لله به حسب ما كرمنا بمعرفتهم ورفع ذكرهم وطهرهم عليهم السلام ، وهذا من هذه العترة المعصومة وينقل عن الأئمة عليهم السلام وقد ترحموا عليه وذكره كل الأئمة عليهم السلام بالفضل والشهادة والإخلاص والوفاء لولي أمره وإمامه في زمانه ، وإنه لو تمكن لوفى وهو الوفي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .

 

تأكيد ولادة زيد وشأنه الكريم :

 

 عن أبي حمزة الثّمالي قال : كنت أزور عليّ بن الحسين عليه السّلام في كلّ سنة مرّة في وقت الحجّ .

 فأتيته سنة : و إذا على فخذه صبيّ .

فقام الصّبيّ : فوقع على عتبة الباب ، فانشجّ رأسه .

فوثب إليه : عليّ بن الحسين عليه السّلام مهرولا ، فجعل ينشف دمه بثوبه .

و يقول له : يا بنيّ ، أعيذك باللَّه أن تكون المصلوب في الكناسة .

قلت : بأبي أنت و أمّي أيّ كناسة ؟

 قال : كناسة الكوفة .

قلت : جعلت فداك و يكون ذلك؟

 قال عليه السلام : أي و اللَّه‏ إن عشت بعدي .

لترينّ هذا الغلام : في ناحية من نواحي الكوفة .

مقتولا : مدفونا ، منبوشا ، مسلوبا ، مسحوبا .

مصلوبا : في الكناسة .

ثمّ ينزل : فيحرق ، و يدقّ ، و يذرى في البرّ .

قلت : جعلت فداك و ما اسم هذا الغلام ؟

قال : زيد .

ثم دمعت : عيناه .

 

ثمّ قال : ألا أحدّثك بحديث أبني هذا .

بينما أنا : ليلة ساجد و راكع ، ذهب بي النّوم .

فرأيت : كأنّي في الجنّة .

 و كأنّ : رسول اللَّه و عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللَّه عليهم أجمعين .

 قد زوّجوني : جارية من الحور العين ، فواقعتها و اغتسلت عند سدرة المنتهى و ولّيت .

و هاتف يهتف بي : ليهنك زيد ، ليهنك زيد ، ليهنك زيد .

فاستيقظت : فأصبت جنابة ، فقمت فتطهّرت ، و صلّيت صلاة الفجر .

فدقّ الباب و قيل لي : على الباب رجل يطلبك . فخرجت فإذا أن برجل معه جارية ، ملفوف كمّها على يده ، مخمّرة بخمار .

فقلت : ما حاجتك ؟

فقال : أريد عليّ بن الحسين .

 فقلت : أنا عليّ بن الحسين .

قال : أنا رسول المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ ، و هو يقرئك السّلام .

و يقول : وقعت هذه الجارية في ناحيتنا ، فاشتريتها بستّمائة دينار ، و هذه ستّمائة دينار فاستعن بها على دهرك . و دفع إليّ كتابا .

فأدخلت : الرّجل و الجارية ، و كتبت له جواب كتابه .

و قلت للجارية : ما أسمك ؟

قالت : حوراء .

فهيّؤوها لي : و بتّ بها عروسا .

فعلقت : بهذا الغلام .

فسمّيته : زيدا ؛ و هو هذا ، و سريّ ما قلت لك .

 

قال أبو حمزة : فما لبثت إلّا برهة , حتّى رأيت زيدا بالكوفة في دار معاوية بن إسحاق ، فسلّمت عليه .

ثمّ قلت : جعلت فداك ما أقدمك هذا البلد ؟

قال : الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر .

فكنت : أختلف إليه ، فجئته ليلة النّصف من شعبان فسلّمت عليه و جلست عنده.

 فقال : يا أبا حمزة تقوم حتّى تزور قبر أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ؟

قلت: نعم جعلت فداك.

ثمّ ساق أبو حمزة الحديث حتّى قال:

أتينا الذّكوات البيض فقال: هذا قبر عليّ بن أبي طالب عليه السّلام .

ثمّ رجعنا : فكان من أمره ما كان .

فو اللَّه : لقد رأيته مقتولا مدفونا منبوشا مسلوبا مسحوبا مصلوب بالكناسة ,

ثمّ : أحرق و دقّ و ذرى في الهواء .

 

الغارات ج2ص860ب12ح1 في التعليقة 58 ص 519 على كتاب الغارات من رسالة الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية للعلّامة جمال الدّين أبي منصور الحسن بن المطهّر الحلّي قدّس اللَّه تربته‏ .

حديث آخر بولادته :

يا طيب : هذا حديث مختصر بسند آخر عن الصدوق : بسنده عن سعيد بن خيثم ، عن أبي حمزة الثمالي قال :

حججت : فأتيت علي بن الحسين عليه السلام .

 فقال لي : يا أبا حمزة أ لا أحدثك عن رؤيا رأيتها .

رأيت : كأني أدخلت الجنة ، فأتيت بحوراء لم أر أحسن منها ، فبينا أنا متكئ على أريكتي ، إذ سمعت قائلا يقول :

يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ : لِيَهْنِئْكَ‏ زَيْدٌ ، يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ لِيَهْنِئْكَ‏ زَيْدٌ ، فَيَهْنِئْكَ‏ زَيْدٌ .

قال أبو حمزة : ثم‏ حججت بعده ، فأتيت علي بن الحسين ، فقرعت الباب ، ففتح لي .

فَدَخَلْتُ : فَإِذَا هُوَ حَامِلٌ زَيْداً عَلَى يَدِهِ .

أو قال : حامل غلاما على يده .

فَقَالَ لِي : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، هَذِهِ‏ تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ ، قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا .

الأمالي للصدوق ص335م54ح12 .

ويا طيب : بعد أن عرفنا تاريخ ولادته ، سنذكر ما عثرنا عليه من تعريف شأنه الكريم وتفسيره وأحاديثه وكلماته وخطبه وأقوال العلماء فيه ، ونعقد قسما إن شاء الله في تعريف الأئمة العلماء له ، وفضله وكرامته وإنه شهيد مظلوم مطالب بالحق وأمر بالمعروف وناهي عن المنكر ، ومجاهد لتعريف الحق عند أهله وأئمة الحق من آله عليهم السلام .

 

خصائص وأوصاف زيد :

 

زيد من العترة :

عن ابن بكير : قال زيد بن علي رحمه الله :

قال يا ابن بكير : إنك لن تلحقه ( للإمام المهدي عجل الله ظهوره ) ، و إن هذا الأمر يليه ستة من الأوصياء بعد هذا ، ثم يجعل خروج قائمن فيملأها قسطا و عدلا ، كما ملئت جورا و ظلما .

فقلت : يا ابن  رَسُولُ اللَّهِ ، أ لست صاحب هذا الأمر ؟

فقال : أنا من العترة .

فعدت : فعاد إلي .

فقلت : هذا الذي تقوله عنك أو عن رسول الله ؟

فقال‏ رحمه الله : لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ، لا ، و لكن عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم أنشأ يقول‏ :

نَحْنُ سَادَاتُ قُرَيْشٍ
وَ قِوَامُ الْحَقِّ فِينَا
نَحْنُ أَنْوَارُ الَّتِي مِنْ
قَبْلِ كَوْنِ الْخَلْقِ كُنَّا
نَحْنُ مِنَّا الْمُصْطَفَى
الْمُخْتَارُ وَ الْمَهْدِيُّ مِنَّا
فِينَا قَدْ عُرِفَ اللَّهُ
وَ بِالْحَقِّ قُمْنَا
سَوْفَ يَصْلَاهُ‏ سَعِيراً
مَنْ تَوَلَّى الْيَوْمَ عَنَّا

كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر للخزاز الرازي من القرن الرابع ص298 . وسيأتي الحديث بتمامه في دفاعه عن الإمامة والعترة  ...

يا طيب : في هذا الحديث يبين زيد رحمه الله أنه من العترة ولم يدعي الإمامة ، وإن شأنه أن يعرف الأئمة عليهم السلام ويثور لهم ويمكنهم من تعليم معارف الله للعباد ونشرها من صراطها المستقيم للمنعم عليهم السلام ، وهذ الحديث يعرفنا مفصلا عن يحي بن زيد الشهيد رحمه الله أن أبيه ليس بإمام ولم يدعي الإمامة لنفسه .

 

جهاد وعبادة وزهد زيد :

في كفاية الأثر : بسند ذكره ، عن عمر بن المتوكل بن هارون البجلي ، عن أبيه المتوكل بن هارون قال :

لقيت : يَحْيَى بْنَ زَيْدٍ ، بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ ، و هو متوجه إلى خراسان .

فَمَا رَأَيْتُ : رَجُلًا فِي عَقْلِهِ وَ فَضْلِهِ .

فسألته عن أبيه فقال : إنه قتل و صلب بالكناسة ، ثم بكى و بكيت حتى غشي عليه ، فلما سكن .

قلت له : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

و ما الذي : أخرجه إلى قتال هذا الطاغي ، و قد علم من أهل الكوفة ما علم ؟

فَقَالَ : نَعَمْ ، لَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ؟

فقال : سألت أبي عليه السلام يحدث عن أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام.

قال وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

يَدَهُ عَلَى صُلْبِي فَقَالَ :يَا حُسَيْنُ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ .

يُقَالُ لَهُ : زَيْدٌ ، يُقْتَلُ شَهِيداً .

إِذَا كَانَ : يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يَتَخَطَّى هُوَ وَ أَصْحَابُهُ رِقَابَ النَّاسِ ، وَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ .

فَأَحْبَبْتُ : أَنْ أَكُونَ كَمَا وَصَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله .

 

 ثُمَّ قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ أَبِي زَيْداً .

كَانَ وَ اللَّهِ :

أَحَدَ : الْمُتَعَبِّدِينَ .

قَائِمٌ : لَيْلَهُ .

صَائِمٌ : نَهَارَهُ .

يُجَاهِدُ : فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَقَّ جِهَادِهِ .

 

فقلت : يا ابن رسول الله هكذا يكون الإمام بهذه الصفة ؟

فَقَالَ : يَا بَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ بِإِمَامٍ .

وَ لَكِنْ كَانَ : مِنْ سَادَاتِ الْكِرَامِ ، وَ زُهَّادِهِمْ .

وَ كَانَ مِنَ : الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .

 

و قد جاء عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : فِيمَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ كَاذِباً .

فَقَالَ : مَهْ يَا بَا عَبْدِ اللَّهِ .

إِنَّ أَبِي :  كَانَ أَعْقَلَ مِنْ أَنْ يَدَّعِيَ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ .

وَ إِنَّمَا قَالَ : أَدْعُوكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، عَنَى بِذَلِكَ عَمِّي جَعْفَراً .

قُلْتُ : فَهُوَ الْيَوْمَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ ؟

قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ أَفْقَهُ بَنِي هَاشِمٍ .

 

ثم قال : يا با عبد الله إني أخبرك :

عَنْ أَبِي وَ زُهْدِهِ‏ وَ عِبَادَتِهِ :

أَنَّهُ كَانَ : يُصَلِّي فِي نَهَارِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ .

فَإِذَا جُنَّ : نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً .

ثُمَّ يَقُومُ : فَيُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ .

ثُمَّ يَقُومُ : قَائِماً عَلَى قَدَمَيْهِ .

يَدْعُو اللَّهَ : تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ، وَ يَتَضَرَّعُ لَهُ ، وَ يَبْكِي بِدُمُوعٍ جَارِيَةٍ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ .

فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ : سَجَدَ سَجْدَةً .

ثُمَّ يَقُومُ : يُصَلِّي الْغَدَاةَ ، إِذَا وَضَحَ الْفَجْرُ .

فَإِذَا فَرَغَ : مِنْ صَلَاتِهِ قَعَدَ فِي التَّعْقِيبِ إِلَى أَنْ يَتَعَالَى النَّهَارُ .

ثُمَّ يَقُومُ : فِي حَاجَتِهِ سَاعَةً .

فَإِذَا قَرُبَ الزَّوَالُ : قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ ، فَسَبَّحَ اللَّهَ تَعَالَى وَ مَجَّدَهُ إِلَى وَقْتِ الصَّلَاةِ .

فَإِذَا حَانَ : وَقْتُ الصَّلَاةِ ، قَامَ فَصَلَّى الْأُولَى .

وَ جَلَسَ هُنَيْئَةً : وَ صَلَّى الْعَصْرَ ، وَ قَعَدَ فِي‏ تَعْقِيبِهِ سَاعَةً .

ثُمَّ سَجَدَ : سَجْدَةً .

فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ : صَلَّى الْعِشَاءَ وَ الْعَتَمَةَ .

قلت : كان يصوم دهره ؟

قَالَ : لَا ، وَ لَكِنَّهُ كَانَ :

يَصُومُ فِي السَّنَةِ : ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ، وَ يَصُومُ فِي الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ .

قلت : فكان يفتي الناس في معالم دينهم ؟

قال : مَا أَذْكُرُ ذَلِكَ عَنْهُ .

ثم أخرج إلي : صَحِيفَةً كَامِلَةً ، فِيهَا أَدْعِيَةُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام.

كفاية الأثر  ص307 . يا طيب سيأتي تفصيل سند الرواية وتكملت هذا الحديث مفصلا في الصحيفة السجادية .

يا طيب : هذا الحديث صريح في اعتراف زيد وأبنه بإمامة الأئمة عليهم السلام ، وأنهم من العترة ، وإن شهادته مذكورة من النبي الأكرم ، كما كان الحسين عليه السلام عليه أن يقدم نفسه وكل ما يملك من أجل إقامة الحق وإصلاح العباد بالثورة ، وهذا عهد معهود من الله لهم بأنه القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة .

والحديث : يبين كل تفاصيل شأنه الكريم ، وكرامته منه الله وعلمه ومعرفته وولائه للأئمة ، كما يعرفنا الحديث زهده وعبادته وإخلاصه لله سبحانه وتعالى ، مما يعرف ولي من أولياء الله المخلصين الخالصين له بكل وجوده .

 

وصف آخر لعبادة زيد :

عن فرات الكوفي : عن القاسم بن عبيد قال : حدثنا أحمد بن رشك‏ ، عن سعيد بن خثيم ، قال:

قلت : لمحمد بن خالد ، كيف زيد بن‏ علي‏ في قلوب أهل العراق ؟

فقال : لا أحدثك عن أهل العراق ، و لكن أحدثك عن رجل ، يقال له : النازلي بالمدينة .

قال : صَحِبْتُ زَيْداً مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ .

وَ كَانَ : يُصَلِّي الْفَرِيضَةَ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الصَّلَاةِ إِلَى الصَّلَاةِ .

وَ يُصَلِّي : اللَّيْلَ كُلَّهُ .

وَ يُكْثِرُ : التَّسْبِيحَ .

وَ يُرَدِّدُ :

{ وَجَاءتْ  سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) } ق.

فصلى بنا : ليلة من ذلك .

ثم ردد : هذه الآية ، لئن قلت لك قريب‏ من نصف الليل .

فانتبهت : و هو رافع يده إلى السماء .

و يقول : إِلَهِي عَذَابُ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ .

ثم انتحب : فقمت إليه .

و قلت : يا ابن رسول الله ، لقد جزعت في ليلتك هذه ، جزع ما كنت أعرفه .

قال : ويحك يا نازلي .

إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ : وَ أَنَا فِي سُجُودِي ، وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِالْمُسْتَقْبَلِ يَوْماً .

إِذْ رُفِعَ لِي : زُمْرَةٌ مِنَ النَّاسِ ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ تَلْمَعُ‏ مِنْهَا الْأَبْصَارُ .

حَتَّى : أَحَاطُوا بِي وَ أَنَا سَاجِدٌ .

فَقَالَ كَبِيرُهُمُ : الَّذِي يَسْمَعُونَ مِنْهُ ، أَ هُوَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ .

قَالَ : أَبْشِرْ يَا زَيْدُ .

فَإِنَّكَ : مَقْتُولٌ فِي اللَّهِ ، وَ مَصْلُوبٌ ، وَ مَحْرُوقٌ بِالنَّارِ .

وَ لَا يَمَسُّكَ : النَّارُ بَعْدَهَا أَبَداً .

فَانْتَبَهْتُ : وَ أَنَا فَزِعٌ وَ اللَّهِ .

يَا نَازِلِيُّ : لَوَدِدْتُ أَنِّي أُحْرِقْتُ بِالنَّارِ ، ثُمَّ أُحْرِقْتُ بِالنَّارِ ، وَ أَنَّ اللَّهَ أَصْلَحَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرَهَا.

تفسير فرات الكوفي ص435ح573.

يا طيب : هذا زيد يبشر بالشهادة كما بشر بها من قبل ، ومن يخلص لله سبحانه يبشره الله بكل كرامه ويسدده ويوفقه لإن يسلك الصراط المستقيم بهدى المنعم عليهم وتعريفه للمؤمنين .

 

زيد وصدقات الرسول :

عن أبو زيد عن الخرامي، عن ابن وهب، عن يونس عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن الأعرج :

إنه سمع : أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

و الذي : نفسي بيده ، لا يقسم ورثتي شيئا، ما تركت صدقة .

 قال : و كانت هذه الصدقة بيد عليّ عليه السلام ، غلب عليه العباس ، و كانت فيها خصومتها ، فأبى عمر أن يقسمها بينها حتى أعرض عنها العباس.

و غلب عليها : عليّ عليه السلام، ثم كانت بيد حسن و حسين ابني عليّ عليه السلام ، ثم كانت بيد علي بن الحسين عليه السلام ، و الحسن بن الحسن كلاهما يتداولانها .

ثم بيد : زيد بن‏ علي‏ عليه السلام‏ .

السقيفة و فدك ص109 . ورواه شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16ص221ف1 ، فيما ورد من الأخبار و السير المنقولة من أفواه أهل الحديث و كتبهم لا من كتب الشيعة و رجالهم  .  

يا طيب : سيأتي حديث لزيد رحمه الله أن العباس لم يتحمل وصية رسول الله وتحملها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ومنازعتهم من جيب أبو هريرة ، وكون الصدقات كان يتولاها زيد صحيح وسيأتي فيها كلام ، والحديث من معلومات الراوي في ما بقي لحد الإمام زين العابدين عليه السلام وما بعده .

 

 

تعريف المعصومون لزيد وعرفانه لحقهم

 

يا طيب : في الأحاديث السابقة عرفت بشارة النبي الأكرم لأبيه زين العابدين بولادته وأمره له بأن يسميه زيد ، وفرح الإمام بأمه وبه ، كما عرفن عن أبائه أن النبي الأكرم والإمام علي والإمام الحسين وابيه يعرفوه بالشهيد ، وهذه أحاديث أخرى تفصل هذا المعنى من تعريف شأنه الكريم وشهادته .

 

النبي والأئمة يصفون زيد :

في كفاية الأثر : بالإسناد عن محمد بن مسلم قال :

دخلت على : زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام .

 فقلت : إن قوما يزعمون ، أنك صاحب هذا الأمر ؟

قَالَ : وَ لَكِنِّي مِنَ الْعِتْرَةِ ؟

 

قلت : فمن يلي هذا الأمر بعدكم ؟

قَالَ : سِتَّةٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ ، وَ الْمَهْدِيُّ مِنْهُمْ .

قال ابن مسلم : ثم دخلت على الباقر عليه السلام ، فأخبرته بذلك .

فقال عليه السلام : صَدَقَ أَخِي زَيْدٌ .

سَيَلِي هَذَا الْأَمْرَ : بَعْدِي سَبْعَةٌ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ ، وَ الْمَهْدِيُّ مِنْهُمْ .

ثم بكى و قال : كَأَنِّي بِهِ ، وَ قَدْ صُلِبَ فِي الْكُنَاسَةِ .

يا ابن مسلم : حدثني أبي عن أبيه الحسين قال :

وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ : يَدَهُ عَلَى كَتِفِي .

وَ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ .

يُقَالُ لَهُ : زَيْدٌ .

يُقْتَلُ : مَظْلُوماً .

إِذَا كَانَ : يَوْمُ الْقِيَامَةِ حُشِرَ إِلَى الْجَنَّةِ.

كفاية الأثر ص 310 .

يا طيب : هذا الحديث وحديث البشارة وكل الأحاديث التي تصف زيد رحمه ، تبين مقامه السامي وأن في ثورة حجة على العباد في وجوب نصره ونصر أهل البيت عليهم السلام ، وتعريف حقهم وإمامتهم وولايتهم ، وإن زيد رحمه الله قتل مظلوم وأنه في الجنة ، وإن كل من خالفه فهو ظالم أو محب للظالمين وهو من أهل النار ، لأنه من أحب قوما حشر معهم وأحب عمل قوما أشرك معهم ، وتكريم زيد رحمه وتعريف حقه من حب الإمامة والولاية وهدى الله الحق وأهله ، وحب عبودية الله بما يحب ويرض من صراطها المستقيم عند المنعم عليهم بهداه.

المعصومون يعرفون زيد :

عن الصدوق : قال حدثنا أحمد بن هارون الفامي‏ في مسجد الكوفة سنة أربع و خمسين‏ و ثلاثمائة ، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسين بن علوان ، عن عمر بن ثابت ، عن داود بن عبد الجبار ، عن جابر بن يزيد الجعفي:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ : مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عليه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليهم السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلْحُسَيْنِ عليه السلام :

 يَا حُسَيْنُ : يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ .

يُقَالُ لَهُ : زَيْدٌ

يَتَخَطَّى : هُوَ وَ أَصْحَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِقَابَ النَّاسِ ، غُرّاً مُحَجَّلِينَ ، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ‏ .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص249ب25ح2 . يا طيب : مر الحديث عن زيد رحمه الله عن آباءه وهنا الإمام الباقر أيضا عن آباءه وهو أخو زيد ، أي عن أبيه زين العابدين عن أبيه سيد الشهداء الحسين عن أمير المؤمنين عن رسول الله .

 

زيد يعرف إمامه :

في كفاية الأثر : بالإسناد عن عبد العلاء قال: قلت : لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ما تقول في الشيخين ؟

قال : .. .

قلت : فأنت صاحب الأمر ؟

قال : لَا ، وَ لَكِنِّي مِنَ الْعِتْرَةِ .

قلت : فإلى من تأمرنا ؟

قال : عَلَيْكَ بِصَاحِبِ الشَّعْرِ ، وَ أَشَارَ إِلَى الصَّادِقِ عليه السلام .

كفاية الأثر ص310 .

 

 

الإمام الباقر يصف زيد :

روى الصدوق : بسنده عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ :

دَخَلْتُ : عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام ، وَ عِنْدَهُ زَيْدٌ أَخُوهُ عليه السلام ، فدخل عليه معروف بن خربوذ المكي .

فقال أبو جعفر : يا معروف أنشدني من طرائف ما عندك ، فأنشده‏ :

أ لَعَمْرُكَ مَا إِنْ أَبُو مَالِكٍ‏
بِوَانٍ وَ لَا بِضَعِيفٍ قُوَاهُ‏
وَ لَا بِأَلَدَّ لَدَى قَوْلِهِ‏
يُعَادِي الْحَكِيمَ إِذَا مَا نَهَاهُ‏
وَ لَكِنَّهُ سَيِّدٌ بَارِعٌ‏
كَرِيمُ الطَّبَائِعِ حُلْوٌ ثَنَاهُ
إِذَا سُدْتَهُ سُدْتَ مِطْوَاعَةً
وَ مَهْمَا وَكَلْتَ إِلَيْهِ كَفَاهُ‏

 قَالَ : فَوَضَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام ،  يَدَهُ عَلَى كَتِفَيْ زَيْدٍ .

فَقَالَ عليه السلام : هَذِهِ صِفَتُكَ يَا أَبَا الْحُسَيْنِ .

الأمالي للصدوق ص40م20ح12 .عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص250ب25ح5 .  العضادة بالكسر: جانب العتبة من الباب. طرائف : أي من بدائع ما عندك و عجائبه.

 

زيد معتمد الإمام الباقر :

في الكافي : بالإسناد عن محمد بن مسلم قال :

 ولد لأبي جعفر عليه السلام : غلامان جميعا .

فَأَمَرَ : زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ ، أن يشتري له جزورين للعقيقة .

و كان : زمن غلاء ، فاشترى له واحدة ، و عسرت عليه الأخرى .

فَقَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: قد عسرت علي الأخرى، فتصدق بثمنها .

فقال عليه السلام : لا اطلبها حتى تقدر عليها .

فإن الله عز و جل : يحب إهراق الدماء ، و إطعام الطعام .

الكافي ج6ص25ح8 .

 

الإمام الباقر يفتخر بزيد :

عن عمرو بن خالد : عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال :

 إني لجالس : عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عليه السلام .

 إِذْ أَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام : فلما نظر إليه أبو جعفر وهو مقبل .

قال عليه السلام :

هَذَا سَيِّدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ .

وَ الطَّالِبُ : بِأَوْتَارِهِمْ .

لَقَدْ أَنْجَبَتْ : أُمٌّ وَلَدَتْكَ يَا زَيْدُ .

الأمالي للصدوق ص335م54ح11 . وفي روضة الواعظين و بصيرة المتعظين ج2ص269، هَذَا سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ الطَّالِبُ بِأَوْتَارِهِمْ‏.

زيد مع الإمام الباقر :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ‏ أَنَّ زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ ع دَخَلَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلم :

و معه كتب : من أهل الكوفة ، يدعونه فيها إلى أنفسهم ، و يخبرونه باجتماعهم ، و يأمرونه بالخروج‏ ؟

فقال له أبو جعفر عليه السلام : هذه الكتب أبتداء منهم ، أو جواب ما كتبت به إليهم و دعوتهم إليه ؟

فقال رحمه الله : بل ابتداء من القوم .

لمعرفتهم : بحقنا و بقرابتنا من رسول الله .

و لما يجدون : في كتاب الله عز و جل ، من وجوب مودتنا و فرض طاعتنا .

و لما نحن فيه : من الضيق و الضنك و البلاء .

فقال له أبو جعفر عليه السلام :

إن الطاعة : مفروضة من الله عز و جل ، و سنة أمضاها في الأولين ، و كذلك يجريها في الآخرين .

و الطاعة : لواحد منا ، و المودة للجميع .

و أمر الله : يجري لأوليائه ، بحكم موصول ، و قضاء مفصول ، و حتم مقضي ، و قدر مقدور ، و أجل مسمى لوقت معلوم .

فلا يستخفنك‏ : الذين لا يوقنون‏ ، إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا .

فلا تعجل : فإن الله لا يعجل لعجلة العباد ، و لا تسبقن الله فتعجزك البلية فتصرعك .

قال : فغضب زيد عند ذلك ، ثم قال :

ليس الإمام منا : من جلس في بيته ، و أرخى ستره ، و ثبط عن الجهاد .

و لكن الإمام منا : من منع حوزته ، و جاهد في سبيل الله حق جهاده ، و دفع عن رعيته ، و ذب عن حريمه .

قال أبو جعفر عليه السلام : هل تعرف يا أخي من نفسك شيئا ، مما نسبتها إليه ، فتجيء عليه بشاهد من كتاب الله ، أو حجة من رسول الله ،  أو تضرب به مثلا .

فإن الله عز و جل : أحل حلالا ، و حرم حراما ، و فرض فرائض ، و ضرب أمثالا ، و سن سننا .

 و لم يجعل الإمام : القائم بأمره ، شبهة فيما فرض له من الطاعة ، أن يسبقه بأمر قبل محله ، أو يجاهد فيه قبل حلوله .

و قد قال الله عز و جل في الصيد : { َالاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ (95) } المائدة .

 أ فقتل : الصيد أعظم ، أم قتل النفس‏ التي حرم الله ، و جعل لكل شيء محلا .

و قال الله عز و جل : { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ  (2)  } المائدة .

 و قال عز و جل‏ : {  لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ (2) } المائدة.

فجعل : الشهور عدة معلومة ، فجعل منها أربعة حرما .

و قال‏ : {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ  أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ  (2) } التوبة .

 ثم قال تبارك و تعالى {  فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ  الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ (5)  } التوبة .

 فجعل : لذلك محلا .

و قال: { وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ (235)} البقرة.

 فجعل : لكل شيء أجلا ، و لكل أجل كتابا .

فإن كنت : على بينة من ربك ، و يقين من أمرك ، و تبيان من شأنك ، فشأنك .

و إلا : فلا ترومن أمرا ، أنت منه في شك و شبهة ، و لا تتعاط زوال ملك لم تنقض أكله ، و لم ينقطع مداه ، و لم يبلغ الكتاب أجله .

فلو قد : بلغ مداه ، و انقطع أكله ، و بلغ الكتاب أجله ، لانقطع الفصل ، و تتابع النظام ، و لأعقب الله في التابع و المتبوع الذل و الصغار .

أعوذ بالله : من إمام ضل عن وقته ، فكان التابع فيه أعلم من المتبوع .

أ تريد يا أخي : أن تحيي ملة قوم ، قد كفروا بآيات الله ، و عصوا رسوله ، و اتبعوا أهواءهم بغير هدى من الله ، و ادعوا الخلافة بلا برهان من الله ، و لا عهد من رسوله .

أعيذك بالله يا أخي : أن تكون غدا المصلوب بالكناسة .

ثم ارفضت : عليه السلام عيناه ، و سالت دموعه .

ثم قال عليه السلام : الله بيننا و بين من هتك سترنا ، و جحدن حقنا ، و أفشى سرنا ، و نسبنا إلى غير جدنا ، و قال فينا ما لم نقله في أنفسنا.

الكافي ج1ص356ح16 . وقسم منه في تفسير العياشي ج1ص290ح14 .

المراد بالضيق : ضيق الصدر ، و الحزن: و بالضنك ضيق المعاش، و بالبلاء : ضرر الأعداء و المكاره منهم.

بحكم موصول : أي متصل بعضه ببعض، و ارد لواحد بعد و احد أو أنه وصل إليهم حكمه بعلم خاص بهم . و قضاء مفصول : أي مبين ظاهر يفصل بين الحق و الباطل ، قضاء قد فصل تفصيلا وبين.

فلا يستخفنك : أي لا يحملنك على الخفة و الجهل، و لا يزعجنك و يزيلنك عن اعتقادك بما يوقعون من ‏الشبه .

فغضب زيد : من جيب الراوي ، كأنه فهمه من كلامه ، مع أنه زيد رحمه الله طرح كل ما يفهمه ويجب عمله في وقته وزمانه ، وبين ما يحسن عمله لمن يكون إمام الناس ، وثبط : شغل وعوق ، ومنع حوزته : أي منع ما حازه أي من في ناحيته وجهته ، وسن سننا : أي بين طرقا قويمة . و السنة: الطريقة و السيرة. و سنة الله: أحكامه و أوامره و نواهيه ..

فبين له الإمام عليه السلام : ما يجب بتفصيل بين واضح ، ولذ تراه لم يقم بنهضته في زمن الإمام الباقر عليه السلام وأجلها طاعة لإمامه ...

 فلا ترومن : أي لا تطلبن . والتعاطي : التناول : التنازع في الأخذ ، و ركوب الأمر ، الأكل و الاكل: الرزق، و الحظ من الدنيا . المدى : الغاية و المنتهى . أعقب: أورث. الملة : السنة و الطريقة. ارفضاض الدمع: ترششه و تتابع سيلانه و قطرانه .

وفي شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج6ص286ح16 .

قال قوله : إن الطاعة مفروضة من اللّه عز و جل ، أراد بالطاعة طاعة اللّه و طاعة الرسول و الوصي، و أشار بذلك الى أنه تعالى أوجبها على الاولين و الآخرين ثم أشار الى الفرق بينها و بين المودة ، بقوله : و الطاعة لواحد منا و المودة للجميع. أما الاول فلقوله تعالى‏ { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُو اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } ، و ولى الامر ليس إلا واحدا باتفاق الأمة ، فالطاعة واجبة لواحد ، و أما الثاني فقوله تعالى‏ : { قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ‏} ـ فالمودة لكل من يتقرب به صلى الله عليه وآله الا من أخرجه الدليل ، و الغرض منه هو الرد على زيد حيث صرح بأنه تعالى أوجب طاعته كما أوجب مودته، و اعلم أن الروايات فى مدح زيد و ذمه مختلفة و روايات المدح أكثر مع أن روايات الذم لا تخلو من علة .

قوله : و أمر اللّه يجرى لأوليائه بحكم موصول و قضاء مفصول و حتم مقضى و قدر مقدور و أجل مسمى لوقت معلوم .

ثم شرح رحمه الله : الحديث شرحا مفصلا مبين مراتب وقع الأمر ، وبين كلام الإمام عليه السلام لأنه مطلع على ما لم يطلع عليه زيد رحمه الله ، بأن ملك بني مروان لم يحن في زمان زيد زواله ، فزيد سيستشهد ، وإن وعليه أن ل يطيع من يستحثه للخروج ممن أرسل إليه الكتب .

ثم بين جواب الإمام : عن شبهت زيد بإن الإمام ليس من أرخى ستره أي جلس في البيت ولم يجاهد لنزع حكم الضالين الظالمين ، ويجب عليه يمنع م بحوزته وناحيته ورعيته وأهل ملته من الضيم والحيف الواقع عليهم من الحكام .

فبين الإمام : إن زيد لم يطلع على ما هو يعرفه ومطلع عليه ، بإنّ اللّه عزّ و جلّ أحلّ حلالا و حرّم حراما و فرّض فرائض و ضرب أمثالا و سنّ سننا و لم يجعل الإمام القائم بأمره في شبهة فيما فرض له من الطّاعة أن يسبقه بأمر قبل محلّه أو يجاهد فيه قبل حلوله، وذكر قصة تحريم الصيد والقتل في زمان وتحليله في زمان أخر  حسب مصلحة قررها الله تعالى ، وهكذا قتال الكفار بعد الأشهر الحرم ، وكذا حرمة الزواج من المطلقة ومن توفى زوجها قبل انتهاء العدة وحلال بعده ، وهكذا في زماننا حكم بني أمية مقضي لأن يبقى لأجله ، فالخروج في زمانهم يوجب الشهادة ثم عرفه مصيره ، وإن أحببت التفصيل فراجعه .

ويا طيب : إن زيد لم يخرج في زمان الإمام الباقر عليه السلام ، احتراما لرأيه ، ولعله جاءته الإشارة من الإمام الصادق بعده ، أو أنه خير بين السلة والذلة  بعد ما ضيق عليهم الحاكم ، وأخذ يعرض ولاته لإهانتهم والتضييق عليهم كما سترى ، فإنه لم يبقى له إما أن يموت سجينا أو يعيش ذليلا خاضعا لجورهم ، أو يستشهد بعزة وكرامة ، فاختار الثاني كجده الحسين عليه السلام .

وإن زيد كجده : كان عالم بأنه يخرج ويستشهد ، كما مرت وتأتي الأحاديث في بيان إخبار الله لرسوله ومنه لأباءه بشهادته وإن خارج لا محال ، وقد ترحم عليه الأئمة عليهم السلام ، وكما قيل : إن الحسين عليه السلام أيضا خرج و لم يغلب ، لأنه كان مأمورا و لم يكن غرضه الغلبة بل إتمام الحجة على الخلق، و كان يعلم شهادته و مغلوبيته، و المأمور في جميع أحواله معذور..

ويا طيب : العاملي في وسائل الشيعة ج27ص157ح33473- 10 ب12 استفاد من الحديث وعقد بابا بوجوب التوقف و الاحتياط في القضاء و الفتوى و العمل في كل مسألة نظرية لم يعلم حكمها بنص منهم عليهم السلام .

 

الإمام يعرف زيد بالصحيفة:

عن الصدوق : بسنده عن صدقة بن أبي موسى عن أبي نضرة قال :

لما أحتضر : أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عند الوفاة ، دعا بابنه الصادق عليه السلام ليعهد إليه عهدا .

فَقَالَ لَهُ : أَخُوهُ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ رحمه الله ، لو امتثلت في تمثال الحسن و الحسين عليهما السلام ، لرجوت أن لا تكون أتيت منكر ؟

فقال له : يا أبا الحسن‏  إن الأمانات ليست بالتمثال‏  ، و لا العهود بالرسوم ، و إنما هي أمور سابقة عن حجج الله عز و جل .

ثم دعا : بجابر بن عبد الله ، فقال له : يا جابر ، حَدِّثْنَا بِمَا عَايَنْتَ مِنَ الصَّحِيفَةِ ؟

فقال له جابر : نعم يا أبا جعفر ، دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله لأهنئها بولادة الحسين .

 فَإِذَا بِيَدَيْهَا : صَحِيفَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ دُرَّةٍ .

فقلت لها : يا سيدة النساء ، ما هذه الصَّحِيفَةُ التي أراه معك ؟

قَالَتْ : فِيهَا أَسْمَاءُ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِي .

قلت لها : ناوليني لأنظر فيها .

قالت : يا جابر  لو لا النهي  لكنت أفعل ، لكنه قد نهى أن يمسها  إلا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي .

و لكنه : مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها .

قال جابر : فإذا :

أَبُو الْقَاسِمِ : محمد بن عبد الله المصطفى ، أمه آمنة .

أَبُو الْحَسَنِ : علي بن أبي طالب المرتضى ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .

أَبُو مُحَمَّدٍ : الحسن بن علي البر ، أبو عبد الله الحسين بن التقي ، أمهما فاطمة بنت محمد .

أَبُو مُحَمَّدٍ : علي بن الحسين العدل ، أمه شهربانو بنت يزدجرد .

أَبُو جَعْفَرٍ : محمد بن علي الباقر ، أُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ‏ بنت الحسن بن علي بن أبي طالب .

 أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : جعفر بن محمد الصادق ، و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر .

أَبُو إِبْرَاهِيمَ :  موسى بن جعفر ، أمه جارية اسمها حميدة المصفاة .

أَبُو الْحَسَنِ : علي بن موسى الرضا ، أمه جارية اسمها نجمة .

أَبُو جَعْفَرٍ : محمد بن علي الزكي ، أمه جارية اسمها خيزران .

أَبُو الْحَسَنِ : علي بن محمد بن الأمين ، أمه جارية اسمه سوسن .

أَبُو مُحَمَّدٍ : الحسن بن علي الرفيق ، أمه جارية اسمه سمانة ، وتكنى أم الحسن.

أَبُو الْقَاسِمِ : محمد بن الحسن هو حجة الله القائم ، أمه جارية اسمها نرجس ، صلوات الله عليهم أجمعين‏ .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص40ب6ح1 .كمال الدين و تمام النعمة ج1ص305ح1 . وحديث جابر متواتر مشهور مروي بعدة طرق ، ويرويه الإمام لأخيه زيد وذكره به ، ولعله ليستيقن كل من معه من أخوته وأهل البيت والهاشميين وبالخصوص العلويين من بني الحسن والحسين والأسباط كلهم من آلهم ، إن لم يستحق الإمامة زيد لوجود الإمام الصادق بعد الباقر فغيرهم أولى أن لا يستحقها ، ويمكن القول بهذه الرواية سقط وتغيير للنص والأصح يمكن القول ، ثم دعا جابر في الرواية ، الظاهر ثم قال دعا أبى يوم بجابر بن عبد اللّه ... فقال له جابر نعم يا ابا محمد ... ، وأما النهي عن مسه فأخذها لعله في سفط أو ما يحفظها ولم يمسها واستنسخ منها .

وقال الصدوق : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه السلام ، و الذي أذهب إليه النهي عن تسميته .‏ و أبا الحسن أول الحديث كنية زيد ، وأم الإمام الباقر أم عبد الله و هي كنيتها و لم يعلم اسم غير هذا، و كان عبد اللّه بن عليّ بن الحسين عليه السلام أخو أبو جعفر يلي صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و صدقات أمير المؤمنين عليه السلام و كان فاضلا فقيها. من الإرشاد. وقيل اسم أم فروة فاطمة .

 

زيد مطلع على كتاب الإمامة :

عن الصدوق : بسنده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن‏ علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال : حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه‏ عن جده‏ ( الإمام الصادق عليهم السلام ):

أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ عليه السلام : جَمَعَ وُلْدَهُ ، وَ فِيهِمْ عَمُّهُمْ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ .

 ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْهِمْ : كِتَاباً بِخَطِّ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ .

 مَكْتُوبٌ فِيهِ : هَذَا كِتَابٌ‏ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ‏ ، حديث اللوح ، إلى الموضع الذي يقول فيه‏ ، و أولئك هم المهتدون‏ .

ثم قال في آخره قال : عبد العظيم ، العجب كل العجب ، لمحمد بن جعفر و خروجه ، و قد سمع أباه عليه السلام يقول هذا و يحكيه ، ثم قال‏ : هذ سر الله و دينه و دين ملائكته ، فصنه إلا عن أهله و أوليائه  .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص45ب6ح4 .

يا طيب : حديث اللوح أو حديث صحيفة الإمام ومصحف فاطمة والجفر بأنواعه كتب ، بعضها نازلة من السماء وبعضها بخط أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذ الكتاب فيه أسماء الأئمة كما في حديث الصحيفة عن جابر رحمه الله .

وأما محمد بن جعفر : فقد قال الشيخ المفيد رحمه : وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ شُجَاعاً سَخِيّاً ، وَ كَانَ يَصُومُ يَوْماً وَ يُفْطِرُ يَوْماً وَ يَرَى رَأْيَ الزَّيْدِيَّةِ فِي الْخُرُوجِ بِالسَّيْفِ.

و روي : عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين ، أنها قالت: ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتى يكسوه  و كان يذبح في كل يوم كبش لأضيافه.

و خرج : على المأمون في سنة تسع و تسعين و مائة بمكة و اتبعته الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه و أخذه و أنفذه إلى المأمون ، فلما وصل إليه أكرمه المأمون و أدنى مجلسه منه و وصله و أحسن جائزته فكان مقيم معه بخراسان يركب إليه في موكب من بني عمه و كان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته. ..... و توفي محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون فركب المأمون ليشهده فلقيهم و قد خرجوا به فلما نظر إلى السرير نزل فترجل و مشى حتى دخل بين العمودين فلم يزل بينهما حتى وضع فتقدم و صلى ثم حمله حتى بلغ به القبر ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بنى عليه ،  ثم خرج فقام على القبر حتى دفن فقال له عبيد الله بن الحسين و دعا له يا أمير المؤمنين إنك قد تعبت اليوم فلو ركبت فقال المأمون إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة.

 الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج2ص212 .

 

الإمام يذكر مصير زيد :

ذكر الخصيبي : و روي عنه عن عدة من أصحاب محمد بن علي الباقر عليهم السلام .

أنهم قالوا :  كنا معه .

فَمَرّ :َ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَ السَّلَامُ .

 فَقَالَ : لَنَا أَ تَرَوْنَ أَخِي هَذَا .

وَ اللَّهِ : لَيَخْرُجَنَّ بِالْكُوفَةِ ، وَ لَيُقْتَلَنَّ ، وَ يُصْلَبَنَّ ، وَ يُطَافُ بِرَأْسِهِ .

الهداية الكبرى ص241 . ورواه الأربلي في كشف الغمة في معرفة الأئمة ج2ص137 .

 

دفاع ورثاء زيد للإمام الباقر :

وعن إبن شهرآشوب : عن القتيبي في عيون الأخبار : أن هشام قال لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ : ما فعل أخوك البقرة ؟

فقال زيد : سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باقر العلم ، و أنت تسميه بقرة ، لقد اختلفتما إذا .

قال زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ رحمه الله :

ثَوَى بَاقِرُ الْعِلْمِ فِي مَلْحَدٍ
إِمَامُ الْوَرَى‏ طَيِّبُ‏ الْمَوْلِدِ
فَمَنْ لِي سِوَى جَعْفَرٍ بَعْدَهُ
إِمَامِ الْوَرَى الْأَوْحَدِ الْأَمْجَدِ
أَبَا جَعْفَرٍ الْخَيْرَ أَنْتَ الْإِمَامُ
وَ أَنْتَ الْمُرَجَّى لِبَلْوَى غَدٍ‏

المناقب ج4ص197 ، عن عيون الأخبار لابن قتيبة ج2ص212 وعنهم في بحار الأنوار ج46ص297ب6ح25 .

وقال : ابن شهرآشوب : في باب حياة الإمام محمد بن علي الباقر عليهم السلام ،و من‏ رواة النص‏ عليه‏ من أبيه ، إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين ، و زيد بن علي ، و عيسى عن جده و الحسين بن أبي العلاء ..

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص211 .

 

زيد مع الإمام الصادق

زيد جعفر إمامنا :

  قال الكشي: محمد بن الحسن و عثمان بن خالد قالا : حدثن محمد بن داود عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن على بن فضال عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي قال:

كان سليمان بن خالد : خرج مع زيد بن علي ، فقال له رجل: و نحن وقوف في ناحية و زيد في ناحية ، ما تقول في زيد هو خير أم‏ جعفر ؟

قال سليمان : قلت : و اللّه ليوم من جعفر خير من أيام الدنيا من زيد .

 قال : فحرك دابته و أتى زيدا و قص عليه القصة .

قال: فمضيت نحوه فانتهيت إلى زيد .

و هو يقول : جعفر إمامنا في الحلال و الحرام‏ .

 رجال الكشّيّ ص 230. وعنه في شرح أصول الكافي لصدر المتألهين ج2ص146 . وقال محمد تقي المجلسي بعد نقل الحديث في روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ج14ص143، و يدل على أن سليمان لم يكن معتقدا إمامة زيد ، بل كان يطلب بثارات الحسين عليه السلام و أصحابه كما تقدم في زيد ، و إن كان هذا الكلام يشعر بأن زيدا يعتقد إمامته بالسيف ، لكن يؤول بأن الخروج بالسيف أيضا من الحلال و الحرام ، و يكون المراد أن خروجي بإذن جعفر عليه السلام. ورواه في بحار الأنوار ج46ص196ب11ص69 .

 

زيد يُعرف الصادق بالإمامة :

عن بن شهرآشوب : عن المرشد أبو يعلى الجعفري ، و أبو الحسين الكوفي ، و أبو جعفر الطوسي‏ ، أَنَّهُ قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ لسورة بن كليب ، يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم على ما تذكرون ؟

قال : كنا نأتي أخاك محمد بن علي فنسأله ، فيقول قال رسول الله و قال الله ، ثم مضى أخوك .

فأتيناكم آل محمد : و أنت فيمن أتينا ، فأجبتم عن بعض ؟

فأتينا : ابن أخيك أبا عبد الله ، فقال لنا : كما قال أبوه و لم يترك شيئا مما سألنا عنه إلا أجابنا فيه بما يقع .

قَالَ فَتَبَسَّمَ زَيْدٌ ثم قال : أما و الله لئن قلت هذا ، فإن كتب علي عليه السلام عنده دوننا .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص250 .

 

وعن بن شهر آشوب : وَ قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ : فِي كُلِّ زَمَانٍ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، يَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ عَلَى خَلْقِهِ .

وَ حُجَّةُ زَمَانِنَا : ابْنُ أَخِي جَعْفَرٌ ، لَا يَضِلُّ مَنْ تَبِعَهُ ، وَ لَا يَهْتَدِي مَنْ خَالَفَهُ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص277 .

 

زيد مع الإمام الصادق :

ذكر الصدوق : بسنده أبي معمر سعيد بن خثيم عن أخيه معمر قال : كنت جالسا عند الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام ، فجاء زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام ، فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ .

فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ عليه السلام : يَا عَمِّ ، أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ .

فقالت له أم زيد : و الله ما يحملك على هذا القول ، غير الحسد لابني .

فَقَالَ عليه السلام : يَا لَيْتَهُ حَسَداً ، يَا لَيْتَهُ حَسَداً ثَلَاثاً .

ثم قال عليه السلام : حدثني أبي عن جدي ، أنه يخرج من ولده رجل .

يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ : يُقْتَلُ بِالْكُوفَةِ ، وَ يُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ ـ يُخْرَجُ مِنْ قَبْرِهِ نَبْشاً ، تُفَتَّحُ لِرُوحِهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، يَبْتَهِجُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ ، يُجْعَلُ رُوحُهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ أَخْضَرَ ، يَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءَ .

الأمالي للصدوق ص40م20ح11 . و عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص250ب25ح4 .

 يا طيب : هذا الحديث وعد إلهي لزيد يبين في أنه يثور للحق وينهض بالصدق ، وإنه شهيد مكرم عند الله بحالة خاصة ، وإن روحه متنقلة مثل عمهم جعفر الطيار رحمهم الله ، ولعله حوصلة الطير الأخضر تكون له مثل الكرسي ينقل الطير زيد كيف يشاء ومتى شاء وإلى أين يشاء في رياض الجنة ، والطير يكون كبير نسبيا لينقله كما أن ورق لشجر بالجنة يظلل كثير من المؤمنين وقصور .. .

 

الإمام الصادق يسأل عن زيد :

في الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن أبي داود ، عن عبد الله بن أبان قال :

 دخلنا : على أبي عبد الله عليه السلام .

 فَسَأَلَنَا : أَ فِيكُمْ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمُ عَمِّي زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ؟

فَقَالَ : رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، أَنَا عِنْدِي عِلْمٌ مِنْ عِلْمِ عَمِّكَ .

كنا عنده : ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري .

إِذْ قَالَ : انْطَلِقُوا بِنَا نُصَلِّي فِي مَسْجِدِ السَّهْلَةِ .

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ليه السلام : وَ فَعَلَ ؟

فَقَالَ : لَا ، جَاءَهُ أَمْرٌ فَشَغَلَهُ عَنِ الذَّهَابِ .

فَقَالَ : أَمَا وَ اللَّهِ ، لَوْ أَعَاذَ اللَّهَ بِهِ حَوْلً لَأَعَاذَهُ .

أ ما علمت : أنه موضع بيت إدريس النبي ، و الذي كان يخيط فيه ، و منه سار إبراهيم إلى اليمن بالعمالقة ، و منه سار داود إلى جالوت ، و إن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي ، و من تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي .

و إنه : لمناخ الراكب ؟

قيل : و من الراكب ؟

قال : الخضر عليه السلام .

الكافي ج3ص494ح1 . قصص الأنبياء عليهم السلام للراوندي ص80ف2.

وعن الكليني : بسنده عن عبد الرحمن بن سعيد الخزاز : عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: بالكوفة مسجد يقال له‏ مسجد السهلة .

 لَوْ أَنَّ عَمِّي زَيْداً : أَتَاهُ فَصَلّى‏ فِيهِ وَ اسْتَجَارَ اللَّهَ ، لَأَجَارَهُ عِشْرِينَ سَنَةً ، فيه‏ مناخ‏ الراكب‏ ، و بيت إدريس النبي عليه السلام، و ما أتاه مكروب قط، فصلى‏ فيه بين العشاءين و دعا الله، إل فرج الله كربته .

الكافي ج6ص669ب103 ح5718_3.

 

الإمام الصادق يبكي زيد :

شهداء زيد كشهداء المعصومين :

عن الصدوق : بسنده عن عمرو بن خالد قال : حدثني عبد الله‏ بن سيابة قال : خرجنا : و نحن سبعة نفر ، فأتينا المدينة ، فدخلنا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عليه السلام .

فَقَالَ لَنَا : أَ عِنْدَكُمْ خَبَرُ عَمِّي زَيْدٍ ؟

فقلنا : قد خرج ، أو هو خارج .

قال عليه السلام : فإن أتاكم خبر فأخبروني .

فمكثنا : أياما ، فأتى رسول بسام الصيرفي بكتاب فيه .

أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام قَدْ خَرَجَ ، يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ غُرَّةَ صَفَرٍ ، فَمَكَثَ الْأَرْبِعَاءَ ، وَ الْخَمِيسَ ، وَ قُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَ قُتِلَ مَعَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ .

فَدَخَلْنَا : عَلَى الصَّادِقِ عليه السلام ، فَدَفَعْنَا إِلَيْهِ الْكِتَابَةَ .

فَقَرَأَهُ : وَ بَكَى .

ثُمَّ قَالَ‏ عليه السلام : إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏ .

عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى : أَحْتَسِبُ عَمِّي ، إِنَّهُ كَانَ نِعْمَ الْعَمُّ .

إِنَّ عَمِّي : كَانَ رَجُلًا لِدُنْيَانَا وَ آخِرَتِنَا .

مَضَى وَ اللَّهِ عَمِّي : شَهِيداً ، كَشُهَدَاءَ اسْتُشْهِدُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآهل وَ عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ صلى الله عليهم وسلم .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص252ب25ح6 .

 

الإمام وموضع زيد ومرقده :

في الكافي : عن يحيى الحلبي عن أبي المستهل‏ عن سليمان بن خالد قال :

 سألني أبو عبد الله عليه السلام فقال :

 ما دعاكم : إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيدا .

قال قلت : خصال ثلاث .

أما إحداهن : فقلة من تخلف معنا ، إنما كنا ثمانية نفر .

و أما الأخرى : فالذي تخوفنا من الصبح ، أن يفضحنا .

و أما الثالثة : فإنه كان مضجعه الذي كان سبق إليه‏ .

فقال : كم إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه ؟

قلت : قذفة حجر .

فقال : سبحان الله ، أ فلا كنتم أوقرتموه حديدا ، و قذفتموه في الفرات ، و كان أفضل ؟

فقلت : جعلت فداك ، لا و الله ما طقنا لهذا.

فقال : أي شيء كنتم يوم خرجتم مع زيد ؟

قلت : مؤمنين ؟

قال : فما كان عدوكم ؟

قلت : كفارا .

قال : فإني أجد في كتاب الله عز و جل : يا أيها الذين آمنو { فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ  كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (4) } محمد .

 فابتدأتم : أنتم بتخلية من‏ أسرتم‏ ، سبحان الله ما استطعتم أن تسيروا بالعدل ساعة.

الكافي ج8ص250ح351 .المستهل : الظاهر أنّه هو الكميت . و إنّم سأل عليه السلام سليمان ذلك ، لأنه كان خرج مع زيد ، و لم يخرج من أصحاب أبى جعفر عليه السلام معه غيره .تخلف معنا : أي بقي معنا أي من أتباع زيد فإن بعضهم قتل و بعضهم هرب . مضجعه : أي كان نزل فيه ، أولا أو كان سبق في علم الله ، بتخلية من أسرتم : أي كان الحكم أن تقتلوا من أسرتم في أثناء الحرب ، فخليتموهم و لم تقتلوهم ، فإذا ظفروا عليكم . فما استطعتم أن تسيروا بالعدل : اي بالحق ساعة ، و يحتمل أن يكون غرضه بيان انهم لم يكونوا مستأهلين لجهلهم كما ورد في أخبار آخر.

 

صلاة الإمام الصادق عليه :

في الكافي : علي بن إبراهيم عن أبيه‏ عن أبي هاشم الجعفري قال:

سألت الرضا عليه السلام : عن المصلوب ؟

فَقَالَ عليه السلام : أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَدِّي صَلَّى عَلَى عَمِّهِ‏ .

 قلت : أعلم ذاك ، و لكني لا أفهمه مبينا .

قال : أبينه لك .

 إن كان : وجه المصلوب إلى القبلة , فقم على منكبه الأيمن .

و إن كان : قفاه إلى القبلة ، فقم على منكبه الأيسر ، فإن بين المشرق و المغرب قبلة .

و إن كان : منكبه الأيسر إلى القبلة ، فقم على منكبه الأيمن .

و إن كان : منكبه الأيمن إلى القبلة ، فقم على منكبه الأيسر .

و كيف كان : منحرفا ، فلا تزايل مناكبه‏ ، و ليكن وجهك إلى ما بين المشرق و المغرب ، و لا تستقبله و لا تستدبره البتة .

قال أبو هاشم : و قد فهمت إن شاء الله ، فهمته و الله .

الكافي ج3ص215ح2 ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَدِّي صَلَّى عَلَى عَمِّهِ‏ ، يعني الإمام الصادق صلى على زيد بن‏ عليّ‏ بن الحسين عليهما السلام.

ولا تزايل منكبه : أي لا تفارق . وقال الشهيد في الذكرى: و انما يجب الاستقبال مع الإمكان فيسقط لو تعذر من المصلى و الجنازة كالمصلوب الذي يعتذر انزاله ، كما روى أبو هاشم الجعفري و هذه الرواية و ان كانت غريبة نادرة كما قال الصدوق، و أكثر الاصحاب لم يذكروا مضمونها في كتبهم إلّا انه ليس لها معارض و لا راد ..... وشرح الحديث والأقوال فيه مفصلا محقق كتاب الكافي وأخذنا منه المهم فراجع.

 

شهيد مع زيد :

فرات الكوفي : عن جعفر بن علي بن نجيح و محمد بن سعيد بن حماد الحارثي معنعنا ، عَنْ الإمام أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ :

 لَمَّا نَزَلَتْ‏ : { وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (4) }التحريم .

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : يَا عَلِيُّ أَنْتَ صَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ .

قَالَ سَالِمٌ : قُلْتُ : أدْعُ اللَّهَ لِي .

قَالَ : أَحْيَاكَ اللَّهُ حَيَاتَنَا ، وَ أَمَاتَكَ مَمَاتَنَ ، وَ سَلَكَ بِكَ سُبُلَنَا .

قَالَ سَعِيدٌ : فَقُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ ‏.

تفسير فرات الكوفي ص489ح634 . الآية : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ  وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) }التحريم .

 

الإمام يذكر شهداء زيد :

عن الصدوق : بسنده عن عبد الرحمن بن سيابة قال :

 دَفَعَ إِلَيَّ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام .

أَلْفَ دِينَارٍ : وَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْسِمَهَا فِي عِيَالِ مَنْ أُصِيبَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ .

فقسمتها : فأصاب عبد الله بن الزبير ، أخا فضيل الرسان ، أربعة دنانير .

الأمالي للصدوق ص336م54ح13 .

 

الإمام يتمنى مع زيد ويبكيه :

عن الصدوق : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله ، قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن سنان :

عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ صَبِيحَةَ خَرَجَ بِالْكُوفَةِ .

فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ يُعِينُنِي مِنْكُمْ عَلَى قِتَالِ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ ، فَوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِيراً لَا يُعِينُنِي مِنْكُمْ عَلَى قِتَالِهِمْ أَحَدٌ ، إِلَّا أَخَذْتُ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ .

قال : فلما قتل ، اكتريت راحلة و توجهت نحو المدينة .

فدخلت : عَلَى الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام .

فقلت في نفسي : لا أخبرته بِقَتْلِ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، فَيَجْزَعَ عَلَيْهِ .

فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ لِي : يَا فُضَيْلُ ، مَا فَعَلَ عَمِّي زَيْدٌ ؟

قَالَ : فَخَنَقَتْنِي الْعَبْرَةُ .

فقال لي : قَتَلُوهُ ، قلت : إِي وَ اللَّهِ قَتَلُوهُ .

قال : فَصَلَبُوهُ ؟ قلت : إِي وَ اللَّهِ صَلَبُوهُ .

قَالَ : فَأَقْبَلَ يَبْكِي ، وَ دُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ عَلَى دِيبَاجَتَيْ خَدِّهِ ، كَأَنَّهَا الْجُمَانُ.

ثم قال : يا فضيل ، شهدت مع عمي قتال أهل الشام ؟ قلت : نعم .

قال : فكم قتلت منهم ؟ قلت : ستة .

قال : فلعلك شاك في دمائهم ؟ قال فقلت : لو كنت شاك ما قتلتهم ؟

قال : فسمعته ، وَ هُوَ يَقُولُ : أَشْرَكَنِي اللَّهُ : فِي تِلْكَ الدِّمَاءِ ؟

مَضَى وَ اللَّهِ : عَمِّي وَ أَصْحَابُهُ شُهَدَاءُ ، مِثْلَ مَا مَضَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصْحَابُهُ .

الأمالي للصدوق ص349م56ح1 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص252ب25ح7 . النبط : قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين . ديباجة الوجه: حسن بشرته. أطل بديباجة بوجهه . الجمان : اللؤلؤ ، أي دموعه كاللؤلؤ تطل على بشرته الحسنة الكريمة .

 

خسر من لم ينصر زيد :

عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع : عن عون بن عبد الله قال :

 كنت : مع محمد بن علي ابن الحنفية في فناء داره .

فمر به : زيد بن الحسن ، فرفع طرفه إليه .

ثم قال : لَيُقْتَلَنَّ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ رَجُلٌ .

يُقَالُ لَهُ : زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ ، وَ لَيُصْلَبَنَّ بِالْعِرَاقِ .

مَنْ نَظَرَ : إِلَى صُورَتِهِ فَلَمْ يَنْصُرْهُ ، أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ .

الأمالي للصدوق ص335م54ح10 .

 

سلب ملك قاتل الذرية :

عن الصدوق : قال أبي رحمه الله قال حدثني محمد بن يحيى العطار ، قال حدثني عبد الله بن محمد عن علي بن زياد ، عن محمد بن علي الحلبي قال :

 قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :

إن آل أبي سفيان : قتلوا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فنزع الله ملكهم .

و قتل هشام : زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ ، فنزع الله ملكه .

و قتل الوليد : يَحْيَى بْنَ زَيْدٍ ، فنزع الله ملكه ، على قتل ذرية رسول الله .

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص220 .

 

الإمام الرضا يصف زيد :

عن الصدوق قال : حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال : أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال : حدثني ابن أبي عبدون عن أبيه قال:

لما حمل : زَيْدُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما السلام إلى المأمون ، و قد كان خرج بالبصرة ، و أحرق دور ولد العباس‏ .

وهب المأمون : جرمه ، لأخيه عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَ عليه السلام .

و قال له : يا أبا الحسن‏ ، لئن خرج أخوك و فعل ما فعل ، لقد خرج قبلهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍ‏ (بن الحسين ) فَقُتِلَ ، و لو لا مكانك مني لقتلته ، فليس ما أتاه بصغير .

فقال الرضا عليه السلام : يا أمير المؤمنين ، لَا تَقِسْ أَخِي زَيْداً :

إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ : ( بن الحسين عليهم السلام ) ، فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، غَضِبَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَجَاهَدَ أَعْدَاءَهُ ، حَتَّى قُتِلَ فِي سَبِيلِهِ .

و لقد حدثني : أبي موسى بن جعفر عليه السلام ، أنه سمع أباه جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام يقول :

رَحِمَ اللَّهُ : عَمِّي زَيْداً ، إِنَّهُ دَعَا إِلَى الرِّضَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لَوْ ظَفِرَ لَوَفَى‏ بِمَا دَعَا إِلَيْهِ .

وَ لَقَدِ : اسْتَشَارَنِي فِي خُرُوجِهِ .

فَقُلْتُ لَهُ : يَا عَمِّ ، إِنْ رَضِيتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ فَشَأْنَكَ ، فَلَمَّا وَلَّى .

قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام : وَيْلٌ لِمَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَهُ‏ فَلَمْ يُجِبْهُ .

فقال المأمون : يا أبا الحسن ، أ ليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء ؟

فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام : إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ لَمْ يَدَّعِ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ ، وَ إِنَّهُ كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ .

إِنَّهُ قَالَ : أَدْعُوكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام .

وَ إِنَّمَا جَاءَ : مَا جَاءَ ، فِيمَنْ يَدَّعِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَصَّ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَدْعُو إِلَى غَيْرِ دِينِ اللَّهِ ، وَ يُضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ .

وَ كَانَ زَيْدٌ بن علي بن الحسين : وَ اللَّهِ ، مِمَّنْ خُوطِبَ بِهَذِهِ الْآيَةِ :

 { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ

هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ  سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ  وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) } الحج.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص248ب25ح1 . وعلق الصدوق على الخبر : قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه ، لزيد بن علي فضائل كثيرة عن غير الرضا عليه السلام ، أحببت إيراد بعضها على أثر هذا الحديث ، ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الإمامية فيه ، أنتهى ، ومر كثير من الأحاديث عنه وسيأتي قسما آخرا مما ذكر رحمه الله .

وأما دعا إلى الرضا :  أي دعا الناس بأن يرضوا بامام من آل محمّد صلوات اللّه عليهم ، و لم يدعو لنفسه ، والكناسة مكان محلة فيها فسحة الكوفة . الواعية: صوت دعوته وجلبة خروجه للثورة والنهضة على الظالمين من بني أمية . وإنه جاء ما جاء : أي في النهي وكفر من أدعى الإمامة بخير حق ولا سلطان مبين .‏

 

 

 

 

تفسير زيد الشهيد

في الولاية والإمامة

يا طيب : زيد كان من مفسري القرآن ، وكان يسمى حليف القرآن ، فكانت له دروس في المسجد النبوي وفي مسجد الكوفة وفي أي مكان حال ومقام حدث فيه ، ومعارف وأحاديث تفسيره كثيرة حتى جمعها بعض الأفاضل بكتاب كامل باسم تفسير زيد بن علي عليه السلام ، وهو ابن إمام وعالم من علماء آل محمد عليهم السلام ، وهو وأخيه الإمام الباقر بخطهم كتبوا الصحيفة السجادية عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام ، وله دروس ومعارف من أبيه في علم القرآن وتأويله وتفسيره وشرحه وبيانه ، ونذكر هنا بعضها ومن يحب تمامها يراجع تفسيره الكامل ، ومن تفسير زيد ومعارفه في القرآن :

 

نزول آية التطهير :

عن ابن عقدة : عن الحسن بن عليّ بن بزيع ، عن إسماعيل بن بشّار الهاشمي ، عن قتيبة بن محمّد الأعشى عن هاشم بن البريد .

 عن زيد بن‏ عليّ‏ : عن أبيه‏ ، عن جدّه عليهم السّلام قال :

كان : رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في بيت أمّ سلمة ، فأتي بحريرة .

 فدعا : عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام فأكلو منها ، ثمّ جلّل عليهم كساء خيبريا .

ثمّ قال : { إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } .

فقالت أمّ سلمة : و أنا معهم يا رسول اللّه ؟

قال : إنّك إلى خير .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ص210ح218 . ورواه في تأويل الآيات الظاهرة ج2ص457ح 21 وفي الدرّ المنثور ج5ص198 وأخرج ابن جرير ، و ابن المنذر ، و ابن أبي حاتم ، و الطبراني .

 

تفسير أهل الذكر :

تفسير فرات : بالإسناد عن أحمد بن موسى معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال : { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43)‏ }النحل.

قال رحمه الله : إِنَّ اللَّهَ سَمَّى رَسُولَهُ فِي كِتَابِهِ ذِكْراً .

فَقَالَ‏ : { قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولً } .

وَ قَالَ‏ : { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43)‏ }النحل .

تفسير فرات الكوفي ص235ح317 .

يا طيب : وهذا التفسير مروي عن أهل البيت مكرر ، وزيد عرف معاني القرآن وتفسيره وتأويله من أبيه علي بن الحسين وأخيه الباقر عليه السلام ، بل ومن ابن أخيه جعفر الصادق عليه السلام ، فإنه مروي عنهم بغير سنده ، وبهذ تراه يعرف آله عليهم السلام ويعرف نفسه بأنه منهم وأولى بهم وأقرب ومعرف لهم وداعية ومبلغ لمعارفهم وهداهم وعالم بما فسروه وشرحوه عن معارف كتاب الله وأحكامه وهداه بالحق .

وقال أبن شهر آشوب : في تفسير قوله سبحانه { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43)‏ } النحل ، فأمر سبحانه : بسؤال أهل الذكر ، و لم يخص ذلك بشيء يسألون عنه ، فهم معصومين فيما يفتون به .

يقبح الأمر : بمسألة الجاهل ، أو من يجوز عليه الخطأ عن قصد أو سهو .

و إذا ثبت : كون المسئولين بهاتين الصفتين.

 ثبت : إمامة الاثني عشر .

لأنه : لا أحد أثبت الصفتين لأحد عداهم ، و كل من أثبتهم للمذكورين ، قال بإمامتهم .

لأن فتياهم : إذا كان موجبا للعلم ، وجب الاقتداء به بحصول الأمان من زللهم .

و هذا الوجوب : برهان إمامتهم .

فأما من زعم : أن المعني بها القراء أو الفقهاء ، أو اليهود أو النصارى .

فقولهم : باطل ، لانتفاء الصفتين الثابتتين لأهل الذكر .

ثم إن الله تعالى : سمى نبيه الذكر ، بقوله‏ : { قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا

فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)  رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن  يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) } الطلاق .

فأهل الذكر : أولاده المعصومون .

و قد روي هذا المعنى : عن السدي و الثوري و وكيع و جابر الجعفي و محمد بن مسلم و أبي ذرعة و يوسف القطان ، و هو المروي عن الباقر و الصادق و الرضا و زيد بن‏ علي‏ عليهم السلام .

متشابه القرآن و مختلفه لابن شهر آشوب ج2ص49 .

 

تفسير آية التطهير :

يا طيب : نذكر الآيات مورد التفسير ليتضح معناه من حديث زيد الشهيد رحمه الله ، قال الله تعالى :

{ يَا  نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا  مَّعْرُوفًا (32)

 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى

وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ  وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)

 وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا 34)

 إِنَّ الْمُسْلِمِينَ  وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ  وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ  وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب .

قَالَ أَبُو الْجَارُودِ : قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام :

‏ إِنَّ جُهَّالًا : مِنَ النَّاسِ يَزْعُمُونَ ، أَنَّمَ أَرَادَ بِهَذِهِ الْآيَةِ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ ، وَ قَدْ كَذَبُوا وَ أَثِمُو .

لَوْ عَنَى بِهَا : أَزْوَاجَ النَّبِيِّ .

لَقَالَ : لِيُذْهِبَ عَنْكُنَّ الرِّجْسَ وَ يُطَهِّرَكُنَّ تَطْهِيراً .

وَ لَكَانَ : الْكَلَامُ مُؤَنَّثاً .

كَمَا قَالَ: ‏ { وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى‏ فِي بُيُوتِكُنَ‏ وَ لا تَبَرَّجْنَ‏ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ }.

و قال علي بن إبراهيم : ثم انقطعت مخاطبة نساء النبي و خاطب أهل بيت‏ رسول الله .

فقال : { إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } .

ثم عطف : على نساء النبي .

فقال : { وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى‏ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ ... إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً .

ثم عطف : على آل محمد .

فقال : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ .. وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقاتِ‏ .... } إلى قوله‏ { أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيما } .

تفسير القمي ج2ص193 .

وبهذا يا طيب : يعرفنا زيد إن المطهرون هم الأئمة المعصومون من آله عليهم والسلام وقربه لهم  .

 

تفسير آية المباهلة :

عن الطبري :بسنده عن أبي الجارود ، عن زيد بن‏ علي‏ ، في قوله تعالى:

 { فَمَنْ  حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}  آل عمران.

قال رحمه الله : كان النبي صلى الله عليه و سلم : و علي و فاطمة و الحسن و الحسين .

تفسير الطبري ج3ص300 في تفسير الآية وروى القصة مختصرة أيضا .

 

تفسير الحق :

عن ابن شهرآشوب  : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ في قوله تعالى‏ : { أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ  يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) } يونس.

كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام : يُسْأَلُ وَ لَا يَسْأَلُ .

وَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏ : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ  (71) }المؤمنون .

يَعْنِي عَلِيّاً : إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعْصُوماً .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج3ص61 .

وفيه أيضا عن زيد بن علي عليه السلام : في الآية :  { أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ}.

قال رحمه الله : نزلت فينا .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص400 . وهذا يعرف أن الحق بعد الله ورسوله لعلي وآله عليهم الصلاة والسلام .

ويا طيب : إن أشهر حديث هو : علي مع الحق والحق مع علي ، وقد ذكرناه في صحيفة سادة الوجود ، وهذا الحديث منه ، ولكن أذكر حديث يشرح الحديث اعلاه عن زيد ، عن الكليني في الكافي ج7ص249ح4 ، بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لقد قضى أمير المؤمنين بقضية ما قضى بها أحد كان قبله ، و كانت أول قضية قضى بها بعد رسول الله .

 و ذلك : أنه ‏لما قبض رسول الله ، و أفضى الأمر إلى أبي بكر ، أتي برجل قد شرب الخمر ، فقال له أبو بكر : أ شربت الخمر ؟ فقال الرجل : نعم . فقال : و لم شربتها و هي محرمة ؟ فقال : إنني لما أسلمت و منزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر و يستحلونها ، و لو أعلم أنها حرام فأجتنبها .

قال : فالتفت أبو بكر إلى عمر ، فقال : ما تقول ي أبا حفص في أمر هذا الرجل ، فقال : معضلة و أبو الحسن لها ، فقال أبو بكر : يا غلام ادع لنا عليا ، قال عمر : بل يؤتى الحكم في منزله ، فأتوه و معه سلمان الفارسي ، فأخبره بقصة الرجل فاقتص عليه قصته .

فقال علي عليه السلام : لأبي بكر ، أبعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين و الأنصار ، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، فإن لم يكن تلا عليه آية التحريم فلا شي‏ء عليه .

ففعل : أبو بكر بالرجل ما قال علي عيه السلام ، فلم يشهد عليه أحد ، فخلى سبيله .

فقال سلمان لعلي : لقد أرشدتهم .

فقال علي عليه السلام : إنما أردت أن أجدد تأكيد هذه الآية في و فيهم‏ : { أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ‏ أَحَقُ‏ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ‏ ْ(35) } يونس .

وفي بحار الأنوار ج38ص26عقد باب 57 ، في أنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، مع الحق و الحق معه ، و أنه يجب طاعته على الخلق ، و أن ولايته ولاية الله عز و جل‏ .

ومنه : عن محمد بن مروان عن السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏ في‏ قوله تعالى‏ : { أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ‏ (19) } الرعد ، قال : عَلِيٌ‏ ، { كَمَنْ هُوَ أَعْمى‏ } قال : الْأَوَّلُ .

وعن أبو الورد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : {‏ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (19) } الرعد ،‏ قال عليه السلام : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام : في قوله تعالى‏ : {يَ أَيُّهَا  النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ  } النساء . يَعْنِي بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ {وَ إِنْ تَكْفُرُوا } بِوَلَايَتِهِ‏ { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ  وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) } النساء .

وعن الباقر عليه السلام : { وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ } يَعْنِي بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام { وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)‏ } الكهف .

و عنه عليه السلام :‏ في قوله‏ : {) وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ } يَسْأَلُونَكَ يَا مُحَمَّدُ عَلِيٌّ وَصِيُّكَ‏ { قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ ( 53) } يونس ، ‏ إِنَّهُ لَوَصِيِّي.

و عنه عليه السلام :‏ في قوله تعالى‏ : { يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ‏ } مَنْ عَادَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ ، {وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَ‏ (71} آل عمران ، الَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِي عَلِيٍّ عليه السلام .

ويا طيب : هذه الآيات تحمل على أعلى مورد لها ومصداق وفرد ، بمعرفته يعرف هدى رب العالمين وأحكام الدين ، ومن ومن آله بعد رسول الله ، ول يحتمل بولائهم أنه يركن لغيرهم من الضالين والمنافقين ممن خالفهم وعاداهم ، والبحث في تعريف عليا مع الحق واسع نكتفي بهذا .

 

تفسير جاء بالصدق وصدق به :

عن ابن شهر آشوب : عن عُلَمَاءُ أَهْلِ الْبَيْتِ ، عَنِ الْبَاقِرِ وَ الصَّادِقِ وَ الْكَاظِمِ وَ الرِّضَا وَ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليهم السلام‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ : { وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) } الزمر .

قَالُوا : هُوَ عَلِيٌّ عليه السلام .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج3ص92 .

يا طيب : وقد روي هذا المعنى في كثير من الأحاديث منها عن أبي الطفيل في حديث طويل في مقدمة كتاب سليم بن قيس منه في ج2ص563، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : الذي قال الله عز و جل‏ {  أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ  مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ (17) } هود ، { قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43) } الرعد ، { وَ الَّذِي‏ جاءَ بِالصِّدْقِ‏  وَ الَّذِي‏ صَدَّقَ‏ بِهِ‏  (33) } الزمر ، أَنَا : وَ النَّاسُ كُلُّهُمْ كَافِرُونَ غَيْرِي وَ غَيْرُهُ‏  . غيره أي غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

و قال علي بن إبراهيم في تفسيره في قوله‏ تعالى : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء  مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) إِنَّكَ مَيِّتٌ  وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ (32)  وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) } الزمر ، فإنه مثل ضربه الله لأمير المؤمنين عليه السلام و شركائه الذين ظلموه و غصبوه حقه ، و قوله : { مُتَشاكِسُونَ‏ } أي متباغضون ، قوله‏ : { وَ رَجُلً سَلَماً لِرَجُلٍ‏ } أمير المؤمنين سلم لرسول الله ، ثم قال‏ : { هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏ } ثم عزى نبيه  فقال : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ- ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }‏ يعني أمير المؤمنين عليه السلام و من غصبه حقه ، ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد و من كذب على الله و على رسوله و ادعى ما لم يكن له ، فقال : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ‏ } يعني بما جاء به رسول الله من الحق و ولاية أمير المؤمنين ، ثم ذكر رسول الله و أمير المؤمنين فقال: { وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ‏ بِهِ‏ } يعني أمير المؤمنين‏ عليه السلام .

تفسير القمي ج2ص249 .

 

 

تفسير يكفر بالإيمان :

وعن الفتال النيسابوري : وَ قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ : { وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ‏ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ } .

قَالَ : بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ.

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين ج1ص106 . ورواه في البرهان في تفسير القرآن ج2ص253ح2961 عنه وعن الإمام الباقر عليه السلام . وفي مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج3ص94، عن زيد رحمه الله وعن الإمام الباقر عليه السلام .

وهذا المعنى : من حقائق مصاديق معارف الألفاظ القرآن بأعلى مراتبها ، وهو مروي عن أهل البيت عليهم السلام بكثرة ، ومنه ما عن الصفار : بسنده عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه  عن قول الله تبارك و تعالى‏ : { وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ‏ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ (5) } المائدة , قَالَ عليه السلام : تَفْسِيرُهَا فِي بَطْنِ الْقُرْآنِ يَعْنِي مَنْ يَكْفُرْ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ، وَ عَلِيٌّ هُوَ الْإِيمَانُ .....

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ج1ص77ح5 .

وعن فرات : عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أخذ النبي يد علي فقال : إن القرآن أربعة أرباع ، ربع فينا أهل البيت خاصة ، و ربع في أعدائنا ، و ربع حلال و حرام ، و ربع فرائض و أحكام .

 و إن الله : أنزل في علي كرائم القرآن ، ما نزل في القرآن آية : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } إِلَّا كَانَ عَلِيٌ‏ أَمِيرَهَا .

تفسير فرات الكوفي ص47ح3 وبعده في تسعة أحاديث بهذا المعنى أنه عليه السلام شريفها ، رأسها ، و سيدها و شريفها ومقدمها وأميرها ، و لقد عاتب الله أصحاب النبي ص و ما ذكر عليا إلا بخير قال قلت و أين عاتبهم قال قوله‏ إن الذين تولو منكم يوم التقى الجمعان‏ لم يبق معه أحد غير علي و جبرئيل عليهما السلام .

ويا طيب : الإيمان وأميره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ولا يصح ولا يجوز أن نسمي أحدا غير علي بن أبي طالب بأمير المؤمنين عليه السلام ، ففي وعن  فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن عمر بن زاهر قال: قال رجل لجعفر بن محمد عليهم السلام : نسلم على القائم بإمرة المؤمنين ؟

قال : لَا ذَلِكَ اسْمٌ سَمَّى اللَّهُ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ عليه السلام ، لَا يسمى‏ به أحد قبله و لا بعده إلا كافر .

قال : فكيف نسلم عليه ؟ قال تقول : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَ بَقِيَّةَ اللَّهِ .

قال ثم قرأ جعفر : { بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } ‏.

تفسير فرات الكوفي ص193ح249 .

وقال الخصيبي : وَ أَلْقَابُهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‏، وَ هُوَ اللَّقَبُ الْأَعْظَمُ الَّذِي خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ وَحْدَهُ ، وَ لَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا يُسَمَّى‏ بِهِ أَحَدٌ بَعْدَهُ إِلَّا كَانَ مَأْفُوناً فِي عَقْلِهِ وَ مَأْبُوناً فِي ذَاتِهِ ، وَ أَمِيرُ النَّحْلِ وَ النَّحْلُ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَ الْوَصِيُّ، وَ الْإِمَامُ، وَ الْخَلِيفَةُ، وَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ، وَ الصِّدِّيقُ الْأَعْظَمُ، وَ الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ، وَ قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، وَ ....

الهداية الكبرى ص93 .

و حسبك في هذا المجال : ما ألّفه السيّد ابن طاووس في كتابيه اليقين و التحصين، فإنّه أخرج اختصاص عليّ عليه السّلام بإمرة المؤمنين، و أنّه سمّي بذلك في زمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لم يسمّ به أحد غيره، فأخرج في كتاب اليقين 220 حديثا في 220 بابا من طرق أبناء العامّة في ذلك، و أخرج في كتاب التحصين 56 حديثا في 56 بابا من طرق الشيعة.

 

جعل الرحمن والود لعلي :

عن الخوارزمي : بسنده عن زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عن آبائه علي بن أبي طالب عليهم السلام‏ قال : لقيني رجل فقال :

يا أبا الحسن : و الله إني أحبك في الله .

قال عليه السلام : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، فأخبرته بقول الرجل .

 فقال النبي‏ صلى الله عليه وآله وسلم : لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفا ؟ قال : فقلت : و الله ما اصطنعت إليه معروفا .

 فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم‏ : الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة .

قال : فنزل قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُو الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) } مريم .

مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي ص197ف17 . و في كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1ص307 .

وفي شواهد التنزيل في الحاشية :

و مما يؤكد : هذه الأحاديث و يجعلها كالبنيان المرصوص ، م تواتر عن رسول الله صلى الله عليه و آله من قوله لعلي : لا يحبك إلا مؤمن و ل يبغضك إلا منافق .

 فراجع : ما رواه النسائي في الحديث: 100  و ما بعده . وم رواه ابن عساكر في الرقم: 682- 713 من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق ج2ص190- 211 .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص477 .

وعن ابن شهرآشوب : و روى الثعلبي ، وَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ ، و الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ، و حمزة الثمالي عن الباقر ، و عبد الكريم الخراز و حمزة الزيات عن البراء بن عازب :

كلهم‏ : عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام قل :

اللَّهُمَّ : أجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِي فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً .

فَقَالَهُمَا عَلِيٌّ : وَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .

 رواه : الثعلبي في تفسيره عن البراء بن عازب ، و رواه النطنزي في الخصائص عن البراء ، و ابن عباس ، و محمد بن علي عليه السلام .‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج3ص93 .

 

علي عنده علم الكتاب :

عن محمد علي المازندراني : عن محمد بن مسلم و أبو حمزة الثمالي و جابر بن يزيد عن الباقر عليه السلام ، و علي بن فضال و الفضيل بن يسار و أبو بصير عن الصادق عليه السلام ، و أحمد بن محمد الحلبي و محمد بن الفضيل عن الرض عليه السلام ، و قد روي عن موسى بن جعفر عليه السلام ، وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ و عن محمد ابن الحنفية رضي الله عنهما ، و عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، و عن أبي سعيد الخدري و عن إسماعيل السدي ، أنهم قالوا :

في قوله تعالى‏ : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43) } الرعد .

هُوَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص29 .

 

تفسير وصالح المؤمنين :

عن شهرآشوب : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ : وَ النَّاصِرُ لِلْحَقِ‏ ، { وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (4) }التحريم . ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏ .

ورواه : أبو نعيم الأصفهاني بالإسناد عن أسماء بنت عميس‏ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج3 / 77

فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم ص175.

 الناصر للحق : هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن الإمام علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، ويقال له أيض الناصر الكبير أو الأطروش، هو ثالث حكام العلويين في طبرستان، وكانت حكومته في القرن الثالث الهجري ، وقد عُرف بين الناس بعلمه، وزهده، وعدالته، وقد قال الطبري في تاريخه: لم يعرف سكان طبرستان حكومة أعدل من حكومته . وله مؤلفات كثيرة وهو جد السيد المرتضى لأمه وقد شرح أحد كتبه المسائل الناصريات ، ويقال أن مذهبه زيدي إمامي جامع بينهم .

ومن أجمل رواياته :

وقال الأربلي : في مناقب الخوارزمي قال : وَ رَوَى النَّاصِرُ لِلْحَقِ‏ ، بإسناده في حديث طويل قال :

لما قدم علي عليه السلام : على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بفتح خيبر . قال رسول الله : لو لا أن تقول فيك طائفة من أمتي ، ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون به .

 و لكن حسبك : أن تكون مني و أنا منك ، ترثني و أرثك ، و أنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، و أنك تبرئ ذمتي و تقاتل على سنتي ، و أنك في الآخرة غدا أقرب الناس مني ، و أنك أول من يرد علي الحوض ، و أول من يكسى معي ، و أول داخل في الجنة من أمتي ، و أن شيعتك على منابر من نور ، وأن الحق على لسانك وفي قلبك و بين عينيك .

كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1ص298 .

وخرج الحديث :  العاملي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج1ص287ب8 ، لكنه ذكر : و أسند إلى زيد بن‏ علي‏ أن الناصر للحق و صالح المؤمنين علي بن أبي طالب‏ ، ولا إشكال فإن علي بن أبي طالب هو الناصر للحق حق ، وإنه أغلب غزوات النبي وفتوحاته كانت على يده ، وإن راية رسول الله كانت بيده وهي بيده في الدنيا والآخرة ، ولم يجعل عليه أمير في كل غزواته ، وهو من شرى نفسه في سبيل الله وأنه مع الحق والحق معه .

 

تفسير تهدي إلى صراط:

قال الله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ  نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا  فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}الشورى .

 

بالإسناد : عن صلت بن الحر قال‏ :

 كنت جالسا مع زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام : فَقَرَأَ :

{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) ‏ } الشورى.

قَالَ : هَدْيُ النَّاسِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام .

 ضَلَّ عَنْهُ : مَنْ ضَلَّ .

وَ اهْتَدَى : مَنِ اهْتَدَى.

تفسير القمي ج‏2ص280 . وتفسير فرات الكوفي  ص 400ح533 ، وفيه : هَدَاهُمْ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ اهْتَدَى بِهِ مَنِ اهْتَدَى وَ ضَلَّ عَنْهُ مَنْ ضَلَّ.

يا طيب : من يتتبع معنى الصراط المستقيم ، يتيقن أن الصراط هو علي بن أبي طالب عليه السلام وآله عليهم السلام ، لأنه كما نقرأ في سورة الحمد صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، وهم المطهرون بنص القرآن ، كما أنه سبحانه لعن من يخالفهم بنص آية المباهلة ، والآيات كثيرة في شأنهم تعرفن من ينحرف عنهم لم يكن على صراط مستقيم ...

 

تفسير وقال موسى لأخيه :

عن محمد بن أبي بكر الأرحبي قال : سمعت عمي يقول :‏ كنت جالس عند زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ‏ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام ، و كثير النواء عنده ، فتكلم كثير ، فدخل رجلان فأطراهما .

فَقَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ : يَا كَثِيرُ { وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ  هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) ‏} الأعراف .

فَخَلَفَ : وَ اللَّهِ أَبُونَا رَسُولَ اللَّهِ‏ ، وَ أَصْلَحَ .

وَ لَا وَ اللَّهِ : مَا سَلَّمَ وَ لَا رَضِيَ ، وَ لَا اتَّبَعَ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ.

تفسير فرات الكوفي ص144ح178 .

وقال الشيخ المفيد : و روي عن أبي معمر قال : جاء كثير النواء فبايع زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ ، ثم رجع فاستقال ، فأقاله .

ثم قال :‏

للحرب أقوام لها خلقوا

و للتجارة و السلطان أقوام‏

الاختصاص ص127 .

 

تفسير الأنفال والخمس :

عن فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا : عن زيد بن الحسن الأنماطي قال : سمعت أبان بن تغلب‏ ، قال سألت‏ جعفر بن محمد عليه اسلام عن قول الله تعالى‏ : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ (1) } الأنفال , فيمن نزلت ؟

قال عليه السلام : فينا و الله نزلت خاصة ، ما شركنا فيه أحد .

قلت : فإن أبا الجارود روى عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ :

 أَنَّهُ قَالَ : الْخُمُسُ لَنَا ما احتجنا إليه ، فإذا استغنين عنه فليس لنا أن نبني الدور و القصور .

قال عليه السلام : فهو كما قال زَيْدٌ .

و قال عليه السلام : إنما سألت عن الأنفال ، فهي لنا خاصة .

تفسير فرات الكوفي ص151ح188.

 

تفسير البيوت :

تفسير فرات : بالإسناد عن معنعنا عن الفضيل بن الزبير قال:

 سَأَلْتُ  : زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ :

{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ  وَيُذْكَرَ فِيهَ اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) } النور ؟

قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : هِيَ بُيُوتُ الْأَنْبِيَاءِ ؟

فقال : أبو بكر هذا منها ، يعني بيت علي بن أبي طالب‏ .

 فقال له النبي : هَذَا مِنْ أَفْضَلِهَا .

تفسير فرات الكوفي ص286ح386 .

 

آيات نزلت في الآل :

الحسكاني : بإسناده عن زياد المديني عن زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام :

‏ أنه قرأ : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) } الحج .

قال : نَزَلَتْ فِينَا .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص520ح551 . فائدة: قال الطبرسي في مجمع البيان: و في الآية محذوف، و تقديره: أذن للمؤمنين أن يقاتلوا. أو بالقتال من أجل أنهم ظلموا بأن أخرجوا من ديارهم وقصدوا بالإهانة والإيذاء.

.

وأخرج : في الحديث 552 ، بسنده عن مُحَمَّدُ بْنُ‏  زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهم السلام ، قلت له : أخبرني عن قوله تعالى : {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ  إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (40) } الحج ؟

قَالَ عليه السلام : نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ عليهم السلام ، ثُمَّ جَرَتْ فِي الْحُسَيْنِ عليه السلام .

وأخرج : في الحديث 553 ، بسنده  عن زياد المديني عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍ‏ في قوله تعالى : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُو وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ  إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ  فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ‏} الحج .

قَالَ : نَزَلَتْ فِينَا .

 

تفسير الكوثر ومنازل الآل :

عن ابن عقدة قال : أخبرنا أحمد بن الحسن قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حصين عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن‏ عليّ‏ ، عن آبائه‏ ، عن عليّ عليهم السّلام قال :

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم : أراني جبرئيل منازلي و منازل أهل بيتي على الكوثر .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ص220ح236 . ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل ج2ص375ح1161 . وعن الأسترابادي تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ص821 ، بسنده عن عمرو بن خالد عنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عن علي عليه السلام قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله :‏ أَرَانِي جَبْرَائِيلُ مَنَازِلِي فِي الْجَنَّةِ ، وَ مَنَازِلَ أَهْلِ بَيْتِي عَلَى الْكَوْثَرِ .

 

تفسير آيات الله نحن :

عن فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن محمد بن موسى صاحب الأكسية قال :

 سمعت زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ يَقُولُ : فِي هَذِهِ‏ الْآيَةِ { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)‏ }الجاثية .

 و ما يعقلها : إلا العالمون‏ .

قَالَ زَيْدٌ : نَحْنُ هُمْ .

ثُمَّ تَلَا : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ  الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) } العنكبوت .

تفسير فرات الكوفي ص319ح432 .

 

تفسير يا أيها الرسول بلغ :

عن الأربلي : قال في قوله تعالى‏ { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ  رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) } المائدة ، أنها نزلت في بيان الولاية .

وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ قال : لما جاء جبرئيل عليه السلام بِأَمْرِ الْوَلَايَةِ ضَاقَ ، النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله بذلك ذرعا ، و قال : قومي حديثو عهد بجاهلية ، فَنَزَلَتْ .

كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1ص317 . يا طيب : هذا شأن النزول المروي عن زيد رحمه مشهور بل متواتر جدا ، ورواه الكثير وفصله في كتاب الغدير وغيره ، ومنه ما ذكره في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص255ح249 بسنده عن أبي صالح‏ عن ابن عباس و جابر بن عبد الله قالا : أمر الله محمدا أن ينصب عليا للناس، ليخبرهم بولايته ، فتخوف رسول الله أن يقولوا حابى ابن عمه ، و أن يطعنوا في ذلك عليه‏  فأوحى الله إليه : {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ الْآيَةَ } ـ فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم.

ويا طيب الروايات : في هذا المعنى كثيرة ومختصرها في رواية عن ابن عباس قال : لما أمر الله رسوله صلى الله عليه و آله و سلم أن يقوم بعلي ، فيقول له ما قال ، فقال: يا رب إن قومي حديثو عهد بجاهلية ، ثم مضى بحجه فلم أقبل راجعا و نزل بِغَدِيرِ خُمٍّ ، أنزل الله عليه: { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } الْآيَةَ.

 فَأَخَذَ بِعَضُدِ عَلِيٍّ : ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ .

فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ أَ لَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ : اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَ أَعِنْ مَنْ أَعَانَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ، وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ وَ أَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ.

قال ابن عباس : فوجبت و الله في رقاب القوم .

و قال حسان بن ثابت :

يناديهم يوم الغدير نبيهم‏
بخم و أسمع بالرسول مناديا
يقول: فمن مولاكم و وليكم‏
فقالوا- و لم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا و أنت ولينا
و لم تر منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني‏
رضيتك من بعدي إماما و هاديا

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص257 . والحديث طويل ، ونكتفي بهذ البيان المختصر .

 

تفسير دار السلام والولاية :

فرات الكوفي بسنده : عن فضيل بن الزبير عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍ‏ :

في هذه الآية { وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (25) } يونس .

 قَالَ رحمه الله : إِلَى وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

تفسير فرات الكوفي ص177ح228،  229. أوردهما الحاكم الحسكاني في الشواهد، و في البرهان نقلا عن ابن شهر آشوب في المناقب انه روى عن ابن عبّاس و زيد بن‏ علي‏ مثله.

عن ابن شهرآشوب : عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه ، وَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام : {‏ وَ اللَّهُ يَدْعُو إِلى‏ دارِ السَّلامِ‏ } يَعْنِي بِهِ الْجَنَّةَ .

{ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ } ، يَعْنِي بِهِ وَلَايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج3ص74 .

تفسير العروة الوثقى :

{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ  الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ  عَلِيمٌ (256) } البقرة .

عن ابن عقدة : بسنده عن زيد بن‏ عليّ‏ عليه السّلام :

{ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى‏ } .

 المودّة : لآل محمّد صلى اللّه عليه و آله‏ .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ص183ح179، الأمالي الخميسية ج1ص 17.والمناقب لابن شهرآشوب ج4ص2 .

 

تفسير على الأعراف رجال :

عن ابن شهرآشوب : عن الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ ، وَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ ، أَنَّهُ سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَنْ قَوْلِهِ‏ { وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ‏ } .

وَ سُئِلَ الصَّادِقُ عليه السلام : وَ اللَّفْظُ لَهُ ، فَقَالَ : نَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ عَلَى الصِّرَاطِ مَا بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ، فَمَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنَ وَ لَمْ نَعْرِفْهُ أُدْخِلَ النَّارَ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج3ص233 . وعنه في بحار الأنوار ج39ص224ب86 .

وعن زيد بن علي : و قوله تعالى: { وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏ } ، قال هو سور بين الجنة و النّار. تفسير غريب القرآن لزيد بن علي رحمه الله 140 .و الأعراف: كلّ موضع مرتفع‏ مشرف‏ .

 والآيات :

{ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ  أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء  أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً  يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ 48) أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ  لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ  أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) } الأعراف .

وعن علي بن إبراهيم : فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد عن أبي عبد الله عليه السلام قال‏ : الْأَعْرَافُ : كُثْبَانٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ، و الرجال الأئمة صلوات الله عليهم ، يقفون على الأعراف مع شيعتهم ، و قد سيق المؤمنون إلى الجنة بلا حساب .

فيقول الأئمة : لشيعتهم من أصحاب الذنوب ، انظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سيقوا إليها بلا حساب، و هو قوله تبارك و تعالى‏ { سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ‏ } .

ثم يقال لهم : انظروا إلى أعدائكم في النار ، و هو قوله‏ : { وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ- تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُو رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ، { وَ نادى‏ أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ‏ في النار ف قالُوا ما أَغْنى‏ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ‏ في الدنيا وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ‏ } .

ثم يقولون : لمن في النار من أعدائهم ، أ هؤلاء شيعتي و إخواني ، الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا ، أن‏ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ .

ثم يقول الأئمة : لشيعتهم‏ { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ‏ } ثم‏ { نادى‏ أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ } ‏.

تفسير القمي ج1ص231 .

و عن الكليني : بسنده عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلا يقول‏ : جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين عليه السلام  فقال : يا أمير المؤمنين { وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ } فقال عليه السلام :

 نَحْنُ عَلَى الْأَعْرَافِ : نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ .

وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ : الَّذِي لَا يُعْرَفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا .

وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ : يُعَرِّفُنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ ، فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ ، وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَ وَ أَنْكَرْنَاهُ .

إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : لَوْ شَاءَ لَعَرَّفَ الْعِبَادَ نَفْسَهُ ، وَ لَكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِيلَهُ وَ الْوَجْهَ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ ، فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَايَتِنَا ، أَوْ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا ، فَإِنَّهُمْ‏ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ‏،  فَلَ سَوَاءٌ مَنِ اعْتَصَمَ النَّاسُ بِهِ‏ ، وَ لَا سَوَاءٌ حَيْثُ ذَهَبَ النَّاسُ إِلَى عُيُونٍ كَدِرَةٍ يُفْرَغُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ ، وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَيْنَا إِلَى عُيُونٍ صَافِيَةٍ تَجْرِي بِأَمْرِ رَبِّهَا لَا نَفَادَ لَهَ وَ لَا انْقِطَاعَ .

الكافي ج1ص184ح9 .

 

تفسير الطيبين :

تفسير فرات : بالإسناد عن الحسين بن سعيد معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال :

ينادي المنادي‏ : يوم القيامة ، أَيْنَ‏ { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ  (32) }النحل ؟

قال رحمه الله : فيقوم قوم مبيضوا الوجوه .

فيقال لهم : من أنتم ؟

فيقولون : نَحْنُ الْمُحِبُّونَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

فيقال لهم : بما أحببتموه ؟

فيقولون : يا ربنا بطاعته لك و لرسولك .

فيقال لهم : صَدَقْتُمْ‏ { أدْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) }النحل .

تفسير فرات الكوفي ص234 النحل آية 32 ح314 .

 

الإمامة في الكلمة الباقية :

عن ابن شهرآشوب : عن الأعرج عن أبي هريرة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله‏: { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي  عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)  } الزخرف ؟

قَالَ : جَعَلَ الْإِمَامَةَ فِي عَقِبِ الْحُسَيْنِ ، يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ تِسْعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، مِنْهُمْ مَهْدِيُّ هَذِهِ الْأَمَةِ .

 عن زيد بن‏ علي‏ في هذه الآية : لا تصلح الخلافة إلا فين .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص46 .

 

تفسير ثم أهتدى :

عن بن شهرآشوب : عن محمد بن سالم عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، و أبو الجارود و أبو الصباح الكناني عن الصادق عليه السلام ، و أبو حمزة عن السجاد عليه السلام‏ في قوله تعالى‏ :

{ ثُمَّ اهْتَدى‏ } : إِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص129 ، والآية { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) } طه .

 

تفسير ولله يسجد والميثاق :

عن عبد الله بن ميمون القداح قال : سمعت زيد بن‏ علي‏ يقول :

يا معشر : من يحبنا لا ينصرنا من الناس أحد .

 فإن الناس : لو يستطيعوا أن يحبونا لأحبونا .

و الله : لأحبتنا أشد خزانة من الذهب و الفضة .

 إن الله خلق : ما هو خالق ، ثم جعلهم أظلة .

 ثم تلا هذه الآية : { وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا  وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15) } الرعد .

 ثم أخذ : ميثاقنا و ميثاق شيعتنا، فلا ينقص منها واحد ، و ل يزداد فينا واحد.

تفسير العياشي ج2ص207ح24 .

 

تفسير سلطان الحجة :

{ وَلاَ  تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ  مَنْصُورًا (33) } الإسراء .

عن الشيخ الطوسي : بسنده عن الفضيل بن الزبير قال : سمعت زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام يقول‏ :

 هَذَا الْمُنْتَظَرُ : من ولد الحسين بن علي ، في ذرية الحسين ، و في عقب الحسين عليه السلام .

وَ هُوَ الْمَظْلُومُ : الذي قال الله تعالى‏ :

{ وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ‏ } ، قال : وليه رجل من ذريته من عقبه ، ثم قرأ : { وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ‏ } .

{ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ‏ } ، قال : سلطانه حجته على جميع من خلق الله تعالى ، حتى يكون له الحجة على الناس ، و لا يكون لأحد عليه حجة .

الغيبة للطوسي ص189 .

 

تفسير المثبورون بأعدائهم:

عن ابن عقدة قال : حدّثنا العبّاس بن بكر قال : حدّثنا محمّد بن زكريا قال : حدّثنا كثير بن طارق قال : سألت زيد بن‏ عليّ‏ بن الحسين عليهم السّلام عن قوله تعالى : { لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُو ثُبُورًا كَثِيرًا (14) } الفرقان ؟

فقال زيد : يا كثير ، إنّك رجل صالح ، و لست بمتّهم ، و إنّي خائف عليك أن تهلك .

 إنّه إذا كان : يوم‏ القيامة ، أمر اللّه بأتباع كلّ إمام جائر إلى النار ، فيدعون بالويل و الثبور ، و يقولون لإمامهم : يا من أهلكنا ، هلم الآن فخلّصنا ممّا نحن فيه .

فعندها يقال لهم :  { لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدً وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } .

ثمّ قال زيد بن عليّ عليه السّلام : حدّثني أبي ، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهما السّلام قال :

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام :

أنت يا عليّ : و أصحابك في الجنّة ، أنت يا عليّ و أتباعك في الجنّة .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ص199ح204.

 

تفسير يعطيك ربك فترضى :

عن الحمويني قال : بسنده عن الحكم بن ظهير ، عن أبي الزناد ، عنْ زَيْدِ بْنِ علي في قوله عز و جل‏ : { وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى‏ } .

 فَقَالَ : إِنَّ مِنْ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، أَنْ يَدْخُلَ أَهْلَ بَيْتِهِ وَ ذُرِّيَّتَهُ الْجَنَّةَ.

فرائد السمطين ج2ص295ب61ح554 .

 

وعن الاستربادي : بسنده عن عيسى بن مهران ، بإسناده إلى زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏‏ ، في قول الله عز و جل‏ : { وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى‏ } .

قال : إن رضا رسول الله ، إدخال أهل بيته و شيعتهم الجنة.

و كيف لا : و إنما خلقت الجنة لهم ، و النار لأعدائهم فعلى أعدائهم‏ لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين‏.

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ص784 .

 

آيات فضل الإمام علي :

أبن شهرآشوب : عن الصادق و الباقر و السجاد وَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ :‏ في هذه الآية قالوا : { جَنبِ اللَّهِ } ، عَلِيٌّ عليه السلام ، وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

مناقب ج3ص273 . { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَي علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن  كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) } الزمر

 

تفسير آيات آل محمد :

عن اين شهرآشوب : وَ قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ ، و أبو عبد الله الجدلي ، قال علي عليه السلام : { مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ } قال : حُبُّنَا ، { وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ }قال : بُغْضُنَا .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص284 , الآية : { مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (160)} الأنعام.

يا طيب : وجاءت روايات كثيرة في هذا المعنى وبالخصوص في آية المودة : { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُو الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } الشورى ، آله محمد هم القربى : ومن أقترف وفعل وتبنى وأقتنى وأكتسب حبهم وهو الحسنة ، يزيد الله حسناته ويغفر له ويشكره كما علل الآية باسميه الكريمين وجاءت من الطرفين روايات كثيرة في هذا المعنى .

 

وعن اين شهرآشوب : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ في قوله تعالى‏ : { وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ‏ } ، قال : سَبِيلُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، الْقَصْدُ : السَّبِيلُ الْوَاضِحُ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص330 الآية : {وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ  شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) }النحل ، فإن المنعم عليهم حقا بالصراط المستقيم هم نبينا وآله عليهم السلام ، وهو الذي نطلب الهداية له كل يوم عشر مرات في الصلوات الخمسة ، وهم السبيل إلى الله الذي يجب أن نقصد به الله أي من معارفهم وطريقهم وسبيلهم وصراطهم وهداهم ، وإلا نضل ونحيد ونكون جائرين والعياذ بالله .

 

وعن الأسترابادي :  عن مسلم الحذاء : عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام ،‏ في قول الله عز و جل‏ : : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا  وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}العنكبوت .

قال : نَحْنُ هُمْ .

قلت : و إن لم تكونوا و إلا فمن .

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ص425 . و مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص378 الآية ، وإن أفضل من جاهد في سبيل الله تعالى بكل وجوده علما وعملا وخلاق وخلقا وصفاتا وأحوالا هم نبينا وآله وتشهد لهم سيرتهم وسلوكهم ، فهم علمونا معارف الله خالصة من دون قياس ورأي بل بما علمهم الله وبما يحب ويرض سبحانه ، ثم يأتي بعدهم من تبعهم من شيعتهم ومواليهم ومن حبهم .

 

وعن اين شهرآشوب : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ في قوله‏ : { أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى‏ } ، قال : نَزَلَتْ فِينَا .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص400 الآية : { قُلْ  هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ  يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) } يونس ، وآيات الهداية مصداقه الأول نبينا وآله المعصومين ثم من تبعهم بحق ولم يأخذ معارفه من أفكار أعداهم ، وتؤيدهم آيات الولاية والمباهلة والقربى وغيرها الكثير ، وإنهم مهديون بهدى الله ، والناس منهم تأخذ هداه الحق .

 

عن اين شهرآشوب : زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ في قوله‏ :{ ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ‏ } ، قال : نَحْنُ هُمْ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص420 الآية : { ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ  (14) } يونس ، يا طيب : إن الإنسان خليفة الله في الأرض ، ولكن جعل له أئمة هم الخليفة عليه والمصداق الأعلى لخليفة الله ، وهم نبينا وآله المعصومون عليهم السلام إلى يوم القيامة .

 

الاسترابادي : بسنده عن منصور بن حازم عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام قال : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏ : { وَإِذَ الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) }التكوير ، قَالَ : هِيَ وَ اللَّهِ مَوَدَّتُنَا ، وَ هِيَ وَ اللَّهِ فِينَا خَاصَّةً .

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ص742 .

 

الاسترابادي : بسنده عن منصور بن حازم عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك ، قول الله عز و جل‏ : { ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى‏ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏ فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏ (7) } الحشر ، الْقُرْبَى هِيَ وَ اللَّهِ قَرَابَتُنَا .

 

 وقول زيد رحمه الله : في مثل هذه الآيات فينا نزلت أو نحن هم وما شابه ، فهو يعرف آل المعصوم ، وأنه هو الداعي لحقهم حتى الشهادة ، فهو أقرب القربى للمعصومين وأكرم شيعتهم وأولياءه ومحبيهم وهم آله وهو من لحمهم ودمهم ، وعلمه ومعرفته من علمهم ومعارفهم الحقة و لم يخلطها بفكر ولا قياس ، وإنهم المصداق والفرد الأعلى لهذه الآيات ، وباقي العباد تبعا لهم في الهدى والدين إن والوهم تبعوهم حاقا .

 

 

تفسير زيد الشهيد
بالجهاد لطلب حقهم بالحق

يا طيب : سترى زيد رحمه الله كان يدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل وإلى الجهاد ونصر الحق وطلب الأمرة لإمام الحق والرضا من آل محمد عليهم السلام كما عرفت في خصائصه وأوصافه وفي تعريف المعصومين له وتعريفه لهم ، وكما سترى هنا ، فتراه رحمه الله لا يتوانى في أي زمان ومكان أن ينصر الحق وبيانه وتعريف أهله وولاة أمره ومحله ، ولذا كثرة الروايات عنه في هذا المجال ، ومنها :

 

تفسير أولوا الأرحام والأمرة :

عن فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم معنعنا ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ : في قوله تعالى في الأحزاب‏ : { وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ  بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (75) }الأنفال .

قَالَ : أَرْحَامُ رَسُولِ اللَّهِ أَوْلَى بِالْمُلْكِ وَ الْإِمْرَةِ  .

تفسير فرات الكوفي ص155ح194. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للاسترابادي ص441 ، عن زيد قال :  رَحِمُ رَسُولِ اللَّهِ : أَوْلَى بِالْإِمَارَةِ وَ الْمُلْكِ وَ الْإِيمَانِ .

 

تفسير أورثنا الكتاب :

تفسير قوله تعالى : { ثُمَّ  أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ  ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) } فاطر .

عن بن شهرآشوب : عن الإمام الصادق عليه السلام : في قوله تعالى‏ : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا } نزلت في حقنا و حق ذرياتنا خاصة .

و في رواية عنه و عن أبيه عليه السلام :‏ هي لنا خاصة و إيان عنى‏ .

و في رواية أبي الجارود عن الباقر عليه السلام : هم آل محمد .

زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام قَالَ : نَحْنُ أُولَئِكَ .

مناقب آل أبي طالب ج4ص130 .

وعن الحسكاني : بسنده عن أبي خالد، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍ‏ في قوله تعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ‏ ....} قَالَ:

{ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ } الْمُخْتَلِطُ مِنَّا بِالنَّاسِ . وَ { الْمُقْتَصِدُ } الْعَابِدُ .

 وَ { السَّابِقُ } الشَّاهِرُ سَيْفَهُ يَدْعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏2ص157ح783 .

و رواه أيضا : محمد بن سليمان اليمني- المتوفى بعد سنة 300 في ج5ح643 ، و في من مناقب علي عليه السلام ج1ص 146 قال : حدثنا عثمان بن محمد الألثغ‏ قال : حدثنا جعفر قال : حدثنا يحيى بن الحسن قال : حدثنا يحيى بن مساور عن أبي خالد الواسطي:

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام قال في قول الله : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِن فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ} قَالَ : { الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ } مِنَّا الْمُخْتَلِطُ بِالنَّاسِ ـ قَالَ : { وَ الْمُقْتَصِدُ } قَالَ : الْعَابِدُ . قَالَ : فَـ{ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ } قَالَ: الشَّاهِرُ سَيْفَهُ يَدْعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ.

وعن  فرات : بن إبراهيم الكوفي معنعنا ، عن أبي الجارود قال : سألت زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام عن هذه الآية :

‏ قَالَ : { الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ } فِيهِ مَا فِي النَّاسِ . وَ { الْمُقْتَصِدُ } الْمُتَعَبِّدُ الْجَالِسُ‏ . { وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ‏ } الشَّاهِرُ سَيْفَهُ.

تفسير فرات الكوفي ص347ح473 .

يا طيب : هذا المعنى كله متقارب لا مشاحة فيه إنه وراثة الكتاب لأهل البيت عليهم السلام المعصومين منهم ومنهم يأخذ شيعتهم ، وهم المنعم عليهم بهدى الله وصراطه المستقيم ، وللشيعة مراتب في الإيمان ، ولكن تخصيص { السابق بالخيرات } فقط بالشاهر سيفة من أي الناس أو من بني فاطمة وعلي عليهم السلام سواء إمام أو غيره ممن لم يعترف بإمامه ، فهو بعيد جدا عن الخير فضلا من أن يكون سابقا فيه ، ولكنه زيد رحمه يعرف هذا المعنى ويسوقه لمن يعرف الإمام كما جاءت الروايات الكثير في تفسير هذا المعنى بإن ( السابق بالخيرات ) هو الإمام ، ويمكن أن ينسب له من يطالب بحق الإمام ويدعوا بصدق للإمامة بالسيف ويفي للإمام حين التمكن أو حين الشهادة فالشاهر سيفة بحق أقرب الناس من الإمام ، وبهذا جاءت المعاني وكما عرفت عن معرفته بالإمامة وإنه لو تمكن لوفى لإمام زمانه حقا .

ومن الأحاديث : في تعريف السابق بالخيرات ، أيضا مما رواه فرات الكوفي : قال : حدثنا الحسين بن الحكم‏ ، معنعنا عن غالب بن عثمان النهدي ، عن أبي إسحاق السبيعي‏ ، قال: خرجت حاجا فمررت بأبي جعفر عليه السلام ،  فسألته عن هذه الآية: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ‏ ...}.

 فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام : مَا يَقُولُ : فِيهَا قَوْمُكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، يَعْنِي أَهْلَ الْكُوفَةِ .

قلت : يزعمون أنها نزلت فيهم .

قال فقال لي محمد بن علي : فما يحزنهم إذا كانوا في الجنة .

قال قلت : جعلت فداك فما الذي تقول أنت فيها ؟

قال عليه السلام : يا أبا إسحاق ، هَذِهِ وَ اللَّهِ لَنَ خَاصَّةً .

أَمَّا قَوْلُهُ‏ : { سابِقٌ بِالْخَيْراتِ‏ } فَعَلَيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ الرِّضْوَانُ‏ ، وَ الشَّهِيدُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ .

وَ { الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ } الَّذِي فِيهِ مَا فِي النَّاسِ ، وَ هُوَ مَغْفُورٌ لَهُ .

وَ أَمَّا { الْمُقْتَصِدُ } فَصَائِمٌ نَهَارَهُ وَ قَائِمٌ لَيْلَهُ .

ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، بِنَا يُقِيلُ اللَّهُ عَثْرَتَكُمْ ، وَ بِنَا يَغْفِرُ اللَّهُ ذُنُوبَكُمْ ، وَ بِنَا يَقْضِي اللَّهُ دُيُونَكُمْ ، وَ بِنَا يَفُكُّ اللَّهُ وَثَاقَ الذُّلِّ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ ، وَ بِنَا يَخْتِمُ وَ بِنَا يَفْتَحُ لَا بِكُمْ .

وَ نَحْنُ : كَهْفُكُمْ كَأَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وَ نَحْنُ سَفِينَتُكُمْ كَسَفِينَةِ نُوحٍ ، وَ نَحْنُ بَابُ حِطَّتِكُمْ كَبَابِ حِطَّةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ .

تفسير فرات الكوفي ص348ح474 .

ويا طيب : فزيد شهيد من آل محمد عليهم السلام ، فالراوي عنه أو هو فسرها بالشاهر سيفه في سبيل الله ، فهو أحد مصاديقها ، لأنه يدعو للإمام ومع الإمام ، والمصداق الأتم للسابق بالخيرات هو الإمام من آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، ويؤيده ما عن :

الكليني : بسنده عن أحمد بن عمر، قال: سألت أبا الحسن الرض عليه السلام عن قول الله‏ عز و جل : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْن مِنْ عِبادِنا .. } الْآيَةَ .

 قَالَ : فَقَالَ : وُلْدُ فَاطِمَةَ عليها السلام .

 وَ { السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ } : الْإِمَامُ .

 وَ { الْمُقْتَصِدُ } : الْعَارِفُ بِالْإِمَامِ‏ .

 وَ { الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ } : الَّذِي لَا يَعْرِفُ‏ الْإِمَامَ .

أصول الكافي ج1ص533ب24 باب في أن من اصطفاه الله من عباده و أورثهم كتابه هم ‏الأئمة عليهم السلام‏ ح566/ 1 و 568/ 3.

وزيد رحمه الله : عارف بإمام زمانه وشهيد ، فهو أقرب مصداق للسابق للخيرات بعد الإمام المصداق التام والفرد الكامل للسابق بالخيرات ، وبالخصوص في الحديث السابق ، فتفسيره بالشاهر سيفة من هذا الباب هو لمعرفة نفسه أنه طالب بالحق وسيستشهد ، فهو لقربه من الإمام وأنه من آل محمد عليهم السلام خصه بهذا المصداق ، دون أن يشير للإمام لأنه كان في زمان ظلم بني أمية ولا يحب أن يؤخذ أخاه الباقر أو أبن أخاه الصادق عليهم السلام من الحكام الظلمة .

 

تفسير أولوا بقية وإحياء الأمر:

عن فرات بن إبراهيم الكوفي : معنعنا عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ :

في قوله تعالى‏ : { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً  مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) } هود .

قَالَ رحمه الله : تخْرُجُ الطَّائِفَةُ مِنَّا ، وَ مِثْلُنَ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَنَا مِنَ الْقُرُونِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُقْتَلُ ، وَ يَبْقَى مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ ، لَيُحْيُونَ ذَلِكَ الْأَمْرَ يَوْماً.

تفسير فرات الكوفي ص194ح253.

فرات الكوفي : عن أبيه عن زياد المديني :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : في قوله تعالى‏ : { فَلَوْ ل كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ‏ } .

قَالَ رحمه الله : نَزَلَتْ هَذِهِ فِينَا .

تفسير فرات الكوفي ص194ح254. ورواه عنه الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص371ح389 .

 

عن فرات الكوفي : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ : في قوله تعالى‏ : { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ (116) } هود.

قَالَ : نَزَلَتْ فِينَا ، وَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، لِيُحْيِيَ اللَّهُ هَذِهِ الْأَرْضَ .

تفسير فرات الكوفي ص195ح255.

 

تفسير دعوة القائم من الآل:

تفسير فرات : بالإسناد عن الفضيل بن الزبير :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال :

 إِذَا قَامَ : الْقَائِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ .

يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، نَحْنُ الَّذِينَ وَعَدَكُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ‏ :

{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ  أَقَامُوا الصَّلَاةَ  وَآتَوُا الزَّكَاةَ  وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ  وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ  وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) }الحج .

تفسير فرات الكوفي ص274ح371 . وعنه الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص523ح556 .

 

تفسير يحكم الله لي بالسيف :

عن فرات الكوفي : عن أحمد بن موسى معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ : في قوله تعالى‏ : {فَلَنْ أَبْرَحَ  الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي } .

قال رحمه الله : بِالسَّيْفِ .

تفسير فرات الكوفي ص199ح259 .

 عن فرات الكوفي : علي بن حمدون معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : في قوله تعالى : { فَلَنْ أَبْرَحَ  الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ‏} يوسف .

قَالَ : بِالسَّيْفِ .

تفسير فرات الكوفي ص199ح260 .

 

تفسير سلطانا نصيرا :

عن أبي الجارود : عن زيد بن‏ علي‏ :

 في قول الله : { وَاجْعَل لِّي مِن  لَّدُنكَ سُلْطَانً نَّصِيرًا (80) } الإسراء .

 قال : السيف .

تفسير العياشي ج2ص315ح152 .

 

تفسير لباس التقوى :

وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أنه قال : في قول الله عز و جل‏ : { وَ لِباسُ التَّقْوى‏ } .

قَالَ : لِبَاسُ السِّلَاحِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .

دعائم الإسلام ج1ص344 . أي التسلح بالتقوى في سبيل الله ، أو حمل المعنى على الجري والتطبيق على أفضل مصاديق التقوى والعمل بأحكام الله تعالى بالتولي والتبري والجهاد والحث عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وقال المفيد : و روي عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام ،‏ أنه كان يقول ، في قول الله تبارك و تعالى‏ : { وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ (26)  }الأعراف ، السَّيْفُ.

الإختصاص ص127 .

تفسير سبيلي ودعوته :

عن فرات الكوفي قال : حدثني أحمد بن القاسم قال : حدثنا محمد بن أبي‏ عمر بن حرب بن الحسين و محمد بن حفص بن راشد قالا : أخبرنا شاذان الطحان ، عن كهمس بن الحسن ، عن سليم الحذاء .

 عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ صلى الله عليه وآله وسلم :

فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى‏ : {قُلْ هَذِهِ  سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي (108)  } يوسف .

مِنْ أَهْلِ بَيْتِي : لَا يَزَالُ الرَّجُلُ بَعْدَ الرَّجُلِ .

يَدْعُو : إِلَى مَا أَدْعُو إِلَيْهِ .

تفسير فرات الكوفي ص202ح268 . ورواه عنه الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص373ح393 .

 

تفسير أبوهما صالحا وحقهم :

تفسير فرات : بالإسناد عن الحسين بن سعيد معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال :

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ : { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا

 وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا (82) } الكهف .

قَالَ رحمه الله : فَحُفِظَ الْغُلَامَانِ بِصَلَاحِ أَبِيهِمَ .

فَمَنْ أَحَقُّ : أَنْ يَرْجُوَ الْحِفْظَ مِنَ اللَّهِ بِصَلَاحِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِ .

مِنَّا : رَسُولُ اللَّهِ جَدُّنَا .

وَ ابْنُ عَمِّهِ : الْمُؤْمِنُ بِهِ ، الْمُهَاجِرُ مَعَهُ ، أَبُونَا .

وَ ابْنَتُهُ : أُمُّنَا .

وَ زَوْجَتُهُ : أَفْضَلُ أَزْوَاجِهِ جَدَّتُنَا .

فَأَيُّ النَّاسِ : أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حَقّاً فِي كِتَابِهِ .

ثُمَّ نَحْنُ : مِنْ أُمَّتِهِ ، وَ عَلَى مِلَّتِهِ .

نَدْعُوكُمْ : إِلَى سُنَّتِهِ ، وَ الْكِتَابِ الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنْ رَبِّهِ .

أَنْ تُحِلُّوا : حَلَالَهُ ، وَ تُحَرِّمُوا حَرَامَهُ ، وَ تَعْمَلُو بِحُكْمِهِ عِنْدَ تَفَرُّقِ النَّاسِ وَ اخْتِلَافِهِمْ.

تفسير فرات الكوفي ص246ح331 . وبالإسناد جعفر بن محمد بن هشام معنعن عنه ص246ح333 .

 

تفسير فرات : بالإسناد عن أبي الجارود معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال :

 وَ قَرَأَ هَذِهِ‏ الْآيَةَ : { فكانَ أَبُوهُما صالِحاً } .

قال رحمه الله : حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِصَلَاحِ أَبِيهِمَا .

وَ مَا ذُكِرَ: مِنْهُمَا صَلَاحٌ ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمَوَدَّةِ .

أَبُونَا : رَسُولُ اللَّهِ .

 وَ جَدَّتُنَا : خَدِيجَةُ .

وَ أُمُّنَا : فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ .

وَ أَبُونَا : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‏ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ  .

تفسير فرات الكوفي ص246ح332 .

 

وعن الصدوق : بسنده : عن ابن هراسة الشيباني قال : حدثنا جعفر بن زياد الأحمر : عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام : أَنَّهُ قَرَأَ : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا  (82)} الكهف .

ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ : حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِصَلَاحِ أَبِيهِمَ .

 فَمَنْ أَوْلَى : بِحُسْنِ الْحِفْظِ مِنَّا .

رَسُولُ اللَّهِ : جَدُّنَا ، وَ ابْنَتُهُ أُمُّنَا ، وَ سَيِّدَةُ نِسَائِهِ جَدَّتُنَا ، وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَلَّى مَعَهُ أَبُونَ .

الأمالي للصدوق ص631م92ح2 . الأمالي للمفيد ص116م13ح9 .

 

تفسير إحياء النفس بنصرهم :

بالإسناد : عن سليمان بن دينار البارقي قال :

 سألت زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام : عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : { وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً (32)} المائدة ؟

قال فقال لي : هذا الرجل من آل محمد يخرج ، و يدعو إلى إقامة الكتاب و السنة ، فمن أعانه حتى يظهر أمره‏ ، فكأنما أحيا الناس جميعا .

و من خذله حتى يقتل‏ : { فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } .

تفسير فرات الكوفي ص122ح131 .

 

 

تفسير زيد لآيات متنوعة

 

تفسير كرامنا بني آدم :

الشيخ الطوسي : بسنده عن أبي خالد عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه عليه السلام ، في قوله تعالى :

{ وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ }  يقول : فضلنا بني آدم على سائر الخلق .

{ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ } يقول : على الرطب و اليابس .

{ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ } يقول : من طيبات الثمار كلها .

{ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً  (70) } الإسراء ، يقول : ليس من دابة و لا طائر إلا هي تأكل و تشرب بفيه ، لا ترفع بيدها إلى فيها طعاما و لا شرابا غير ابن آدم ، فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه ، فهذا من التفضيل .

الأمالي للطوسي ص489م17ح1072- 41 .

 

أحاديث زيد الشهيد

 

في الولاية والإمامة

 

الله أمر النبي يتخذ علي :

الشيخ الطوسي : بسنده عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏  عن أبيه  عن الحسين بن علي  عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

 يَا عَلِيُّ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ :

أَتَّخِذَكَ : أَخاً وَ وَصِيّاً ، فَأَنْتَ أَخِي وَ وَصِيِّي ,

وَ خَلِيفَتِي : عَلَى أَهْلِي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَوْتِي .

مَنْ تَبِعَكَ : فَقَدْ تَبِعَنِي ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكَ فَقَدْ تَخَلَّفَ عَنِّي .

و من كفر بك : فقد كفر بي .

و من ظلمك : فقد ظلمني .

 يَا عَلِيُّ : أَنْتَ مِنِّي وَ أَنَا مِنْكَ .

يَا عَلِيُّ : لَوْ لَا أَنْتَ لَمَا قُوتِلَ أَهْلُ النَّهَرِ .

قال: فقلت : يا رسول الله، و من أهل النهر .

قال: قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.

الأمالي للطوسي ص200م7ح341- 43. كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1ص394 .

 

بالمعراج الولاية للإمام :

عن بن طاووس : بسنده عن الرعلي عن علي بن أبي طالب عليه السلام .

وبسنده عن : إسماعيل بن أبان ، عن محمد بن عجلان ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، قالا :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :‏ كنت نائما في الحجر ، إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا .

ثم قال لي : عفا الله عنك يا محمد ، قم و اركب ، فأفد إلى ربك ، فأتاني بدابة دون البغل و فوق الحمار ، خطوها مد البصر ، له جناحان من جوهر ، يدعى البراق .

قال : فركبت حتى طعنت في الثَّنِيَّةِ ، إذا أنا برجل قائم متصل شعره‏ إلى كتفيه ، فلما نظر إلي قال :

السلام عليك : يا أول ، السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر .

قال : فقال لي جبرئيل : رد عليه يا محمد .

قال فقلت : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته .

قال : فلما أن جزت الرجل فطعنت في وسط الثنية ، إذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر ، فلما نظر إلي قال : السلام عليك مثل تسليم الأول‏ .

فقال جبرئيل : رد عليه يا محمد .

فقلت : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته .

قال فقال لي : يَا مُحَمَّدُ احْتَفِظْ بِالْوَصِيِّ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، الْمُقَرَّبِ مِنْ رَبِّهِ .

قال : فلما جزت الرجل و انتهيت إلى بيت المقدس ، إذا أنا برجل أحسن الناس وجها ، و أتم الناس جسما ، و أحسن الناس بشرة ، قال : فلما نظر إلي ، قال : السلام عليك يا نبي ، و السلام عليك يا أول مثل تسليم الأول .

قال : فقال لي جبرئيل : يا محمد رد عليه .

فقلت : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته .

قال فقال : يَا مُحَمَّدُ احْتَفِظْ بِالْوَصِيِّ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، الْمُقَرَّبِ مِنْ رَبِّهِ ، الْأَمِينِ عَلَى حَوْضِكَ ، صَاحِبِ شَفَاعَةِ الْجَنَّةِ .

قال : فنزلت عن دابتي عمدا .

قال : فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد ، فخرق بي الصفوف ، و المسجد غاص بأهله .

قال : فإذا بنداء من فوقي ، تقدم يا محمد .

قال : فقدمني جبرئيل ، فصليت بهم .

قال : ثم وضع لنا منه سلم ، إلى السماء الدنيا ، من لؤلؤ ، فأخذ بيدي جبرئيل فخرق به إلى السماء ، فوجدناها ملئت حرسا شديدا و شهبا .

قال : فقرع جبرئيل الباب ، فقالوا له : من هذا ؟ قال : أن جبرئيل .

قالوا : من معك ؟ قال : معي أخي محمد .

قالوا : و قد أرسل إليه ؟ قال : نعم .

قال‏ : ففتحوا لنا ، ثم قالوا : مرحبا بك من أخ و من خليفة ، فنعم الأخ و نعم الخليفة ، و نعم المختار خاتم النبيين لا نبي بعده .

ثم وضع : لنا منها سلم من ياقوت موشح بالزبرجد الأخضر ، قال : فصعدنا إلى السماء الثانية ، فقرع جبرئيل الباب ، فقالوا : مثل القول الأول ، و قال جبرئيل : مثل القول الأول ، ففتح لنا .

ثم وضع : لنا سلم من نور محفوف حوله بالنور ، قال فقال لي جبرئيل : يا محمد تثبت و اهتد هديت .

ثم ارتفعنا : إلى الثالثة ، و الرابعة ، و الخامسة ، و السادسة ، و السابعة ، بإذن الله ، فإذا بصوت و صيحة شديدة ، قال قلت : يا جبرئيل ما هذ الصوت ؟ فقال لي : يا محمد هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك .

قال فقال رسول الله : فغشيني عند ذلك مخافة شديدة .

قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ : يَا مُحَمَّدُ ، تَقَرَّبْ إِلَى رَبِّكَ ، فَقَدْ وَطِئْتُ الْيَوْمَ مَكَاناً بِكَرَامَتِكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا وَطِئْتُهُ قَطُّ ، وَ لَوْ لَا كَرَامَتُكَ لَأَحْرَقَنِي هَذَا النُّورُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيَّ .

قال صلى الله عليه وآله وسلم : فَتَقَدَّمْتُ ، فَكُشِفَ لِي عَنْ سَبْعِينَ حِجَاباً .

قال فقال لي : يَا مُحَمَّدُ ، فَخَرَرْتُ سَاجِداً .

و قلت : لَبَّيْكَ رَبَّ الْعِزَّةِ لَبَّيْكَ .

قال : فقيل لي : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَ سَلْ تُعْطَ ، وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ .

يَا مُحَمَّدُ : أَنْتَ حَبِيبِي وَ صَفِيِّي ، وَ رَسُولِي إِلَى خَلْقِي ، وَ أَمِينِي فِي عِبَادِي .

مَنْ خَلَّفْتَ : فِي قَوْمِكَ حِينَ وَفَدْتَ إِلَيَّ ؟

قال فقلت : مَنْ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، أَخِي وَ ابْنُ عَمِّي ، وَ نَاصِرِي وَ وَزِيرِي ، وَ عَيْبَةُ عِلْمِي ، وَ مُنْجِزِ وَعَدَاتِي‏ .

فَقَالَ لِي رَبِّي : وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي ، وَ جُودِي وَ مَجْدِي ، وَ قُدْرَتِي عَلَى خَلْقِي ، لَا أَقْبَلُ الْإِيمَانَ بِي وَ لَا بِأَنَّكَ نَبِيٌّ ، إِلَّا بِالْوَلَايَةِ لَهُ .

يَا مُحَمَّدُ : أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاءِ ؟

قال فقلت : رَبِّي وَ كَيْفَ‏ لِي بِهِ ، وَ قَدْ خَلَّفْتُهُ فِي الْأَرْضِ ؟

قال فقال لي : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ .

قال : فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، وَ إِذَا أَنَا بِهِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، مِمَّا يَلِي السَّمَاءَ الْأَعْلَى .

قال : فَضَحِكْتُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِدِي .

قال فقلت : يَا رَبِّ الْيَوْمَ قَرَّتْ عَيْنِي .

قال : ثُمَّ قِيلَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ ذَ الْعِزَّةِ لَبَّيْكَ .

قَالَ : إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي عَلِيٍّ عَهْداً فَاسْمَعْهُ .

قَالَ قُلْتُ : مَا هُوَ يَا رَبِّ ؟

قَالَ : عَلِيٌّ رَايَةُ الْهُدَى ، وَ إِمَامُ الْأَبْرَارِ ، وَ قَاتِلُ الْفُجَّارِ ، وَ إِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِي ، وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِينَ ، أَوْرَثْتُهُ عِلْمِي وَ فَهْمِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي ، وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِي ، إِنَّهُ مُبْتَلًى وَ مُبْتَلًى بِهِ ، فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ .

قَالَ : ثُمَّ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ ، قَالَ فَقَالَ لِي : يَقُولُ اللَّهُ لَكَ : يَا مُحَمَّدُ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‏ وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها ، وَلَايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

تقدم : بين يدي يا محمد ، فتقدمت فإذا أنا بنهر ، حافتاه قباب الدرر و اليواقيت ، أشد بياضا من الفضة ، و أحلى من العسل ، و أطيب ريحا من المسك الأذفر ، قال : فضربت بيدي فإذا طينه مسكة ذفرة .

قال : فأتاني جبرئيل ، فقال لي : يا محمد أي نهر هذ ؟ قال قلت : أي نهر هذا يا جبرئيل ؟ قال : هذا نهرك ، و هو الذي يقول الله عز و جل‏ : { إنا أعطيناك الكوثر } إلى موضع‏ { الأبتر } عمرو بن العاص { هو الأبتر } .

قال : ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم ، قال فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل ؟

فقال لي : هؤلاء المرجئة ، و القدرية ، و الحرورية ، و بنو أمية ، و الناصب لذريتك العداوة ، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الإسلام .

قال : ثم قال لي : أ رضيت عن ربك ما قسم لك ؟

قَالَ فَقُلْتُ‏ : سُبْحَانَ رَبِّي ، اتَّخَذَ إِبْراهِيمَ خَلِيلً ، وَ كَلَّمَ‏ مُوسى‏ تَكْلِيماً ، وَ أَعْطَى سُلَيْمَانَ مُلْكاً عَظِيماً ، وَ كَلَّمَنِي رَبِّي وَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، وَ أَعْطَانِي فِي عَلِيٍّ أَمْراً عَظِيماً .

يا جبرئيل : من الذي لقيت في أول الثنية ؟ قال : ذاك أخوك موسى بن عمران .

قال : السلام عليك يا أول ، فأنت مبشر أول البشر ، و السلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيين ، و السلام عليك يا حاشر فأنت على حشر هذه الأمة .

قال : فمن الذي لقيت في وسط الثنية ؟ قال : ذاك أخوك عيسى ابن مريم ، يوصيك بأخيك علي بن أبي طالب ، فإنه قائد الغر المحجلين و أمير المؤمنين ، و أنت سيد ولد آدم .

قال : فمن الذي لقيت عند الباب باب المقدس‏ ؟ قال : ذاك أبوك آدم ، يوصيك بوصيك ابنه علي بن أبي طالب خيرا ، و يخبرك أنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين .

قال : فمن الذي صليت بهم ؟ قال : أولئك الأنبياء و الملائكة ، كرامة من الله أكرمك بها ، يا محمد .

ثم هبط بي : الأرض‏ .

قال : فلما أصبح رسول الله بعث إلى أنس بن مالك فدعاه ، فلم جاءه ، قال له رسول الله : ادع لي‏ عليا فأتاه .

فقال : يا علي ، أبشرك . قال : بما ذا .

قال : لقيت‏ أخاك موسى ، و أخاك عيسى ، و أباك آدم ، فكلهم يوصي بك .

قال : فبكى علي ، و قال : الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا .

ثم قال : يا علي ، أ لا أبشرك ؟ قال قلت : بشرني يا رسول الله .

قال : يا علي صوبت بعيني إلى عرش ربي جل و عز ، فرأيت مثلك في السماء الأعلى ، و عهد إلي فيك عهدا .

قال : بأبي أنت‏ و أمي يا رسول الله ، أ و كل ذلك كانوا يذكرون إليك .

قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّ الْمَلَأَ الْأَعْلَى لَيَدْعُونَ لَكَ ، وَ إِنَّ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارَ لَيَرْغَبُونَ إِلَى رَبِّهِمْ جَلَّ وَ عَزَّ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ السَّبِيلَ إِلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ ، وَ إِنَّكَ تَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ إِنَّ الْأُمَمَ كُلَّهُمْ مَوْقُوفُونَ عَلَى جُرُفِ جَهَنَّمَ .

قال فقال علي : يا رسول الله ، فمن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم ؟  قال : أولئك المرجئة ، و الحرورية ، و القدرية ، و بنو أمية ، و مناصبيك‏ العداوة ، يا علي هؤلاء الخمسة ليس لهم في الإسلام نصيب‏  .

 

اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ص288ب105 ، ثم قال أخر الحديث : فصل أقول إن هذا الحديث رويناه كما نقلناه من هذه الطرق ،عن هذا الشيخ الذي شهد بثقته من ذكرناه ، و لا يستعظم لله جل جلاله أن يكون يكرم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بما أوردناه ، فإن الله تعالى يقول له في صريح الآيات‏ : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ  فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا  يَجْمَعُونَ (32) } الزخرف.

وأما الحجر : أي نائم في زاوية من بيته ، والحديث واقع في المدينة المنورة ، لوجود أنس خادمه الملازم باب بيته في المدينة ، كذلك الثنية في قوله طعنت في الثنية : أي ذهبت فيها ، والثنية ثنية الوداع أطراف يثرب وهو مكان يشيع إليه المسافر ويودع فيه ليرحل . مسكه ذافرة : ذَفِرَ الشيءُ: اشتدّت رائحتُه، طيبةً  ، أي طين النهر مسك شديد الرائحة الشذية . وعنه في بحار الأنوار ج18ص390ب3ح98 ، وفي ج37ص312ب54ح46 .

 

أحب الخلق للنبي :

الشيخ الطوسي : بسنده عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ  عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ :

أتى رجل : إلى النبي صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله ، أَيُّ الْخَلْقِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وَ أَنَا إِلَى جَنْبِهِ ، هَذَا وَ ابْنَاهُ وَ أُمُّهُمَا.

هُمْ مِنِّي : وَ أَنَا مِنْهُمْ .

وَ هُمْ مَعِي : فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ، وَ جَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ .

الأمالي للطوسي ص451م16ح1007- 13 .

 

وصية الرسول لعلي :

في علل الشرائع : بالإسناد عن إبراهيم بن إسحاق الأزدي عن أبيه قال: أتيت الأعمش سليمان بن مهران أسأله عن وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : أيت محمد بن عبد الله فاسأله .

 قال : فأتيته فحدثني عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام فقال :

لما حضرت : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة ، و رأسه في حجر علي عليه السلام ، و البيت غاص بمن فيه من المهاجرين و الأنصار ، و العباس قاعد قدامه .

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا عباس ، أ تقبل وصيتي و تقضي ديني و تنجز موعدي ؟

فقال : إني امرؤ كبير السن ، كثير العيال ، لا مال لي ، فأعاده عليه ثلاثا ، كل ذلك يردها عليه .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : سأعطيها رجلا يأخذه بحقها ، لا يقول مثل ما تقول .

ثم قال : يا علي ، أ تقبل وصيتي ، و تقضي ديني ، و تنجز موعدي ؟

قال : فخنقته العبرة عليه السلام ، و لم يستطع أن يجيبه ، و لقد رأى رأس رسول الله صلى الله عليه وآله يذهب و يجيء في حجره . ثم أعاد عليه ؟

فقال له علي عليه السلام : نعم بأبي أنت و أمي يا رسول الله .

فقال : يا بلال أيت بدرع رسول الله ، فأتى بها .

ثم قال : يا بلال أيت براية رسول الله ، فأتى بها .

ثم قال : يا بلال ، أيت ببغلة رسول الله بسرجها و لجامها ، فأتى بها .

ثم قال : يا علي ، قم فاقبض هذا بشهادة من في البيت من المهاجرين و الأنصار ، كي لا ينازعك فيه أحد من بعدي .

قال فقام علي عليه السلام : و حمل ذلك ، حتى استودع جميع ذلك في منزله ، ثم رجع.

علل الشرائع ج‏1ص167ح2 وفي ح3 رواه بسنده عن عمرو بن خالد الواسطي عن زيد بن علي عليه السلام مع اختلاف يسير .

 

وروى وروى الطوسي : بسنده عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن الإمام مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الباقر عليه السلام ، و عن زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال :

 لما ثقل : رسول الله صلى الله عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه ، كان رأسه في حجري و البيت مملوء من أصحابه ، من المهاجرين و الأنصار ، و العباس بين يديه ، يذب عنه بطرف ردائه، فجعل رسول الله صلى الله عليه و آله يغمى عليه ساعة و يفيق ساعة ، ثم وجد خفة، فأقبل على العباس ، فقال :

 يا عباس : يا عم النبي ، اقبل وصيتي في أهلي و في أزواجي ، و اقض ديني ، و أنجز عداتي و أبرئ ذمتي . فقال العباس : يا نبي الله ، أنا شيخ ذو عيال كثير ، غير ذي مال ممدود ، و أنت أجود من السحاب الهاطل و الريح المرسلة ، فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق له مني .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : أَمَّا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا ، وَ مَنْ لَا يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ .

 يَا عَلِيُّ : هَاكَهَا خَالِصَةً لَا يُحَاقُّكَ فِيهَ أَحَدٌ .

 يَا عَلِيُّ : أقْبَلْ وَصِيَّتِي وَ أَنْجِزْ مَوَاعِيدِي وَ أَدِّ دَيْنِي .

 يَا عَلِيُّ : أخْلُفْنِي فِي أَهْلِي ، وَ بَلِّغْ عَنِّي مِنْ بَعْدِي .

قال علي عليه السلام : فلما نعى إلي نفسه ، رجف فؤادي ، و ألقي علي لقوله البكاء ، فلم أقدر أن أجيبه بشيء ، ثم عاد لقوله فقال :

 يا علي : أ و تقبل وصيتي ؟

قال : فقلت : و قد خنقتني العبرة ، و لم أكد أن أبين ، نعم يا رسول الله .

فقال صلى الله عليه و آله : يا بلال أئتني بسوادي ، ائتني بذي الفقار ، و درعي ذات الفضول ، ائتني بمغفري ذي الجبين ، و رايتي العقاب ، و ائتني بالعنزة  ، و الممشوق ، فأتى بلال بذلك كله إلا درعه كانت يومئذ مرتهنة .

ثم قال : ائتني بالمرتجز ، و العضباء ، ائتني باليعفور و الدلدل ، فأتى بها ، فأوقفها بالباب .

 ثم قال : ائتني بالأتحمية  و السحاب ، فأتاه بهما فلم يزل يدعو بشي‏ء شي‏ء ، فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب ، فطلبها فأتي بها ، و البيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين و الأنصار .

ثم قال : يا علي، قم فاقبض هذا ، و مد إصبعه ، و قال : في حياة مني و شهادة من في البيت ، لكيلا ينازعك أحد من بعدي ، فقمت و ما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي .

 فقال : يا علي أجلسني ، فأجلسته و أسندته إلى صدري .

قال علي عليه السلام : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله و إن رأسه ليثقل ضعفا .

 و هو يقول : يسمع أقصى أهل البيت و أدناهم .

إِنَّ أَخِي وَ وَصِيِّي : وَ وَزِيرِي ، وَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، يَقْضِي دَيْنِي ، وَ يُنْجِزُ مَوْعِدِي .

يَا بَنِي هَاشِمٍ : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَ تُبْغِضُوا عَلِيّاً ، وَ لَا تُخَالِفُوا أَمْرَهُ فَتَضِلُّوا ، وَ لَا تَحْسُدُوهُ وَ تَرْغَبُوا عَنْهُ فَتَكْفُرُوا ، أَضْجِعْنِي يَا عَلِيُّ .

فأضجعته فقال : يا بلال ائتني بولدي الحسن و الحسين ، فانطلق فجاء بهما ، فأسندهما إلى صدره ، فجعل صلى الله عليه و آله يشمهما .

قال علي عليه السلام : فظننت أنهما قد غماه _ قال أبو الجارود : يعني أكرباه _ فذهبت لآخذهما عنه .

 فقال صلى الله عليه وآله : دعهما يا علي يشماني و أشمهم ، و يتزودا مني و أتزود منهما ، فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا ، فلعن الله من يخيفهم ، اللهم إني أستودعكهما و صالح المؤمنين .

الأمالي للطوسي ص600م27ح1244-1 .

وأتني بسوادي : أي أمتعته و ثقله، و يطلق السواد على المال أيضا. المغفر : هو زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس تلبس تحت القلنسوة . ويقال له خوذة . و العنزة : شبه العكّازة، أطول من العصاء و أقصر من الرمح، و لها زجّ من أسفلها. و الممشوق من القضبان: الطويل الدقيق . والمرتجز: فرسه صلّى اللّه عليه و آله  سمّي به لحسن صهيله . العضباء: ناقته  سمّيت به لنجابتها . اليعفور: حمار كان لرسول اللّه ، و الدلدل : بغلة شهباء كانت له صلّى اللّه عليه و آله ، والأتحميّة : ضرب من البرود ينسج في بلاد العرب ، والسحاب عمامته سُمِّيَتْ به تشبيهاً بسَحابِ المطر، لانْسِحابِه في الهواءِ . وخص بني هاشم بعدم مخالفته لأنها تدخل النار فغيرهم أولى بدخول النار بمخالفته .

ورواه الشيخ الطوسي رحمه الله : بسند آخر مختصرا وفيه بعض العبارات المختلفة منها :

فقال : يا علي ، أنت أخي في الدنيا و الآخرة ، و وصيي ، و خليفتي في أهلي .

ثم قال : يا بلال ، هلم سيفي ، و درعي ، و بغلتي و سرجها و لجامها ، و منطقتي التي أشدها على درعي ، فجاء بلال بهذه الأشياء ، فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله .

 فقال : قم يا علي فاقبض .

 قال : فقمت و قام العباس فجلس مكاني ، فقمت فقبضت ذلك .

فقال : انطلق به إلى منزلك ، فانطلقت ثم جئت ، فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله .

 فنظر إلي : ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي ، فقال : هاك يا علي هذا في الدنيا و الآخرة .

و البيت : غاص من بني هاشم و المسلمين .

فقال : يا بني هاشم ، يا معشر المسلمين ، لا تخالفوا علي فتضلوا ، و لا تحسدوه فتكفروا ، يا عباس قم من مكان علي ..... .

الأمالي للطوسي ص572م22ح1186- 12 .

 

عشر خصال لأمير المؤمنين :

قال الصدوق في الأمالي : حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : حدثني جدي يحيى بن الحسن بن جعفر قال حدثني إبراهيم بن علي و الحسن بن يحيى قالا : حدثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد .

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ رحمه الله : عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام قال :

 كَانَ لِي عَشْرٌ : مِنْ‏ رَسُولِ‏ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لم يعطهن أحد قبلي ، و لا يعطاهن أحد بعدي .

قال لي : يا علي ، أنت أخي في الدنيا ، و أخي في الآخرة ، و أنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ، و منزلي و منزلك في الجنة متواجهان ، كمنزل الأخوين ، و أنت الوصي ، و أنت الولي ، و أنت الوزير ، عدوك عدوي و عدوي عدو الله ، و وليك وليي و وليي ولي الله عز و جل .

الأمالي للصدوق ص77م18ح8 . الخصال ج2ص429ح7 . الأمالي للطوسي ص137م5ح222- 35.

 

يا طيب : جاءت روايات أخرى عن زيد رحمه الله فيها بعض الخصال الأخرى ، فيمكن إضافتها ودمج بعض ما هنا من التقسيم ، والاختلاف لعله من الرواة في نسيان بعضها وذكر أخرى مقاربة لها في المعنى أو تفصيل بعضها حتى لتصور أنه خصلتان والاكتفاء بهم وعدم ذكر الباقي ، فمثلا في الخصال ج2ص428ح6 قال الصدوق : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:‏ كان لي من رسول الله ص عشر خصال ما أحب أن لي بإحداهن ما طلعت عليه الشمس .

 قال لي :

أَنْتَ أَخِي : في الدنيا ؛ و الآخرة ، و أقرب الخلائق مني في الموقف ، و أنت الوزير ، و الوصي .

و الخليفة : في الأهل و المال ، وَ أَنْتَ آخِذٌ لِوَائِي : في الدنيا ؛ و الآخرة ، وليك وليي  و وليي ولي الله  ، و عدوك عدوي  و عدوي عدو الله .

ورواه الطبري الآملي في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص216 .

وروى بن حيون النعمان المغربي : في شرح الأخبار ج2ص183ح528 عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس، أنه قال: قال رسول اللّه صلّى‏ اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام :

إن اللّه عزّ و جلّ : أعطاك احدى عشرة خصلة ليس لأحد معك فيه دعوى ، و من كفر فإن اللّه غني عن العالمين .

أنت : أخي في الدنيا. و أنت أخي في الآخرة. و أنت صاحب رايتي في الدنيا. و أنت صاحب رايتي في الآخرة. و أنت في الدني وصيتي في أهلي. و منزلك في الجنة بقرب منزلي. و عدوك عدوي، و عدوي عدوّ اللّه. و وليك وليي، و وليي ولي اللّه عزّ و جلّ. و حربك حربي. و سلمك سلمي.

 

خصال أخرى للإمام علي :

عن الكراجكي : بسنده عن حسين بن علوان، عن أبي خالد ، عن زيد بن‏ عليّ‏ عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ عن أمير المؤمنين عليهم السّلام :

قال : دخلت على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و هو في بعض حجراته ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فلمّا دخلت عليه .

قال لي : يا عليّ ، أ ما علمت أنّ بيتي بيتك ، فما لك تستأذن ؟

فقلت : يا رسول اللّه ، أحببت أن أفعل ذلك .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم :

يا عليّ : أحببت ما أحبّ اللّه ، و أخذت بآداب اللّه .

يا عليّ : أ ما علمت أنّ اللّه خالقي ورازقي، أمرني أن ل يكون لي سر دونك.

يا عليّ : أنت وصيّي من بعدي ، و أنت المظلوم المضطهد بعدي .

يا عليّ : الثابت عليك كالمقيم معي ، و مفارقك مفارقي .

يا عليّ : كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغضك ، إنّ اللّه تعالى خلقني و خلقك من نور واحد .

كنز الفوائد ج2ص56 . الرسالة العلوية في فضل أمير المؤمنين عليه السلام على سائر البرية ص47 . ومائة منقبة ص 86 المنقبة الثالثة و الثلاثون .

 

علي صاحب لوائي :

عن بن شهرآشوب : عن تنبيه المذكرين عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام :

‏ كُسِرَتْ : زَنْدُ عَلِيٍّ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَ فِي يَدِهِ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ ، فسقط اللواء من يده ، فتحاماه المسلمون أن يأخذوه .

فقال رسول الله : فضعوه في يده الشمال ، فَإِنَّهُ صَاحِبُ لِوَائِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

و في رواية غيره : فرفعه المقداد و أعطاه عليا .

و قال صلى الله عليه وآله : أنت صاحب رايتي في الدنيا و الآخرة .

المناقب ج3ص299 .

 

كتبنا ما أردنا :

عن الشيخ الطوسي : بسنده عن كثير بن طارق ، من ولد قنبر مولى علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : حدثني زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام في جارسوج كندة بالكوفة : أن أباه حدثه عن أبيه عليهما السلام ، عن ابن عباس ، قال :

أعطى : رسول الله صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام خاتم ، فقال : يا علي ، خذ هذا الخاتم للنقاش ، لِيَنْقُشَ عَلَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ .

 فأخذه : أمير المؤمنين عليه السلام ، فأعطاه النقاش ، و قال له : انقش عليه محمد بن عبد الله .

 فنقش : النقاش ، و أخطأت يده ، فَنَقَشَ عَلَيْهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ .

فجاء : أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : ما فعل الخاتم ؟

فقال : هو ذا ، فأخذه ، و نظر إلى نقشه ، فقال : م أمرتك بهذا ، قال : صدقت ، و لكن يدي أخطأت .

 فجاء به : إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله ، ما نقش النقاش ما أمرت به ، ذكر أن يده أخطأت .

فأخذه النبي صلى الله عليه وآله : و نظر إليه ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، وَ تَخَتَّمَ بِهِ .

فلما أصبح : النبي صلى الله عليه و آله ، نظر إلى خاتمه ، فَإِذَا تَحْتَهُ مَنْقُوشٌ : عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ ، فتعجب من ذلك النبي عليه السلام .

فجاء جبرئيل فقال : يَا جَبْرَئِيلُ ، كَانَ كَذَا وَ كَذَ .

 فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، كَتَبْتَ مَا أَرَدْتَ ، وَ كَتَبْنَ مَا أَرَدْنَا .

الأمالي للطوسي ص705م41ح 1510- 2.

 

سد الأبواب إلا باب علي :

قال محمد بن علي المازندراني : في كتابه عن بن أسيد الغفاري و أبو حازم عن ابن عباس ، و العلاء عن ابن عمر و شعبة عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أخيه الباقر عليه السلام عن جابر ، و علي بن موسى الرضا عليه السلام ، و قد تداخلت الروايات بعضها في بعض‏ :

أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ : الْمُهَاجِرُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَنَوْ حَوَالَيْ مَسْجِدِهِ بُيُوتاً ، فِيهَا أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِي الْمَسْجِدِ ، وَ نَامَ بَعْضُهُمْ فِي الْمَسْجِدِ .

فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ : مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، فَنَادَى أَنَّ النَّبِيَّ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَسُدُّوا أَبْوَابَكُمْ ، إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ عليه السلام .

 فأطاعوه : إلا رجل .

قال : فقام رسول الله ، فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال : ما حدثني به أبو الحسن العاصمي الخوارزمي ، عن أبي البيهقي ، عن أحمد بن جعفر ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه عن محمد بن جعفر ، عن عون عن عبد الله بن ميمون ، عن زيد بن أرقم إنه قال النبي صلى الله عليه وله :

‏ أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي أُمِرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ ، غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ .

فَقَالَ فِيهِ قَائِلُكُمْ : فَإِنِّي وَ اللَّهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئاً وَ لَا فَتَحْتُهُ ، وَ لَكِنْ أُمِرْتُ بِشَيْ‏ءٍ فَاتَّبَعْتُهُ‏ .

ذكره : أحمد بن حنبل في الفضائل‏.

 وفي تاريخ بغداد : فيما أسنده الخطيب إلى : زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن أخيه محمد بن علي عليه السلام ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول‏ :

سُدُّوا : الْأَبْوَابَ كُلَّهَا ، إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ ، وَ أَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب المازندراني ج2ص190 .

 

خصال لفاطمة الزهراء :

عن الطبري : بسنده عن زيد بن موسى قال: حدثنا أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه ، عَنْ عَمِّهِ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏، عَنْ أَبِيهِ ، عن سكينة و زينب ابنتي علي ، عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

إِنَّ فَاطِمَةَ : خُلِقَتْ حُورِيَّةً فِي صُورَةِ إِنْسِيَّةٍ ، وَ إِنَّ بَنَاتَ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَحِضْنَ‏ .

دلائل الإمامة ص146ح52 . الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم للشامي ص457 .

 

وعن الطبري : بسنده عن عمر بن موسى ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عن أبيه ، عن زينب بنت علي ، قالت : حدثتني أسماء بنت عميس قالت  :

قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله : و قد كنت شهدت‏ فاطمة قد ولدت بعض ولدها ، فلم نر لها دما .

فقلت : يا رسول الله ، إن فاطمة ولدت فلم نر لها دما !

 فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يَا أَسْمَاءُ ، إِنَّ فَاطِمَةَ خُلِقَتْ حُورِيَّةً إِنْسِيَّةً .

دلائل الإمامة ص148ح56 .

 

مختار الله من الخلق:

قال عماد الدين الطبري الآملي : حدثني أحمد بن محمد بن عثمان بن سعيد الأحول قال : هذا كتاب جدي عثمان بن سعيد ، فقرأت فيه حدثني زياد بن رستم أبو معاذ الخراز قال : عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام ‏:

 إِنَّ فَاطِمَةَ : بِنْتَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليها و على ذريتها ، مرضت‏ في عهد رسول الله ، فأتاها نبي الله عائدا له في نفر من أصحابه ، فاستأذن .

فقالت : يا أبت لا تقدر على الدخول علي ، إن علي عباءة إذ غطيت بها رأسي انكشفت رجلاي ، و إذا غطيت بها رجلاي انكشف رأسي .

 فلف : رسول الله ثوبه ، و ألقاه إليها ، فتسترت به ، ثم دخل .

فقال :  كيف تجدك يا بنية ؟

قالت : ما هدني يا رسول الله وجعه ، وما بي من الوجع أشد علي من الوجع.

قَالَ : لَا تَقُولِي ذَلِكِ يَا بُنَيَّةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَرْضَ الدُّنْيَا لِأَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَ لَا مِنْ أَوْلِيَائِهِ .

أَ مَا تَرْضَيْنَ : أَنَّهُ زَوَّجْتُكِ ، أَقْدَمَ أُمَّتِي سِلْماً ، وَ أَعْلَمَهُمْ عِلْماً ، وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً .

إِنَّ اللَّهَ : اطَّلَعَ عَلَى خَلْقِهِ ، وَ اخْتَارَ مِنْهُمْ أَبَاكَ ، فَبَعَثَهُ‏ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ‏ .

ثُمَّ أَشْرَفَ : الثَّانِيَةَ ، فَاصْطَفَى زَوْجَكِ عَلَى الْعَالَمِينَ ، وَ أَوْصَى إِلَيَّ فَزَوَّجْتُكِ.

ثُمَّ أَشْرَفَ : الثَّالِثَةَ ، فَاصْطَفَاكِ ، عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

ثُمَّ أَشْرَفَ : الرَّابِعَةَ ، فَاصْطَفَى ، بَنِيكِ عَلَى شَبَابِ الْعَالَمِينَ .

فَاهْتَزَّ الْعَرْشُ : وَ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُزَيِّنَهُ بِهِمَا ، فَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَنْبَتَيِ الْعَرْشِ ، كَقُرْطَيِ الذَّهَبِ .

قَالَتْ : رَضِيتُ عَنِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ، وَ اسْتَبْشَرَتْ ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَيْه بَيْنَ كَتِفَيْهَا .

ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ رَافِعَ الْوَصِيَّةِ ، وَ كَافِلَ الْضَائِعَةِ ، أذْهَبْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ .

فَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَقُولُ : مَا وَجَدْتُ سُمْعَةَ سَغَبٍ ، بَعْدَ دَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم .

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص246 . والسغب : التعب والإعياء .

 

علم الإمام علي :

بالإسناد : عن أبي خالد الواسطي ،  عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ قَالَ :

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

ما دخل رأسي : نوم‏ ، و لا عهد رسول الله .

 حتى علمت : من رسول الله ، ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم ، من حلال أو حرام ، أو سنة أو أمر أو نهي ، فيما نزل فيه ، و فيمن نزل .

فخرجنا : فلقيتنا المعتزلة ، فذكرنا ذلك لهم .

فقال : إن هذا الأمر عظيم ، كيف يكون هذا ؟ و قد كان أحدهم يغيب عن صاحبه ؟ فكيف يعلم هذا ؟

قال فرجعنا إلى زيد : فأخبرناه بردهم علينا .

فقال : يتحفظ على رسول الله ص عدد الأيام التي غاب بها ، فإذا التقيا :

قال له رسول الله : يا علي ، نزل علي في يوم كذا و كذا و كذ ، و في يوم كذا و كذا ، حتى يعدهما عليه إلى آخر اليوم الذي وافى فيه ، فأخبرناهم بذلك .

بصائر الدرجات ج1ص197ب8ح1 .

 

علم الإمام علي بالقرآن :

عن الحسكاني : بسنده عن إبراهيم بن الزبرقان التيمي قال: حدثن أبو خالد الواسطي قال: حدثني زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عن أبيه‏ عن جده الحسين‏ عن علي عليهم السلام قال :

 ما دخل : نوم عيني ، و لا غمض‏ رأسي‏ ، على عهد محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

 حَتَّى عَلِمْتُ : ذَلِكَ الْيَوْمَ ، مَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ ، أَوْ سُنَّةٍ أَوْ كِتَابٍ ، أَوْ أَمْرٍ أَوْ نَهْيٍ ، وَ فِيمَنْ نَزَلَ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص43ح34 .

 

وبسنده عن : إسماعيل بن صبيح، عن عمرو بن خالد عن زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عن أبيه‏ عن جده عن علي ع قال:

 ما دخل : عيني غمض و لا رأسي ، حتى علمت ما نزل به جبرئيل من حلال و حرام ، و أمر و نهي ، أو سنة أو كتاب ، أو فيما نزل و فيمن نزل.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص43ح35 .

 

علم علي الف باب :

عن أبو نعيم الحافظ بإسناده : عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ :

 عَلَّمَنِي : رَسُولُ اللَّهِ ، أَلْفَ بَابٍ .

يُفْتَحُ : كُلُّ بَابٍ إِلَى أَلْفِ بَابٍ‏ .

و قد روى : أبو جعفر بن بابويه هذا الخبر في الخصال من أربع و عشرين طريقة ، و سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات من ست وستين طريقة.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص36 .

 

معنى من كنت مولاه :

روى الصدوق : بسنده علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال :

سئل زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام : عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 مَنْ كُنْتُ : مَوْلَاهُ ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ؟

قَالَ رحمه الله : نَصَبَهُ عَلَماً ، لِيُعْلَمَ بِهِ حِزْبُ اللَّهِ عِنْدَ الْفُرْقَةِ .

الأمالي للصدوق ص123م26ح3 .

 

أكرم الأنبياء والأوصياء :

عن الصدوق : بسنده عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :

‏ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : مِائَةَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ ، أَنَا أَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ وَ لَا فَخْرَ .

وَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : مِائَةَ أَلْفِ وَصِيٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِينَ أَلْفَ وَصِيٍّ ، فَعَلِيٌّ أَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ وَ أَفْضَلُهُمْ .

الأمالي للصدوق ص236م42ح11 ، والخصال ج2ص641ح19 . وذكره بسند آخر عن الصنعاني عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام.

 

تفسير أولوا الأرحام :

وقال المازندارني : عن زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام في قوله‏ تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ  بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) } الأنفال .

قال رحمه الله : ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ ، كَانَ مُهَاجِراً ذَا رَحِمٍ ‏.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص168 . ذكر في فضل القرابة ، وذكر آيات وروايات كثيرة في هذا المعنى منها : عن محمد بن المفضل عن موسى بن جعفر عليه السلام في قوله تعالى‏ : { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ  وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21) } الرعد ، هِيَ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام .

والمرزباني : بإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس‏ في قوله تعالى‏: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرً وَنِسَاء  وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } النساء ، نَزَلَتْ فِي رَسُولِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ عليه السلام وَ ذَوِي أَرْحَامِهِ ، وَ ذَلِكَ أَنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِهِ وَ نَسَبِهِ .

يا طيب : علي وزوجته وأبناءه عليهم السلام ، هم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبب ونسب ورحمه القريب وثمرة وجودة وبضعته وأهله وآله ، والأحاديث والآيات كثيرة في هذا الباب ومن أكرمها قوله تعالى : { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) }الشورى ، وغيرها الكثير ، وإن حب آل محمد عليهم السلام أجر الرسالة وودهم حسنة مزادة والله يغفر ويشكر من يتحقق به حقا .

 

الإمام علي أولى بالخلافة :

عن الشيخ المفيد : بسنده عن رزين بياع الأنماط قال : سمعت زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام يقول : حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام قال سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يخطب الناس .

فقال في خطبته‏ : و الله لقد بايع الناس أبا بكر ، و أنا أولى الناس بهم ، مني بقميصي هذا .

فكظمت : غيظي ، و انتظرت أمر ربي ، و ألصقت كلكلي بالأرض .

ثم إن : أبا بكر هلك ، و استخلف عمر .

و قد علم : و الله ، أني أولى الناس بهم مني بقميصي هذا ، فكظمت غيظي ، و انتظرت أمر ربي .

ثم إن : عمر هلك ، و قد جعلها شورى ، فجعلني سادس ستة ، كسهم الجدة ، و قال : اقتلوا الأقل ، و ما أراد غيري ، فكظمت غيظي ، و انتظرت أمر ربي ، و ألصقت كلكلي بالأرض .

ثم كان : من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان ، ثم لم أجد إل قتالهم أو الكفر بالله‏  .

الأمالي للمفيد ص153م19ح5 . الكلكل بفتح الكاف : الصدر .

 وقوله عليه السلام: ثم لم أجد إلّا قتالهم، و الكفر باللّه عزّ و جلّ : ذلك لأنّ ترك قتال الناكث المحارب و الكفّ عنه حال كونه محاربا تقرير لنكثه و تجويز لإراقة الدماء بغير حق، و ترك لما أمر اللّه به من قتال الباغي ، فقال عزّ من قائل: { فقاتلوا الّتي تبغي (9)} الحجرات ، و الخبر رواه العامّة بطرق أخر، راجع تاريخ دمشق قسم على بن أبي طالب ج 3 ص 175. و جاء في بعضها : و الكفر بما انزل على محمد ، وبهذا نبه عليه السلام على سبب قتاله لطلحة و الزبير و معاوية ، و كفه عمن تقدم لأنه لما وجد الأعوان و الأنصار ، لزمه الأمر و تعين عليه فرض القتال و الدفاع حتى لم يجد إلا القتال أو الخلاف لله ، و في الحال الأولى كان معذورا لفقد الأنصار و الأعوان .

 و يشهد على ذلك : كلامه عليه السلام : أما و الذي فلق الحبة و برا النسمة لو لا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر، و ما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها و لسقيت آخرها بكأس أولها ..

 

فضل قيام الأمام علي :

عن الشيخ الطوسي : بسنده عن هاشم بن يزيد قال : سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ عليه الرحمة يقول‏ : كان علي عليه السلام في حربه ، أعظم أجرا من قيامه مع رسول الله في حربه .

قال قلت : بأي شيء تقول ، أصلحك الله ؟ قال فقال لي :

لأنه كان : مع رسول الله صلى الله عليه وآله تابعا ، و لم يكن له إلا أجر تبعيته .

و كان : في هذه متبوعا ، و كان له أجر كل من تبعه .

تهذيب الأحكام ج6ص168ب78ح7 .

 

أبو ذر يشهد لعلي :

عن بن شهرآشوب : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عليه السلام : إن أبا ذر لقيه علي عليه السلام .

 فقال أبو ذر : أَشْهَدُ لَكَ بِالْوِلَاءِ ، وَ  الْإِخَاءِ ، وَ الْوَصِيَّةِ .

 و روى : أبو بكر بن مردويه مثل ذلك ، عن سلمان ، و المقداد ، و عمار .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج3ص47 . ورواه مرسل في الطبري المسترشد ص270 ، ورواه الصدوق في الأمالي ص53م12ح3 بسنده عن  كريزة بن صالح الهجري ، عن أبي ذر جندب بن جنادة رضوان الله عليه قال :

سمعت : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول لعلي عليه السلام كلمات ثلاثا ، لأن تكون لي واحدة منهن ، أحب إلي من الدنيا و م فيها .

سمعته يقول : اللَّهُمَّ أَعِنْهُ وَ اسْتَعِنْ بِهِ ، اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَ انْتَصِرْ بِهِ ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ وَ أَخُو رَسُولِكَ .

ثم قال أبو ذر رحمه اللَّهُ : أَشْهَدُ لِعَلِيٍّ بِالْوَلَاءِ ، وَ الْإِخَاءِ ، وَ الْوَصِيَّةِ .

و قال كريزة بن صالح : و كان يشهد له بمثل ذلك ، سلمان الفارسي ، و المقداد ، و عمار ، و جابر بن عبد الله الأنصاري ، و أبو الهيثم التيهان ، و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، و أبو أيوب صاحب منزل رسول الله ، و هاشم بن عتبة المرقال ، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

زيد يذكر عدد الأئمة :

عن بن عقده في الفضائل : بالإسناد عن أبي خالد الواسطيِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال : حدثني أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ يَا حُسَيْنُ‏ : أَنْتَ الْإِمَامُ ، وَ أَخُ‏ الْإِمَامِ ، وَ ابْنُ الْإِمَامِ .

تِسْعَةٌ : مِنْ وُلْدِكَ أُمَنَاءُ مَعْصُومُونَ .

وَ التَّاسِعُ : مَهْدِيُّهُمْ .

فَطُوبَى : لِمَنْ أَحَبَّهُمْ ، وَ الْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَهُمْ .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، ص154ح151 ، وعنه في كفاية الأثر ص303 .

 

قال الخزاز في كفاية الأثر : بسنده عن عمرو بن خالد :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن أبيه علي بن الحسين ، عن عمته زينب بنت علي ، عن فاطمة عليها السلام قالت‏ :

كان دخل إلي : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عِنْدَ وِلَادَتِي الْحُسَيْنَ عليه السلام ، فَنَاولته إياه في خرقة صفراء .

فرمى بها : و أخذ خرقة بيضاء ، و لفه فيها .

ثم قال : خذيه يا فاطمة , فَإِنَّهُ إِمَامٌ ابْنُ إِمَامٍ .

أَبُو الْأَئِمَّةِ التِّسْعَةُ : مِنْ صُلْبِهِ ، أَئِمَّةٌ أَبْرَارٌ ، وَ التَّاسِعُ قَائِمُهُمْ .

كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر للخزاز الرازي ص193 .

في كفاية الأثر للخزاز ذكر : حدثنا علي بن الحسن قال حدثن محمد بن الحسين الكوفي قال أخبرنا علي بن إسحاق القاضي إجازة أرسلها إلي مع محمد بن أحمد بن سليمان الكوفي في سنة ثلاثة عشر و ثلاثمائة قال حدثنا عبد الله بن عمر البلوي قال حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء عن أبيه :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ :

بينا أبي عليه السلام : مع بعض أصحابه إذ قام إليه رجل .

فقال : يا ابن رسول الله ، هل عهد إليكم نبيكم ، كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ أَئِمَّةً ؟

قَالَ : نَعَمْ ، اثْنَا عَشَرَ عَدَدَ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ .

كفاية الأثر ص238 .

 

زيد يذكر أسماء الأئمة :

في كفاية الأثر : بسند ذكره ، عن القاسم بن خليفة .

 عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبِي عَنِ الْأَئِمَّةِ ؟

فَقَالَ : الْأَئِمَّةُ اثْنَا عَشَرَ ، أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَاضِينَ ، وَ ثَمَانِيَةٌ مِنَ الْبَاقِينَ .

قُلْتُ : فَسَمِّهِمْ يَا أَبَهْ ؟

فَقَالَ : أَمَّا الْمَاضِينَ : فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَ الْحَسَنُ ، وَ الْحُسَيْنُ ، وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ .

وَ مِنَ الْبَاقِينَ : أَخِيَ الْبَاقِرُ ، وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ أبْنُهُ ، وَ بَعْدَهُ مُوسَى أبْنُهُ ، وَ بَعْدَهُ عَلِيٌّ أبْنُهُ ، وَ بَعْدَهُ مُحَمَّدٌ أبْنُهُ ، وَ بَعْدَهُ عَلِيٌّ أبْنُهُ ، وَ بَعْدَهُ الْحَسَنُ أبْنُهُ ، وَ بَعْدَهُ الْمَهْدِيُّ .

فَقُلْتُ : يَا أَبَهْ أَ لَسْتَ مِنْهُمْ ؟

قَالَ : لَا ، وَ لَكِنِّي مِنَ الْعِتْرَةِ .

قُلْتُ : فَمِنْ أَيْنَ عَرَفْتَ أَسَامِيَهُمْ ؟

قَالَ : عَهْدٌ مَعْهُودٌ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم .

كفاية الأثر ص304.

 

الهالك غير عارف بإمامه :

عن الصدوق : بسنده عن أبي المثنى النخعي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ كيف : تهلك أمة :

أنا و علي : و أحد عشر من ولدي أولو الألباب ، أولها ؟

و المسيح ابن مريم : آخرها .

و لكن : يهلك بين ذلك ، من لست منه و ليس مني.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص65ب6ح33 . وكمال الدين و تمام النعمة ج1ص281ح34 .

 

تعريفه لإمامه الباقر :

عن عمرو بن موسى الوجيهي : عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال : كنت عند أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام : إذ دخل عليه جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ، فبينما هو يحدثه إِذْ خَرَجَ أَخِي مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْضِ الْحُجَرِ ، فأشخص جابر ببصره نحوه ، ثم قام إليه فقال :

يا غلام : أقبل ، فأقبل ، ثم قال : أدبر ، فأدبر .

فقال رحمه الله : شمائل كشمائل رَسُولِ اللَّهِ ، ما اسمك يا غلام ؟

قَالَ : مُحَمَّدٌ .

قال : ابن من ؟

قَالَ : ابْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

قال : أَنْتَ إِذَا الْبَاقِرُ .

قال : فأنكب‏ عليه ، و قبل رأسه و يديه .

ثم قال : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ، يُقْرِئُكَ السَّلَامَ .

قَالَ عليه السلام : عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَفْضَلُ السَّلَامِ ، وَ عَلَيْكَ يَا جَابِرُ بِمَا أَبْلَغْتَ السَّلَامَ .

ثم عاد : إلى مصلاه ، فأقبل يحدث أبي .

و يقول : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال لي يوما : يا جابر ، إِذَا أَدْرَكْتَ وَلَدِيَ الْبَاقِرَ ، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ، فَإِنَّهُ سَمِيِّي ، وَ أَشْبَهُ النَّاسِ بِي، عِلْمُهُ عِلْمِي ، وَ حُكْمُهُ‏ حُكْمِي .

سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِهِ : أُمَنَاءُ مَعْصُومُونَ أَئِمَّةٌ أَبْرَارٌ .

وَ السَّابِعُ : مَهْدِيُّهُمْ الَّذِي يَمْلَأُ الدُّنْيَا قِسْطاً وَ عَدْلًا ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً .

ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : {‏ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) ‏ } الأنبياء .

كفاية الأثر ص301 .

 

تعريف زيد للإمام الصادق :

عن الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضوان الله عليه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن أبيه عن عمرو بن خالد قال :

قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام :

فِي كُلِّ زَمَانٍ : رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، يَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ عَلَى خَلْقِهِ .

وَ حُجَّةُ زَمَانِنَا : ابْنُ أَخِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، لَا يَضِلُّ مَنْ تَبِعَهُ ، وَ لَا يَهْتَدِي مَنْ خَالَفَهُ .

الأمالي للصدوق ص543م81ح6 . ورواه الفتال النيسابوري في روضة الواعظين و بصيرة المتعظين ج1ص208 .

 

فضل أهل البيت والإمام:

في كفاية الأثر : بالإسناد عن محمد بن بكير قال: دَخَلْتُ عَلَى زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام ، و عنده صالح بن بشر ، فسلمت عليه و هو يريد الخروج‏ إلى العراق .

فقلت له : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِشَيْ‏ءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ عليه السلام ؟

فَقَالَ رحمه الله : نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي عليه السلام عَنْ جَدِّهِ عليه السلام قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

 من : أنعم الله عليه بنعمة ، فليحمد الله عز و جل .

و من : استبطأ الرزق ، فليستغفر الله .

و من : حزنه أمر ، فليقل : لا حول و لا قوة إلا بالله .

فقلت : زدني يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

قَالَ نَعَمْ : حدثني أبي عن جده عليهم السلام قال :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : أربعة أن شفيع لهم يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، و القاضي لهم حوائجهم ، و الساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه ، و المحب لهم بقلبه و لسانه .

قال فقلت : زدني يا ابن رسول الله من فضل ما أنعم الله عز و جل عليكم .

قَالَ رحمه الله : نعم حدثني أبي عن جده عليهم السلام قال :

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

من أحبنا : أهل البيت في الله ، حشر معنا و أدخلناه معنا الجنة .

يا ابن بكير : من تمسك بنا فهو ، معنا في الدرجات العلى .

يا ابن بكير : إن الله تبارك و تعالى أصطفى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، و اختارنا له ذرية ،  فلولانا لم يخلق الله تعالى الدنيا و الآخرة .

يا ابن بكير : بنا عرف الله ، و بنا عبد الله ، و نحن السبيل إلى الله ، و منا المصطفى و المرتضى ، و منا يكون المهدي قائم هذه الأمة .

قلت : يا ابن  رَسُولُ اللَّهِ هل عهد إليكم رسول الله ، متى يقوم قائمكم ؟

قال يا ابن بكير : إنك لن تلحقه ، و إن هذا الأمر يليه ستة من الأوصياء بعد هذا ، ثم يجعل خروج قائمنا فيملأه قسطا و عدلا ، كما ملئت جورا و ظلما .

فقلت : يا ابن  رَسُولُ اللَّهِ ، أ لست صاحب هذا الأمر ؟

فقال : أنا من العترة .

فعدت : فعاد إلي .

فقلت : هذا الذي تقوله عنك أو عن رسول الله ؟

فقال‏ رحمه الله : لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ، لا ، و لكن عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم أنشأ يقول‏ :

نَحْنُ سَادَاتُ قُرَيْشٍ
وَ قِوَامُ الْحَقِّ فِينَا
نَحْنُ أَنْوَارُ الَّتِي مِنْ
قَبْلِ كَوْنِ الْخَلْقِ كُنَّا
نَحْنُ مِنَّا الْمُصْطَفَى
الْمُخْتَارُ وَ الْمَهْدِيُّ مِنَّا
فِينَا قَدْ عُرِفَ اللَّهُ
وَ بِالْحَقِّ قُمْنَا
سَوْفَ يَصْلَاهُ‏ سَعِيراً
مَنْ تَوَلَّى الْيَوْمَ عَنَّا

كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر للخزاز الرازي من القرن الرابع ص299 . في كفاية الأثر بالإسناد : عن علقمة بن محمد الحضرمي عن صالح قال :

 كنت عند زيد بن علي : فدخل عليه محمد بن بكير و ذكر الحديث.

 

فتح خيبر وقول النبي لعلي:

أخرج : أبو المؤيد أخطب الخطباء موفق بن أحمد الخوارزمي ، عن سيد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيروية الدؤلي ، بسندهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :

 قَالَ لِي : رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، يوم فتحت خيبر بقدرة الله :

لو لا أن تقول فيك : طوائف من أمتي ، ما قالت النصارى في عيسى بن مريم .

لقلت فيك : مقالا ، لا تمر على ملاء من المسلمين ، إلا أخذو من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به .

و لكن حسبك : أن تكون مني و أنا منك ، ترثني و أرثك .

و أنت : مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي .

يا علي :

أنت : تؤدي ديني ، و تقاتل على سنتي .

و أنت : في الآخرة أقرب الناس مني .

و أنك : غدا على الحوض خليفتي .

و أنت : أول من يرد علي الحوض .

و أنت : تذود المنافقين عن حوضي .

و أنت : أول داخل في الجنة من أمتي .

و أن محبيك : و أتباعك ، على منابر من نور ، رواء مرويين ، مبيضة وجوههم حولى .

أشفع لهم : فيكونون غدا جيراني .

و أن أعداءك : غدا ، ظماء مظمئين ، مسودة وجوههم ، يضربون بالمقامع و هي سياط من نار مقمحين .

و حربك : حربي ، و سلمك سلمي ، و سرك سرى ، و علانيتك علانيتي ، و سريرة صدرك سريرة صدري .

و أنت : باب عملي .

و أن ولدك : ولدي ، و لحمك لحمي ، و دمك دمي .

و أن الحق : معك ، و الحق على لسانك ، و في قلبك ، و بين عينيك .

و الإيمان : مخالط لحمك و دمك ، كما خالط لحمي و دمي .

و أن الله : أمرني أن أبشرك :

 أنك : و عترتك و محبيك في الجنة .

و عدوك : في النار .

لا يرد : علي الحوض مبغضك ، و لا يغيب عنه محبك .

قال علي عليه السلام : فخررت ساجدا لله تبارك و تعالى ، و حمدته على ما أنعم به من الإسلام و القرآن ، و حببني إلى خاتم النبيين و سيد المرسلين صلى الله عليه و آله و سلم .

المسترشد في الإمامة لابن جرير الطبري ص634 . وأنظر كتاب المناقب للخوارزمي طبع النجف ص 96. و انظر رواية هذا الخبر في كشف اليقين 107 ، و مناقب ابن المغازلي 237 ، و ينابيع المودّة ج 1ص130 و كفاية الطالب 265 و مجمع الزوائد ج 9ص131 من طريق الطبراني ملخصا ، و كنز الفوائد ج 2ص 178 .طرف من الأنباء و المناقب 590 .

 

لا جنة إلا بولاية علي :

عن ابن شهرآشوب : عن كتاب ابن مردويه ، بالإسناد عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عن جده عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال :

يَا عَلِيُّ : لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ مِثْلَ مَا دَامَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ ، وَ كَانَ لَهُ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مُدَّ فِي عُمُرِهِ ، حَتَّى حَجَّ أَلْفَ عَامٍ عَلَى قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ قُتِلَ بَيْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ مَظْلُوماً .

ثُمَّ لَمْ يُوَالِكَ : يَا عَلِيُّ ، لَمْ يَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَ لَمْ يَدْخُلْهَا .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلامج3ص198 .

وأخذ هذا المعنى الشيخ نصير الدين الطوسي رحمه اللّه فقال :

لو أن عبدا أتى بالصالحات غدا * وود كل نبي مرسل وولي

وصام ما صام صوام بلا ضجر * وقام ما قام قوام بلا ملل

وحج ما حج من فرض ومن سنن * وطاف ما طاف حاف غير منتعل

وطار في الجو لا يأوي إلى أحد * وغاص في البحر مأمونا من البلل

يكسو اليتامى من الديباج كلهم * ويطعم الجائعين البرّ بالعسل

وعاش في الناس آلافا مؤلفة * عار من الذنب معصوما من الزلل

ما كان في الحشر عند اللّه منتفعا * إلّا بحب أمير المؤمنين علي

أعيان الشيعة السيد محسن الأمين أعيان الشيعة ج٩ص٤١٩ . الطليعة من شعراء الشيعة للشيخ محمد السماوي ص٢٩٠ .

وفي مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج3ص198 .

وَ فِي تَارِيخِ النَّسَائِيِّ : وَ شَرَفِ الْمُصْطَفَى وَ اللَّفْظُ لَهُ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عيه وآله :‏ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ أَلْفَ عَامٍ ، وَ لَمْ يَكُنْ يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ لَأَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى مِنْخَرِهِ فِي النَّارِ.

وعن العبدي رحمه الله :

 لو أن عبدا لقي الله  بأعمال جميع الخلق برا و تقى

و لم يكن والى عليا  حبطت أعماله و كب في نار لظى

غيره‏ رحمه الله :

 بغضه يدخل الجحيم و يمحى‏    بولاه كبائر الأوزار

هكذا منذر التهامي عنه‏  قال فوق الأعواد غير مرار

لو وفود الحجيج بالسعي فازوا    ألف عام بالحج و الاعتمار

و حنتهم صلاتهم كالحنايا و بقوا بالصيام كالأوتار

و لقوا الله مبغضين عليا  لأكبت وجوههم في النار-

 

النبي أمر علي بقتال :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال:

أَمَرَنِي : رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

 بِقِتَالِ : النَّاكِثِينَ ، وَ الْمَارِقِينَ ، وَ الْقَاسِطِينَ .

المسترشد في الإمامة ص669 .وَرواه عن زيد بن علي أيضا ابْنُ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيُّ فِي تَرْجَمَةِ الْإِمَامِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ج3 ص200 . وبيانهم :

عن ابن عقدة الكوفي : عن أحمد بن القاسم، عن عبّاد، عن عبد اللّه بن الزبير، عن عبد اللّه بن شريك‏ عن أبيه، قال: صعد عليّ عليه السّلام المنبر يوم جمعة، فقال: أنا عبد اللّه و أخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب ، ما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله .

 أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله : بقتال الناكثين طلحة و الزبير ، و القاسطين معاوية و أهل الشام ، و المارقين و هم أهل النهروان ، و لو أمرني بقتال الرابعة لقاتلتهم‏ .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ص: 85ح83 .

 

 وعن ابن حيون المغربي : و من ذلك ما روي عنه عليه السّلام إنه قال :

 أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : بجهاد الناكثين‏، فجاهدتهم  و هم أصحاب طلحة و الزبير  بايعوني راغبين طائعين، ثم نكثوا بيعتهم بغير سبب أوجب ذلك .

و أمرني : بقتال القاسطين فقاتلتهم ، و هم أصحاب الشام معاوية و أصحابه .

و أمرني : أن أقاتل المارقين فقاتلتهم ، و هم الخوارج ، أهل النهروان .

وقال : القسوط في اللغة: الميل عن الحق. قال اللّه عز و جل:  { وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) } الجن ، و منه اشتق القسط: و هو اعوجاج القدمين و انضمام الساقين، و القسط خلاف الفجج ، و الإقساط خلاف القسوط ، الاقساط العدل‏ في القسمة، يقال من القسوط، رجل قاسط: أي مائل عن الحق، و من الاقساط، رجل مقسط: أي عدل، و إذا حكم بالعدل قيل: أقسط، و القسط: التعديل بالحق، يقال: أخذ كل إنسان قسطه: أي حصته بالعدل، و من القسوط قول غزالة للحجاج: إنك عادل قاسط: أي تعدل عن الحق، فتشرك به. و تقسط عن الحق: أي تميل عنه. فقيل لأصحاب معاوية قاسطون: لميلهم عن الحق الذي مع علي عليه السّلام الى الباطل الذي عليه معاوية.

و قال عليه السّلام: و أمرني أن اقاتل المارقين (و هم الخوارج). و المروق: الخروج من الشيء، و هذا اسم نحله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله للخوارج، و قد ذكرهم، فقال: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام ج1ص114ح37 .

وأما الناكثين : فيعرفهم الإمام علي عليه السلام بكتابه لأهل الكوفة بعد حرب الجمل ، وسميت بحرب الجمل لأنه عائشة ركبت جمل لحرب أمير المؤمنين عليه السلام ومعها الناكثين‏ طلحة و الزبير و اتباعهم في البصرة.

عن المفيد : عن أبي مخنف لوط بن يحيى‏ ، عن عبد الله بن عاصم‏ ، عن محمد بن بشر الهمداني‏ ، قال‏ ورد كتاب أمير المؤمنين ع مع عمرو بن سلمة الأرحبي‏ إلى أهل الكوفة ، فكبر الناس تكبيرة سمعها عامة الناس ، و اجتمعوا لها في المسجد ، و نودي الصلاة جمعا ، فلم يتخلف أحد ، و قرئ الكتاب‏ فكان فيه‏ :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : من عبد الله أمير المؤمنين إلى قرظة بن كعب‏ و من قبله من المسلمين ، سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو.

أما بعد : فإنا لقينا القوم الناكثين‏ لبيعتنا ، و المفارقين لجماعتن ، الباغين علينا في أمتنا ، فحججناهم فحاكمناهم إلى الله ـ فأدالنا عليهم فقتل طلحة و الزبير ، و قد تقدمت إليهما بالمعذرة و أقبلت إليهما بالنصيحة ، و استشهدت عليهما صلحاء الأمة فما أطاعا المرشدين و لا أجابا الناصحين.

و لاذ أهل البغي : بعائشة فقتل حولها من أهل البصرة عالم جم ، و ضرب الله وجه بقيتهم فأدبروا ، فما كانت ناقة الحجر بأشأم عليهم منها على أهل ذلك المصر ، مع ما جاءت به من الحوب الكبير في معصيتها ربها و نبيها ، و اغتراره في تفريق المسلمين ، و سفك دماء المؤمنين بلا بينة و لا معذرة و لا حجة ظاهرة.

فلما هزمهم الله : أمرت أن لا يتبع مدبر ، و لا يجهز على جريح ، و لا يكشف عورة ، و لا يهتك ستر ، و لا يدخل دار إلا بإذن ، و آمنت الناس.

و قد استشهد منا : رجال صالحون ، ضاعف الله حسناتهم ، و رفع درجاتهم ، و أثابهم ثواب الصادقين الصابرين ـ

و جزاكم الله : من أهل مصر ، عن أهل بيت نبيكم ، أحسن جزاء العاملين بطاعته و الشاكرين لنعمته ، فقد سمعتم و أطعتم و أجبتم إذا دعيتم ، فنعم الإخوان و الأعوان على الحق أنتم ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته‏ .

الكافئة في إبطال توبة الخاطئة ص27ح27 .

 

غسل الإمام علي ودفنه :

عن ابن شهرآشوب : ذكر و عن منصور بن محمد بن عيسى عن أبيه ، عن جده زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام ، في خبر طويل يذكر فيه عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال‏ :

‏ أوصيكما وصية : فلا تظهرا على أمري أحدا ، فأمرهما أن يستخرج من الزاوية اليمنى لوحا ، و أن يكفناه فيما يجدان ، فإذا غسلاه وضعاه على ذلك اللوح .

و إذا وجدا : السرير يشال مقدمه ، يشيلان مؤخره .

و أن يصلي : الحسن مرة ، و الحسين مرة صلاة إمام ففعلا كم رسم‏ .

فوجدا اللوح : و عليه مكتوب‏ ، بسم الله الرحمن الرحيم‏ هذ ما ذخره نوح النبي لعلي بن أبي طالب ، و أصابا الكفن في دهليز الدار ، موضوعا فيه حنوط قد أضاء نوره على نور النهار .

و روي أنه قال الحسين : وقت الغسل أ ما ترى إلى خفة أمير المؤمنين .

فقال الحسن : يا أبا عبد الله ، إن معنا قوما يعينوننا .

فلما قضينا : صلاة العشاء الآخرة ، إذا قد شيل مقدم السرير ، و لم يزل نتبعه إلى أن وردنا إلى الغري ، فأتينا إلى قبر على ما وصف أمير المؤمنين ، و نحن نسمع خفق أجنحة كثيرة ، و ضجة و جلبة .

فوضعنا السرير : و صلينا على أمير المؤمنين كما وصف لنا ، و نزلنا قبره ، فأضجعناه في لحده ، و نضدنا عليه اللبن .

و في الخبر عن الصادق عليه السلام :‏ فأخذ اللبنة من عند الرأس بعد ما أشرجا عليه اللبن ، فإذا ليس في القبر شي‏ء ، و إذا هاتف يهتف : أمير المؤمنين كان عبدا صالحا ، فألحقه الله بنبيه ، و كذلك يفعل الأوصياء بعد الأنبياء ، حتى لو أن نبيا مات بالمشرق و مات وصيه بالمغرب لألحق النبي بالوصي.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج2ص348 .وعنه في بحار الأنوار ج42ص235ب127ح44 .

 

جن تنعى أمير المؤمنين :

عن ابن شهرآشوب : عن زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ، قال الحسين‏ : لما قتل أمير المؤمنين سمعت‏ جنية ترثيه‏ بهذه‏ الأبيات‏ :

لقد هد ركني أبو شبر
فما ذاقت العين طيب الوسنِ‏
و لا ذاقت العين طيب الكرى
و ألقيت دهري رهين الحزن‏
و أقلقني طول تذكاره‏
حرارة ثكل الرقوب الشثنِ‏

المناقب ج‏3ص313 . الوسن: النعاس او اول النوم. و الكرى : أيضا بمعناه ،  الثكل: الموت و فقد الحبيب. و الرقوب : مبالغة من الرقابة بمعنى الحفظ ، و الشثن : من شثن كفه أي خشن و غلظ ، و اللفظ كناية عن الشجاعة.

 

منزلة هارون والحسنين :

ذكر الصدوق : بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام قال :

 لما ولدت : فَاطِمَةُ الْحَسَنَ ، قالت : لِعَلِيٍّ سَمِّهِ ؟ فقال : ما كنت لأسبق باسمه رَسُولَ اللَّهِ .

فجاء رَسُولُ اللَّهِ : فأخرج إليه في خرقة صفراء ، فقال : أ لم أنهكم أن تلفوه في صفراء ؟ ثم رمى بها و أخذ خرقة بيضاء فلفه فيها .

ثم قال لِعَلِيٍّ : هل سميته ؟ فقال : ما كنت‏ لأسبقك باسمه .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : و ما كنت لأسبق باسمه رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ .

فَأَوْحَى اللَّهُ تبارك و تعالى : إلى جبرئيل ، أنه قد ولد لمحمد ابن ، فاهبط فأقرئه السلام و هنه ، و قل له : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون .

فهبط جبرئيل : فهنأه من الله عز و جل ، ثم قال : إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون ؟ قال : و ما كان اسمه ؟ قال : شبر , قال : لساني عربي .

قَالَ : سَمِّهِ الْحَسَنَ ، فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ .

فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ : أوحى الله عز و جل إلى جبرئيل ، أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه فهنه ، و قل له : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون .

قال " فهبط جبرئيل فهنأه من الله تبارك و تعالى ، ثم قال : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون ، قال : و ما اسمه قال شبير ، قال : لساني عربي .

 قَالَ : سَمِّهِ الْحُسَيْنَ ، فَسَمَّاهُ الْحُسَيْنَ . عليهم الصلاة السلام أجمعين .

الأمالي للصدوق ص124م28ح3 . وعلل الشرائع ج1ص137ح5 .

 

الحسن والحسين يوم القيامة :

الشيخ الطوسي : بسنده عن إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء  عن أبيه ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏  عن أبيه  عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه و آله قال :

الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ : يوم القيامة ، عن جنبي عرش الرحمن تبارك و تعالى ، بمنزلة الشقين من الوجه.

الأمالي للطوسي ص350م12ح725- 65 .

 

وعن بن شهرآشوب : عن عقبة عن عامر الجهني ، و أبي دجانة ، وَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :

الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ‏ : شِنْفَا الْعَرْشِ‏ .

و في رواية : و ليسا بمعلقين .

و إن الجنة قالت : يا رب أسكنتني الضعفاء و المساكين ؟

فقال الله تعالى : أ لا ترضين أني زينت‏ أركانك بالحسن و الحسين فماست كما تميس العروس فرحا .

المناقب ج3ص395 . الشنف: ما علق في الاذن. الميس: التبختر.

دار علي والنبي :

تفسير فرات : بالإسناد الزهري معنعنا :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله قال : دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل من أصحابه و جماعة معه ،  قال :

فقال : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ شَجَرَةُ طُوبَى ؟

قَالَ : فِي دَارِي فِي الْجَنَّةِ .

قال : ثم سأله آخر ؟

فقال : فِي دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي الْجَنَّةِ .

قال : فقال الأول : يا رسول الله سألتك آنفا ، فقلت في داري ، ثم قلت في دار علي ؟

فقال له : إِنَّ دَارِي وَ دَارَهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ .

إِلَّا أَنَّا : إِذَا هَمَمْنَا بِالنِّسَاءِ اسْتَتَرْنَا بِبُيُوتٍ .

تفسير فرات الكوفي ص216ح289.

 

النصر للإمام في حرب الجمل :

عن المفيد : روى نصر عن عمر بن سعد عن الأجلح ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ (عن آبائه ) قال :

 لما أبطأ : على علي عليه السلام ، خبر أهل البصرة ، و نحن في قلة .

 فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : فأخبرت عليا بذلك .

فقال لي عليه السلام : اسكت يا ابن عباس ، فو الله لتأتين في هذين اليومين من الكوفة ، ستة آلاف و ستمائة رجل ، و ليغلبن أهل البصرة ، و ليقتلن طلحة و الزبير .

الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة ص293 . وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2ص187 .

 روى : أبو مخنف عن الكلبي عن أبي صالح عن زيد بن‏ علي‏ عن ابن عباس قال‏ : لما نزلنا مع علي عليه السلام ذا قار ، قلت : يا أمير المؤمنين ، ما أقل من يأتيك من أهل الكوفة فيما أظن .

فقال عليه السلام : و الله ليأتيني منهم ، ستة آلاف و خمسمائة و ستون رجلا ، لا يزيدون و لا ينقصون .

ويا طيب : لا فرق بين الحديثين وأحدهم يكمل الآخر ، فكلا يروي ما يناسب شأن مقاله ، وكثيرا ما توزع الأحاديث والروايات وتقسم حسب الحاجة للموضوع المطروح .

 

يجب رعاية حق أهل البيت :

عن أبو الحسن : علي بن سليمان النوفلي قال: حدثني أبي، قال: حدثني شريك بن عبد اللّه، عن اسماعيل بن خالد ، عن زيد بن‏ علي‏ بن الحسين ، عن أبيه عن جدّه ، قال :

قال عليّ عليه السلام : كنت مع الأنصار لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ، على السمع و الطاعة له ، في المحبوب و المكروه .

فلما : عزّ الاسلام ، و كثر أهله .

قال صلى الله عليه وآله وسلم : يا عليّ زد فيها:

على أن تمنعوا : رسول اللّه و أهل بيته ، مما تمنعون منه أنفسكم و ذراريكم .

 قال عليه السلام : فحملها على ظهور القوم .

فوفى بها : من وفى ، و هلك من هلك‏ .

السقيفة و فدك ص69 للجوهري متوفى 323هـ .

 

النبي وآله وشيعته في الجنة :

عن الصدوق : بسنده عن يحيى بن مساور ، عن أبي خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليهم السلام قال :

 شكوت : إلى رسول الله حسد من يحسدني .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم :

يَا عَلِيُّ : أَ مَا تَرْضَى أَنَّ أَوَّلَ أَرْبَعَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ .

أَنَا وَ أَنْتَ : وَ ذَرَارِيُّنَا خَلْفَ ظُهُورِنَا ، وَ شِيعَتُنَ عَنْ أَيْمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا.

الخصال ج1ص254ح128 . وعن الشيخ المفيد : بسنده عن عمر بن موسى ، عن زيد بن‏ علي‏ بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال :

شكوت : إلى رسول الله حسد الناس إياي ؟

فقال صلى الله عليه وآله : يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة ، أنا و أنت و الحسن و الحسين ، و ذريتنا خلف ظهورنا ، و أحباؤنا خلف ذريتنا ، و أشياعنا عن أيماننا و شمائلنا .

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج1ص43 . وأخرج الحديث في مقتل الخوارزمي ص108، منتخب كنز العمّال ج5ص94، تذكرة الخواص ص291، فرائد السمطين ج2ص42ح375، مجمع الزوائد ج9ص131، و في تاريخ دمشق ترجمة الامام أمير المؤمنين عليه السلام ج2ص329ح835 .

 

أنزل عن منبر أبي :

عن الشيخ الطوسي : بسنده عن كثير ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه عليه السلام : أن الحسين بن علي عليهما السلام أتى عمر بن الخطاب و هو على المنبر يوم الجمعة .

 فَقَالَ لَهُ : انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي .

 فبكى : عمر ، ثم قال : صدقت يا بني ، منبر أبيك لا منبر أبي .

 فقال علي عليه السلام : ما هو و الله عن رأيي .

 قال : صدقت و الله ما اتهمتك يا أبا الحسن .

ثم نزل : عن المنبر ، فأخذه فأجلسه إلى جانبه على المنبر ، فخطب الناس و هو جالس معه على المنبر .

ثم قال : أيها الناس ، سمعت نبيكم صلى الله عليه و آله يقول :

 أحْفَظُونِي : فِي عِتْرَتِي وَ ذُرِّيَّتِي ، فَمَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ حَفِظَهُ اللَّهُ ، أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ آذَانِي فِيهِمْ ، ثَلَاثاً .

الأمالي للطوسي ص703م40ح1504- 7 .

يا طيب : لو كان صادقا لأرجع المنبر والحكم عليه لأهله ، ولا أقل فدك ، ليعلموا معارف الله مما عرفهم وعلمهم الله ورسوله ، ولحفظهم ولم يسلط ويمهد الحكم لأعدائهم ، ولكنه أمام الناس يظهر ما ليس يعمل به ، وهو النفاق والخداع والمكر والحيلة .

وسيأتي : حديث من آذى أبا الحسن فقد آذاني ، وفي هذا الحديث الحسين عليه السلام لأنه متأذي قال له هذا الكلام ، ولكن يلعن نفسه ولا يسلم منبر رسول الله لخليفة الله الحق بعد رسول الله .

ويذكرني بواقعة : لأبي العباس السفاح أول ملوك العباسيين ، مختصرها بتعبيري  ، جاءه رجل وهو على المنبر يخطب ، فقال له : هذا حذاء رسول الله أشتره منه ، فأخذ الحذاء وقبله ووضعه على عينه ووجهه يتبرك به وأجزل له العطاء ، فلما نزل من المنبر ، قالوا له : هذا كاذب من أين له حذاء رسول الله ، قال : أعلم إنه كاذب ، ولكن أمام الناس لو  قلت أنت كاذب ، لقالوا : لم يحترم رسول الله ، ولكن بما فعلت رقت قلوب الناس لي ورفعت منزلتي عندهم .

فكيف : بالحسين عليه السلام ، وهو سيد شباب أهل الجنة وحبيب رسول الله وهو لحمه ودمه ، فلم يكذبه ، وفعل أمام الناس باحترامه ، ولكنه أعد ومكن وأعطى الحكم لمن يسلب ملكهم ويقتلهم بعده .

 

عقاب أذية النبي وآله :

قال الصدوق : حدثنا أحمد بن محمد بن رزمة القزويني قال حدثنا أحمد بن عيسى العلوي الحسيني قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال حدثنا حبيب بن الأرطاة عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن خالد قال :

حدثني زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام : وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ ، قال :

حدثني أبي علي بن الحسين عليه السلام : وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ ، قال :

حدثني الحسين بن علي عليه السلام : وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ ، قال :

حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام : وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ .

عن رسول الله صلى الله عليه وآله : وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ ، قال :

 مَنْ آذَى : شَعْرَةً مِنِّي فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ .

وَ مَنْ آذَى : اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ ، لَعَنَهُ اللَّهُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَ مِلْءَ الْأَرْضِ .

الأمالي للصدوق ص330م53ح10 . وعيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص249ب25ح3 . وفي للأمالي للطوسي ص451م16ح1006- 12 ، آخر الحديث ذكر الآيات : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ  فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا  فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمً مُّبِينًا (58) } الأحزاب .

وعن ابن شهرآشوب : عن الحاكم الحافظ في أماليه ، و أبو سعيد الواعظ في شرف المصطفى ، و أبو عبد الله النطنزي في الخصائص ، بأسانيدهم‏ ، أنه حدث زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ و هو آخذ بشعره قال : حدثني علي بن الحسين و هو آخذ بشعره قال : حدثني الحسين بن علي و هو آخذ بشعره قال : حدثني علي بن أبي طالب و هو آخذ بشعره قال : حدثني رسول الله و هو آخذ بشعره فقال : من آذى أبا حسن فقد آذاني حقا ، و من آذاني فقد آذى الله ، و من آذى الله فعليه لعنة الله .

وَ فِي رِوَايَةٍ : مَنْ آذَى اللَّهَ ، لَعَنَهُ اللَّهُ مِلْ‏ءَ السَّمَاوَاتِ وَ مِلْ‏ءَ الْأَرْضِ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج3ص211 . وعنه في بحار الأنوار ج39ص332ب89ح1 .

وأما الحسكاني فقد قال : حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم الحافظ، حدثنا علي بن أحمد العجلي حدثنا عباد بن يعقوب‏ ، حدثنا أرطاة بن حبيب  ، حدثني عبيد بن ذكوان‏ قال : حدثني أبو خالد الواسطي و هو آخذ بشعره ، قال: حدثني زَيْدُ بْنُ عَلِيٍ‏ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ فَقَالَ :

 مَنْ آذَى : شَعْرَةً مِنْكَ ، فَقَدْ آذَانِي .

 وَ مَنْ آذَانِي : فَقَدْ آذَى اللَّهَ ، وَ مَنْ آذَى اللَّهَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج2ص147ح776 .وفي : مَنْ آذَى : شَعْرَةً مِنْكَ ، فَقَدْ آذَانِي .

وهذا المعنى : أفصح في الأسلوب ، وأبلغ في التعبير والمعنى .

ورواه ابن طاووس في طرف من الأنباء و المناقب ص398 . و في تاريخ دمشق لابن عساكر ج1ص393ح501) بإسناده عن جابر قال:

قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام : من آذاك فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه .

ويا طيب : هذا الحديث من المسلسلات ، وهو من روايات يرويه الراوي مع حالة أو زمان أو حركة معينة أو يأخذ بيده أو بشعره وهكذا ، وهذا الحديث يرويه الرواة مع الأخذ بشعرهم ، وقد رواه ابن الجوزي في كتاب المسلسلات الورق 17ح30 . من نسخة قيّمة عليها خطّ مؤلفه قال :

حدّثنا : محمد بن ناصر و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثنا محمّد بن علي الزينبي و هو آخذ بشعره‏، حدّثني الشريف أبو عبد اللَّه العلوي و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن خالويه و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثنا أبو الفرج العكبري و هو آخذ بشعره ‏، حدّثنا القاسم بن إبراهيم الصفّار و هو آخذ بشعره‏ ، حدثنا عبد الرحمن بن هارون و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثنا أرطاة بن حبيب و هو آخذ بشعره ‏، حدّثني عبيد بن ذكوان و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثني أبو خالد و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثني زيد بن علي و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين و هو آخذ بشعره‏ ، حدّثني أبي الحسين بن عليّ و هو آخذ بشعره‏ قال :

حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب و هو آخذ بشعره ، قال: حدّثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم و هو آخذ بشعره قال :

من آذى : شعرة مني ، فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللَّه .

 و من آذى اللَّه : لعنه اللَّه ملأ السماوات و ملأ الأرض ، و لا يقبل اللَّه منه صرفاً و لا عدلًا.

و رواه أيضاً بسنده عن عباد بن يعقوب الخوارزمي  في كتاب مقتل الحسين عليه السلام ج2ص97ف14 .

ويا طيب : الأحاديث في هذا المعنى كثيرة وبالخصوص بحق فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين والحسن والحسين والمعصومين عليهم السلام ، بل كل أهل البيت من ذريتهم المؤمنين المحقين ، وبمثله جاء الحديث قال الصدوق : عن الحسين بن علي عليه السلام : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى عز وجل قال :

مَنْ عَادَى أَوْلِيَائِي : فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ، وَ مَنْ حَارَبَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّي فَقَدْ حَلَّ عَلَيْهِ عَذَابِي ، وَ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَهُمْ فَقَدْ حَلَّ عَلَيْهِ غَضَبِي ، وَ مَنْ أَعَزَّ غَيْرَهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَ مَنْ آذَانِي فَلَهُ النَّارُ.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص68ب31ح315 .

 

الطيب يحب أهل البيت :

عن الصدوق : بسنده عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :‏ يَا عَلِيُّ :

مَنْ أَحَبَّنِي : وَ أَحَبَّكَ وَ أَحَبَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ .

فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ : عَلَى طِيبِ مَوْلِدِهِ .

 فَإِنَّهُ لَا يُحِبُّنَا : إِلَّا مَنْ طَابَتْ وِلَادَتُهُ .

و لا يبغضنا : إلا من خبثت ولادته .

الأمالي للصدوق ص475م72ح14 . وعلل الشرائع ج1ص141ب120ح3 .بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص150 .

 

مظلومية الإمام علي :

الشيخ الطوسي : بسنده إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء ، عن أبيه ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏  عن أبيه  عن جده  عن علي عليهم السلام قال :

 مَا زِلْتُ مَظْلُوماً : مذ كنت ، إن كان عقيل ليرمد .

فيقول : لا تذروني حتى تذروا أخي عليا .

فَأُضْجَعُ : فَأُذَرُّ ، وَ مَا بِي رَمَدٌ .

الأمالي للطوسي ص350م12ح724- 64 .

 

أحاديث فضل الإمام علي :

عن بن شهر آشوب : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ و جعفر الصادق عليه السلام قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ : وَ حُشِرَ النَّاسُ فِي الْمَحْشَرِ ، وَجَدْتُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَتَلَأْلَأُ نُوراً كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ .

المناقب ج3ص238 .

 

الابتلاء بعلي :

الشيخ الطوسي : عن يحيى بن يعلى ، عن عمر بن موسى يعني الوجيهي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن علي عليه السلام ، عن النبي صلى الله عليه و آله  أنه قال :

 أَلَا إِنَّكَ الْمُبْتَلَى : وَ الْمُبْتَلَي بِكَ .

 أَمَا إِنَّكَ : الْهَادِي لِمَنِ اتَّبَعَكَ .

و من خالف : طريقتك ، ضل إلى يوم القيامة .

الأمالي للطوسي ص499م18ح1047- 16.

 

خطبة الإمام الحسين :

روى الموسوي : عن زيد بن‏ عليّ‏ ، عن أبيه ، قال : خطب الحسين عليه السلام أصحابه ، فحمد اللّه و أثنى عليه ، ثمّ قال :

أيّها الناس : خطّ الموت على بني آدم خطّ القلادة على جيد الفتاة ، ما أو لعني بالشوق إلى أسلافي ، و إنّ لي مصرعا أنا لاقيه ، كأنّي أنظر إلى أوصالي تقطّعها وحوش الفلوات قد ملأت منّي أكرشها .

رضى اللّه " رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ليوفينا اجور الصابرين ، لن تشذّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لحمته و عترته ، و لن تفارقه أعضاؤه ، و هي مجموعة له في حضيرة القدس ، تقرّ بهم عينه .

تسلية المجالس و زينة المجالس مقتل الحسين عليه السلام ج2ص276 ،  خطبة للحسين عليه السلام في أصحابه يوم عاشوراء .

 

رسول ملك الروم والحسين :

روى الموسوي : في ما دار بين يزيد لعنه اللّه و بين رسول ملك الروم‏، قال:

 روي عن زيد بن‏ عليّ‏  : وعن محمد بن الحنفيّة رضي اللّه عنه ، عن عليّ بن الحسين عليه السلام :

 أنّه لمّا أُتي : برأس الحسين عليه السلام ، إلى يزيد لعنه اللّه ، كان يتّخذ مجالس الشرب .

و يأتي : برأس الحسين عليه السلام ، و يضعه بين يديه و يشرب عليه ، فحضر ذات يوم في مجلس يزيد رسول ملك الروم و كان من عظمائهم ، فقال : يا ملك العرب ، هذا رأس من ؟

فقال يزيد : مالك و لهذا الرأس ؟

فقال: إنّي إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كلّ شي‏ء رأيته ، فأحببت أن اخبره بقصّة هذا الرأس و صاحبه ، حتّى نشاركك في السرور و الفرح .

قال يزيد لعنه اللّه : هذا رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالب.

فقال: و من كانت أمّه ؟

قال: فاطمة الزهراء .

قال : بنت من ؟

قال: بنت رسول اللّه .

فقال النصرانيّ : أفّ لك و لدينك ، ما من دين أخسّ من دينك ، أعلم إنّي من أحفاد داود، و بيني و بينه آباء كثيرة ، و النصارى يعظّمونني و يأخذون‏ التراب من تحت قدميّ تبرّكا به لأنّي من أحفاد داود .

و أنتم : تقتلون ابن بنت نبيّكم ، و ما بينه و بين نبيّكم إلّا أمّ واحدة ، فأيّ دين دينكم ؟

ثمّ قال : هل سمعت بحديث كنيسة الحافر؟

فقال يزيد : قل حتّى أسمع .

قال: إنّ بين عمان و الصين بحر مسيرة سنة ، ليس فيه عامر إلّ بلدة واحدة في وسط الماء، طولها ثمانون فرسخا في ثمانين ، ما على وجه الأرض بلدة أكبر منها ، و منها يحمل الكافور و الياقوت ، أشجارهم العود و منهم يحمل العنبر، و هي في أيدي النصارى ، لا ملك لأحد فيها من الملوك ، و في تلك البلدة كنائس كثيرة .

أعظمها كنيسة الحافر : في محرابها حقّة من ذهب معلّقة فيه حافر ، يقولون : إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى عليه السلام ، و قد زيّنوا حول الحقّة من الذهب و الديباج ما لا يوصف ، في كلّ عام يقصدونها العلماء من النصارى ، يطوفون بتلك الحقّة و يقبّلونها ، و يرفعون حوائجهم إلى اللّه سبحانه ، هذا شأنهم و دأبهم بحافر حمار يزعمون أنّه حافر حمار عيسى .

و أنتم : تقتلون ابن بنت نبيّكم ، فلا بارك اللّه فيكم ، و لا في دينكم .

فقال يزيد لأصحابه : أقتلوا هذا النصرانيّ، فإنّه يفضحني إن رجع إلى بلاده فيشنّع عليّ .

فلمّا أحسّ : النصرانيّ بالقتل ، قال : يا يزيد، تريد أن تقتلني؟

قال: نعم .

قال : أعلم أنّي رأيت البارحة نبيّكم في المنام و هو يقول لي :

يا نصرانيّ : أنت من أهل الجنّة ، فتعجّبت من كلامه ، و ها أن أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، و أنّ محمدا رسول اللّه .

 ثمّ وثب : إلى رأس الحسين عليه السلام و ضمّه إلى صدره ، و جعل يقبّله و يبكي حتّى قتل رحمه اللّه .

و في رواية : أنّ النصرانيّ اخترط سيفه و حمل على يزيد ، فحال الخدم بينهما ، ثمّ قتل على المكان ، و هو يقول: الشهادة الشهادة .

تسلية المجالس و زينة المجالس مقتل الحسين عليه السلام ج2ص397.

 

مستحل الذرية ملعون :

 عن الصدوق : بسنده عن عبد الله بن زياد قال : أخبرني زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله:

 سَبْعَةٌ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ كُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٍ : المغير لكتاب الله ، و المكذب بقدر الله ، و المبدل سنة رسول الله ، و المستحل من عترتي ما حرم الله عز و جل ، و المتسلط في سلطانه ليعز من أذل الله و يذل من أعز الله ، و المستحل لحرم الله ، و المتكبر على عباد الله عز و جل .

الخصال ج2ص350ح25 .

رأي زيد بالغصبين الظالمين :

قال أبو صلاح الحلبي : فرووا عن معمر بن خيثم قال: بعثني زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ دَاعِيَةً ، فقلت : جعلت فداك ما أجابتنا إليه الشيعة ، فإنها ل تجيبنا إلى ولاية أبي بكر و عمر .

قال لي : ويحك أحد أعلم‏ مظلمته منا، ، و الله لئن قلت إنهم جارا في الحكم لتُكذبن ، و لئن قلت إنهما استأثرا بالفيء لتُكذبن ، و لكنهم أول من ظلمنا حقنا و حمل الناس على رقابنا ، و الله إني لأبغض أبناءهما من بغضي آباءهما ، و لكن لو دعوت الناس إلى ما تقولون‏ لرمونا بقوس واحد .

و

رووا : عن محمد بن فرات الجرمي قال: سمعت زَيْدَ بْنِ عَلِيٍّ يَقُولُ‏ : إنا لنلتقي و آل عمر في الحمام فيعلمون أنا لا نحبهم و لا يحبونا ، و الله إنا لنبغض الأبناء لبغض الآباء .

و

رووا : عن فضيل بن الزبير قال: قلت لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ما تقول في أبي بكر و عمر قال: قل فيهما : ما قال علي، كف كما كف لا تجاوز قوله .

قلت : أخبرني عن قلبي أنا خلقته ؟ قال : لا ، قلت : فإني أشهد على الذي خلقه أنه وضع في قلبي بغضهما ، فكيف لي بإخراج ذلك من قلبي .

 فجلس جالسا و قال: أنا و الله الذي لا إله إلا هو ، إني لأبغض بنيهما من بغضهما، و ذلك أنهم‏ إذا سمعوا سب علي عليه السلام فرحوا .

و

رووا : عن العباس بن الوليد الأعذاري ، قال : سُئِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عن أبي بكر و عمر فلم يجب فيهما، فلما أصابته الرمية نزع‏ الرمح من وجهه ، و استقبل الدم بيده حتى صار كأنه كبد .

 فقال : أين السائل عن أبي بكر و عمر! هما و الله شركاء في هذ الدم، ثم رمى به وراء ظهره .

و

عن نافع الثقفي: و كان قد أدرك زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ ، قال : سأله‏ رجل عن أبي بكر و عمر، فسكت فلم يجبه ، فلما رمي ، قال: أين السائل عن أبي بكر و عمر! هما أوقفاني هذا الموقف.

ورَوَوْا : عن يعقوب بن عدي قال: سئل يحيى بن زيد عنهما ، و نحن بخراسان ، و قد التقى الصفان ، فقال: هما أقامانا هذا المقام، و الله لقد كانا لئيما جدهما، و لقد هما بأمير المؤمنين أن يقتلاه .

تقريب المعارف ص249 . وعنه بن طاووس في طرف من الأنباء و المناقب ص500 .

 

 

الصحيفة السجادية
بخط ورواية زيد الشهيد

يا طيب : في هذه المقدمة للصحيفة السجادية ، ذكر سندها ورواته عن يحيى بن زيد عن أبيه زيد عليه السلام عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليهم السلام ، وكذا رواية الإمام الصادق عن آباءه عليهم السلام ، والسند واحد ومتطابق النص في الأدعية ، عن راوي كريم محب لأهل البيت عليهم السلام .

وتجد يا موالي : حزن أهل البيت والإمام الصادق على زيد وأبنه يحيى رحمهم الله وترحمه عليهم ، وترى أيضا اعتراف يحيى بإمامة الإمام وأنه أعلم منه ومن أبيه ، وإن كلام الإمام صحيح ويجري عليه ، وإن كان هو طالب للثورة وعدم السكوت على الظلم وإن كان مرخص له بالسكوت لعدم الناصر ، ولكن يحيى وأبيه اختارو الدفاع عن حق أهل البيت عليهم السلام ، وعلموا الناس الثورة على الظلم .

 وإن الإمام الصادق عليه السلام : لم ينكر فعلهم ، وإنما ترحم عليهم وحزن وبكى لشهادتهم وموتهم مظلومين ، وأنهم مرضيين لديه وأنه عندهم آثارة من علم وإن لم يرقوا إلى منصب الإمامة ، والتي هي محصورة بالمعصومين من أهل البيت الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ، فتدبر بهذا السند للصحيفة السجادية لترى كرائم من المعرفة في شأن الشهداء زيد وأبنه يحيى رحمهم الله .

 

مقدمة الصحيفة :

هذه الصَّحِيفَة الكاملة الجامعة الشريفة للدعواتِ المأثورةِ

إملاء سيدِ الساجِدِين عَلِيِّ بْن الْحُسَين زَيْنِ العَابدِينَ

صلوات الله وسلامه عليه

بسم الله الرحمن الرحيم :

حَدّثَنَا : الْسَيِّدُ الاجَلُّ نَجْمُ الْدّينِ بَهَاءُ الْشَرَفِ أبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحسَنِ بْنِ أحمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بن يَحْيى الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيِّ رَحِمَهُ اللهُ قَـال :

 أَخْبَرَنَا الشَّيْـخُ السَّعِيـدُ أَبُو عَبْـدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ شَهْرَيارَ الْخَازنُ لِخِزَانَةِ مَوْلانا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِب عليه السلام في شَهْرِ رَبِيع الاوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشَرَةَ وَخَمْسَمائَة قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسْمَعُ قَـالَ :

سَمِعْتُها عَلَى الشَيْـخِ الصَّـدُوق : أَبي مَنْصُورِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن عَبْـدِ العَزيزِ العُكبَريِّ المُعَدَّلِ رَحِمهُ اللهُ ، عَنْ أبي المُفَضِّلِ محمَّد بنِ عبدِ اللهِ بن المُطّلبِ الشَّيْبانيِّ قال : حدَّثَن الشريفُ أبو عبدِ اللهِ جعفرُ بنُ مُحمَّد بن جعفرِ بن الحسنِ بن جعفرِ بن الحسنِ بن الحسنِ بن أميرِ المؤْمنين عليِّ بنْ أبي طالب عليهْمُ السَّلامُ قال : حدَّثن عبدُ اللهِ بنُ عمر بن خطَّاب الزَّيَّاتُ سنةَ خمس وستّينَ ومائَتَيْنِ قال : حدّثني خالِي عليُّ بْنُ النُّعمان الاَعلمُ ،  قال :

 حدَّثني عُميرُ بنُ متوكِّل الثَّقَفيُّ البَلْخِيُّ عن أبيهِ مُتوَكِّلِ بنِ هارُونَ قال :

 لقِيتُ : يحيى بنَ زيدِ بن عليٍّ عليه السلام :

وهوَ مُتَوجِّهٌ إلى خُراسانُ فسلَّمْتُ عليهِ فقال لي: مِنْ أينَ أقبلْتَ ؟ قلتُ : من الحَجِّ .

فسأَلنِي : عَن أَهْلِهِ وبني عمِّهِ بالمدينَةِ ، وأَحْفى السُّؤَالَ عَنْ جَعفرَ بن مُحمَّد عليهِ السَّلامُ ، فأَخْبَرتُه بِخَبرِهِ وخبرهِمْ .

وحُزْنِهِمْ : على أبيهِ زيد بن عليٍّ عليه السلام .

فَقَالَ لِي : قَدْ كانَ عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَشَاْرَ عَلَى أَبِيْ بِتَرْكِ الْخُرُوجِ ، وَعَرَّفَهُ إنْ هُوَ خَرَجَ وَفَارَقَ الْمَدِيْنَةَ مَا يَكُونُ إلَيْهِ مَصِيْرُ أَمْرِهِ ، فَهَلْ لَقِيتَ ابْنَ عَمِّي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد عليه السلام ؟

قُلْتُ: نَعَمْ ، قال : فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ شَيْئَاً مِنْ أَمْرِي ؟

 قُلْتُ : نَعَمْ قال : بِمَ ذَكَـرَنِي ؟ خبَّرْني ؟

 قُلْتُ : جُعلْتُ فـدَاكَ مَا اُحِبُّ أنْ أسْتَقْبلَكَ بِم سمِعْتُهُ مِنْهُ .

 فَقال : أَبالْمَوْتِ تُخَـوِّفنِي ؟! هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ .

فَقُلْتُ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إنَّكَ تُقْتَلُ وتُصْلَبُ كَمَا قُتِلَ أَبُـوكَ وَصُلِبَ .

فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَقال : يَمْحُـو الله مَا يَشَـاءُ وُيثْبِتُ وَعِنْـدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ، يَا مُتَوَكِّلُ إنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ أَيَّدَ هَذَا الاَمْرَ بِنَا ، وَجَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَالْسَّيْفَ ، فَجُمِعَ لَنَا وَخُصَّ بَنُـو عَمِّنَا بِالعِلْم وَحْـدَهُ .

 فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِـدَاكَ إنّي رَأَيْتُ النَّـاسَ إلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرَ عليه السلام أَمْيَـلَ مِنْهُمْ إلَيْكَ وَإلَى  أَبيكَ ؟

فَقال : إنَّ عَمِّي مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا السَّلام دَعَوَا النَّاسَ إلَى الْحَيَاةِ ، وَنَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ .

 فَقُلْتُ: يَـا ابْـنَ رَسُولِ الله أَهُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ ؟

فَأَطْرَقَ : إلَى الاَرْضِ مَلِيّاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ .

وَقال : كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ .

ثُمَّ قَالَ لِي : أَكَتَبْتَ مِنْ ابْنِ عَمِّي شَيْئاً ؟

 قُلْتُ : نَعَمْ .

 قال : أَرِنِيْهْ ، فَأَخْرَجْتُ إلَيْهِ وُجُوهاً مِنَ الْعِلْمِ ، وَأَخْرَجْتُ لَهُ دُعَاءً أمْلاَهُ عَلَيَّ أَبُو عَبْـدِ اللهِ عليه السلام ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّـلامُ أَمْلاَهُ عَلَيْهِ ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّـهُ مِنْ دُعَاءِ أَبِيهِ عَلِيٍّ بنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ مِنْ دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ ، فَنَظَرَ فِيهِ يَحْيَى حَتَّى أَتى عَلَى آخِرِهِ .

وَقَـالَ لِيْ : أَتَـأْذَنُ فِي نَسْخِـه ِ؟

 فَقُـلت : يَـا ابْنَ رَسُولِ اللهِ أَتَسْتَأْذِنُ فِيمَـا هُوَ عَنْكُمْ ؟!

فَقال : أَمَا لاُخْرِجَـنَّ إلَيْكَ صحِيفَةً مِنَ الدُّعَـاءِ الْكَامِـلِ .

مِمَّا حَفِظَهُ : أَبِي عَنْ أَبِيهِ .

وَإنِّ أَبِي : أَوْصَانِي بِصَوْنِهَـا ، وَمَنْعِهَا غَيْرَ أَهْلِهَا .

قَالَ عُمَيْرٌ : قَالَ أَبِي : فَقُمْتُ إلَيْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ .

وَقُلْتُ لَهُ : وَاللَّـهِ يَـا ابْنَ رَسُولِ اللهِ إنِّي لأدِينُ اللّه بِحُبِّكُم وَطَـاعَتِكُـمْ ، وَإنِّي لأرْجُـو أَنْ يُسْعِـدَنِيْ فِي حَيَاتِي وَمَمَـاتِي بِـوَلاَيَتِكُمْ ، فَـرمَى صَحِيفَتِي الَّتِي دَفَعْتُهَ إلَيْهِ إلَى غُلام كَانَ مَعَهُ.

وَقال : اكْتُبْ هذَا الدُّعاءَ بِخَطٍّ بَيِّن حَسَن ، وَاعْرِضْهُ عَلَيَّ لَعَلِّي أَحْفَظُهُ ، فَإنِّي كُنْتُ أَطْلُبُهُ مِنْ جَعْفَرً حَفِظَهُ اللَّهُ فَيَمْنَعُنِيهِ .

قَالَ مُتَوَكِّلٌ : فَنَدِمتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ وَلَمْ أَدْرِ مَا أَصْنَعُ ، وَلَمْ يَكُنْ أبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام تَقَـدَّمَ إليَّ أَلاَّ أَدْفَعَـهُ إلَى أَحَـد .

 ثُمَّ دَعَـا بِعَيْبَـة : فَـاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِيفَةً مُقْفَلَةً مَخْتُومَةً ، فَنَظَرَ إلَى الْخَاتَمِ وَقَبَّلَهُ وَبَكَى ، ثُمَّ فَضَّهُ وَفَتَحَ الْقُفْلَ ، ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِيفَةَ وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنِـهِ وَأَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ .

 وَقال : وَاللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ لَوْلاَ مَا ذَكَـرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمِّيْ إنَّنِيْ أُقْتَلُ وَاُصْلَبُ لَمَا دَفَعْتُهَا إلَيْكَ ، وَلَكُنْتُ بِهَا ضَنِيناً .

وَلَكِنّي أَعْلَمُ : أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ ، أَخَذَهُ عَنْ آبائِهِ وَأَنَّـهُ سَيَصِحُّ ، فَخِفْتُ أَنْ يَقَـعَ مِثْلُ هَذَا العِلْمِ إلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَيَكْتُمُوهُ وَيَدَّخِرُوهُ فِي خَـزَائِنِهِمْ لأنْفُسِهِمْ.

 فَأَقْبِضْهَا وَأَكْفِنِيهَا : وَتَرَبَّصْ بِهَا ، فَإذَ قَضَى اللّهُ مِنْ أَمْرِي وَأَمْرِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاض ، فَهِيَ أَمَانَةٌ لِي عِنْدَكَ حَتَّى تُوصِلَها إلَى ابْنَيْ عَمِّي مُحَمَّد وَإبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِاللّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ عليهما السلام فَإنَّهُمَا الْقَائِمَانِ فِي هَذَا الامْرِ بَعْـدِيَ :

قَالَ الْمُتَوَكِّلُ : فَقَبَضْتُ الصَّحِيفَةَ .

فَلَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْـد : صِرْتُ إلَى الْمَـدِينَةِ .

فَلَقِيتُ أبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيْثَ عَنْ يَحْيى فَبَكَى وَاشْتَدَّ وَجْـدُهُ بِهِ .

وَقال عليه السلام :

رَحِمَ اللَّهُ : ابْنَ عَمِّىَ ، وَأَلْحَقَهُ بِآبائِهِ وَأَجْدَادِهِ .

 وَاللّهِ يَا مُتَوَكِّلُ : مَا مَنَعَنِي مِنْ دَفْعِ الدُّعَاءِ إلَيْهِ ، إلاّ الَّذِي خَافَـهُ عَلَى صَحِيفَةِ أَبِيهِ .

 وَأَيْنَ الصَّحِيفَةُ ؟

فَقُلْتُ : هَا هِيَ ، فَفَتَحَهَا .

وَقال : هَذَا وَالِّله

خَطُّ عَمِّي زَيْد

وَدُعَاءُ جَـدِّي عليِّ بنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام .

 ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ : قُمْ يَا إسْماعِيلُ فَأْتِنِي بِالدُّعَاءِ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِحِفْظِهِ وَصَوْنِهِ ، فَقَامَ إسْماعِيلُ فَـأَخْرَجَ صَحِيفَةً كَأَنَّهَا الصَّحِيفَةُ الَّتِي دَفَعَهَا إلَيَّ يَحْيَى بْنُ زَيْـد فَقَبَّلَهَ أبو عَبْـدِ اللّهِ وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ ؟

وَقال : هـذَا خَطُّ أبِيْ ، وَإمْلاَءُ جَـدِّيْ عليهما السلام بِمَشْهَد مِنّي .

 فَقُـلْـتُ: يَـا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ إنْ رَأَيْتَ أَن أَعْرِضَهَا مَعَ صَحِيفَةِ زَيْد وَيَحْيَى؟

فَأَذِنَ لِي فِي ذَلِكَ وَقَالَ : قَدْ رَأَيْتُكَ لِذَلِكَ أَهْلاً .

 فَنظَرَتُ : وَإذَا هُمَا أَمْرٌ وَاحِدٌ وَلَمْ أَجِدْ حَرْفاً مِنْهَا يُخَالِفُ مَا فِي الصَّحِيفَـةِ الاُخْرى .

 ثُمَّ اسْتَأذَنْـتُ : أَبَا عَبْدِ اللّه عليه السلام في دَفْـعِ الصَّحِيفَـةِ إلَى ابْنيْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَسَنِ ، فَقال : ( إنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الامَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا ) نَعَمْ فَادْفَعْهَ إلَيْهِمَا .

فَلَمَّا نَهَضْتُ لِلِقَائِهِمَا قَالَ لِيْ : مَكَـانَكَ ثُمَّ وَجَّـهَ إلَى مُحَمَّـد وَإبْراهِيمَ فَجَـاءَا .

 فَقال : هَذَا مِيْـرَاثُ عَمِّكُما يَحْيَى مِنْ أَبِيـهِ قَـدْ خَصَّكُهمَا بِهِ دُونَ إخْوَتِهِ ، وَنَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَيْكُمَ فِيهِ شَرْطاً .

 فَقَالاَ : رَحِمَكَ اللّهُ قُلْ فَقَوْلُكَ الْمَقْبُولُ .

فَقَالَ عليه السلام : لاَ تَخْرُجَا بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ .

 قَالاَ : وَلِمَ ذَاكَ ؟

 قال : إنَّ ابْنَ عَمِّكُمَا خَافَ عَلَيْهَا أَمْراً أَخَافُهُ أَنَا عَلَيْكُمَا .

 قَالاَ : إنَّمَا خَافَ عَلَيْهَا حِينَ عَلِمَ أَنَّهُ يُقْتَلُ .

 فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : وَأَنْتُما فَـلاَ تَأْمَنَا ، فَوَاللِّه إنِّي لأعْلَمُ أَنَّكُمَا سَتَخْـرُجَـانِ كَمَـا خَرَجَ ، وَسَتُقْتَلاَنِ كَمَا قُتِلَ .

فَقَامَا وَهُمَا يَقُولاَنِ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لِي أَبُوعَبْدِاللِّه عليه السلام : يَا مُتَوَكِّلُ كَيْفَ قَـالَ لَكَ يَحْيَى إنَّ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ دَعَوَا الناسَ إلَى الحَيَاةِ وَدَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ؟

قُلْت: نَعَم أَصْلَحَكَ اللّهُ ، قَدْ قَالَ لِي ابْنُ عَمِّكَ يَحْيَى ذَلِكَ .

فَقال : يَرْحَمُ اللّهُ يَحْيَى .

إنَّ أَبِي حَدَّثَنِي : عَنْ أَبِيهِ عَن جَدِّهِ عَلِيّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللِّه صلى الله عليه وآله أَخَـذَتْهُ نَعْسَـةٌ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ ، فَرَاَى في مَنَامِهِ رِجالاً يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ ، يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ القهْقَرَى ، فَاسْتَوَى رَسُولُ اللّه صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَالِهِ جَـالِسـاً وَالْحُـزْنُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ .

فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِهَذِهِ الآية : ( وَمَ جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إلاَّ طُغْيَاناً كَبِيرا ً) ، يَعْنِي بَنِي اُمَيَّةَ  .

 فَقال : يَا جَبْرَئِيلُ أَعَلَى عَهْدِي يَكُونُونَ وَفِي زَمَنِي ؟

 قال : لاَ وَنكِنْ تَدُورُ رَحَى الاِسْلاَمِ مِنْ مُهَاجِرِكَ ، فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ عَشْراً ، ثُمَّ تَدُورُ رَحَى الاسْـلاَمِ عَلَى رَأْسِ خَمْس وَثَـلاَثِينَ مِنْ مُهَاجِرِكَ ، فَتَلْبَثُ بذَلِكَ خَمْساً ، ثُمَّ لاَ بُدَّ مِنْ رَحَى ضَلاَلَة هِيَ قَائِمَةٌ عَلَى قُطْبِهَا ، ثُمَّ مُلْكُ الفَرَاعِنَةِ .

قال : وأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ: ( إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَـدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر ) تَمْلِكُهَا بَنُو اُمَيَّةَ ، لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَـدْرِ .

قال : فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عليه السلام أَنَّ بَنِي امَيَّةَ تَمْلِكُ سُلْطَانَ هَذِهِ الاُمَّةِ وَمُلْكُهَـا طُوْلَ هذِهِ الْمُدَّةِ ، فَلَوْ طاوَلَتْهُمُ الْجِبَالُ لَطَالُوا عَلَيْهَا حَتّى يَأْذَنَ اللّهُ تَعَالَى بِزَوَاْلِ مُلْكِهِمْ ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَسْتَشْعِرُونَ عَدَاوَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَبُغْضَنَا ، أَخْبَرَ اللّهُ نَبِيَّهُ بِمَ يَلْقَى أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّد وَأَهْلُ مَوَدَّتِهِمْ وَشِيعَتُهُمْ مِنْهُمْ فِي أَيَّامِهِمْ وَمُلْكِهِمْ .

قال : وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيْهِمْ : ( أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَـرَارُ ) .

وَنِعْمَةُ اللّهِ : مُحَمَّدٌ وَأَهْلُ بَيْتِهِ حُبُّهُمْ إيمانٌ يُـدْخِلً الْجَنَّـةَ ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ يُدْخِلُ ، النَّـارَ ، فَأَسَرَّ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذَلِكَ إلَى عَلِيّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ .

 قال : ثُمَّ قَـالَ أَبُو عَبْـدِ اْللَّهِ عليه السلام :

مَا خَرَجَ : وَلاَ يَخْرُجُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إلَى قِيَامِ قَائِمِنَا أَحَـدٌ لِيَدْفَـعَ ظُلْماً أَوْ يَنْعَشَ حَقّاً إلاَّ اصْطَلَمَتْهُ الْبَلِيَّةُ ، وَكَانَ قِيَامُهُ زِيَادَةً فِيْ مَكْرُوهِنَا وَشِيعَتِنَا .

قَالَ الْمُتَوَكِّلُ بْنُ هارُونَ : ثُمَّ أمْلَى عَلَيَّ أبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام الادْعِيَةَ ; وَهِيَ خَمْسَـةٌ وَسَبْعُونَ بَابـاً سَقَطَ عَنّيْ مِنْهَا أَحَدَ عَشَرَ باباً ، وَحَفِظْتُ مِنْهَا نَيِّفاً وَسِتِّينَ باباً.

 

وَحَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ قال : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ روزْبِهْ أبُو بَكْر الْمَدَائِنِيُّ الْكَاتِبُ نَزِيلُ الرَّحْبَةِ فِي دَارِهِ قال : حَدَّثنِي مُحَمَّدُ بنُ أحْمَدَ بْنِ مُسْلِم الْمُطَهَّرِيُّ قال : حَدَّثَنِي أَبِيْ عَنْ عُمَيْرِ بنِ مُتَوَكِّل الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِيهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هارُونَ قال :

 لَقِيتُ يَحْيى بْنَ زَيْدِ بنِ عَلِيّ عليهما السلام :

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ : بِتَمامِهِ إلَى رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله الَّتِي ذَكَـرَهَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّد عَنْ آبائِهِ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ ، وَفِي رِوَايةِ الْمُطَهَّرِيِّ ، ذِكْرُ الابوَابِ وَهِيَ  :

1 ـ التَّحْمِيدُ للِّه عَزَّ وَجَلّ .

2 ـ الصَّلاَةُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ .

3 ـ الصَّلاَةُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ .

4 ـ الصَّلاَةُ عَلَى مُصَدِّقي الرُّسُلِ .

5 ـ دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ وَخَاصّتِهِ .

6 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ.

7 ـ دُعَاؤُهُ فِي الْمُهِمَّاتِ .

8 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِعَاذَةِ .

9 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاِشْتِيَاقِ .

10 ـ دُعَاؤُهُ فِي اللَجَأ إلَى اللِّه تَعالى.

11 ـ دُعَاؤُهُ بِخَوَاتِمِ الْخَيْرِ.

12 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاِعْتِرَافِ .

13 ـ دُعَاؤُهُ فِي طَلَبِ الْحَوَائِجِ .

14 ـ دُعَاؤُهُ فِي الظُّلاَمَاتِ .

15 ـ دُعَاؤُهُ عند المَرَضِ.

16 ـ دُعَاؤُهُ في الاسْتِقَالَةِ .

17 ـ دُعَاؤُهُ عَلَى الشَّيْطَانِ .

18 ـ دُعَاؤُهُ فِي الْمحْذُورَاتِ .

19 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِسْقَآءِ.

20 ـ دُعَاؤُهُ فِي مَكَارِمِ الاخْلاَقِ .

21 ـ دُعَاؤُهُ إذَا حَزَنَهُ أمْرٌ .

22 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ الشِّدَّةِ.

23 ـ دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَة .

24 ـ دُعَاؤُه لاِبَويْهِ(عليهما السلام).

25 ـ دُعَاؤُهُ لِوُلدِهِ عليه السلام.

26 ـ دُعَاؤُهُ لِجِيْرَانِهِ وَأَوْلِيائِهِ.

27 ـ دُعَاؤُهُ لاِهْلِ الثُّغُورِ.

28 ـ دُعَاؤُهُ فِي التَّفَزُّعِ.

29 ـ دُعَاؤُهُ إذَا قُتِّرَ عَلَيْهِ الرِّزقُ .

30 ـ دُعَاؤُهُ فِي الْمَعُونَةِ على قضاءِ الدَّينِ.

31 ـ دُعَاؤُهُ بِالتَّوْبَةِ.

32 ـ دُعَاؤُهُ فِي صَلاَةِ اللّيلِ.

33 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِخَارَةِ.

34 ـ دُعَـاؤُهُ إذَا ابْتُلَي أَو رَأى مُبْتَلَىً بِفَضِيحَـة أوْ بِذَنْب.

35 ـ دُعَاؤُهُ فِي الرِّضَا بِالقَضَآء.

36 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الرَّعْدِ.

37 ـ دُعَاؤُهُ فِي الشُّكْرِ.

38 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاعْتِذَارِ.

39 ـ دُعَاؤُهُ فِي طَلَب الْعَفْوِ.

40 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَوْتِ.

41 ـ دُعَاؤُهُ فِي طَلَبِ السَّتْرِ وَالوِقايَةِ.

42 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ خَتْمِهِ الْقُرْآنَ.

43 ـ دُعَاؤُهُ إذا نظرَ إلى الهِلال.

44 ـ دُعَاؤُهُ لِدُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ.

45 ـ دُعَاؤُهُ لِوَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَان .

46 ـ دُعَاؤُهُ لِلْعِيدِ الْفِطْرِ وَالْجُمُعَةِ .

47 ـ دُعَاؤُهُ في يومِ عَرَفَةَ .

48 ـ دُعَاؤهُ فِي يَوْمِ الاَضْحى وَالْجُمُعَةِ .

49 ـ دُعَاؤُهُ فِي دَفْعِ كَيْدِ الاعْدَاءِ.

50 ـ دُعَاؤُهُ فِي الرّهْبَة.

51 ـ دُعَاؤُهُ فِي التَّضَرُّعِ والاسْتِكَانَةِ .

52 ـ دُعَاؤُهُ فِي الالْحاحَ .

53 ـ دُعَاؤُهُ فِي التَّذَلُّل للهِ عَزَّ وَجَلّ .

54 ـ دُعَاؤُهُ فِي اسْتِكْشافِ الْهُمُومِ .

وَبَاقِي الابْوَابِ : بِلَفْظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحَسَنيِّ رَحِمَهُ اللهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِالله جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد الْحَسَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّاب الزَّيَّاتُ قال : حَدَّثَنِي خَالي عَلِيٌّ بنُ النُّعْمانِ الاَعْلَمُ قال : حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّل الثَّقَفِيُّ الْبَلَخِيُّ ، عَنْ أَبِيْهِ مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ ، قَالَ :

أَمْلَى عَلَىَّ : سَيِّدِي الصَّادِقُ أَبُو عَبْدِ اللهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّد قَـالَ أَمْلَى جَدِّي عَلِىٌّ بنُ الْحُسَيْنِ عَلَى أَبِي مُحَمَّـدِ بنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلاَمُ بِمَشْهَد مِنّي :

الدّعاء الاوّل

وكان من دعائه عليه السلام

إذ ابتدأ بالدعاء بالتحميد لله عز وجلّ والثناء عليه :

فقال :

الْحَمْدُ للهِ : الاوَّلِ بِلا أَوَّل كَانَ قَبْلَهُ ، وَ الاخِر بِلاَ آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ . الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ ..........

 

 

روايات زيد الشهيد
في العبودية لله تعالى

 

آثار ذكر الله :

النضر عن القاسم بن سليمان قال: حدثني الصباح :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى نَبِيِّهِ دَاوُدَ عليه السلام .

إِذَا ذَكَرَنِي عَبْدِي : حِينَ يَغْضَبُ .

ذَكَرْتُهُ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي جَمِيعِ خَلْقِي ، وَ لَا أَمْحَقُهُ فِيمَا أَمْحَقُ .

الزهد للأهوازي ص 28ب3 ح67 .

 

الصلاة المسلسلة على النبي وآله :

عن الأربلي : أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد ، و أبو الحسن علي بن أبو شتكين بن عبد الله الفقيه الجوهري ، قالا : أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الحافظ الكوفي ، أنبأنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن وَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِهِ خَمْساً ، أنبأنا القاضي محمد بن عبد الله الجعفي و عدهن في يده خمسا ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم ببغداد سنة ثلاثين و ثلاثمائة ، قال حدثني علي بن الحسن السواق و عدهن في يده ، قال حدثني حرب بن الحسن الطحان و عدهن في يده ، قال حدثنا يحيى بن مساور و عدهن في يده ، قال حدثني عمرو بن خالد و عدهن في يده

قَالَ : حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ وَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِهِ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِهِ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِهِ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِهِ :

 قَالَ : حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِهِ ، قَالَ حَدَّثَنِي جَبْرَئِيلُ وَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِهِ ،  فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : هَكَذَا أُنْزِلْتُ بِهِ مِنْ رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏ :

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

اللَّهُمَّ وَ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

اللَّهُمَّ وَ تَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

اللَّهُمَّ وَ تَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ .

وَ سَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى‏ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

كشف الغمة في معرفة الأئمة ج2ص62ف12 . وعدهن في يدي خمسا : يعني الفصول الخمسة الآتية في ذكر كيفية الصلوات في الحديث.

 

وذكر في معرفة علوم الحديث الحاكم النيسابوري :

السادس من المسلسل ما عدهن في يدي أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة .

وقال لي : عدهن في يدي ، علي بن أحمد بن الحسين العجلي .

وقال لي عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان .

وقال لي عدهن في يدي يحيى بن المساور الحناط .

وقال لي عدهن في يدي عمرو بن خالد .

وقال لي عدهن في يدي زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏  بن الحسين .

وقال لي عدهن في يدي علي بن الحسين .

وقال عدهن في يدي أبي الحسين بن علي .

وقال لي عدهن في يدي علي بن أبي طالب .

وقال لي عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عدهن في يدي جبريل .

وقال جبريل هكذا نزلت بهن من عند رب العزة :

 

اللهم صـــلي على محمد وعلى آل محمد .

كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

اللهم بـــارك على محمد وعلى آل محمد .

كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

اللهم ترحـــم على محمد وعلى آل محمد .

كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

اللهم تحــنن على محمد وآل محمد .

كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

اللهم وســـلم على محمد وعلى آل محمد .

كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

 

وقبض حرب خمس أصابعه ، وقبض علي بن أحمد العجلي خمس أصابعه ، وقبض شيخنا أبو بكر خمس أصابعه وعدهن في أيدينا ، وقبض الحاكم أبو عبد الله خمس أصابعه وعدهن في أيدينا ، وقبض أحمد بن خلف خمس أصابعه وعدهن في أيدينا .

 

 معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ص 32 . وأنظر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 48 ص 315 رقم 5613 ، الفضل بن سهل ، بسنده عن الإمام الحسن عليه السلام ..

يا طيب : تعلم الصلاة على النبي وأهدها لمن تحب من أعزتك من أخوتك وأصدقائك ، بل أمك أو أبيك أو قريب لك أو صاحب في العمل أو زميل في المدرسة ، وأرجو أن تحفظها سواء بالرواية كاملة أو تقول قرأت روية عن الله عن جبرائيل عن النبي الأكرم ، فتلزم يد من تعلمه اليمنى بيدك اليسرى وتؤشر على يده اليمنى بيدك اليمن  حين الشرح لسند الحديث أو مع ذكر بعض الفضائل ، وتبدء بالطي من الأصبع الأصغر البنصر حتى الكبير الإبهام ، فتعد أصابعه وتطوي أصبعا أصبعا ، أي الأصبع البنصر ثم الخنصر ثم الأوسط ثم المسبح ثم الإبهام مع كل فقرة ، وذلك بعد الشرح وحين ذكر خمس فقرات الصلوات بخمسة ألفاظ :

صل ، بارك ، ترحم ، تحنن ، سلم .

فتحفظ خمسة كلمات تحفظ كل العبارات

وخلاصتها لو جمعنا أول حروفها الخمس :

صبت تسلم

أي أصبت : الاختيار، و تسلم بفضلها إن شاء الله ، فتعلمته وعلمتها لمن تحب وأسأل الله لكم السلام وإن شاء الله يكتبها لكم ، لأنكم طلبتم الرحمة الخالصة منه تعالى مع الاعتراف بالوحدانية لله وأنه أمرنا بها لنتصل بأكرم خلقه لنكون على صراطه المستقيم .

 

الدعاء للكرب والهم :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال :

كان النبي : صلى الله عليه و آله ، إذا نزل به كرب أو هم دعا :

 يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ : يَا حَيّاً لَا يَمُوتُ ، يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، كَاشِفُ الْغَمِّ ، مُجِيبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ، وَ رَحْمَانُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِيمُهُمَا ، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  .

الأمالي للطوسي ص479م17ح1047- 16. الكَرْبُ : الحزن والغم يأخذ بالنفس. المشاكل : صعبت عليه وكربه الغم: اشتد عليه وأحزنه . الهم : ما يهم الإنسان أمره ويتوقع منه ما يحزن فيقلق النفس .

 

أنواع مجالس الذكر :

عن الحسين بن علوان : عن عمرو بن خالد :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن آبائه عن الإمام علي عليهم السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

الْكَلَامُ ثَلَاثَةٌ : فَرَابِحٌ ، وَ سَالِمٌ ، وَ شَاجِبٌ .

فَأَمَّا الرَّابِحُ : فَالَّذِي يَذْكُرُ اللَّهَ .

وَ أَمَّا السَّالِمُ : فَالَّذِي يَقُولُ مَا أَحَبَّ اللَّهُ .

وَ أَمَّا الشَّاجِبُ : فَالَّذِي يَخُوضُ فِي النَّاسِ‏ .

 

الزهد للأهوازي ص7ح11 .

 و شرحه السيّد الرضيّ قدّس سرّه : في المجازات النبويّة طبعة قاهرة 1356 ه ص 279 ـ  المجالس ثلاثة : سالم و غانم و شاجب ، فقال : و هذا القول مجاز ، و المراد أن أهل هذه المجالس الثلاثة : سالمون ، و غانمون ، و شاجبون ، و الشاجب : الهالك .

و معنى هذا الخبر: المجلس : الذي لا يذكر فيه الجميل و ل القبيح و لا المنكر و لا المعروف فأهله سالمون و المجلس : الذي يذكر فيه الحسن من الأقوال و يتحاض من فيه على جميع الافعال فأهله غانمون ، و المجلس : الذي لا يسمع فيه الا القبيح و لا يفعل فيه الا المحظور فأهله هالكون .

 

الورع نظام العبادة :

عن الشيخ الطوسي : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ ، عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ :

الْوَرَعُ : نِظَامُ الْعِبَادَةِ ، فَإِذَا انْقَطَعَ الْوَرَعُ ذَهَبَتِ الدِّيَانَةُ .

كَمَا أَنَّهُ : إِذَا انْقَطَعَ السِّلْكُ ، اتَّبَعَهُ النِّظَامُ .

الأمالي للطوسي ص703م40ح1507-10 . ويا طيب :

الوَرَعُ‏ : الكف عما لا ينبغي و الانقباض عن المحارم والإنكماش عن و التحرج من الوقوع فيما حرم الله انتهاكه ، والورع يوجب العفة . وذكر الطريحي : وذكروا للورع أقسام‏ :

فمنه : ما يخرج المكلف عن الفسق ، و هو الموجب لقبول الشهادة ، و يسمى‏ وَرَعَ‏ التائبين . و منه : ما يخرج به عن الشبهات ، فإن من رتع حول الحمى يوشك أن يدخل فيه ، و يسمى‏ وَرَعَ‏ الصالحين . و منه : ترك الحلال الذي يتخوف انجراره إلى المحرم ، و يسمى‏ وَرَعَ‏ المتقين ، و عليه حمل قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله : لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَأْسٌ". ، و مثل" يترك الكلام عن الغير مخافةَ الوقوع في الغِيبة . و منه : الإعراض عن غير الله ، خوفا من ضياع ساعة من العمر فيما لا فائدة فيه ، و يسمى‏ وَرَعَ‏ الصديقين.

وفي الورع : جاءت روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام تعرفه ، نجمع خلاصتها :

 صُونُوا دِينَكُمْ‏ بِالْوَرَعِ‏ . مِلَاكُ الدِّينِ‏ الْوَرَعُ‏". أَوْرَعُ‏ النَّاسِ مَنْ‏ تَوَرَّعَ‏ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى . لَا مَعْقِلَ أَحْرَزُ مِنَ‏ الْوَرَعِ .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام لسليم : فاحمد اللّه و خذ ما أعطاك اللّه و خصّك به بشكر. و اعلم أنّ اللّه تعالى يعطي الدنيا البرّ و الفاجر، و إنّ هذا الأمر الّذي أنت فيه إنّما يعطيه اللّه صفوته من خلقه. إنّ أمرنا ل يعرفه إلّا ثلاثة من الخلق: ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان. يا سليم، إنّ ملاك هذا الأمر الورع‏، لأنّه لا ينال ولايتنا إلّا بالورع‏.

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج1ص265 .

ويا طيب : الورع هو التقوى ، وقد يفرق بينهما إن أجتمعا في حديث بأن الورع الكف عن بعض المباحات والإلتزام بالمستحبات أيضا ، وليس فقط الكف المحرمات وإتيان الواجبات ،

والتقوى : من وقى وهي  تدلُّ على دَفْعِ شى‏ءٍ عن شيء بغيره ،  والتقوى وتصريفاتها جاءت في القرآن بكثرة جدا ، وعرفها الحديث تقوى الله : أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى ، وَ يُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرَ ، وَ يُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى .

ولمعرفة الورع والتقوى : بالتفصيل ، راجع احاديث تصنيف غرر الحكم ، فإن الإمام علي عليه السلام عرفهما وذكر تفاصيلهما بأحاديث كثيرة لا يسع المقام ترتيبها وجمعها هنا .

وأما تمثيل : عدم الورع في الدين ، بانقطاع سلك المنتظمة فيه الأشياء وبدونه تتبعثر الأشياء وتتفرق وتتشتت وقد تتبدد وينقلب عضها على بعض وتضيع جهود المجتمع ونظمة ، فالسلك في نظام السبحة أو غيرها أثره معروف ، لأن السِّلْكُ : الخيطُ الذي ينظَم فيه الخرز ونحوه، أَو الذي يخاط به، والسِّلْكُ : خيط من معدن تسري فيه الكهرباء وبقطعه تنقطع ، فالتمثيل بمعنى كما قال الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ  الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ  الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي  نَقَضَتْ غَزْلَهَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ .. (92) } النحل .

فإنه : بعدم الورع ينتهي الأمر بالعدل والإحسان ويدخل الإنسان في الفحشاء والمنكر والبغي ولا يفي بعد الله وينتقض الإيمان ويدخل في النفاق أو الكفر ، فلذا جاء في الورع أحاديث في غرر الحكم منها : الورع تجنب الشهوات .  إنم الورع التطهر عن المعاص .  الورع جنة من السيئات . إنما الورع التحري في المكاسب و الكف عن المطالب .  الورع خير من ذل الطمع . الورع أساس التقوى‏ . قرن الورع بالتقى .الورع شعار الأتقياء. يفسد الطمع الورع و الفجور و التقوى‏. أفضل الورع ثمرة العفاف. زين الإيمان الورع . الورع يصلح الدين و يصون النفس و يزين المروة .  أفسد دينه من تعرى عن الورع . الورع من نزهت نفسه و شرفت خلاله .

 

سبب نزول بسم الله .. :

عن زيد بن‏ علي‏ قال‏ : دخلت على أبي جعفر عليه السلام :

 فذكر : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ .

فقال عليه السلام : تدري ما نزل في‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ؟

فقلت : لا .

فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحسن الناس صوتا بالقرآن ، و كان يصلي بفناء الكعبة ، فرفع صوته .

و كان : عتبة بن ربيعة ، و شيبة بن ربيعة ، و أبو جهل بن هشام ، و جماعة منهم ، يستمعون قراءته .

 قال : و كان يكثر قراءة : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ، فيرفع بها صوته .

قال : فيقولون: إن محمدا ليردد اسم ربه تردادا ، إنه ليحبه ، فيأمرون من يقوم فيستمع عليه .

و يقولون : إذا جاز : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ، فأعلمنا ، حتى نقوم فنستمع قراءته .

فأنزل الله في ذلك  : { وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ  ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ) وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (46) }الإسراء .

تفسير العياشي ج2ص295ح85 .

 

الاسم الأعظم :

عن السيد بن طاووس : عن علي بن عيسى العلوي قال : سمعت أحمد بن عيسى العلوي يقول : حدثني أبي عيسى بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدٍ ، عن جده علي بن الحسين عليهم السلام قال :

 دعوت الله تعالى : عشرين سنة ، أن يعلمني أسمه الأعظم ، فبين أنا ذات ليلة قائم أصلي  فرقدت عيناي ، إذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أقبل علي ، ثم دنا مني و قبل ما بين عيني .

 ثُمَّ قَالَ لِي : أَيَّ شَيْ‏ءٍ سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى ؟

قَالَ قُلْتُ : يَا جَدَّاهْ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعَلِّمَنِي اسْمَهُ الْأَعْظَمَ .

فقال : يا بني اكتب ، قلت : و على أي‏ شيء أكتب ؟

 قال : اكتب بإصبعك على راحتك :

و هو : يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ، وَحْدَكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ، أَنْتَ الْمَنَّانُ‏ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ ، ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‏ ، وَ ذُو الْأَسْمَاءِ الْعِظَامِ ، وَ ذُو الْعِزِّ الَّذِي لَا يُرَامُ‏ ، وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ‏ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .

ثم ادع : بما شئت .

قال علي بن الحسين : فو الذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالحق نبيا ، لقد جربته فكان كما قال صلى الله عليه وآله ، قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ : فجربته فكان كما وصف أبي علي بن الحسين عليهم السلام ، قال عيسى بن زيد فجربته فكان كما وصف زيد أبي ، قال أحمد فجربته فكان كما ذكروا رضي الله عنهم أجمعين .

مهج الدعوات و منهج العبادات ص320 .

وذكر السيد بن طاووس بعد الدعاء : أقول أنا الذي رويناه و عرفناه ، أن علي بن الحسين عليه السلام كان عالما بالاسم الأعظم ، هو و جده رسول الله و الأئمة من العترة الطاهرين ، و لكنا ذكرنا كما وجدناه ، و من الروايات في الاسم الأعظم ما رويناه أيضا بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار رحمه الله / و بإسنادنا إلى ابن أبي قرة من كتابه كتاب المتهجد ، و ذكر أن الذي كان يدعو به تحت الميزاب و هو مولانا موسى بن جعفر عليه السلام . في صفحة : 322 قال رحمه الله بعد أن ذكر عدة أدعية وروايات في الاسم الاعظم  :يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس مؤلف هذا الكتاب ، إن الأخبار كثيرة من طرق أصحابن و غيرهم ، مختلفة في اسم الله الأعظم ، فاقتصرنا على هذه الروايات لما رأيناه من الصواب، و ها أنا ذاكر حديثا أيضا في اسم الله الأعظم وجدته غريبا و هذا لفظه.

ورواه عنه في بحار الأنوار ج‏90ص227باب11 الاسم الأعظم ح1 .

يا طيب : معرفة الأئمة من آل محمد بالاسم الأعظم مسلمة ، وقد رويت بكثير من الروايات وأنه الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، وحرف منه مستأثر عند الله ، ولكل مرتبة من الحروف وترتيبها أثرها الخاص ، وهذا العلم بها لا يطلع عليه أحد غيرهم عليهم السلام ، و ما يروى من أن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب من بياض العين إلى سوادها من الاسم الأعظم ، أو أن بعض الأحاديث فيها أسماء الله الحسنى ويقال أن أحدها الاسم الأعظم ، أو غيرها من الأدعية المذكورة في تعريف الاسم الأعظم ، فإنها  تبين أقرب الأسماء والمعارف من الاسم الأعظم عند الأئمة المعصومين والمستأثر ، وهذا الدعاء لكل العباد وهو مما يصح أن يطلع عليه أتباع المعصوم وأصحابه ومن يحب أن يقتدي به ، فإنه يكون اسم شائع قريب من الاسم الأعظم وبه تكون استجابة الدعاء معجلة ومقضية به الحوائج ، لا أنه الاسم الأعظم الخاص بالله أو قسم منه الخاص بالأئمة والأنبياء وأنه لا يصح أن يطلع عليه غيرهم وهو للمهام العظمى الكبيرة التي تقرب من معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وتغير القضاء بإذن الله ، وأم هذا الدعاء أعلاه يقضى به الحوائج ويستجاب لأنه فيه من معاني ومعارف قريبة من الاسم الأعظم لا أنه هو الاسم الأعظم المستأثر ، وهذا فيه عدة أسماء وكثير الكلمات وهو دعاء لعامة الناس ولنفعهم ولتعريفهم أفضل معاني التي توجهنا لله تعالى ،  فمثل هذا الدعاء وهو أقرب الأدعية للاسم الأعظم ، وهكذا أدعية أهل البيت عليهم السلام كلها ، وفيها معارفهم وكل ما يمكن من تعريف عظمة الله جل جلاله وعبوديته ورضاه ، وبالخصوص ما في الصحيفة السجادية والمناجاة الخمسة عشر ومثالها المأثورة عنهم عليهم الصلاة والسلام .

ويؤيد هذا : ما رواه ابن طاووس بإسناده إلى محمد بن الحسن الصفار بإسناده إلى أبي الجارود عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام قال :

إن أم سلمة : سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنِ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ؟ فَأعرض عنها و سكت ، ثم دخل عليها و هي ساجدة تقول :

 اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى مَ عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ ، وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ ، فَإِنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ‏ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ .

فَقَالَ لَهَا : سَأَلْتَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ .

مهج الدعوات و منهج العبادات ص320 .

 

تفسير الصمد :

في التوحيد : بسنده عن وهب بن وهب القرشي :

قال زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عليه السلام :

‏ الصَّمَدُ : هُوَ الَّذِي‏ إِذا أَرادَ شَيْئاً ، قَالَ‏ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‏ .

وَ الصَّمَدُ : الَّذِي أَبْدَعَ الْأَشْيَاءَ ، فَخَلَقَهَ أَضْدَاداً وَ أَشْكَالًا وَ أَزْوَاجاً .

وَ تَفَرَّدَ بِالْوَحْدَةِ : بِلَا ضِدٍّ وَ لَا شَكْلٍ ، وَ لَ مِثْلٍ وَ لَا نِدٍّ.

التوحيد للصدوق ص90ب4ح4 . وفي المصباح للكفعمي ص329 في آخره : وَ أَضْدَاداً وَ بَايَنَهَا .

 

دعاء سبعة وعشرين رمضان :

قال ابن طاووس : و مما رويناه بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رضي الله عنه ، بإسناده إلى زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ قال : سمعت أبي علي بن الحسين عليه السلام ليلة سبع و عشرين من شهر رمضان ، يقول من أول الليلة إلى آخرها :

اللَّهُمَّ : ارْزُقْنِي التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ ، وَ الْإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَ الِاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ . اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ وَ أُقْسِمُ عَلَيْكَ ، بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ .

وَ أَسْأَلُكَ : بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِي حَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تُجِيبَ مَنْ دَعَاكَ بِهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَسْعَدَنِيِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ سَعَادَةً لَا أَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

إقبال الأعمال ج1ص 228 .

 

ثواب صلاة في تفكر :

عن الصدوق : بسنده عن عمرو بن خالد : عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 رَكْعَتَانِ : خَفِيفَتَانِ فِي التَّفَكُّرِ ، خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ .

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص44 .

 

خطبة في التوحيد :

عن ابن عقدة قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلام الضرير أبو بكر قال : حدّثنا محمّد بن زكريا المكّي قال : حدّثني كثير بن طارق ، قال :

سمعت زيد بن‏ عليّ‏ مصلوب الظالمين يقول :

حدّثني أبي عليّ بن الحسين بن عليّ عليهم السّلام قال :

 خطب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بهذه الخطبة في يوم الجمعة فقال :

 الحمد للّه : المتوحّد بالقدم و الأزلية ، الذي ليس له غاية في دوامه ، و لا له أولية ، أنشأ صنوف البرية ، لا من أصول كانت بدية ، و ارتفع عن مشاركة الأنداد ، و تعالى عن اتّخاذ صاحبة و أولاد ، هو الباقي بغير مدّة ، و المنشئ لا بأعوان ، لا بآلة فطر ، و لا بجوارح صرف ما خلق ، لا يحتاج إلى محاولة التفكير ، و لا مزاولة مثال و لا تقدير

 أحدثهم : على صنوف من التخطيط و التصوير ، لا بروية و ل ضمير ، سبق علمه في كلّ الأمور ، و نفذت مشيئته في كلّ ما يريد في الأزمنة و الدهور ، و انفرد بصنعة الأشياء فأتقنها بلطائف التدبير ، سبحانه من لطيف خبير ، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لأبن عقده الكوفي المتوفى سنة 332 ص121ق2ح116 . وعنه الأمالي للطوسي ص479م1509ح41- 1.

 

الدعاء غروب الجمعة :

وعن الطبري : بسنده عن الأصبغ بن زيد، عن سعيد بن راشد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ :

قالت عليه السلام : سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول :

إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ : لَسَاعَةً لا يوافقها رجل مسلم ، يسأل الله عز و جل فيها خيرا ، إلا أعطاه إياه .

قالت : فقلت : يا رسول الله ، أي ساعة هي ؟

قال : إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب .

قال : و كانت فاطمة عليها السلام ، تقول لغلامها: اصعد على السطح ، فَإِنْ رَأَيْتَ نِصْفَ عَيْنِ الشَّمْسِ قَدْ تَدَلَّى لِلْغُرُوبِ ، فَأَعْلِمْنِي ، حَتَّى أَدْعُوَ .

دلائل الإمامة ص71ح10 .و في معاني الأخبار ص399ح59 .

 

إحياء نصف شعبان :

عن الشيخ الطوسي : وَ رَوَى زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام قَالَ : كان علي بن الحسين عليه السلام :

 يجمعنا : جميعا ـ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، ثم يجزئ الليل أجزاء ثلاثا فيصلي بنا جزءا ، ثم يدعو و نؤمن على دعائه ، ثم يستغفر الله و نستغفره و نسأله الجنة حتى ينفجر الصبح .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج2ص853 .

 

عقاب المؤمن العاصي :

عن الصدوق : بسنده عن عبد الله بن الحسن عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قال :

يقول الله عز و جل‏ : إذا عصاني من خلقي من يعرفني ، سلطت عليه من لا يعرفني .

الأمالي للصدوق ص229م40ح12 .

 

التوجه لله في شهر رمضان :

وعن الصدوق : بسنده عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن آبائه عن علي عليهم السلام قال :

 لما حضر : شهر رمضان ، قام رسول الله صلى الله عليه وآله ، فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال :

أيها الناس : كفاكم الله عدوكم من الجن .

و قال‏ : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏ } ، و وعدكم الإجابة .

ألا و قد : وكل الله بكل شيطان مريد سبعة من ملائكته ، فليس بمحلول‏ حتى ينقضي شهركم هذا .

ألا : و أبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه .

ألا : و الدعاء فيه مقبول .

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص65 .

 

دعاء سبعة وعشرين رمضان :

وعن بن طاووس : و مما رويناه بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رضي الله عنه بإسناده إلى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قال: سمعت أبي علي بن الحسين عليه السلام ليلة سبع و عشرين من شهر رمضان ، يقول من أول الليلة إلى آخرها :

اللَّهُمَّ : أرْزُقْنِي التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ ، وَ الْإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَ الِاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ وَ أُقْسِمُ عَلَيْكَ ، بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِي حَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تُجِيبَ‏ مَنْ‏ دَعَاكَ‏ بِهِ .

أَنْ تُصَلِّيَ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَسْعَدَنِيِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ سَعَادَةً لَا أَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

التعزي عن الدنيا بالآخرة :

عن الشيخ الطوسي : بسنده عن محمد بن أبي عقيلة ، قال : حدثني الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ ، قال : حدثني أَبِي زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام ، قال : سمعته يقول :

مَنْ تَعَزَّى : عَنِ الدُّنْيَا بِثَوَابِ الْآخِرَةِ ، فَقَدْ تَعَزَّى عَنْ حَقِيرٍ بِخَطِيرٍ .

وَ أَعْظَمُ : مِنْ ذَلِكَ ، مَنْ عَدَّ فَائِتَهَا سَلَامَةً نَالَهَا ، وَ غَنِيمَةً أُعِينَ عَلَيْهَا .

الأمالي للطوسي ص613م29ح1266-2.

يا طيب : عزي الرجل : صبر على ما أصابه وما نابه ، أحسن الله عزاءك: رزقك الصبر الحسِن والسلوان ، تعازى القوم :صبّر بعضهم بعضا على ما أصابهم وألمّ بهم ، واسى بعضُهم بعضًا ، والتعزي عن الدنيا والصبر عن الوقوع في زينته وزخرفها بالحرام رجاء ثواب الله له في الآخرة هو الغنيمة الكبرى ، لأنه صبر عن ملك ولذة زائلة قليلة حقير ، من أجل ملك الآخرة وهو لا يبلى ودائم وهو خطير جليل كثير كثواب له ، والأفضل أن نعد ما فات من الدنيا سلامة من الوقوع بالحرام والمعصية ، وهو غنيمة فوزا لا خسارة لأن عدم ارتكاب الحرام طاعة لله ثوابه جزيل في الآخرة  .

وهذا المعنى : جاء كثيرا في الأحاديث ومنها ما قال الإمام علي عليه السلام في غرر الحكم :

 إيّاك : أن تغترّ بما ترى من إخلاد أهل الدّنيا إليها و تكالبهم عليها ، فقد نبّأك اللّه عنها و تكشّفت لك عن عيوبها و مساويها ، قال تعالى: { إنّما الدّنيا لهو و لعب و إنّ الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } .

وقال عليه السلام : المال و البنون زينة الحيوة الدّنيا و العمل الصّالح حرث الآخرة. ألرّابح : من باع الدّنيا بالآخرة ، و استبدل : بالآجلة عن العاجلة.

وقال عليه السلام : الحازم من ترك الدّنيا للآخرة . العاقل من هجر شهوته و باع دنياه‏ بآخرته‏ ، وقال : أفانٍ بباقٍ نشتريه سفاهةً _ و سخطاً برضوانٍ و ناراً بجنّةٍ .

وقال : ألا و إنّ الدّنيا قد تصرّمت و آذنت بانقضاء و تنكّر معروفها و صار جديدها رثّا و سمينها غثّا ، ألا و إنّ الدّنيا قد ولّت حذّاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء إصطبّها صابّها ، ألا و إنّ الآخرة قد أقبلت ، و لكلّ منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدّنيا ، فإنّ كل ولد سيلحق بأمّه يوم القيامة و إنّ اليوم عمل و لا حساب و غدا حساب و لا عمل.

وقال عليه السلام : إن جعلت دينك تبعا لدنياك‏ أهلكت دينك و دنياك و كنت في الآخرة من الخاسرين. إن جعلت دنياك‏ تبعا لدينك أحرزت دينك و دنياك و كنت في الآخرة من الفائزين.

 

أحاديث زيد الجهادية

 

إشارة الإمام علي عليه :

روى محمّد بن فرات الجرمي : عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِ‏ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام قَالَ : قَالَ الإمام عَلِيٌّ عليه السلام ‏:

  أَيُّهَا النَّاسُ : إني دعوتكم إلى الحق فتوليتم عني ، و ضربتكم بالدرة فأعييتموني .

أما إنه سيليكم بعدي : ولاة لا يرضون منكم بهذا حتى يعذبوكم بالسياط و بالحديد ، فأما أنا فلا أعذبكم بهما ، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة .

و آية ذلك : أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين أظهركم ، فيأخذ العمال و عمال العمال .

رجل يقال له : يوسف بن عمرو .

يَأْتِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ : رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَانْصُرُوهُ فَإِنَّهُ دَاعٍ إِلَى الْحَقِّ .

قال : و كان الناس يتحدثون .

أن ذلك الرجل : هو زيد .

الغارات للثقفي ج‏2ص458 . ورواه في شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ج2ص306 . يوسف بن عمرو الثقفي : والي الكوفة لهشام بن عبد الملك ، ولاه بعد عزله خالد بن عبد اللّه القسري ، و هو الذي قتل زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام.

 

فريضة الأمر بالمعروف :

عن ابن عقدة قال : أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد اللّه، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني حصين بن مخارق، عن محمّد بن سالم‏ :

عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن‏ عليّ‏ عليه السّلام قال:

 قال عليّ عليه السّلام :

 الأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر .

 فريضة : إذا أقيمت ، استقامت السنن‏ .

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لأبن عقده الكوفي أحمد بن محمد ص113ف17ق1ح106. وفي الأمالي الخميسية: ج2ص230، قال: بالإسناد المتقدّم في كتابه، و هو: أخبرن أبو بكر الجوزداني المقرئ بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن المديني، قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة .

 

خطب زيد ورسائله

 

رسالة مناظرة زيد لأهل الشام‏ :

ذكر بن طاووس رحمه الله : فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ، فصل في فيما نذكره من مجلدة صغيرة القالب ، عليها مكتوب : رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ، نذكر فيها عن الوجهة الثانية من القائمة الثالثة ما معناه .

أن زيدا دخل الشام : فسمع به علماؤها ، فحضروا لمشاهدته و مناظرته ، و ذكروا له أكثر الناس على خلافه و خلاف ما يعتقده في آبائه من استحقاق الإمامة ، و احتجوا بالكثرة ، فاحتج من الاستحقاق عليهم بما نذكره بلفظه .

فحمد الله زيد بن علي : و أثنى ، و صلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم تكلم بكلام ما سمعنا قرشيا و لا عربيا أبلغ في موعظة ، و ل أظهر حجة ، و لا أفصح لهجة منه .

ثم قال رحمه الله : إنك ذكرت الجماعة ، و زعمت أنه لم يكن جماعة قط ، إلا كانوا على الحق .

و الله يقول في كتابه :{ إِلَّا  الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُو الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ (24)‏ } ص .

و قال‏ : { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً  مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) } هود .

و قال‏ : { وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُو أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ‏ (66) } النساء .

و قال‏ : { إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُو مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ‏ (249)} البقرة  .

و قال في الجماعة : { وَ ما أَكْثَرُ النَّاسِ وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ‏ (103)}يوسف .

و قال‏ : { وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏ (116)  } الأنعام .

و قال‏ : { أأَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً (44) } الفرقان .

و قال‏ : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَ الرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏ (34) } التوبة .

و قال‏ : { إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ‏ (49) } المائدة .

ثم أخرج إلينا : كتابا قاله في الجماعة و القلة .

أقول : متضمن الكتاب ضلال أكثر الأمم عن الأنبياء .

و ما ذكره الله تعالى : في آل عمران من مدح القليل و ذم الكثير ، و ما ذكره في سورة النساء  و في سورة المائدة و الأعراف و الأنفال ، و سورة يونس و سورة هود و سورة النحل ، و سورة بني إسرائيل و سورة الكهف و سورة المؤمنون ، و السورة التي فيها الشعراء ، و سورة قصص موسى ، و سورة العنكبوت ، و سورة تنزيل السجدة ، و سورة ذكر الأحزاب ، و سورة ذكر سبأ ، و سورة يس و سورة ص و سورة المؤمن ، و سورة الأحقاف و سورة الفتح و سورة الذاريات ، و سورة اقتربت و سورة الواقعة ، و سورة الصف و سورة الملك ، و سورة نون و سورة الحاقة ، و سورة البقرة و سورة الأنعام ، و سورة التوبة و سورة يونس ، و سورة الرعد و سورة إبراهيم و سورة الحجر ، و سورة الفرقان و سورة النمل و سورة الروم ، و سورة الزمر و سورة الدخان و سورة الجاثية ، و سورة الحجرات و سورة الطور و سورة الحديد .

وقال بن طاووس رحمه الله : أقول و هكذا وجدنا ترتيب السور في الرواية كما ذكرنا .

ثم قال خالد بن صفوان : راوي الحديث ما معناه ، فخرج السامعون متحيرين نادمين ، كيف أحوجوه إلى سماع هذه الحجج الباهرة ، و لم يذكر أنهم رجعو عن عقائدهم الفاسدة الداثرة .

و ما جاءوا : بشيء لدفع ما احتج به زيد .

ثم فنعوذ بالله : من الضلال ، و حب المنشأ ، و التقليد الذي يوقع في مثل هذا الهلاك و الوبال‏ .

سعد السعود للنفوس منضود ص223 .

 

زيد يدعو المؤمنين لنصره :

عن فرات قال : حدثنا جعفر بن أحمد معنعنا عن زيد بن‏ علي‏ عليه السلام قال :

يا أيها الناس : إن الله بعث في كل‏ زمان خيرة ، و من كل خيرة ، منتجبا خيرة منه .

قال‏ : الله أعلم حيث يجعل رسالته‏ ، فلم يزل الله يتناسخ خيرته ، حتى خرج محمد صلى الله عليه وآله من أفضل تربة و أطهر عترة أخرجت للناس .

فلما قبض الله : محمدا ، و لا عارف أمُخركم بعد زخورها ، و حصن حصونكم بعد بئورها ومنعتها.

 و افتخرت قريش : على سائر الأحياء ، بأن محمدا صلى الله عليه وآله كان قريشيا ، و دانت العجم للعرب بأن محمدا  كان عربيا ، حتى ظهرت الكلمة و تمت النعمة .

فاتقوا الله : عباد الله ، و أجيبوا إلى الحق ، و كونوا أعوان لمن دعاكم إليه ، و لا تأخذوا سنة بني إسرائيل ، كذبوا أنبياءهم و قتلوا أهل بيت نبيهم .

ثم أنا أذكركم : أيها السامعون لدعوتنا ، المتفهمون لمقالتن ، بالله العظيم الذي لم يذكر المذكرون بمثله ، إذا ذكرتموه وجلت قلوبكم ، و اقشعرت لذلك جلودكم .

أ لستم تعلمون : أنا ولد نبيكم المظلومون المقهورون ، فل سهم وفينا ، و لا تراث أعطينا ، و ما زالت بيوتنا تهدم ، و حرمتنا تنتهك ، و قائلن يقهر ، يولد مولودنا في الخوف ، و ينشأ ناشئنا بالقهر ، و يموت ميتنا بالذل ؟

ويحكم : إن الله قد فرض عليكم جهاد أهل البغي و العدوان من أمتكم على بغيهم ، و فرض نصرة أوليائه الداعين إلى الله و إلى كتابه .

قال‏ : { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) } الحج.

ويحكم : إنا قوم غضبنا لله ربنا ، و نقمنا الجور المعمول به في أهل ملتنا ، و وضعنا من توارث الإمامة و الخلافة ، و حكم بالهوى ، و نقض العهد ، و صلى الصلاة لغير وقتها ، و أخذ الزكاة من غير وجهها ، و دفعها إلى غير أهله ، و نسك المناسك بغير هديها .

و أزال : الأفياء و الأخماس و الغنائم ، و منعها الفقراء و المساكين و ابن السبيل ، و عطل الحدود ، و أخذ منه الجزيل ، و حكم بالرشى والشفاعات و المنازل ، وقرب الفاسقين ، و ميّل الصالحين .

و استعمل : أهل‏ الخيانة ، و خون أهل الأمانة ، و سلط المجوس ، و جهز الجيوش ، و خلد في المحابس ، و جلد المبين ، و قتل الوالد ، و أمر بالمنكر ، و نهى عن المعروف ، بغير مأخوذ من  كتاب الله و سنة نبيه .

ثم يزعم زاعمكم : الهزاز على قلبه ، يطمع خطيئته ، أن الله استخلفه يحكم بخلافته ، و يصد عن سبيله ، و ينتهك محارمه ، و يقبل من دعا إلى أمره .

 فمن أشر : عند الله منزلة ممن من‏ افترى‏ على الله كذبا ، أو صد عن سبيله ، أو بغاه عوجا .

و من أعظم : عند الله أجرا ممن أطاعه ، و أدان بأمره ، و جاهد في سبيله ، و سارع في الجهاد ، و من أشر عند الله منزلة ممن يزعم أن بغير ذلك يحق عليه ، ثم يترك ذلك استخفافا بحقه ، و تهاونا في أمر الله ، و إيثارا لدنياه‏ .

و من أحسن قولا : ممن دعا إلى الله ، و عمل صالحا ، و قال إنني من المسلمين‏.

و أن هذا : صراطي مستقيما فاتبعوه ، و لا تتبعوا السبل ، فتفرق بكم‏ .

تفسير فرات الكوفي ص135ح162 . في تفسير الآية 24 الأنعام ، وذكره أيضا في   ص382ح512 . في تفسير الآية : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ  صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) } فصلت . ويح : كلمة توجع وترحم وإظهار الشفقة .

 

 

 

 

روايات زيد الطويلة والمتوسطة

يا طيب : في هذا الباب وقسم من كلمات وأحاديث زيد الغراء معارف متنوعة ولا تنحصر في باب واحد ، فهي شاملة لكثير من المعارف القيمة في العبودية والأخلاق والآداب وغيرها من الأبواب ، ولكن عناوينه الفرعي قد تدل على أهم أقسام الحديث المروي عنه عليه السلام ، فتدبر بها وبحكمها وما ترشد له من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، وترحم عليه عليه السلام .

 

رواية زيد للخطبة الفدكية :

يا طيب : هذا الحديث ورواية زيد رحمه الله لخطبة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام بعد وفاة والدها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأيام ، من غرر الأحاديث ومن الأحاديث الشاملة الجامعة لكثير من معارف الدين في العقائد والأصول بل والأحكام بل هو حفظ لأهم مرحلة من تأريخ الإسلام ، وبيان لعدوان من غصب خلافة آل محمد عليهم السلام وعناده لهم وشدة ظلمه لهم واستخفافه برسول الله وآله جهرا علنا بدون ذمة وضمير ولا حياء ولا عرفان للجميل وإحسان الله ورسوله ، فضلا عن الالتزام بتعاليم الإسلام وقيمة العالية وتوصية الله ورسوله وما اختارو من خليفة للمسلمين والمؤمنين يهديهم الرشاد والصراط المستقيم للمنعم عليهم بهدى الله حقا ، وما يقام به عبودية الله كما يحب ويرضى ، ويعصمهم من الضلال والطغيان والظلم في معصية الله ورسوله .

وهذه الخطبة الفدكية : للصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام رواها الكثير ، فهو يرويها عن أبيه عن عمته زينب ، حافظا لها وراويا لها بتفاصيله ، ومتأثرا بها بكل وجوده ومتفكر بها بكل تدبر في عقله ، حتى بانت في أغلب بيانه وتعاليمه وعمله وجهادة ودعوته .

وإن الخطبة الفدكية : لجدته فاطمة الزهراء عليها السلام ، كانت محزنة لقلبه وموقظة لوجدانه وضميره ، حتى كان بكل بيانه واصفا لها وإن لم ترى تصريحا بها أو بقسم من نصها ، فإنك لو تدبرت حاله وبيانه ترى أغلب أحاديثه التي مرت في التفسير لآيات القرآن الكريم  والبيان لتعاليم الدين في أصوله وأحكامه ، تحكي عما فيها وتفسر مرادها ، حتى جعلته ثائرا مجاهدا صابرا ، و برا وفيا لآله المعصومين عليهم السلام ، وللطلب بحقهم وبيان لشأنهم وولايتهم بأمر الله تعالى حتى نال الشهادة بكل فخر وعز وكرامة .

فيا طيب : تدبر الخطبة هذه وأحاديثه التي مرت تراها متطابقة المضمون ، وداعية لهدف واحد هو إقامة الدين الحق ونشر تعاليمه الصادقة ممن أختارهم الله لدينه والهداية للصراط المستقيم ، والذين جعلهم منعم عليهم بهداه وحملة الولاية على المؤمنين وإرشادهم بحق وصدق لعبودية بما يحب ويرضى ، وتحذر من الضلال والكون مع المغضوب عليهم في الدنيا والآخرة ، ولكي لا أطيل في وصف الخطبة وأثرها على الزيد رحمه الله نذكرها بسند روايته ، فتدبر :

يا طيب : ذكر الطبري رحمه الله في كتابه دلائل الإمام كثير من السند عن أهل البيت عليهم السلام ممن حدثه بهذه الخطبة أو بعضها ثم قال :

: حدثنا : العباس بن بكار قال : حدثنا حرب بن ميمون:

 عـن زيـد بن عـلـي ، عن آبـائــه عليهم السـلام قالوا :

 لما بلغ فاطمة عليها السلام : إجماع أبي بكر على منعها فدك و انصرف عاملها منها ، لاثت خمارها ، ثم أقبلت في لمة من حفدتها و نساء قومها ، تطأ أذيالها ، ما تخرم مشية رسول الله ، حتى دخلت على أبي بكر ، و قد حفل حوله المهاجرون والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، فأنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ..

ثم أمهلت : حتى هدأت فورتهم و سكنت روعتهم ، افتتحت الكلام فقالت :

أبتدئ بالحمد : لمن هو أولى بالحمد و المجد و الطول ، الحمد لله على ما أنعم ، و له الشكر على ما ألهم ، و الثناء على ما قدم ، من عموم نعم ابتدأها ، و سبوغ آلاء أسداها ، و إحسان منن والاها ، جم عن الإحصاء عددها ، و نأى : عن المجاراة أمدها ، و تفاوت عن الإدراك أبدها ، استدعى الشكور بإفضاله ، و استحمد إلى الخلائق بإجزالها ، و أمر بالندب إلى أمثالها .

و أشهد : أن لا إله إلا الله كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، و ضمن القلوب موصولها ، و أبان في الفكر معقولها .

 الممتنع : من الأبصار رؤيته ، و من الألسن صفته ، و من الأوهام الإحاطة به .

 ابتدع الأشياء : لا من شيء كان قبله ، و أنشأها بلا احتذاء مثله ، وضعها لغير فائدة زادته ، إظهارا لقدرته ، و تعبدا لبريته ، وإعزازا لأهل دعوته .

 ثم جعل : الثواب على طاعته ، و وضع العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة لهم إلى جنته .

و أشهد : أن أبي محمدا عبده و رسوله ، اختاره قبل أن يبتعثه ، و سماه قبل أن يستنجبه ، إذ الخلائق في الغيب مكنونة ، و بسد الأوهام مصونة ، و بنهاية العدم مقرونة ، علما من الله في غامض الأمور ، و إحاطة من وراء حادثة الدهور ، و معرفة بموقع المقدور .

ابتعثه الله : إتماما لعلمه ، و عزيمة على إمضاء حكمه ، فرأى الأمم فرقا في أديانها ، عكفا على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانه ، فأنار الله بمحمد ظلمها ، و فرج عن القلوب شبهها ، و جلا عن الأبصار غممها ، و عن الأنفس عمهها .

ثم قبضه الله : إليه قبض رأفة و رحمة و اختيار ، و رغبة لمحمد عن تعب هذه الدار ، موضوعا عنه أعباء الأوزار ، محفوفا بالملائكة الأبرار ، و رضوان الرب الغفار ، و مجاورة الملك الجبار ، أمينه على الوحي و صفيه و رضيه و خيرته من خلقه و نجيه ، فعليه الصلاة و السلام و رحمة الله و بركاته .

 

ثم التفتت إلى أهل المسجد :

فقالت للمهاجرين و الأنصار :

و أنتم عباد الله : نصب أمره و نهيه ، و حملة دينه و وحيه ، و أمناء الله على أنفسكم ، و بلغاؤه إلى الأمم .

زعيم الله فيكم : و عهد قدمه إليكم ، و بقية استخلفها عليكم :

 كتاب الله : بينة : بصائره ، و آية منكشفة سرائره ، و برهانه متجلية ظواهره ، مديم للبرية استمامه ، قائد إلى الرضوان أتباعه ، مؤد إلى النجاة أشياعه ، فيه تبيان حجج الله المنيرة ، و مواعظه المكررة ، و عزائمه المفسرة ، و محارمه المحذرة ، و أحكامه الكافية ، و بيناته الجالية ، و فضائله المندبة ، و رخصه الموهوبة ، و رحمته المرجوة ، و شرائعه المكتوبة .

 ففرض الله عليكم : الإيمان : تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة : تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة : تزييدا في الرزق ، و الصيام : إثباتا للإخلاص ، و الحج : تشييدا للدين ، و الحق : تسكينا للقلوب ، و تمكينا للدين .

و طاعتنا : نظاما للملة ، و إمامتنا : لما للفرقة .

و الجهاد : عزا للإسلام ، و الصبر : معونة على الاستجابة ، و الأمر بالمعروف : مصلحة للعامة ، و النهي عن المنكر : تنزيه للدين ، و البر بالوالدين : وقاية من السخط ، و صلة الأرحام : منماة للعدد ، و زيادة في العمر ، و القصاص : حقنا للدماء ، و الوفاء بالعهود : تعرضا للمغفرة ، و وفاء المكيال و الميزان : تعييرا للبخس  و التطفيف .

 و اجتناب قذف المحصنة : حجابا عن اللعنة ، و التناهي عن شرب الخمور : تنزيها عن الرجس ، و مجانبة السرقة : إيجابا للعفة ، و التنزه عن أكل مال اليتيم و الاستيثار به : إجارة من الظلم ، و النهي عن الزناء : تحصنا عن المقت .

 و العدل في الأحكام : إيناسا للرعية ، و ترك الجور في الحكم : إثباتا للوعيد ، و النهي عن الشرك : إخلاصا له تعالى بالربوبية .

فاتقوا الله حق تقاته : و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون ، و لا تتولوا مدبرين ، وأطيعوه فيما أمركم ونهاكم ، فإنما يخشى الله من عباده العلماء .

فاحمدوا الله : الذي بنوره و عظمته ابتغى من في السماوات و من في الأرض إليه الوسيلة

 فنحن : وسيلته في خلقه .

و نحن : آل رسوله .

و نحن : حجة غيبه و ورثة أنبيائه .

ثم قالت : أنا فاطمة ، و أبي محمد ، أقولها عودا على بدء ، و ما أقولها إذ أقول سرفا و لا شططا : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} التوبة ، إن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم ، و أخا ابن عمي دون رجالكم .

 بلغ النذارة : صادعا بالرسالة ، ناكبا عن سنن المشركين ، ضاربا لأثباجهم ، آخذا بأكظامهم ، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة ، يجذ الأصنام ، و ينكت الهام ، حتى انهزم الجمع و ولوا الدبر ، و حتى تفرى الليل عن صبحه ، و أسفر الحق عن محضه ، و نطق زعيم الدين ، و هدأت فورة الكفر ، و خرست شقاشق الشيطان ، و فهتم بكلمة الإخلاص .

 و كنتم : على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها نبيه ، تعبدون الأصنام ، و تستقسمون بالأزلام ، مذقة الشارب ، و نهزة الطامع ، و قبسة العجلان ، و موطئ الأقدام ، تشربون الرنق ، و تقتاتون القدد ، أذلة خاشعين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم به بعد اللتيا و التي .

و بعد ما مني : ببهم الرجال ، و ذؤبان العرب .

 كلما أوقدوا نارا للحرب : أطفأها الله ، و كلما نجم قرن الضلالة ، أو فغرت فاغرة للمشركين :  قذف أخاه : في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يط صماخها بأخمصه ، و يخمد لهبها بحده ، مكدودا في ذات الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا في أولياء الله .

 و أنتم : في بلهنية آمنون وادعون فرحون ، تتوكفون الأخبار ، و تنكصون عند النزال على الأعقاب .

حتى أقام الله : بمحمد عمود الدين .

 و لما اختار : له الله عز و جل دار أنبيائه ، و مأوى أصفيائه .

 ظهرت : حسيكة النفاق ، و سمل جلباب الدين ، و أخلق ثوبه ، و نحل عظمه ، و أودت رمته ، و ظهر نابغ ، و نبغ خامل ، و نطق كاظم و هدر ،  فنبق الباطل يخطر في عرصاتكم ، و أطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخا بكم ، فألفاكم غضاب ، فخطمتم غير إبلكم ، و أوردتموها غير شربكم ، بدارا زعمتم خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا ، و إن جهنم لمحيطة بالكافرين .

هذا و العهد قريب : و الكلم رحيب ، و الجراح لما يندمل .

فهيهات منكم: و أين بكم ، و أنى تؤفكون ، و كتاب الله بين أظهركم ، زواجره لائحة ، و أوامره لامحة ، و دلائله واضحة ، و أعلامه بينة ، و قد خالفتموه رغبة عنه ، فبئس للظالمين بدلا .

ثم لم تربثوا شعثها : إلا ربث أن تسكن نفرتها ، و يسلس قياده ، تسرون حصوا بارتغاء ، أو نصر منكم على مثل حز المدى .

 و زعمتم : أن لا إرث لنا .

أ فحكم : الجاهلية تبغون ، و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ، و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين .

إيها معشر المسلمين : أ أبتز إرث أبي ؟

يا ابن أبي قحافة : أبى الله أن ترث أباك و لا أرث أبي ، لقد جئت شيئا فريا ، جرأة منكم على قطيعة الرحم ، و نكث العهد ، فعلى عمد ما تركتم كتاب الله بين أظهركم ، و نبذتموه :

إذ يقول : { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ (16)}النمل .

و فيما قص من خبر يحيى و زكريا إذ يقول : { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)} آل عمران .

و قال عز و جل : {يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ (11) } النساء . و قال تعالى : { إِنْ تَرَكَ خَيْرً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ (180)} البقرة.

و زعمتم : أن لا حظ لي و لا إرث من أبي ، أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أ و لست أنا و أبي من ملة واحدة ؟ أم أنتم بخصوص القرآن و عمومه أعلم ممن جاء به ؟

فدونكموها : مرحولة مزمومة ، تلقاكم يوم حشركم .

فنعم الحكم الله : و نعم الخصيم محمد ، و الموعد القيامة ، و عما قليل تؤفكون ، و عند الساعة ما تحصرون ، و لكل نبأ مستقر ، و سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ، و يحل عليه عذاب مقيم .

ثم التفتت إلى قبر أبيها وتمثلت بأبيات صفيه بنت عبد المطلب:

قد كان بعدك أنبــاء و هنـبثـة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطـب‏

إنا فقدنـاك فقـد الأرض وابلهـا
و اجتث أهلك مذ غيبت واغتصبوا
أبـدت رجال لنا  فحوى صدورهم
 لما نـأيت وحـالت بيننا الكثـب‏
تهجمتنـا ليال و استخف بنا دهـر
فقـد أدركـو منا  الـذي طلبـوا
قد كنـت للخلق نـورا يستضاء به
عليك تنزل من ذي العـزة  الكتب
‏و كان جبريـل بالآيـات يؤنسـنا
فغاب عن فكل الخيـر محتجـب‏

فقال أبو بكر : صدقت يا بنت رسول الله ، لقد كان أبوك بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، و على الكافرين عذابا أليما ، و كان و الله إذا نسبناه وجدناه أباك دون النساء ، و أخا ابن عمك دون الرجال ، آثره على كل حميم ، و ساعده على الأمر العظيم ، و أنتم عترة نبي الله الطيبون ، و خيرته المنتجبون ، على طريق الجنة أدلتن ، و أبواب الخير لسالكينا .

فأما ما سألت : فلك ما جعله أبوك ، و أنا مصدق قولك ، لا أظلم حقك .

و أما ما ذكرت من الميراث : فإن رسول الله قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورث .

 

فقالت فاطمة : يا سبحان الله ، ما كان رسول الله قال مخالف ، و لا عن حكمه صادفا ، فلقد كان يلتقط أثره ، و يقتفي سيره ، أ فتجمعون إلى الظلامة الشنعاء ، و الغلبة الدهياء ، اعتلالا بالكذب على رسول الله ، و إضافة الحيف إليه .

 و لا عجب : إن كان ذلك منكم ، و في حياته ما بغيتم له الغوائل ، و ترقبتم به الدوائر .

 هذا كتاب الله : حكم عدل ، و قائل فصل عن بعض أنبياءه إذ قال : { يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)}مريم ، و فصل في بريته الميراث مما فرض من حظ الذكور و الإناث .

 فلم سولت : لكم أنفسكم أمرا ؟

فصبر جميل ، و الله المستعان على ما تصفون .

 قد زعمت : أن النبوة لا تورث ، و إنما يورث ما دونها ، فم لي أمنع إرث أبي ، أ أنزل الله في كتابه إلا فاطمة بنت محمد فدلني عليه أقنع به ؟

فقال أبو بكر لها : يا بنت رسول الله أنت عين الحجة ، و منطق الحكمة لا أدل بجوابك ، و لا أدفعك عن صوابك ، لكن المسلمون بيني و بينك ، فهم قلدوني ما تقلدت ، و أتوني ما أخذت ، و ما تركت .

 

فقالت فاطمة : لمن بحضرته ، أ تجتمعون إلى المقبل بالباطل و الفعل الخاسر ؟ لبئس ما اعتاض المسلمون ، و ما يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين.

 أما و الله : لتجدن محملها ثقيلا ، و عباها وبيلا ، إذا كشف لكم الغطاء ، فحينئذ لات حين مناص ، و بدا لكم من الله ما كنتم تحذرون .

 قالوا : و لم يكن الرجل حاضرا ، فكتب لها أبو بكر كتابا إلى عامله برد فدك ، فأخرجته في يدها .

 و استقبلها عمر : فأخذه منها ، و تفل فيه ، و مزقه ، و قال : لقد خرف ابن أبي قحافة و ظلم .

 

فقالت له : ما لك لا أمهلك الله تعالى ، و قتلك و مزق بطنك .

و أتت من فورها ذلك الأنصار فقالت : معشر النقيبة ، و حصنة الإسلام ، ما هذه الغميزة في حقي ، و السنة عن ظلامتي ، أ ما كان رسول الله أمر بحفظ المرء في ولده ؟ فسرعان ما أحدثتم ، و عجلان ذا إهالة .

أ تقولون : مات محمد فخطب جليل استوسع وهيه ، و استهتر فتقه ، و فقد راتقه ، فأظلمت الأرض لغيبته ، و اكتأب خيرة الله لمصيبته ، و أكدت الآمال ، و خشعت الجبال ، و أضيع الحريم ، و أزيلت الحرمة بموت محمد ؟!

 فتلك : نازلة أعلن بها كتاب الله هتافا هتافا ، و لقبل م خلت به أنبياء الله و رسله ، وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ الآية .

أ بني قيلة : أ أهضم تراث أبي و أنتم بمرأى و مسمع ، تلبسكم الدعوة ، و يشملكم الجبن ، و فيكم العدة و العدد ، و لكم الدار و الخيرة ، و أنتم أنجبته التي امتحن ، و نحلته التي انتحل ، و خيرته التي انتخب لنا أهل البيت ، فنابذتم فينا العرب ، و ناهضتم الأمم ، و كافحتم البهم لا نبرح و تبرحون ، و نأمركم فتأتمرون ، حتى دارت بنا و بكم رحى الإسلام ، و در حلب البلاد ، و خضعت بغوة الشرك ، و هدأت روعة الهرج ، و بلغت نار الحرب ، و استوسق نظام الدين ؟

 فأنى جرتم بعد البيان ؟ و نكصتم بعد الإقدام عن قوم : { وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُو أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُون (12)َ}التوبة ؟

 ألا أرى و الله : إن أخلدتم إلى الخفض ، و ركنتم إلى الدعة ، فحجتم الذي استرعيتم ، و رسعتم ما استرعيتم ، ألا : و { إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9)} إبراهيم .

ألا و قد قلت الذي قلت : على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم ، و لكنها فيضة النفس ، و نفثة الغيظ ، و بثة الصدر ، و معذرة الحجة .

 فدونكم : فاحتقبوها دبرة الظهر ، ناقية الخضا ، باقية العار ، موسومة بشنار الأبد ، موصولة بنار الله المؤصدة الآية ، فبعين الله ما تفعلون { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)} الشعراء .

 و أنا ابنة : { نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)}ْ سبأ.

فاعملوا : { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ  اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) } هود ، { وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) } الرعد ، { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ  الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) َ} التوبة ، { وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ  فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) } الإسراء ،{ ) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) } الزلزلة .

و كان الأمر : قد قصر . ثم ولت .

 فتبعها رافع بن رفاعة الزرقي فقال لها : يا سيدة النساء ، لو كان أبو الحسن تكلم في هذا الأمر ، و ذكر للناس قبل أن يجري هذا العقد ما عدلن به أحدا ؟

فقالت : يردنها إليك عني ، فما جعل الله لأحد بعد غدير خم من حجة ، و لا عذر .

قال : فلم ير باك و باكية كان أكثر من ذلك اليوم ، ارتجت المدينة و هاج الناس و ارتفعت الأصوات .

 

فلما بلغ ذلك أبا بكر قال لعمر : تربت يداك ما كان عليك لو تركتني ، فربما فات الخرق ، و رتقت الفتق ، أ لم يكن ذلك بنا أحق ؟

فقال الرجل : قد كان في ذلك تضعيف سلطانك و توهين كافتك ، و ما أشفقت إلا عليك .

قال ويلك : فكيف بابنة محمد ، و قد علم الناس ما تدعو إليه ، و ما نحن من الغدر عليه ؟

فقال : هل هي إلا غمرة انجلت ، و ساعة انقضت ، و كان ما قد كان لم يكن !! ما قد مضى مما مضى كما مضى ، و ما مضى مما مضى قد انقضى‏.

 أقم الصلاة : و آت الزكاة ، و أمر بالمعروف و انه عن المنكر ، و وفر الفيء ، و صل القرابة ، فإن الله يقول : { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } هود ، و يقول :{ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) } الرعد. و يقول : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ (135) } آل عمران ، ذنب واحد في حسنات كثيرة ، قلدني ما يكون من ذلك .

( ولم يذكره بتمام الآية : { وَلَمْ  يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) } آل عمران).

فضرب بيده على كتف عمر و قال : رب كربة فرجتها يا عمر .

ثم نادى : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس و صعد المنبر :

فحمد الله  : و أثنى عليه ،ثم قال :

 أيها الناس : ما هذه الرعة ، و مع كل قالة أمنية ، أين كانت هذه الأماني في عهد نبيكم ، فمن سمع فليقل ، و من شهد فليتكلم ، كلا بل هو ثعالة شهيده ذنبه لعنه الله ، و قد لعنه رسوله مرات بكل أمنية ، يقول : كروها جذعة ابتغاء الفتنة من بعد ما هرمت ، كأم طحال أحب أهلها الغوى ، ألا لو شئت أن أقول لقلت ، و لو تكلمت لبحت ، و أني ساكت ما تركت ، يستعينون بالصبية و يستنهضون النساء ، و قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم .

فوالله : إن أحق الناس بلزوم عهد رسول الله لأنتم ، لقد جاءكم الرسول فآويتم و نصرتم ، و أنتم اليوم أحق من لزم عهده ، و مع ذلك فاغدوا على أعطياتكم ، فإني لست كاشفا قناعا ، و لا باسطا ذراعا ، و لا لسانا إلا على من استحق ذلك و السلام .

 

قال : فأطلعت أم سلمة رأسها من بابها ، و قالت :

 أ لمثل فاطمة يقال هذا ؟ و هي الحوراء بين الإنس ، و الأنس للنفس ، ربيت في حجور الأنبياء ، و تداولتها أيدي الملائكة ، و نمت في المغارس الطاهرات ، نشأت خير منشأ ، و ربيت خير مربا .

 أ تزعمون : أن رسول الله حرم عليها ميراثه و لم يعلمها ؟ و قد قال الله له : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) } الشعراء 17 .

فأنذرها : و جاءت تطلبه ؟  و هي خيرة النسوان ، و أم سادة الشبان ، و عديلة مريم ابنة عمران ، و حليلة ليث الأقران ، تمت بأبيها رسالات ربه ، فو الله لقد كان يشفق عليها من الحر و القر ، فيوسدها يمينه ، و يدثرها شماله .

رويدا : فرسول الله بمرأى لأعينكم ، و على الله تردون ، فواه لكم ، و سوف تعلمون .

قال : فحرمت أم سلمة تلك السنة عطاءها .

 و رجعت فاطمة إلى منزلها : فشكت .

 

قال أبو جعفر : صاحب كتاب دلائل الإمامة الذي نقلنا منه الرواية ـ

 نظرت : في جميع الروايات ، فلم أجد فيها أتم شرح و أبلغ في الإلزام ، و أوكد في الحجة من هذه الرواية .

ونظرت : إلى رواية عبد الرحمن بن كثير ، فوجدته قد زاد في هذا الموضع :

 أ نسيتم قول رسول الله ، و بدأ بالولاية : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، و قوله : إني تارك فيكم الثقلين ، ما أسرع ما أحدثتم ، و أعجل ما نكثتم ، و هو في بقية الحديث على السياقة .

دلائل ‏الإمامة ص : 29ـ 39 حديث فدك . وروى قسما منها بسنده عن زيد في علل الشرائع ج‏1ص248ح2 .

يا طيب : أبلغ كلام من سادة الكلام والعلم والوجود التكويني كله ، لهم جوامع الكلم وفصيح البيان وهدى القرآن وحجة وبيانه وتفصيله ، ولكنهم حلت الدنيا في أعينهم وعظم منصب الحكم في نفوسهم فغصبوا وظلموا آل محمد حقهم ، والله تعالى لهم بالمرصاد .

وزيد : حفاظا لها راويا لها ، مكظوم غيظه حتى دعا إلى الله ورسوله وآله ، حتى استشهد مكرما رضا الله ورسوله وإمام زمانه ، فسلام الله ورحمته عليه .

ويا طيب : ستجد الخطبة مع الشرح في صحيفة فاطمة الزهراء عليه السلام.

 

وقال بن أبي الحديد : قال المرتضى رحمه الله : و أخبرنا أبو عبد الله المرزباني قال : حدثني علي بن هارون : قال أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه ، قال : ذكرت لأبي الحسين زيد بن‏ علي‏ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، كلام فاطمة عليها السلام ، عند منع أبي بكر إياها فدك .

و قلت له : إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع ، و أنه من كلام أبي العيناء ، لأن الكلام منسوق البلاغة .

فقال لي رحمه الله : رأيت مشايخ آل أبي طالب ، يروونه عن آبائهم ، و يعلمونه أولادهم .

و قد حدثني به أبي : عن جدي ، يبلغ به فاطمة عليها السلام على هذه الحكاية .

و قد رواه : مشايخ الشيعة و تدارسوه قبل أن يوجد جد أبي العيناء .

و قد حدث : الحسين بن علوان ، عن عطية العوفي ، أنه سمع عبد الله بن الحسن بن الحسن يذكر عن أبيه هذا الكلام .

شرح نهج البلاغة ج16ص252ف2  في النظر في أن النبي ص هل يورث أم لا  .

 

 

روايات زيد الشهيد

في الآخرة وأحوالها

 

خيل الجنة الطيارة لمن ؟

الحسين بن علوان : عن سعد بن طريف ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن آبائه عن الإمام علي عليهم السلام قال :

 إِنَّ فِي الْجَنَّةِ : لَشَجَرَةً ، يخرج من أعلاها الحلل ، و من أسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة ، ذوات أجنحة ، لا تروث و لا تبول.

فَيَرْكَبُ عَلَيْهَا : أولياء الله ، فتطير بهم في الجنة حيث شاءوا.

فَيَقُولُ : الذين أسفل منهم ، يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة .

فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ : إنهم كانوا يقومون الليل و لا ينامون ، و يصومون النهار و لا يأكلون ، و يجاهدون العدو و لا يجبنون ، و يتصدقون و لا يبخلون.

الزهد للأهوازي ص101ب19 ح274 .ورواه في جامع الأخبار للشعيري ص173ف17 .

 

سبع خصال للشهيد :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : ‏قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

لِلشَّهِيدِ : سَبْعُ خِصَالٍ مِنَ اللَّهِ :

أول : قطرة من دمه‏ مغفور له كل ذنب .

و الثانية : يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين ، و تمسحان الغبار عن وجهه ، تقولان مرحبا بك ، و يقول هو : مثل ذلك لهما .

و الثالثة : يكسى من كسوة الجنة .

و الرابعة : يبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة ، أيهم يأخذه معه .

و الخامسة : أن يرى منزلته .

و السادسة : يقال لروحه ، اسرح في الجنة حيث شئت .

و السابعة : أن ينظر في وجه الله ، و إنها لراحة لكل نبي و شهيد .

تهذيب الأحكام ج6ص121ب54ح208-3 .

 

ثواب أدنى الشهداء :

الحسين بن علوان عن سعد بن طريف :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن آبائه عن الإمام علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إِنَّ أَدْنَى : أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مِنَ الشُّهَدَاءِ ، مَنْ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ زَوْجَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَ أَرْبَعَةُ آلَافِ بِكْرٍ ، وَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ ثَيِّبٍ .

تَخْدُمُ : كُلَّ زَوْجَةٍ مِنْهُنَّ ، سَبْعُونَ أَلْفَ خَادِمٍ .

غَيْرَ أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ : يُضَعَّفُ لَهُنَّ .

 يَطُوفُ : عَلَى جَمَاعَتِهِنَّ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ .

 فَإِذَا جَاءَ : يَوْمُ إِحْدَاهُنَّ أَوْ سَاعَتُهَا ، اجْتَمَعْنَ إِلَيْهَا يُصَوِّتْنَ بِأَصْوَاتٍ لَا أَصْوَاتَ أَحْلَى مِنْهَا وَ لَا أَحْسَنَ ، حَتَّى مَا يَبْقَى فِي الْجَنَّةِ شَيْءٌ إِلَّا اهْتَزَّ لِحُسْنِ أَصْوَاتِهِنَّ .

 يَقُلْنَ : أَلَا نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً ، وَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً ، وَ نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَ نَسْخَطُ أَبَداً .

الزهد للأهوازي ص 101ب19ح276 .

 

ثواب الشهيد مع آل محمد:

بالإسناد : عن محمد بن القاسم عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام قَالَ :

 مَنِ اسْتُشْهِدَ : مَعَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، لَهُ سَبْعُ رَقَوَاتٍ .

قِيلَ : وَ مَا سَبْعُ رَقَوَاتٍ ؟

قَالَ : سَبْعُ دَرَجَاتٍ ، وَ يُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ‏ .

المحاسن ج1ص62ب82ح106 .

 

مؤمن الشيعة في الجنة :

روى الصدوق : عن العباس بن بكار الضبي قال : حدثنا محمد بن سليمان الكوفي البزاز قال : حدثنا عمرو بن خالد :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال‏ :

من مات : يوم الخميس‏ بعد زوال الشمس إلى يوم الجمعة وقت الزوال ، و كان مؤمنا ، أعاذه الله عز و جل من ضغطة القبر ، و قبل شفاعته في مثل ربيعة و مضر .

و من مات : يوم السبت من الْمُؤْمِنِينَ ، لم يجمع الله عز و جل بينه و بين اليهود في النار أبدا .

و من مات : يوم الأحد من الْمُؤْمِنِينَ ، لم يجمع الله عز و جل بينه و بين النصارى في النار أبدا .

و من مات : يوم الاثنين من الْمُؤْمِنِينَ ، لم يجمع الله عز و جل بينه و بين أعدائنا من بني أمية في النار أبدا .

و من مات : يوم الثلاثاء من الْمُؤْمِنِينَ ، حشره الله عز و جل معنا في الرفيق الأعلى .

و من مات : يوم الأربعاء من الْمُؤْمِنِينَ ، وقاه الله نحس يوم القيامة،  و أسعده بمجاورته ، و أحله دار المقامة من فضله ، لا يمسه فيها نصب و لا يمسه فيها لغوب .

ثم قال عليه السلام : الْمُؤْمِن ، على أي الحالات مات ، و في أي يوم و ساعة قبض ، فهو صديق شهيد .

و لقد سمعت : حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لو أن المؤمن خرج من الدنيا ، و عليه مثل ذنوب أهل الأرض ، لكان الموت كفارة لتلك الذنوب.

ثم قال صلى الله عليه وآله : من قال : لا إله إلا الله بإخلاص ، فهو بري‏ء من الشرك ، و من خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ـ ثم تلا هذه الآية : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن  يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمً عَظِيمًا (48) } النساء ـ مِنْ شِيعَتِكَ وَ مُحِبِّيكَ يَا عَلِيُّ .

قال أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا رسول الله هَذَا لِشِيعَتِي ؟

قَالَ : إِي وَ رَبِّي ، إِنَّهُ لِشِيعَتِكَ.

 وَ إِنَّهُمْ : لَيَخْرُجُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ ، وَ هُمْ يَقُولُونَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حُجَّةُ اللَّهِ .

فيؤتون : بحلل خضر من الجنة ، و أكاليل من الجنة ، و تيجان من الجنة ، و نجائب من الجنة ، فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء  و يوضع على رأسه تاج الملك  و إكليل الكرامة  ثم يركبون النجائب ، فتطير بهم إلى الجنة ، { لَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ  الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) } الأنبياء .

من لا يحضره الفقيه ج4ص411ح5896 .ورواه في جامع الأخبار للشعيري ص34ف17 . المؤمنون الشيعة ، من مات صحيح الاعتقاد صحيح العمل ، و هم الذين يعتقدون أن الولاية كانت حقّ على أمير المؤمنين عليه السلام و أولاده المعصومين عليهم السلام لا غيرهم .

 

ثواب أولياء الله :

روى الصدوق : بسنده عن عمرو بن ثابت ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه  عن جده عليهم السلام ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

‏ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ : لشجرة يخرج من أعلاها الحلل .

و من أسفلها : خيل عتاق  مسرجة ملجمة  ذوات أجنحة  لا تروث و لا تبول .

فَيَرْكَبُهَا : أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، فتطير بهم في الجنة حيث شاءوا .

فيقول الذين أسفل منهم : يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة ؟

فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ :

إِنَّهُمْ كَانُوا : يقومون الليل و لا ينامون ، و يصومون النهار و لا يأكلون ، و يجاهدون العدو و لا يجبنون ، و يتصدقون و لا يبخلون .

الأمالي للصدوق ص291م48ح14 .

 

أقرب الناس للنبي :

عن الصدوق : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ إن أقربكم : مني غدا ، و أوجبكم علي شفاعة ، أصدقكم لسان ، و أداكم للأمانة ، و أحسنكم خلقا ، و أقربكم من الناس .

الأمالي للصدوق ص508م76ح5 .

 

المؤذن يوم القيامة :

قال الشريف الرضي رحمه الله : و قد يجوز أن يكون‏ الحديث المروي :

يَجِي‏ءُ الْمُؤَذِّنُونَ : أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ  .

 من هذا أيضا يريد: أنّهم يوافون يوم القيامة , أوجه الناس وجوها و رؤوسا، فيكون قولنا: «أطول» هاهنا من الطّول، لا الطّول، و لا بدّ أن يكون المراد ب «الناس» هاهنا الخصوص دون العموم، كأنّهم يكونون في القيامة أوجه من الناس الذين هم كالنظراء لهم في الطبقة معهم؛ لأنّه لا يجوز أن يكونوا يومئذ أعظم وجاهة مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ، وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ‏.

وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فِي مَثَلٍ ضَرَبَهُ لِقُرَيْشٍ يَطُولُ الْكِتَابُ بِذِكْرِهِ: «وَ يَقْطَعُ النَّاسُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى بَقِيَتْ عَجُزٌ مِنَ النَّاسِ عَظِيمَةٌ»

و هذه استعارة : لأنّ المراد بالعجز هاهنا مآخير الناس و عقابيلهم‏  تشبيها بعجز الناقة أو غيرها من الدوّاب؛ لأنّ أوّل ما يتحرّك للسير هاديها و عنقها، ثمّ يتبعه ردفها و عجزها، فسّمي القوم الذين يتأخّرون في السير «أعجازا» كما سمّي المتقدّمون «أعناقا» يقال: «قد طلعت أعناق القوم: أي أوائلهم و متقدّموهم، و «جاءت أعجازهم» أي أواخرهم و مثبّطوهم، و على هذا سمّوا مقدّمي القوم في الوجاهة و المنزلة «أعناقا» و «رؤوسا» و قد أشرنا إلى ذلك فيما تقدّم.

المجازات النبوية ص93مجاز52 .وعقابليهم :  أي أعقابهم. , الهادي و العنق سيّان في المعنى. والحديث في دعائم الاسلام ج1ص144، ومروي في مسند زيد بن‏ علي‏ ص75 .

 

مفارقة الروح للبدن :

عن عماد الدين الطبري : بسنده ، قال يحيى بن مساور : أخبرن أبو خالد الواسطي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عليه السلام قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله‏ :

و الذي نفسي بيده : لا تفارق روح جسد صاحبها  حتى يأكل من ثمار الجنة ، أو من شجرة الزقوم .

و حين يرى : ملك الموت يراني ، و يرى عليا و فاطمة و حسن و حسينا .

 فإن كان : يحبنا ، قلت : يا ملك الموت ، أرفق به إنه كان يحبني و يحب أهل بيتي .

و إن كان : يبغضنا ، قلت : يا ملك الموت شدد عليه إنه كان يبغضني و يبغض أهل بيتي .

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص6 .وأضاف الشامي في الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ص767 ، في آخر الحديث : لا يحبّنا إلّا مؤمن تقي، و ل يبغضنا إلّا منافق شقي .

 

عذاب القبر :

عن الصدوق : بسنده عن علي بن القاسم عن أبي خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال :

 عذاب القبر : يكون من النميمة ، و البول ، و عزب الرجل عن أهله .

علل الشرائع ج1ص309ب262ح2 . والعزب يترك النكاح أو يبعد عن أهله فترة طويلة .

 

وصف نار جهنم :

الحسين بن علوان عن سعد بن طريف :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن آبائه عن الإمام علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ : لجزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، و لقد أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت ، و لو لا ذلك لما استطاع آدمي أن يطيقه [ يطفئها ] إذا التهبت .

وَ إِنَّهُ لَيُؤْتَى بِهَا : يوم القيامة ، حتى توضع على النار ، فتصرخ صرخة ، لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل ، إلا جثا على ركبتيه فزع من صرختها.

الزهد للأهوازي ص 101ب19ح275 .

 

تحرم الجنة :

عن الأهوازي : عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 تحرم‏ الجنة : على ثلاثة ، على المنان ، و على المغتاب ، و على مدمن الخمر.

الزهد لحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي ص9ب1ح17 .

 

ريح الزناة ولعنهم :

عن البرقي: بالإسناد عن حفص قال : قال زيد بن‏ علي‏ : قال أمير المؤمنين عليه السلام :

‏ إذا كان يوم القيامة : أهب الله ريحا منتنة ، يتأذى به أهل الجمع ، حتى إذا همت أن تمسك بأنفاس الناس .

ناداهم مناد : هل تدرون ما هذه الريح ، التي قد آذتكم ؟

فيقولون : لا ، و قد آذتنا ، و بلغت منا كل المبلغ .

قال فيقال : هذه ريح فروج الزناة ، الذين لقوا الله بالزن ، ثم لم يتوبوا ، فالعنوهم لعنهم الله .

قال : فلا يبقى في الموقف أحد .

إلا قال : اللهم العن الزناة .

المحاسن ج1ص107ب46ح96 . وفي ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص262 .

 

عقاب ذو الوجهين :

الصدوق : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :‏

 يجيء : يوم القيامة ذو الوجهين ، دالعا لسانه في قفاه ، و آخر من قدامه ، يتلهبان‏ نارا ، حتى يلهبا جسده .

ثم يقال له : هذا الذي كان في الدنيا ، ذا وجهين و لسانين ، يعرف بذلك يوم القيامة.

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص269 . و والخصال ج1ص37ح16 .

 

قطرة الزقوم والغسلين :

عن السيد بن طاووس رحمه الله : بسنده عن أبو محمد جعفر بن أحمد القمي في كتاب زهد النبي صلوات الله عليه و آله ، فيما رواه عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال :

 ربما خوفنا رسول الله صلى الله عليه‏ و آله فيقول : و الذي نفس محمد بيده.

لو أن قطرة : من الزَّقُّومِ ، قطرت على جبال الأرض ، لساخت أسفل سبع أرضين و لما أطاقته ، فكيف بمن هو طعامه ؟!

و لو أن قطرة : مِنَ الْغِسْلِينِ أَوْ مِنَ الصَّدِيدِ ، قطرت على جبال الأرض لساخت أسفل سبع أرضين ، و لما أطاقته ، فكيف بمن هو شرابه ؟!

و الذي نفسي بيده : لو أن مِقْمَاعاً وَاحِداً مما ذكره الله في كتابه ، وضع على جبال الأرض لساخت إلى أسفل سبع أرضين ، و لما أطاقته ، فكيف بمن يقمع به يوم القيامة في النار ؟

الدروع الواقية ص273ح1:14 .

 

 

روايات زيد الشهيد الفقيه

 

يا طيب : هذه روايات متنوعة في أبواب الفقه يرويها زيد الشهيد رحمه الله أن آباءه عليهم السلام ، ويجب لمعرفة حكمها النهائي على كل مكلف هو الرجوع لمرجع يقلده إن لم يكن هو مجتهد ، وإن كان أغلبها إن لم نقل كلها مطابق للشرع وعمل بها ، وإنما نوردها في كتاب يجمع أحوال زيد الشهيد رحمه الله وما عثرنا عليه من رواياته وأقواله ما يخصه .

الأرض مسجدا وطهورا :

وقال قطب الدين الراوندي :  قال تعالى { وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ‏ (114)} البقرة .

قيل : المراد بالمساجد في الآية بقاع الأرض كلها .

لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وآله :‏ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْأَرْضَ لِي مَسْجِداً .

فالأرض : كلها مسجد يجوز الصلاة فيه ، إلا ما كان مغصوبا أو نجسا ، فإذا زال‏ الغصب‏ و النجاسة منه فحكمه حكمها .

 و روى ذلك زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام .

فقه القرآن ج‏1ص98 . عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية ج2ص31م4ح76 .

 

طهارة عرق الجنب والحائض :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  عن الجنب و الحائض يعرقان في الثوب حتى يلصق عليهما ؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن الحيض و الجنابة حيث جعلهم الله عز و جل ، ليس في العرق ، فلا يغسلان ثوبهما .

تهذيب الأحكام ج1ص269ب12ح79 .

 

عدد الصلاة في المعراج :

قال الصدوق : و روي عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أنه قال : سألت أَبِي سَيِّدَ الْعَابِدِينَ عليه السلام ، فقلت له : يا أبت أخبرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لما عرج به إلى السماء و أمره ربه عز و جل بخمسين صلاة  ، كيف لم يسأله التخفيف عن أمته ، حتى قال له : موسى بن عمران عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإن أمتك ل تطيق ذلك ؟

فقال : يا بني ، إن رسول الله لا يقترح على ربه عز و جل ، فلا يراجعه في شيء يأمره به ، فلما سأله موسى عليه السلام ذلك و صار شفيعا لأمته إليه ، لم يجز له أن يرد شفاعة أخيه موسى ، فرجع إلى ربه عز و جل فسأله التخفيف ، إلى أن ردها إلى خمس صلوات .

قال فقلت له : يا أبت فلم لم يرجع إلى ربه عز و جل و لم يسأله التخفيف من خمس صلوات ، و قد سأله موسى عليه السلام أن يرجع إلى ربه عز و جل و يسأله التخفيف .

فقال : يا بني ، أراد عليه السلام أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة ، لقول الله عز و جل‏ : { مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ( 160) } الأنعام .

 أ لا ترى : أنه صلى الله عليه وآله لما هبط إلى الأرض ، نزل عليه جبرئيل عليه السلام ، فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ، و يقول لك : إِنَّهَ خَمْسٌ بِخَمْسِينَ ، { مَا  يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29)} ق .

 

 قَالَ زَيْدُ : فَقُلْتُ لَهُ : يا أبت ، أ ليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان ؟

فقال عليه السلام : بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

قلت : فما معنى قول موسى لرسول الله ، ارجع إلى ربك ؟

فقال عليه السلام : معناه معنى قول إبراهيم عليه السلام : { وَقَالَ إِنِّي  ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) }الصافات ، وَ مَعْنَى قَوْلِ مُوسَى عليه السلام : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) } طه .

 وَ مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ : { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ (50)  }الذاريات، يعني حجوا إلى بيت الله .

يا بني : إن الكعبة بيت الله ، فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله ، و المساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله و قصد إليه .

وَ الْمُصَلِّي : مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ ، فَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

فَإِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : بِقَاعاً فِي سَمَاوَاتِهِ ، فَمَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى بُقْعَةٍ مِنْهَا فَقَدْ عُرِجَ بِهِ إِلَيْهِ‏ ، أ لا تسمع الله عز و جل يقول‏ : { تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ‏ إِلَيْهِ‏ } ، و يقول الله عز و جل في قصة عيسى ابن مريم غليع السلام : { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ‏ } ، و يقول الله عز و جل : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ‏ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏ } .

من لا يحضره الفقيه ج1ص198ح603، الأمالي ص458م70ح6، والتوحيد للصدوق ص176ب28ح8 .

خمسه بخمسين : يا طيب : للحديث أعلاه أصل في أحاديث المعراج ، وما معناه إن الله شرف النبي وأمة بخمسين صلاة ، ولما نزل إلى سماء موسى سأله نبي الله موسى عما شرفه ، فقال خمسين صلاة ، فقال له إن أمتك لا تطيق فراجع ربك وأسأله التخفيف ، فراجع نبينا الله تعالى عدة مرات حتى جعلها خمس صلوات .

وقالوا : حول الحديث بأنه يلزم البداء ، لأنه رفع الحكم قبل العمل به ، و أجيب بأنّه يمكن أن تكون الفائدة الشكر على التخفيف و سعى المكلفين فيما أمكنهم من الصلوات فإن الصلاة قربان كل تقى، كما أنه لنعرف أن الله رؤوف رحيم بنا لم يكلفنا بطاقتنا بل بأقل ما يمكن مما به صلاحنا .

 وإن البداء : بالتكليف أولا ليبين لنا الله إن طاقتنا الخمسين وبها أتم صلاحنا لننتهي عن الفحشاء والمنكر ونقيم العبودية لله تعالى بحقها ، والله تعالى يتفضل علينا بإنه إن قمنا خمسة صلوات سوف يجعل بكل صلاة عشرة ، وإن جزاءه الحسنة بعشرة ، وبهذا تفسره الآيات الذي ذكرها الإمام بأن بالتخفيف لا ظلم فيه لإصلاح العباد بأنفسهم ومعه ، لأنه ي الله ضاعف الأجر عشر مرات حتى نكون بأحسن حال العبودية معه ونصلح بأحسن وجه ، ولذا يجب الجد في العبادة وشكره على تفضله تعالى ، ولو أمره بخمسة من أول الأمر لما عرفنا أهم فضل الله علينا .

ويا طيب : والرجوع إلى الله تعالى جسماني وروحي وقلبي إيماني ، فالذهاب إلى الكعبة والمساجد وزيارة الأئمة لأنهم أولياء أمر الله هو قصد جسماني وروحي وقلبي وفيه بعض المشقة فأجره أعلى ، وكذا العبادة التي ترافقها حركة وجهد وإنفاق ، وكذا العروج لبقاع السماء المخصوص للأنبياء ، كما هناك رجوع روحي بالقلب بالتوبة والدعاء والتفكر بأمر الله تعالى ، وغيرها من أعمال البر والصلاح بالنية والعزم على الطاعة والتوجه لله بذكره وقراءة القرآن الكريم بالتدبر وغيرها  .

 

الصلاة والصوم في السفر :

عن نصر : عمرو بن خالد ، عن أبي الحسين زيد بن‏ علي‏ ، عن آبائه عن علي عليه السلام قال : خرج علي عليه السلام : و هو يريد صفين حتى إذا قطع النهر ، أمر مناديه فنادى بالصلاة قال:

 فتقدم : فصلى ركعتين ، حتى إذا قضى الصلاة أقبل علينا فقال:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ : أَلَا مَنْ كَانَ مُشَيِّعاً أَوْ مُقِيماً فَلْيُتِمَّ الصَّلَاةَ ، فَإِنَّا قَوْمٌ عَلَى سَفَرٍ ، وَ مَنْ صَحِبَنَ فَلَا يَصُمِ الْمَفْرُوضَ‏ ، وَ الصَّلَاةُ الْمَفْرُوضَةُ رَكْعَتَانِ .

وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص133 .

 

صلاة الأغلف :

بالإسناد عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن آبائه عن علي عليهم السلام قال :

 الأغلف : لا يؤم القوم ، و إن كان أقرأهم .

لأنه : ضيع من السنة أعظمها ، و لا تقبل له شهادة ، و لا يصلى عليه .

إلا أن يكون : ترك ذلك خوفا على نفسه.

وسائل الشيعة ج8ص320ب13ح10782-1 .

 

صلاة بعد الجماعة :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

دخل : رجلان المسجد ، و قد صلى الناس .

فقال لهما علي عليه السلام : إن شئتما فليؤم أحدكما صاحبه ، و لا يؤذن و لا يقيم .

تهذيب الأحكام ج2ص281ب14ح1119- 21 .

 

تعليم القرآن والبغي بالأذان :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

أنه أتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، و الله إني لأحبك لله ؟

فقال له : و لكني أبغضك لله ؟ قال : و لم ؟

قال عليه السلام : لأنك تبغي في الأذان ، و تأخذ على تعليم القرآن أجرا .

و سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من أخذ على تعليم القرآن أجرا ، كان حظه يوم القيامة .

تهذيب الأحكام ج6ص168ب78ح7 .  وقال الشيخ : عن الفضل بن أبي قرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن هؤلاء يقولون إن كسب المعلم سحت ؟ فقال : كذبو أعداء الله ، إذا أرادوا ألا يعلموا القرآن ، و لو أن المعلم أعطاه رجل دية ولده ، كان للمعلم مباحا.

الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ج3ص65ب38ح2 . ذكر هذا الخبر عبد خبر زيد وقال رحمه الله : فلا ينافي الخبرين الأولين ـ لأن الحظر إنما توجه إلى من لا يعلم القرآن إلا بأجرة معلومة و يشارط عليها و الثاني محمول على من يهدى له شيء من غير شرط فيكون ذلك مباحا له كائنا ما كان و الذي يدل على ذلك‏ .

 وقال المجلسي : يدل على حرمة الأجر على الأذان، كما هو المشهور بين الأصحاب و على تعليم القرآن، و يحمل على الواجب، كالحمد و السورة على القول بوجوبهما و على تعليم آيات الأحكام، كما هو المشهور، و تقرب من خمسمائة آية. و قيل: على الجميع، لوجوب حفظ المعجزة على الكفاية، لعموم الأخبار، و الله يعلم. و قوله عليه السلام: لأنك تبغي يمكن أن يكون البغي بمعنى الظلم، أي: تسقط حي على خير العمل .

ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ج10ص390 .

مواضع المشي حافيا :

وعن ابن شهرآشوب : في خصائص الإمام علي عليه السلام ، عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ :

 إنّه كان عليّ عليه السلام : يمشي في خمسة حافيا، و يعلّق‏ نعليه‏ بيده اليسرى : يوم الفطر، و النحر، و الجمعة، و عند العيادة، و تشييع الجنازة، و يقول: إنّها مواضع اللّه تعالى، و أحبّ أن أكون فيها حافيا.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص104 . و سيد هاشم البحراني في حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام ج2ص260ب30 .

 

صلاة وصوم المسافر :

عن ابن أبي الحديد قال : و حدثنا عمرو بن خالد ، عن أبي الحسين زيد بن‏ علي‏ عن آبائه‏ :

أن عليا : خرج و هو يريد صفين ، حتى إذا قطع النهر ، أمر مناديه فنادى بالصلاة .

فتقدم : فصلى ركعتين ، حتى إذا قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه .

فقال : أيها الناس ، ألا من كان مشيعا أو مقيما فليتم الصلاة ، فإن قوم سفر ، ألا و من صحبنا فلا يصومن المفروض ، و الصلاة المفروضة ركعتان .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3ص167 .

صوم يوم الشك :

وعن المفيد : روى أبو خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بن الحسين عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

صوموا : سر الله .

قالوا : يا رسول الله ، و ما سر الله .

قال : يوم الشك .

المقنعة ص299ب3 .

 

للصائم فرحتان :

عن الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عن  زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏‏ ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام ، عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فرحة عند فطره ، و فرحة يوم القيامة ، و خلوف فم‏ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

الأمالي للطوسي ص496م17ح1088- 57 .

 

ثواب التجار واختلافهم :

عن الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ عليهم السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ إِذَا التَّاجِرَانِ : صدقا و برا ، بورك لهما .

و إذا كذبا :  و خانا ، لم يبارك لهما .

و هما بالخيار : ما لم يفترقا .

فإن اختلفا : فالقول قول رب السلعة ، أو يتتاركا .

الخصال ج1ص45ح43 .

 

لعن الربا وأهله :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

الربا : و آكله ، و بائعه ، و مشتريه ، و كاتبه ، و شاهديه .

تهذيب الأحكام ج7ص15ب1ح64 .

 

المرأة الحامل كالمرابط:

ذكر الصدوق : عن عمرو بن خالد عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال :

ذكر : رسول الله صلى الله عليه وآله الْجِهَادَ ؟

فقالت : امرأة لرسول الله ، يا رسول الله فما للنساء من هذ شيء ؟

فقال : بلى ، للمرأة ما بين حملها إلى وضعها إلى فطامها من الأجر كالمرابط في سبيل الله .

فإن هلكت : فيما بين ذلك ، كان لها مثل منزلة الشهيد .

من لا يحضره الفقيه ج3ص561ح4926 .

 

قصة الحامل :

عن السيد بن طاووس : من رواية أخطب خطباء خوارزم‏ : أن مولان علي عليه السالم ، نبه عمر على ترك الحد على الحامل فرجع إليه ، و قال عمر عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب لو لا علي لهلك عمر .

والرواية عن زيد بن علي رحمه الله : بتمامها في المناقب للخوارزمي ص39 :

بسنده : عن ابراهيم الزبرقان التيمي، حدّثني أبو خالد، حدّثني زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال:

لما كان : في ولاية عمر، أتي بامرأة حامل، سألها عمر عن ذلك فاعترفت بالفجور ، فأمر بها عمر أن ترجم .

 فلقيها  :عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : ما بال هذه المرأة ؟ فقالوا : أمر بها عمر أن ترجم .

 فردّها : عليّ عليه السلام ، فقال له : أمرت بها أن ترجم ؟ فقال: نعم ، اعترفت عندي بالفجور .

فقال : هذا سلطانك عليها ، فما سلطانك على ما في بطنها ؟

ثمّ قال له عليّ عليه السلام : فلعلك انتهرتها أو اخفتها ؟ فقال عمر: قد كان ذلك .

قال عليّ عليه السلام : أو ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول : لا حدّ على معترف بعد البلاء ، انه من قيّدت أو حبست أو تهدّدت فلا اقرار لها .

 فخلى : عمر سبيلها ، ثم قال: عجزت النساء أن يلدن مثل عليّ بن أبي طالب ، لو لا علي لهلك عمر.

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية ص174 . و جاء هذ الحديث أيضا في الرياض النضرة ج2ص195 باختلاف في اللفظ ، وفي مطالب السؤول ص13 وفي ينابيع المودّة ص75 ، و أرجح المطالب ص124، و فرائد السمطين ج1ص350.

 

الحكم في العقوق :

في الكافي : بالإسناد عن أبي خالد الواسطي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه عن جده عليه السلام قال :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله :

يَلْزَمُ الْوَالِدَيْنِ : مِنَ الْعُقُوقِ لِوَلَدِهِمَ ، مَا يَلْزَمُ الْوَلَدَ لَهُمَا مِنْ عُقُوقِهِمَا .

الكافي ج6ص48 . يعني إن قصر الوالدان بحق ولدهما الصالح فقد عقاه ، كما يلزم الولد بمراعات حق والداه .

 

بعض أحكام المملوك :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : ‏

 إذا أسلم الأب : جر الولد إلى الإسلام ، فمن أدرك من ولده دعي إلى الإسلام ، فإن أبى قتل .

و إذا أسلم الولد : لم يجر أبويه ، و لم يكن بينهما ميراث .

تهذيب الأحكام ج8ص236ب1ح852- 85 . قوله عليه السلام : و لم يكن بينهم ميراث أي : لا يرث الكافر المسلم.

 

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

المعتق  على دبر : فهو من الثلث ، و ما جنى هو و المكاتب و أم الولد فالمولى ضامن لجنايتهم .

تهذيب الأحكام ج8ص262ب2ح17 . المدبر ينعتق بموت المولى من الثلث‏ ،  المدبر : بضم الميم و تشديد الباء، من دبر الشيء : الرقيق الذي عُلّق عتقه على موت سيّده. و مثاله قول السيّد لعبده: أنت حرّ دبر وفاتي.

 

حكم تقاتل المسلمين :

قال الصدوق : بسنده عن عمر بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إذا التقى : المسلمان بسيفيهما على غير سنة ، فالقاتل و المقتول في النار .

فقيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟

قال : لأنه أراد قتله .

علل الشرائع ج2ص462ب222ح4 .

 

ما تعقل العاقلة :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

 لا تعقل العاقلة : إلا ما قامت عليه البينة . قال : و أتاه رجل فاعترف عنده ، فجعله في ماله خاصة ، و لم يجعل على العاقلة شيئا .

تهذيب الأحكام ج10ص175ب12ح24 . وقال المجلسي قوله : فجعله في ماله : عليه فتوى الأصحاب . و قال الشهيد الثاني: العاقلة : التي تحمل دية الخط ، سمّيت بذلك إمّا من العقل و هو الشدّ و منه سمّي الحبل عقالًا ؛ لأنّها تعقل الإبل بفناء وليّ المقتول المستحقّ للدية ، أو لتحمّلهم العقل و هو الدية ، و سمّيت الدية بذلك لأنّها تعقل لسان وليّ المقتول ، أو من العقل و هو المنع ؛ لأنّ العشيرة كانت تمنع القاتل بالسيف في الجاهليّة ثمّ منعت عنه في الإسلام بالمال . الروضة البهيّة، ج 10ص 307- 308.

 

حكم إظهار الطلاق :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :‏

 في رجل : أظهر طلاق امرأته ، و أشهد عليه ، و أسر رجعته .

ثم خرج : فلما رجع وجدها قد تزوجت .

قال عليه السلام : لا حق له عليها ، من أجل أنه أسر رجعته و أظهر طلاقها .

تهذيب الأحكام ج8ص44ب3ح136- 55.

 

لعان المتوفاة وميراثه :

ذكر الصدوق : عن عمرو بن خالد عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ رحمه الله :

 في رجل : قذف امرأته ، ثم خرج ، فجاء و قد توفيت .

قال رحمه الله : يخير واحدا من اثنين ، يقال له :

إن شئت : ألزمت نفسك الذنب ، فيقام فيك الحد ، و تعطى الميراث .

و إن شئت : أقررت ، فلاعنت أدنى قرابتها إليها ، و لا ميراث لك .

من لا يحضره الفقيه ج3ص539ح4856 .

 

لعن المتشبهين :

روى الصدوق : عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليهم السلام :

‏ أنه رأى رجلا : بِهِ تَأْنِيثٌ في مسجد رسول الله .

 فَقَالَ لَهُ : أخْرُجْ مِنْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ، يَا مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ .

ثم قال علي عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

لَعَنَ اللَّهُ : الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ، وَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.

علل الشرائع ج2ص602ب385ح63 .

 

حكم الخمر :

في الكافي : بالإسناد عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن آبائه ليهم السلام قال :

 لعن رسول الله : الخمر ، و عاصرها ، و معتصرها ، و بائعه ، و مشتريها ، و ساقيها ، و آكل ثمنها ، و شاربها ، و حاملها ، و المحمولة إليه.

الكافي ج6ص398ح10 .

 

قطع اللحم :

بالإسناد : عن محمد بن فرات الأزدي :

عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عن آبائه عليهم السلام قال : نهى‏ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 أَنْ يُقْطَعَ : اللَّحْمُ عَلَى الْمَائِدَةِ بِالسِّكِّينِ‏  .

المحاسن ج2ص471ب59ح465 . وهذا يدل على ما ذكر على الكرهة بعد طبخه ، وتتبعه أحكام أخرى كالنهش وغيره .

 

ضمان عقر الكلب :

ذكر الصدوق : روى الحسين بن علوان‏، عن عمرو بن خالد ، عن زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام :

‏ أنه كان : يضمن صاحب الكلب إذا عقر نهارا ، و لا يضمنه‏ إذا عقر بالليل .

و إذا دخلت : دار قوم بإذنهم ، فعقرك كلبهم ، فهم ضامنون .

و إذا دخلت : بغير إذنهم ، فلا ضمان عليهم‏ .

من لا يحضره الفقيه ج4ص161ح5366 .

 

حكم لباس وغسل الشهيد :

في الكافي : بسنده : عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قال :

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

يُنْزَعُ عَنِ الشَّهِيدِ : الفرو ، و الخف، و القلنسوة، و العمامة ، و المنطقة .

و السراويل : إلا أن يكون أصابه دم‏ ، فإن أصابه دم ترك ، و لا يترك عليه شيء معقود إلا حل .

الكافي ج3ص211ح4 . والخصال ج1ص333ح33 .

 

ثواب توجيه المحتضر للقبلة :

عن الصدوق : بسنده عن زيد بن‏ علي‏ ، عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال :  دخل رسول الله صلى الله عليه وآله : على رجل من ولد عبد المطلب ، و هو في السياق ، و قد وجه لغير القبلة .

فقال : وَجِّهُوهُ إِلَى الْقِبْلَةِ ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ ، أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ ، وَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى يُقْبَضَ .

ثواب الأعمال ص195، وعلل الشرائع ج1ص297ب234ح1 .

 

بعض أحكام غسل الميت :

في الكافي : بسنده : عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :

‏ و سئل : عن الرجل يحترق بالنار ؟

فأمرهم : أن يصبوا عليه الماء صبا ، و أن يصلى عليه .

الكافي ج3ص213ح6 .

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

إن قوما : أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله مات صاحب لنا و هو مجدور ، فإن غسلناه انسلخ .

فقال : يمموه .

تهذيب الأحكام ج1ص333ب13ح145 .

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

 إذا مات الرجل : في السفر مع النساء ، ليس له فيهن امرأته و لا ذات محرم ، يؤزرنه إلى الركبتين و يصببن عليه الماء صبا ، و لا ينظرن إلى عورته ، و لا يلمسنه بأيديهن و يطهرنه ، فإذا كان معه نساء ذوات محرم يؤزرنه و يصببن عليه الماء صبا و يمسسن جسده و لا يمسسن فرجه .

تهذيب الأحكام ج1ص441ب23ح1426-71 . وفي شرح فروع الكافي للمولى محمد هادي بن محمد صالح المازندراني ج2ص175 . و نسب القول به في‏ الذكرى‏ إلى ظاهر المفيد، و هو منقول عن أبي الصلاح‏ و ابن‏ زهرة مع تغميض الغاسل عينيه ، و هذان الخبران قد حملهما الشيخ في‏ الاستبصار ، و في باب الزيادات من‏ التهذيب‏ على الاستحباب للجمع‏ .

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال ‏: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله ، نفر فقالوا : إن امرأة توفيت معنا و ليس معها ذو محرم ؟

فقال : كيف‏ صنعتم ؟ فقالوا : صببنا عليها الماء صب .

فقال : أ ما وجدتم امرأة من أهل الكتاب تغسلها ؟ قالوا : لا ، قال : أ فلا يممتموها.

تهذيب الأحكام ج1ص443ب13ح78 . شرح فروع الكافي للمولى محمد هادي بن محمد صالح المازندراني ج2ص174 ، قال و قد اختلفت الأخبار فيها اختلافاً كثيراً، فمنها: ما هو ظاهر في الغسل حينئذٍ من وراء الثياب، رواه الشيخ عن أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: المرأة إذا ماتت مع الرجال فلم يجدوا امرأة تغسّلها غسّلها بعض الرجال من وراء الثوب، و يستحبّ أن يلفّ على يديه خرقة ، وذكر آراء أخرى  ...

 

الصلاة على الطفل الميت :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :‏ في الصلاة على الطفل ، أنه كان يقول : اللهم اجعله لأبويه و لنا ، سلفا و فرطا و أجرا .

تهذيب الأحكام ج3ص196ب21ح449- 21 .

 

إدخال الميت القبر :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

يسل : الرجل سلا .

و يستقبل : المرأة استقبالا ، و يكون أولى الناس بالمرأة في مؤخرها .

تهذيب الأحكام ج1ص326ب13ح951- 119 . يدخل الرجل من قبل رجليه أول ، و تستقبل المرأة أي : تأخذ عرضا .

 

الجبار والمهدور :

عن الصدوق : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

العجماء : جبار ، و البئر جبار ، و المعدن جبار ، و في الركاز الخمس .

و الجبار : الهدر الذي لا دية فيه و لا قود  .

معاني الأخبار ص303ح1 . وقال في شرح الحديث : أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، عن القاسم بن سلام أنه قال : العجماء : هي البهيمة ، و إنما سميت عجماء لأنها لا تتكلم ، و كل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم و مستعجم و منه ، قول الحسن عليه السلام : صَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ. يقول : لا تسمع فيها قراءة .

و أما الجبار : فهو الهدر ، و إنما جعل جرح العجماء هدرا ، إذا كانت منفلتة ليس لها قائد و لا سائق و لا راكب ، فإذا كان معها واحد من هؤلاء الثلاثة فهو ضامن ـ لأن الجناية حينئذ ليست للعجماء ، و إنما هي جناية صاحبها الذي أوطأها الناس .

و أما قوله : و البئر جبار ، يقال : إنها البئر يستأجر عليه صاحبها رجلا يحفرها في ملكه فينهار على الحافر ، فليس على صاحبها ضمان ، و يقال : إنها البئر تكون في ملك الرجل فيسقط فيها إنسان أو دابة فلا ضمان عليه لأنه في ملكه .

و قال القاسم بن سلام : هي عندي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها حافر و لا مالك ، تكون بالوادي فيقع فيها الإنسان أو الدابة ، فذلك هدر بمنزلة الرجل يوجد قتيلا بفلاة من الأرض لا يعلم له قاتل فليس فيه قسامة و لا دية ، و أما قوله المعدن جبار : فإنها هذه المعادن التي يستخرج منها الذهب و الفضة فيجيء قوم يحتفرونها لهم بشيء مسمى ، فربما أنهار المعدن عليهم فيقتلهم فدماؤهم هدر ، لأنهم إنما عملوا بأجرة .

و أما قوله : و في الركاز الخمس ، فإن أهل العراق و أهل الحجاز اختلفوا في الركاز ، فقال : أهل العراق الركاز المعادن كلها ، و قال أهل الحجاز : الركاز المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام.

 

الحيوان يجود بنفسه :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : أتيت أنا و رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا من الأنصار ، فإذا فرس له يكيد بنفسه .

فقال له رسول الله : انحره يضعف لك به أجران ، بنحرك إياه ، و احتسابك له . فقال : يا رسول الله ، أ لي منه شيء ؟

قال : نعم كل ، و أطعمني .

قال عليه السلام : فأهدى للنبي صلى الله عليه وآله فخذا منه ، فأكل منه و أطعمني .

تهذيب الأحكام ج9ص48ب1ح201  . يكيد بنفسه : يجيد بها ويعني يعالج حالة الموت ، قال المجلسي في ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ج14ص215 ، قوله صلى الله عليه و آله: انحره محمول على الذبح اتفاقا. و قال بعض الفضلاء: أي لك أجران لتخليصك إياه من الألم و لتفريقك لحمه حسبة لله تعالى .

 فتردد الأنصاري : في أنه أمره بتفريق كل لحمه أم بتفريق بعضه. انتهى.

و لعل المراد : أنك توجر بأصل النحر و إن لم تقصد به القربة ، و مع قصد القربة لك أجران.

و يمكن أن يكون : مراده صلى الله عليه و آله انحره للصدقة، أو لإطعام المؤمنين فيكون لك أجر لتخليصك إياه من المشقة لله ، و أجر آخر لما قصدت من الخير، أو يكون المراد : إعطاء الأجرين لفعل واحد هو النحر لله. و قيل: المراد بالاحتساب أصل الموت و الخروج عن الملك، أي: لو لم تنحره كان لك أجر بأصل تلك المصيبة و يحصل لك بالنحر آجر آخر، و الله يعلم.

 

 

روايات زيد المتنوعة

 

قصة حسن الخلق والسخاء :

روى الصدوق : حدثنا أبي ، قال حدثنا محمد بن معقل القرميسيني ، قال حدثنا جعفر الوراق ، قال حدثنا محمد بن الحسن الأشج ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ :

 خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ذات يوم ، و صلى الفجر .

ثم قال : معاشر الناس ، أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر ، قد آلو باللات و العزى ليقتلوني ، و قد كذبوا و رب الكعبة .

قال : فأحجم الناس و ما تكلم أحد .

فقال : ما أحسب علي بن أبي طالب فيكم ؟ فقام إليه عامر بن قتادة فقال : إنه وعك في هذه الليلة ، و لم يخرج يصلي معك ، أ فتأذن لي أن أخبره ؟

فقال النبي صلى الله عليه وآله : شأنك ، فمضى إليه فأخبره .

فخرج أمير المؤمنين عليه السلام : كأنه نشط من عقال ، و عليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته .

فقال : يا رسول الله ، ما هذا الخبر ؟

قال : هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة نفر ، قد نهضوا إلي لقتلي ، و قد كذبوا و رب الكعبة .

فقال علي عليه السلام : يا رسول الله ، أنا لهم سرية وحدي ، هو ذا ألبس علي ثيابي .

فقال رسول الله : بل هذه ثيابي ، و هذا درعي ، و هذا سيفي ، فدرعه ، و عممه ، و قلده ، و أركبه فرسه .

و خرج‏ أمير المؤمنين عليه السلام : فمكث ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ، و لا خبر من الأرض .

و أقبلت فاطمة : بالحسن و الحسين على وركيها ، تقول : أوشك أن يوتم‏ هذين الغلامين .

فأسبل النبي : عينه يبكي ، ثم قال : معاشر الناس من يأتيني بخبر علي ، أبشره بالجنة .

و افترق الناس : في الطلب ، لعظيم ما رأوا بالنبي ، و خرج العواتق .

فأقبل : عامر بن قتادة يبشر بعلي ، و هبط جبرئيل على النبي ، و أخبره بما كان فيه .

و أقبل علي أمير المؤمنين : و معه أسيران و رأس ، و ثلاثة أبعرة و ثلاثة أفراس .

فقال النبي : تحب أن أخبرك بما كنت فيه يا أبا الحسن .

فقال المنافقون : هو منذ ساعة قد أخذه المخاض ، و هو الساعة يريد أن يحدثه .

فقال النبي : بل تحدث أنت يا أبا الحسن لتكون شهيدا على القوم .

قال : نعم يا رسول الله ، لما صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبان على الأباعر ، فنادوني من أنت ؟

فقلت : أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله .

 فقالوا " ما نعرف لله من رسول ، سواء علينا وقعنا عليك أو على محمد .

و شد علي : هذا المقتول ، و دار بيني و بينه ضربات ، و هبت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول الله ، و أنت تقول : قد قطعت لك جربان درعه ، فاضرب حبل عاتقه ، فضربته فلم أخفه .

ثم هبت : ريح صفراء ، سمعت صوتك فيها يا رسول الله ، و أنت تقول : قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه ، فضربته و وكزته و قطعت رأسه و رميت به .

و قال لي : هذان الرجلان ، بلغنا أن محمدا رفيق شفيق رحيم ، فاحملنا إليه و لا تعجل علينا ، و صاحبنا كان يعد بألف فارس .

فقال النبي : يا علي ، أما الصوت الأول الذي صك مسامعك فصوت جبرئيل ، و أما الآخر فصوت ميكائيل ، قدم إلي أحد الرجلين ، فقدمه .

فقال : قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ اشْهَدْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ .

فقال : لنقل جبل أبي قبيس ، أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة .

قال : يا علي ، أخره و اضرب عنقه .

ثم قال : قدم الآخر .

فَقَالَ قُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ اشْهَدْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ .

قال : ألحقني بصاحبي .

قال : يا علي أخره و اضرب عنقه فأخره .

و قام أمير المؤمنين : ليضرب عنقه ، فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ .

 فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَ يَقُولُ : لَا تَقْتُلْهُ ، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْخُلُقِ ، سَخِيٌّ فِي قَوْمِهِ .

فَقَالَ النَّبِيُّ : يَا عَلِيُّ أَمْسِكْ ، فَإِنَّ هَذَا رَسُولُ رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ يُخْبِرُنِي ، أَنَّهُ حَسَنُ الْخُلُقِ سَخِيٌّ فِي قَوْمِهِ .

فقال المشرك : تحت السيف ، هذا رسول ربك يخبرك ؟  قال : نعم .

قال : و الله ما ملكت درهما مع أخ لي قط ، و لا قطبت وجهي في الحرب ، وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : هَذَا مِمَّنْ جَرَّهُ حُسْنُ خُلُقِهِ وَ سَخَاؤُهُ إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ .

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين‏ .

الأمالي للصدوق ص105م22ح4 . الخصال ج1ص94ح41  ، آلو : أي حلفوا . الاحجام: الكف. الوعك: شدّة الحرّ و وجع الحمى. انشط. نشط الحبل: عقده. و أنشطه حلّه. و يقال هذا للمريض اذا برأ، و للمغشى عليه إذا أفاق. و العقال حبل يشدّ به البعير في وسط ذراعه. أسبل الدمع و المطر: هطل. المخاض: وجع الولادة. جربان: طوق القميص. و غلاف السيف. العاتق ما بين المنكب و العنق. و الاحفاء: المبالغة في الاخذ. الجهد المشقّة.

 

وصية من رسول الله :

عن الحسين بن علي الكلبي عن عمرو بن خالد :

عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ : عن آبائه عن الإمام علي عليهم السلام قال :

 استأذن رجل : من أهل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :

يا رسول الله : أوصني ؟

قَالَ لَهُ : أُوصِيكَ :

أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئاً : و إن قطعت و أحرقت بالنار .

وَ لَا تَعْصِ وَالِدَيْكَ : و إن أرادا أن تخرج من دنياك فاخرج منها .

وَ لَا تَسُبَّ النَّاسَ .

 وَ إِذَا لَقِيتَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ : فالقه ببشر حسن ، وصب له من فضل‏ دلوك.

أَبْلِغْ : مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَنِّي السَّلَامَ .

وَ ادْعُ النَّاسَ : إلى الإسلام ، و أيقن أن لك بكل من أجابك ، عتق رقبة من ولد يعقوب .

وَ أَعْلِمْهُمْ : أن الصغيراء عليهم حرام ، يعني النبيذ و هو الخمر ، و كل مسكر حرام‏ .

الزهد للأهوازي توفى في القرن الثالث الهجري ص20ب2ح44 . والصغيراء : تصغير الصغرى كما ورد انها خمر استصغرها الناس .

 

وصية من الإمام علي :

زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ : عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ :

لَا يَكُنْ حُبُّكَ : كَلَفاً ، وَ لَا بُغْضُكَ تَلَفاً .

 أَحْبِبْ : حَبِيبَكَ هَوْناً مَا ، وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا .

الأمالي للطوسي ص703م40ح1505- 8 . كلِف بالأمر: أحبَّه وأُولِع به , إتْلاَفُه: إهْلاَكُهُ، إفْسَادُهُ ،  هونا : أي سَهَّلَهُ، خَفَّفَهُ . وي طيب : درجات المحبة والبغض متفاوتة ولها أسباب ، والحب في الله والبغض بالله من أهم عقائد الدين والمذهب وهو التولي لأولياء الله والتبري من أعداء الله ، ولكن قد يكون صديق موافق أو عدوا مخالف مع إيمانه بالله تعالى ، فيصدق الحديث أعلاه عليه  ، ولقد جاء في هذا المعنى أحاديث أخرى منها :

عن الأشج‏ قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله يقول‏: أَحْبِبْ‏ : حَبِيبَكَ‏ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا ، وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.

كنز الفوائد ج2ص151 .

وفي وسائل الشيعة ج12ص145باب102 عقد بابا في كراهة ذهاب الحشمة بين الإخوان بالكلية ، و الاسترسال و المبالغة في الثقة ، فذكر أحاديث منها : قال أبو عبد الله عليه السلام:‏ لا تثق بأخيك كل الثقة فإن صرعة الاسترسال لن تستقال . وعن الإمام الكاظم عليه السلام : لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك أبق منها فإن ذهابها ذهاب الحياء. وقال الإمام الصادق عليه السلام : لا يطلع صديقك من سرك إل على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك ، فإن الصديق ربما كان عدوا .

ومن أجمل الشرح للمرزة حبيب الخوئي الهاشمي قال :

قد أمر الإمام علي عليه السّلام : في هذه الحكمة برعاية العدالة في إظهار المحبّة و العداوة و حفظهما في حدّ لائق بكلّ حبيب و عدوّ، و الاجتناب من الإفراط في إظهار المحبّة بالنسبة إلى الحبيب و كشف جميع الأسرار لديه و تسليطه على ما لا ينبغي تسليط العدوّ عليه، و عدم الاصرار على إظهار العداوة بالنسبة على العدوّ و انتهاك جميع الحرمات بينه و بينه.

فانّ المحبّة و العداوة : عارضتان مفارقتان ربما تزول المحبّة، و ربما تنقلب إلى العداوة، كما أنّ العداوة ربما تزول و ربما تتبدّل بالمحبّة، فإظهار المحبّة لا بدّ و أن يقتصر على درجة لو انقلب الحبيب عدوّا لا يقدر على الاستفادة منها بضرر الحبيب كما أنّ إظهار العداوة لا بدّ و أن يقتصر على درجة لو انقلب العدوّ حبيبا لا تصير سببا للخجل و الوجل منها.

و التعبير بلفظة هونا ما : الدّالة على الابهام المطلق إشارة إلى أنّ لهذه العدالة درجات متفاوتة بالنظر إلى كلّ صنف من الأحبّاء و الأعداء، و بالنظر إلى مختلف المسائل و القضايا.

فربّ حبيب : لا بدّ و أن يقتصر معه على تحيّة و لطف كلام، و لا ينبغي المعاشرة معه و دعوته إلى البيت و مأدبة الطعام، و رب عدوّ : لا ينبغي مشافهته، بكلام سوء و عمل يخلّ بالاحترام، فضلا عن ارتكاب سبّه و الجهر عليه بالشماتة و الملام.

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي ج21ص353 .

 

معنى الفصاحة :

عن الشيخ الطوسي : عن زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ ، عن أبيه عليه السلام قال :

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ أَفْصَحُ النَّاسِ ؟

قَالَ عليه السلام : الْمُجِيبُ الْمُسْكِتُ عِنْدَ بَدِيهَةِ السُّؤَالِ .

الأمالي للطوسي ص703ب40ح1506- 9 . و الفَصَاحَةُ : سلامة الألفاظ والكلام من التعقيد واللحن والإبهام وسوء التأليف من التكرار والإضافات وغرابة الاستعمال  وما يكرهه السمع وما تمقته النفس لم يدخل القلب . وأفصح عن الشيء إفصاح إذا بينه وكشفه . و البداهة : البديهة الابتداء ، و سداد الرأي عند المفاجأة ، وهي  المعرفة يجدها الإنسان في نفسه من غير إعمال للفكر، ولا علم بسببها ، وأجاب على البديهة: بصورة تلقائية من غير تفكّر، وحاضر البديهة: سريع الفهم والإدراك ، وصاحب بديهة: يصيب الرأي في أول ما يُفاجأ به، يفهم ما يُلقى عليه من أوّل وهلة و بسرعة الرأي وارتجاله وصوابه عند المفاجأة .يجيب على البديهة : تلقائيا بعفوية.

 ويا طيب : إن أفصح كلام العرب هو القرآن المجيد ، , وإن أفصح الخلق هم نبينا وآله الطيبين الطاهرين ويشهد لهم كلامهم  وأحاديث ، بل جاءت روايات تعرفهم بالفصاحة ، وإنهم يجيبون على كل سؤال بالداهة من غير تروي وفكر ، كما ل يمكن أن يعترض عليهم لأن كلامهم مقنع مفهوم صريح بيّن ، فيسكت جوابهم السائل بم يجعله فاهم لجواب سؤاله حتى اليقين . وإن أعرابيا قال لرسول الله : من أدبك ؟ قال صلى الله عليه وآله : اللَّهُ أَدَّبَنِي وَ أَنَا أَفْصَحُ‏ الْعَرَبِ ، و عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله‏ صلى الله عليه وآله وسلم : أُعْطِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ سَبْعَةً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلَنَا وَ لَا يُعْطَاهَا أَحَدٌ بَعْدَنَ ، الصَّبَاحَةَ ، وَ الْفَصَاحَةَ ، وَ السَّمَاحَةَ ، وَ الشَّجَاعَةَ ، وَ الْحِلْمَ ، وَ الْعِلْمَ ، وَ الْمَحَبَّةَ مِنَ النِّسَاءِ ، ومثله جاء عن علي بن الحسين عليه السلام في مجلس طاغية زمانه.

وإن أهل البيت عليهم السلام : هم عدل القرآن ومعه هم الثقلين ككفة الميزان أحدهم يكمل الآخر ، وقد قال الله تعالى في حق كلامه المجيد : { الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ‏ } ومبين أي فصيح ، و قال‏ سبحانه : { وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ‏ } ، ويكفي أنهم يسألهم الناس ولا يسألون أحد ، ويحتاجهم المؤمنون لمعرفة دينهم وآدابه ولا يحتاجون أحد ، والناس تصدقهم بل تتدين لله بتعاليمهم عن يقين برضاه لأنه أولياء أمره في عباده وعندهم معارف دينه بلا منازع .

هذا وقد قال : بن أبي الحديد شارح نهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :  و يكفي هذا الكتاب الذي نحن شارحوه دلالة على أنه لا يجارى في الفصاحة ، و لا يبارى في البلاغة ، و حسبك أنه لم يدون لأحد من فصحاء الصحابة العشر و لا نصف العشر مما دون له ....

وقال  إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام :  مشرع الفصاحة و موردها ، و منشأ البلاغة و مولدها ، و منه ظهر مكنونها ، و عنه أخذت قوانينها ، و على أمثلته حذا كل قائل خطيب ، و بكلامه استعان كل واعظ بليغ ، و مع ذلك فقد سبق و قصروا ، و تقدم و تأخروا ، لأن كلامه الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، و فيه عبقة من الكلام النبوي‏ ...

 

لا رهبانية وسياحة :

عن الصدوق : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليهم السلام قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ لَيْسَ فِي أُمَّتِي : رَهْبَانِيَّةٌ ، وَ لَا سِيَاحَةٌ ، وَ لَا زَمٌّ يَعْنِي سُكُوتٌ‏ .

الخصال ج1ص137ح154 . وقال الجزريّ في الحديث: لا رهبانية في الإسلام : هي من رهبنة النصارى . و أصلها من الرهبة: الخوف، كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا، و ترك ملاذها و الزهد فيها و العزلة عن أهلها و تعمد مشاقها، حتى أن منهم من كان يخصى نفسه و يضع السلسلة في عنقه، و غير ذلك من أنواع التعذيب، فنفاها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عن الإسلام و نهى المسلمين عنها. و قوله : و لا سياحة : من ساح في الأرض يسيح سياحة إذا ذهب فيها، أراد صلى الله عليه وآله مفارقة الأمصار و سكنى البراري و ترك شهود الجمعة و الجماعات . و المراد بالزمّ : ما كان عباد بني إسرائيل يفعلونه بأنفسهم ليسكتوا عن الكلام من زم الأنوف ، و هو أن يخرق الأنف و يعمل فيه زمام كزمام الناقة ليقاد به .

 

الرزق في التجارة :

عن الصدوق : بسنده عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال : حدثن الحسين بن زيد ، عن أبيه عن زيد بن‏ علي‏ عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال :

 تسعة أعشار : الرزق في التجارة ، و الجزء الباقي في السابياء يعني الغنم.

الخصال ج2ص446ح45 .

 

المظلوم والظالم :

الصدوق : بسنده عن سنان بن أبي خالد القماط الواسطي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عليهم السلام قال :

 ما يأخذ : المظلوم من دين الظالم ، أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم.

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص 272.

 

ضمان الحمال :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عليهم السلام :

 أنه أتي بحمال : كانت عليه قارورة عظيمة فيها دهن ، فكسره ، فضمنها إياه .

و كان يقول : كل عامل مشترك إذا أفسد فهو ضامن فسألته ما المشترك فقال الذي يعمل لي و لك و لذا .

تهذيب الأحكام ج1ص464ب23ح1517- 162 . القارورة : جمع : قوارير: إناء يجعل فيه الشّراب والطّيب ونحوهما.

 

من أحق بالحذر :

الشيخ الطوسي : بسنده عن محمد بن زيد ، عن أخيه يحيى بن زيد ، قال : سألت أبي زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ يُحْذَرَ ؟

قَالَ : ثَلَاثَةٌ : الْعَدُوُّ الْفَاجِرُ ، وَ الصَّدِيقُ الْغَادِرُ ، وَ السُّلْطَانُ الْجَائِرُ .

الأمالي للطوسي ص510م18ح1115- 22 .

 

عمل تمر العجوة :

عن بن حيون المغربي : عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَ فِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السَّمِّ .

وَ قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ رحمه الله :

صفة ذلك : أن يؤخذ تمر العجوة ، فينزع نواه ، ثم يدق دقا بليغ ، و يعجن بسمن بقر عتيق‏ ، ثم يرفع ، فإذا احتيج إليه أكل للسم .دعائم الإسلام ، ج‏2ص147ح518 . و العجوة : نوع جيد من التمر .

 

ماء الكماة للعين :

وعن بن حيون : عن الإمام علي عليه السلام أنه قال :

الْكَمْأَةُ : مِنَ الْمَنِّ ، وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .

قَالَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ رحمه الله :

 صِفَةُ ذَلِكَ : أَنْ تَأْخُذَ كَمْأَةً فَتَغْسِلَهَا حَتَّى تُنَقِّيَهَا ، ثُمَّ تَعْصِرَهَا بِخِرْقَةٍ ، وَ تَأْخُذَ مَاءَهَا ، فَتَرْفَعَهُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَنْعَقِدَ ، ثُمَّ تُلْقِيَ فِيهِ قِيرَاطاً مِنْ مِسْكٍ ، ثُمَّ تَجْعَلَهُ فِي قَارُورَةِ .

فَتَكْتَحِلَ مِنْهُ : مِنْ أَوْجَاعِ الْعَيْنِ كُلِّهَ ، فَإِذَا جَفَّ فَاسْحَقْهُ بِمَاءِ السَّمَاءِ أَوْ غَيْرَهُ ، ثُمَّ اكْتَحِلْ مِنْهُ .

دعائم الإسلام ج2ص147ف4ح520 .

 

التداوي بالحرمل :

عن الصدوق : بسنده عن أبي خالد الواسطي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ رفعه إلى آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

مَا أَنْبَتَ الْحَرْمَلُ : من شجرة و لا ورقة و لا ثمرة ، إلا و ملك موكل بها حتى تصل إلى من وصلت إليه أو تصير حطاما ، و إن في أصلها و فروعها لسرا ، و إن في حبها الشفاء من اثنين و سبعين داء .

فَتَدَاوَوْا : بِهَا  وَ بِالْكُنْدُرِ .

طب الأئمة عليهم السلام ص67 .

 

الحجامة يوم الأربعاء :

عن الطبرسي : عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عن آبائه عن علي عليهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :‏ من احتجم يوم الأربعاء ، فأصابه وضح ـ فلا يلومن إلا نفسه .

مكارم الأخلاق ص75ف4 .

 

 

 

مواعظ زيد القصيرة

 

قال زيد بن‏ علي‏ عليه السلام : لهشام بن عبد الملك .

إنه ليس أحد : و إن عظمت منزلته ، بفوق أن يذكر بالله و يحذر من سطوته ، و ليس أحد و إن صغر ، بدون أن يذكر بالله و يخوف من نقمته .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج11ص93 .

و قد روي عن زيد بن‏ علي‏ عليه السلام قال‏ :

 ليس لنا : أن نبني منه القصور ، و لا أن نركب منه البراذين .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج12ص219 . البراذين جمع برذون : وهو غير العربي من الخيل والبغال، عظيم الخلقة غليظ الأعضاء قوي الأرجل عظيم الحوافر ويقال الخيل والبغال التركية وهو مما يتخذ للحمل خاصة  .

 

أحاديث قصيرة عن زيد

قال و روى زيد بن‏ علي‏ بن الحسين :‏ أن شعار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر ، يا منصور أمت .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج14ص133ف3 .

 

 

التفريط بزيد والإفراط به

 

معنى الإفراط والتفريط :

التفريط : اسم مصدر فرط ، و هو التبذير والتضييع وتشتيت الشيء وتفريقه ، أو التساهل أو الإهمال أو التقصير والتغافل أو التبديد وترك في ما يجب عمله أو قوله أو تعلمه بصورة صحيحة إما لم يتمه أو تركه حتى فسد أمره وفوت زمان صلاحه ، والمثل اِنْفَرَطَ ما كانَ بَيْنَهُما أين اِنْحَلَّ وَلَمْ يَعُدْ قائِماً، المفرط في الشيء ضامنا له ، مثل تضييع الصلاة يجب قضائها ، والأمانة يجب إعطاء مثلها ، وهكذا باقي العبادات والأحكام وحقوق الناس إلا ما أخرجه الدليل .

والإفراط : هو اسم مصدر فرط ، وهو الإسراف والإكثار بالشيء ، أو مجاوزة الحد والقدر والمبالغة في عمل أو قول أو علم أو مدح وبيان ، وتحميل الشيء فوق طاقته أو الإسراع به قول أونه ، مثل الإسراف في الأكل فوق الطاقة والحد، أو تعجيل الشيء قبل أوانه ، أو أفرط في مديح شخص بحماس بالغ ووصفه بأكثر مما يستحق وفوق ما له من الشأن والفضل والعلم  .

ومثل : ملئ الحوض حتى يفيض ، فهو تفريط في الماء وإفراط في ملئ الحوض بتحميله أكثر مما يستوعب ، الأكل الكثير تفريط بالطعام وإفراط بالأكل.

و مِنْ غير : إفراط ولا تفريط: بوسطيَّة واعتدال والاتزان والقيام بالأمر بما يستحقه ، وهو ما نحاول بيانه إن شاء الله هنا في حق زيد رحمه الله وثورته .

 

يا طيب : ما مر من الأحاديث يبين حال زيد حسب ما هو كما عرف الله ورسوله والمعصومين من يوم ولادته وأيام جهاده وأحاديث دعوته ، وأعتقد تبين حاله حسب ما عرضتها بالعدل والإحسان وهي بأكثر من مائة صفحة تحكي علوم مقامه وشأنه الكريم الشريف ، وهدفه النبيل في طلب الإصلاح والسير بالناس على هدى الصراط المستقيم للمنعم عليهم بدين الله تعالى من أئمة الحق عليهم السلام .

وإن ما ذكر : يعرفنا حقيقة زيد رحمه الله ، وإنه يدعو إلى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأغلب أحاديثه أو كلها كما عرفت ، ولذ كان مراقب من السلطة وقد يضيق عليه كما عرفت وما سترى من أحوال ثورته وشهادته والظروف قبلها .

وما مقالي : زيد رحمه الله بين من فرط به ، وبين من أفرط به ، هو لوجود روايات يعتد بها بين من يرى أنه لا يحق له الثورة والخروج على حاكم زمانه ، تقدسه وتوصله إلى مرحلة إمام زمانه المطلق .

فقسم من العباد : فرط به وتراه منتقدا له ويرى خروجه خطأ وغير مقبول سواء بنظرة عامة لظروف الزمان والأحوال والأنصار ، أو من قد يراه غير جائز لوجود الإمام الحق ولابد من قيامه هو أو بإذنه الصريح ، أو غيرها من الاعذار التي رووها لتبرير موقفهم من نصره وعدم القيام بالثورة معه ، بل خذلانه لأعذار قد تكون غير موجهة ولا مقبولة شرعا وفي هدى الإسلام .

والقسم الثاني : يرى أنه لابد له الخروج على حاكم الزمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإن المتقاعس عنه مخالف لشرع الله وما أوجبه من الإمامة لأهل البيت عليهم السلام ، بل قد يجعله هو إمام الزمان وإن الإمامة بعد أبيه زين العابدين أو أخيه الباقر منتقلة له بلا منازع ، ولذا يجب نصره وإلا خذلانه خذلان للإمام .

ويا طيب : بين القسمين كثير من الناس ، وفي كلا القسمين درجات ومرات في الانتقاد أو ضرورة النصر ، وحصرناهم في قسمين وتندرج فيهم الأقسام .

 وإن جعلت : ما ذكرنا من أن زيد رحمه الله ثائر حق وليس بإمام فهو قسم ثالث ، وقسم العدلية والحق ، وهو لا إفراط ولا تفريط به ، وهو مم أراه ويراه كل منصف قرأ الأحاديث السابقة بتمعن ، وعرف تأييد الأئمة له بصورة غير مباشرة ، سواء لتعريفهم لظلم بني أميه الموجب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو لأنه أصلا لم يدعي الإمامة ، وإن ثائر لكي يوصل الحق والولاية العلنية العميلة للإمام الصادق عليه السلام .

ويا طيب : بهذا نعرف إن من لم ينصر زيد رحمه الله في ثورته فهو أيضا لم ينصر إمام زمانه بحق ، وتذكرن كلمة لآية الله جوادي أملي بهذا المعنى ، قال حفظه الله :

الزهاد والعباد : إذا لم يقترنوا بالجهاد وطلب الشهادة والمبارزة مع الظلم وحب نشر الهدى ، يدرون أو لا يدرون فهم يحبون الإمام الغائب عليه السلام وليس منتظرين للإمام القائمة عليه السلام ، و وقت الظهور هؤلاء أول الناس الذين يدرون وجوههم عنه بل ويخالفوه .

وأما الزهاد والعباد : المقترنين بالجهاد والمبارزة حتى الشهادة ، هؤلاء هم منتظرون حقيقين لإمام العصر والزمان ، ومشتاقين لظهور قائم آل محمد عليه السلام على الحقيقية .

ترجمة فقرات من كتاب الإمام المهدي عجل الله فرجه موجود وموعود لآية الله جوادي آملي .

فيا طيب : نعرف إن الإيمان بأصول الدين وفروعه له شروط وأحكام ، وإن من أهم فروعة بل أصلها في عقائده هي الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتولي لأولياء الله والتبري من أعداء الله .

فنصر زيد رحمه الله : وهو يثور يوجه الناس لمعرفة الإمام الحق ، ويعرف الظالمين ، ولابد أن يكون عدة من المؤمنين ينصروه ليستبين الحق والهدى الصادق ومحله وأهله .

ولهذا من فرط بزيد رحمه الله : ممن ينتقده فهو أشبه بمن ينتظر الإمام الغائب ، ومن قام معه فهو كمن قام مع الإمام القائم فضلا من أن ينتظره .

وطبعا : من يفرط ويغالي به ويخرجه من حد المجاهد من أهل البيت عليهم السلام مع شأنه الكريم فيهم ، ويجعله إمام ويغالي به ، فهو لم يكن يعرف معنى الهدى الحق وضرورة وجود الإمام المعصوم فيه على طول الزمان .

ولمعرفة روايات : ومقال المفرطون به وبعدم نصره ، وأهل الإفراط حتى أوصلوه للإمامة وأحاديثهم ، نذكر تحت هذا الباب عنوانين فتدبر بهما :

 

أحاديث نصر أهل البيت :

يا طيب : قبل الدخول في تعريف بعض المفرطين بزيد رحمه الله بالصورتين خذلان وغلو ومراتبهم، نذكر أحاديث تعرفنا منازلهم في الجنة والنار ودرجاتهم ودركاتهم حسب شدة حبهم لنصر أهل البيت عليهم السلام ومن يخرج على الظلم وإنكاره ، أو من المبغضين لهم لتضح حال من فرط به أو أفرط به ، ونعرف منازل الشيعة ودرجاتهم أو أعدائهم ودركاتهم ، وتحكم عليهم حسب هذه القوانين الكلية للمحب درجته والمبغض ودركته :

 

عن بن شعبة الحراني : بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه و دنياه ومنها :

مَنْ أَحَبَّنَا : بِقَلْبِهِ ، وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ‏ ، وَ قَاتَلَ مَعَنَا بِيَدِهِ ، فَهُوَ مَعَنَا فِي الْجَنَّةِ فِي دَرَجَتِنَ .

وَ مَنْ أَحَبَّنَا : بِقَلْبِهِ ، وَ لَمْ يُعِنَّا بِلِسَانِهِ ، وَ لَمْ يُقَاتِلْ مَعَنَا ، فَهُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ بِدَرَجَةٍ .

وَ مَنْ أَحَبَّنَا : بِقَلْبِهِ ، وَ لَمْ يُعِنَّا بِلِسَانِهِ وَ لَا بِيَدِهِ ، فَهُوَ مَعَنَا فِي الْجَنَّةِ .

وَ مَنْ أَبْغَضَنَا : بِقَلْبِهِ ، وَ أَعَانَ عَلَيْنَ بِلِسَانِهِ وَ يَدِهِ ، فَهُوَ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ النَّارِ .

وَ مَنْ أَبْغَضَنَا : بِقَلْبِهِ ، وَ أَعَانَ عَلَيْنَ بِلِسَانِهِ ، وَ لَمْ يُعِنْ عَلَيْنَا بِيَدِهِ ، فَهُوَ فَوْقَ ذَلِكَ بِدَرَجَةٍ .

وَ مَنْ أَبْغَضَنَا : بِقَلْبِهِ ، وَ لَمْ يُعِنْ عَلَيْنَا بِلِسَانِهِ وَ لَا يَدِهِ ، فَهُوَ فِي النَّارِ .

إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ : لَيَنْظُرُونَ إِلَى مَنَازِلِ شِيعَتِنَ ، كَمَا يَنْظُرُ الْإِنْسَانُ إِلَى الْكَوَاكِبِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ .... .

تحف العقول ص118 ، وفي الخصال ج2ص610ح10 . ورواه في شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام ج3ص447ح1312، وعن بشر بن غالب الاسدي الكوفي قال : سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول : ... ، وفي حديث 1313 عن سفيان‏ بن ليلي الهمداني قال : دخلت على علي بن الحسين عليه السلام ، قال لي : يا سفيان من أحبنا و لا يحبنا إلا للّه و قرابتنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و حق اللّه الذي افترضه ؟

فأحبنا : بقلبه ، و نصرنا بلسانه؛ و قاتل عنا بسيفه ، كان معنا في الدرجات العلى.

 و من أحبنا : بقلبه؛ و نصرنا بلسانه، و ضعف أن يعيننا بسيفه ، كان في الجنة دون ذلك.

يا سفيان: و من أبغضنا بقلبه و لعننا بلسانه و قاتلنا بسيفه كان في أسفل درك من النار. و من أبغضنا بقلبه و لعننا بلسانه و جبن أن يقاتلن بسيفه فهو في النار فوق ذلك. و من أبغضنا و لم يلعننا بلسانه و لم يقاتلنا بسيفه فهو في النار فوق ذلك.

 

أحاديث في حب الآل وإعانتهم :

عن المفيد : بسنده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه ، عن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام أنه قال :

 مَنْ أَحَبَّنَا : بقلبه ، و نصرنا بيده و لسانه ، فهو معن في الغرفة التي نحن فيها .

وَ مَنْ أَحَبَّنَا : بقلبه و نصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة .

وَ مَنْ أَحَبَّنَا : بقلبه ، و كف بيده و لسانه‏ ، فهو في الجنة .

الأمالي ص33م4ح8 .

 

عن المفيد بسنده : عن عبد الله بن عبد الرحمن قال : حدثني الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال :

مَنْ أَعَانَنَا : بِلِسَانِهِ عَلَى عَدُوِّنَا ، أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عز و جل.

الأمالي ص33م4ح7 .

يا طيب : عرفنا في الأحاديث أعلاه ، مراتب الحب والنصر ، وإن محبهم ولو في قلبه معهم بالجنة ، وأعلا منه من نصرهم بلسانه ، وأعلا منهما من نصرهم بيده ، ولا ينصرهم إلا من يحبهم حب حقيقي ، حتى ليكون معهم المؤمن ، وبهذا المعنى نعرف التفريط ومراتبه ودرجاته ، ونعرف شدة درجات أعداء أهل البيت عليهم السلام ودركاته .

ويا طيب : وبعد هذا فلنتعرف على درجات الإيمان ومراتبه بمعنى آخر ، وأنه يجب أن نتولاهم مع ضعف إيمانهم ولا نسقطهم أو نكفرهم ، فلكل إنسان مؤمن مرتبة ودرجة ، وتفاوت المؤمنين فضلا عن مراتب الولاء ، يتفاوت المؤمنون بقوة العلم والعمل بالإسلام بهدى الدين وتعاليم الإسلام .

 

مراتب الإيمان :

يا طيب : بعد ما عرفنا مراتب الولاء وشدته ، نتعرف على مراتب الإيمان وأثره على عمل الإنسان المؤمن وقوة تمسكه بهدى الدين والعمل به ، وبهذ نعرف أن عدم مؤاخذة وملامة الإمام الصادق عليه السلام والأئمة بعده على بعض المؤمنين ممن فرط بزيد رحمه الله ولم ينصره وفر منه ، هو لضعف إيمانهم ، ونزول درجتهم في العلم والعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فضلا عن التولي والتبري لولاة الأمر عليهم السلام ، فلنذكر بعض الأحاديث عن نعرف عذر الإمام الصادق عليه السلام لمن لم ينصر زيد أو سبب سكوته عنهم ، وبهذه الأحاديث أيضا نعرف سبب تأييد من نصره وتحسين عملهم وجهادهم وبيانه لحب الكون معهم ، فلا ننكر بعض الأحاديث أو أنه ل يمكن توجيهها مع هدى الدين وموقف المعصومين عليهم السلام في نهضة زيد رحمه الله وبالخصوص مع ناصريه أو هاجرين نصره وفارين منه :

عن عبد العزيز القراطيسي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا عبد العزيز:

 إِنَّ الإِيمَانَ عَشْرُ دَرَجَاتٍ :

 بمنزلة السلم : يصعد منه مرقاة بعد مرقاة .

فلا يقولن : صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شي‏ء حتى ينتهي إلى العاشر .

 فلا تسقط : من هو دونك فيسقطك من هو فوقك ، و إذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق .

 و لا تحملن عليه : ما لا يطيق فتكسره ، فإن من كسر مؤمن فعليه جبره .

 الكافي ج2ص44ح2.

 

وعن الكليني : بسنده عن يعقوب بن الضحاك ، عن رجل من أصحابن سَرَّاجٍ و كان خادما لأبي عبد الله الصادق عليه السلام‏ قال : بعثني أبو عبد الله عليه السلام في حاجة و هو بالحيرة ، أنا و جماعة من مواليه .

قال : فانطلقنا فيها ، ثم رجعنا مغتمين‏ .

 قال : و كان فراشي في الحائر الذي كنا فيه نزولا ، فجئت و أنا بحال‏ , فرميت بنفسي ، فبينا أنا كذلك .

إذا أنا : بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل .

قال فقال : قد أتيناك ، أو قال جئناك ، فاستويت جالسا ، و جلس على صدر فراشي ، فسألني عما بعثني له ، فأخبرته ، فحمد الله .

ثم جرى : ذكر قوم ، فقلت : جعلت فداك إنا نبرأ منهم إنهم ، لا يقولون ما نقول .

قال فقال عليه السلام : يتولونا و لا يقولون ما تقولون ، تبرؤون منهم ؟

 قال قلت : نعم .

قال عليه السلام : فهو ذا عندنا ما ليس عندكم ، فينبغي لن أن نبرأ منكم .

قال قلت : لا ، جعلت فداك .

قال : و هو ذا عند الله ما ليس عندنا ، أ فتراه اطرحنا ؟

قال قلت : لا و الله جعلت فداك ما نفعل .

قال عليه السلام : فَتَوَلَّوْهُمْ وَ لَا تَبَرَّءُوا مِنْهُمْ .

إن من المسلمين : من له سهم ، و منهم من له سهمان ، و منهم من له ثلاثة أسهم ، و منهم من له أربعة أسهم ، و منهم من له خمسة أسهم ، و منهم من له ستة أسهم ، و منهم من له سبعة أسهم ، فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين ، و لا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة ، و لا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الأربعة ، و لا صاحب الأربعة على ما عليه صاحب الخمسة ، و لا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة ، و لا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة .

و سأضرب : لك مثلا ، إن رجلا كان له جار و كان نصرانيا ، فدعاه إلى الإسلام و زينه له فأجابه ، فأتاه سحيرا فقرع عليه الباب ، فقال له : من هذ ؟ قال : أنا فلان . قال : و ما حاجتك ؟ فقال توضأ و البس ثوبيك و مر بنا إلى الصلاة .

قال : فتوضأ و لبس ثوبيه ، و خرج معه . قال : فصليا ما شاء الله ، ثم صليا الفجر ، ثم مكثا حتى أصبحا ؟ فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله . فقال له الرجل : أين تذهب النهار قصير ، و الذي بينك و بين الظهر قليل . قال : فجلس معه إلى أن صلى الظهر ، ثم قال : و ما بين الظهر و العصر قليل ، فاحتبسه حتى صلى العصر .

قال : ثم قام و أراد أن ينصرف إلى منزله ، فقال له : إن هذ آخر النهار ، و أقل من‏ أوله ، فاحتبسه حتى صلى المغرب ، ثم أراد أن ينصرف إلى منزله ، فقال له : إنما بقيت صلاة واحدة ، قال : فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ، ثم تفرقا .

فلما كان : سحير ، غدا عليه فضرب عليه الباب ، فقال : من هذ ؟ قال : أنا فلان . قال : و ما حاجتك ؟ قال : توضأ و البس ثوبيك ، و اخرج بنا نصلي . قال : أطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني ، و أنا إنسان مسكين و علي عيال .

فقال أبو عبد الله عليه السلام : أدخله في شيء أخرجه منه ، أو قال : أدخله من مثل ذه ، و أخرجه من مثل هذا .

الكافي ج2ص42ح2 بابُ دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ‏ . والسراج : خياط السروج أي رحل الدواب أو بائعها ، والحيرة كانت عاصمة المناذرة على قرب ميل من الكوفة ، و مغتمين : أي عند غروب الشمس . و في بعض النسخ معتمين  بالمهملة، قيل: أى وقت صلاة العتمة ، والحائر : الحائر المكان المطمئن و البستان كالحير و كربلاء. وأن بحال : أي من التعب و من الضعف و الكلال . لا يقولون ما نقول: من الفضائل والمعرفة التامة بكم أو معارف الدين كلها ، أو لضعف في أعمالهم وشدة توليهم ، لا في أصل إيمانهم بالأئمة .   

ويا طيب : على هذا المقرر والسند سنرى ضعف بعض من فرط بزيد رحمه الله ، فإنه كان لا يطيق الجهاد ، فضلا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويكون داعية مثل زيد رحمه الله وناصرا له ، فضلا من أن يكون مجاهدا بين يديه ويقاتل معه في ثورته ، وإن كان مؤمنا مواليا لأهل البيت ومحب لهم ، ويرى أن جهاد زيد رحمه الله خارج عن الهدى الحق ، أو ليس وقته ويخلق له عذرا حتى يفوت زمان نصره .

ولذا علينا : أن نعذرهم ، كما سترى الإمام يعذرهم ولا يأتي بتأنيب في وجوههم بعد فوات الفرصة وتألفه بكلامه معهم ، ونحن الآن يجب أن لا نرى فيهم نقص ، فضلا عن الإشكال على زيد رحمه الله أو أن نرى في ثورته نقص والعياذ بالله من هذا .

وفي هذا الباب : من المعرفة وبيان درجات الإيمان والعلم والعمل الأحاديث كثيرة ، ومنها وفي الكافي : بسنده عن الصباح بن سيابة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

مَا أَنْتُمْ : وَ الْبَرَاءَةَ ، يَبْرَأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ، إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ ، وَ بَعْضُهُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً مِنْ بَعْضٍ ، وَ بَعْضُهُمْ أَنْفَذُ بَصَراً مِنْ بَعْضٍ ، وَ هِيَ الدَّرَجَاتُ‏ .

الكافي ج2ص45ح3 . الدرجات :  أي درجات الإيمان ، أوهى الدرجات التي ذكرها اللّه في قوله : { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ  (163 } آل عمران .

الكافي ج2ص45ح4 .

 

روايات التفريط بزيد :

يا طيب : درجات التفريط بزيد رحمه الله مختلفة ومتنوعة ، فمنه ممن أنكره بالمرة من العامة ، ومنها ممن ضعف عن نصره من الشيعة ، وتبرر بأنه ليس بإمام ، أو كان ينتظر الإذن من الإمام الصادق عليه السلام حتى ينصره حتى قضي الأمر ، أو جادله بما لا يمكن أن يبوح به لكي لا يتسرب إلى الحاكم الظالمين حال الإمام الحق فيؤخذ بنصره لزيد ، بل وحتى الإمام عليه السلام لم يصرح بهذا لمعرفته بأن زيد من ضعيف الحال وممن يخاف القتال لم ينصر حتى لو صرح بهذا ، بل سكت معهم الإمام أو أيدهم على مضض وبالخصوص بعدما قضي الأمر وأستشهد زيد رحمه ، ولا فائدة من عتابهم وهو إما يتقيهم و يخاف منهم التشهير به ، أو يخاف أن ينشر الكلام بضرورة نصر زيد وأمثاله ممن خرج على الحاكم الظالم ، ويعد من الخارجين على الدولة الأموية والمحرضين عليهم .

فإنه يا طيب : قد عرفت أن الإمام الصادق مع من نصره صريح بضرورة نصره وحسّن فعلهم ، وقسم الأموال بين من أستشهد منهم ، لكونهم مورد للاطمئنان التام في حسن عقائدهم وأنهم ثوار أو يحبون الثورة على الظلم ونصر الحق ، وأما مع من ضعف فهو سكت معهم للمدارات ولم يؤخذهم بعد فوات الأوان ، أو أنهم ليس مورد للاطمئنان أو لتقية وخوف الحكام الظلام كما خاف موسى وترك فرعون لما خافهم ، فكيف بمن يدعو لهلاكهم ، فحين لم يأذن له الله تعالى بالجهاد لقلة الناصر .

ولمعرفة من ضعف : وفرط بزيد رحمه الله نذكر هذه الروايات :

ضعف عن نصر زيد :

عن الشيخ المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال : حدثنا أبو القاسم حميد بن زياد قال حدثنا الحسن بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن العطار ، عن أبيه الحسن بن زياد قال :

‏ لَمَّا قَدِمَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ الْكُوفَةَ : دخل قلبي من ذلك بعض ما يدخل .

قال : فخرجت إلى مكة ، و مررت بالمدينة ، فدخلت على أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، و هو مريض ، فوجدته على سرير مستلقيا عليه ، و م بين جلده و عظمه شي‏ء .

فَقُلْتُ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ دِينِي .

فانقلب عليه السلام : على جنبه ثم نظر إلي ، فقال : يا حسن ما كنت أحسبك إلا و قد اسْتَغْنَيْتَ عَنْ هَذَا ، ثم قال : هات ؟

فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا رسول الله .

فقال عليه السلام : مَعِي مِثْلُهَا .

فقلت : و أنا مقر بجميع ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : فسكت .

قلت : و أشهد أن عليا إمام بعد رسول الله ، فرض طاعته ، من شك فيه كان ضالا ، و من جحده كان كافرا . قال : فسكت .

قلت : و أشهد أن الحسن و الحسين عليهما السلام بمنزلته ، حتى انتهيت إليه عليه السلام .

 فقلت : و أشهد أنك بمنزلة الحسن و الحسين ، و من تقدم من الأئمة .

 فَقَالَ : كُفَّ قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي تُرِيدُ ، مَا تُرِيدُ إِلَّا أَنْ أَتَوَلَّاكَ عَلَى هَذَا .

قَالَ قُلْتُ : فَإِذَا تَوَلَّيْتَنِي عَلَى هَذَا ، فَقَدْ بَلَغْتُ الَّذِي أَرَدْتُ .

قَالَ : قَدْ تَوَلَّيْتُكَ‏ عَلَيْهِ .

فقلت : جعلت فداك إني قد هممت بالمقام ؟ قال : و لم ؟

قال قلت : إن ظفر زيد أو أصحابه فليس أحد أسوأ حالا عندهم منا ، و إن ظفر بنو أمية فنحن عندهم بتلك المنزلة .

قال فقال لي : انصرف ليس عليك بأس من أولى و لا من أولى‏ .

الأمالي للمفيد ص32مجلس4ح6 . دخل قلبي : يعني حين خروج زيد رحمه الله على حكومة وقته في أيّام هشام بن عبد الملك الأموي ، يعني هل يجب نصره أو أخالفه أو أرجع للإمام وأستفسر منه . وبين جلده وعظمه شيء أي نحول من شدة الهزل والتحول . يا حسن .. استغنيت عن هذا أي عن السؤال لمعرفته الهدى الحق ، ومعي مثلها أي أن أيضا أشهد هذا ، وأتولاك على هذا : أي أصدقك وأقبلك موالي ، في بعض النسخ: «من الى و لا من الى» و هو مخفف أولى، و أولى اسم اشارة أي ليس عليك بأس من زيد و أصحابه و لا من بنى أميّة و أنت في سلم من هؤلاء و هؤلاء.

يا طيب : الإمام كأنه كان يتقيه ، ولم يستقبله بوجهه في مرضه ، ولكنه لما عرض الدين عليه قبله ، ولم يدعوه لنصرة الدين مع زيد مع قبوله له ، لأنه في ضعف في الجهاد فإنه خروج من الكوفة في حين كان زيد بأشد الحاجة إليه وهو شاك فيه ، وبهذه الفترة حتى وصوله المدينة قد قضي الأمر ، ولم يباحثه الإمام في نصر زيد ، ولكنه آمنه في الحالين .

 

روايات تحتج على زيد :

عن بن شهرآشوب : عن زرارة بن أعين‏ : قال لي زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عند الصادق عليه السلام ، ما تقول : في رجل من آل محمد استنصرك .

فقلت : إن كان مفروض الطاعة نصرته ، و إن كان غير مفروض فلي أن أفعل و لي أن لا أفعل .

فقال أبو عبد الله عليه السلام : لما خرج زيد ، أخذته و الله من بين يديه و من خلفه ، و ما تركت له مخرجا .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج1ص259 .

وعن أبو خالد القماط : أخبر أبا عبد الله عليه السلام ، أن رجلا قال لي : ما منعك أن تخرج مع زَيْدٍ ؟

قلت له : إن كان أحد في الأرض مفروض الطاعة ، فالخارج و الداخل موسع لهما .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج1ص260 .

 

التفريط والإفراط بزيد من العامة :

يا طيب : ممن فرط بزيد العامة فهم الأكثر في الكوفة وبعد لم يستشري التشيع في كل الكوفة ، حيث لم يقبلوا دعوته بجد ولا حتى قاموا بنصره في وقته ، وبهذا ضعف جيشه ، ومن الفتن التي كانوا يحاولون أن يثيروها ، مسألة تفضيل الشيخين على الإمام علي عليه السلام وهذا ما كان ينكره زيد رحمه الله ، وفي هذ قصص كثيرة ، ومنها :

رأي زيد بالشيخين :

عن الشيخ المفيد : حَدَّثَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مَوْلَى قَالَ :

 كُنْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ رحمه الله : بِوَاسِطَ ، فذكر قوم أبا بكر و عمر و عليا عليه السلام ، فقدموا أبا بكر و عمر عليه ، فلم قاموا .

قَالَ لِي زَيْدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ : قد سمعت كلام هؤلاء ، و قد قلت أبياتا فادفعها إليهم ، و هي‏ :

وَ مَنْ شَرَّفَ الْأَقْوَامَ يَوْماً بِرَأْيِهِ
فَإِنَّ عَلِيّاً شَرَّفَتْهُ الْمَنَاقِبُ‏
وَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْحَقُّ قَوْلُهُ
وَ إِنْ رُغِمَتْ مِنْهُمْ أُنُوفٌ كَوَاذِبُ‏
بِأَنَّكَ مِنِّي يَا عَلِيُّ مَعَالُنَا
كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى أَخٌ لِي وَ صَاحِبُ‏
دَعَاهُ بِبَدْرٍ فَاسْتَجَابَ لِأَمْرِهِ‏
وَ مَا زَالَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ يُضَارِبُ‏
فَمَا زَالَ يَعْلُوهُمْ بِهِ وَ كَأَنَّهُ‏
شِهَابٌ تَلَقَّاهُ الْقَوَابِسُ ثَاقِبُ


الفصول المختارة ص24 . غرر الأخبار ص228ف20 .

 

وروى : الإمام المنصور بالله بإسناده إلى الحسين بن زيد قال: حدثني سالم مولانا، قال: كنت مع الإمام زيد بن علي بواسط ومعه أناس من قريش فذكروا أمر أبي بكر وعمر، فكان القريشيون قدموا أبا بكر وعمر، فلم قاموا قال لي زيدٌ: قد سمعتُ مقالتهم، فكرهت أن أجاريهم، ولكن قد قلت كلمات فاذهب بها إليهم :

و من فَضَّل الأقوامَ يومـاً برأيهِ
فـإن عليـاً فضلتـه المنــاقبُ
و قولُ رسول اللّه و الحقُّ قولُه
وإن رَغِمَتْ مِنْهُ الأنوف الكَوَاذِبُ
فإنـك مِنِّي يـا عليُّ بمنـزل
كهارون من موسى أخ لي وصاحبُ
دعـاه بِبَدرٍ فاستجـاب لأمرهِ
و بـارز في ذَاتِ الإله يُضَـارِبُ
فأحجم عنه المشركون جَمِيعهم
شَبابُهـم والمنصفـون الأشـايبُ
ويوماً بذي المهراس أجْدَ بسيفه
وقد جَعلت تنبو السُّيوفُ القواضِبُ
فمـا زال يعلُوهـم به و كأنه
شِهـابُ تلقتـه القوابس ثـاقب
فإن يجحدوه حَقَّـه مع علمهم
بـه تجزهم عنـه بـذاك العواقبُ

المصدر : مجموع رسائل الامام زيد عليه السلام من اشعاره

 

البترية :

عن سعد بن جناح الكشي قال : حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن الحسين بن عثمان الرواسي، عن سدير قال :

دخلت : على أبي جعفر عليه السلام ، و معي سلمة بن كهيل ، و أبو المقدام ثابت الحداد ، و سالم بن أبي حفصة ، و كثير النواء ، و جماعة معهم‏ .

 وَ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : أَخُوهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام .

فقالوا : لأبي جعفر عليه السلام ، نتولى عليا و حسنا و حسين ، و نتبرأ من أعدائهم .

قال عليه السلام : نعم .

 قالوا : نتولى أبا بكر و عمر ، و نتبرأ من أعدائهم !

قال : فالتفت إليهم زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ رحمه الله .

قَالَ لَهُمْ : أَ تَتَبَرَّءُونَ مِنْ فَاطِمَةَ .

بَتَرْتُمْ أَمْرَنَا : بَتَرَكُمُ اللَّهُ ، فيومئذ سمو البترية .

رجال الكشي اختيارال معرفة الرجال ص236ح429 .

 

 

آثار تقية زيد :

يا طيب : لزيد رحمه الله أسلوبه في تبليغ الدين ، مع شدة حبه لآبائه وشدة بيانه لمظلوميتهم ونشره لهضم حقهم ، ودفاعة المستميت على بيان حقه في الولاية والخلافة ، كان له رأي بأن يجمع الشيعة والعامة لجهاد أعدائه والأمر بالمعروف ، فكان يغلب عليه السكوت عمن غصب حقهم من الأوائل ، حتى ظن به أنه يواليهم أو يقدمهم على آبائه أو أنه راضي بفعلهم ، وحتى لفقت حوله كثير من الأحاديث ، أو كبرت أحاديث السكوت وضيف له بيانهم لرضاه من العامة .

ولكن يا طيب : لو نظرت الأحاديث في بيان حقه لآله وأنهم أولى بخلافة رسوله الله صلى الله عليه وآله  ، وكنه ملء كتبهم بأحاديثه في تعريف حقهم وهذا زيد رحمه الله : هو ما كان يتوخاه ويضحي من أجله بالسكوت في بيان بعض حقهم حين المقايسة بين الإمام علي عليه السلام وغيره ممن حكم في زمانه وبعده .

فنشر زيد : بتدبيره وفطنته كثير من معارف الحق وحشرها ، سواء يدري أو لا يدري من المؤلفين والمفسرين والمؤرخين من العامة ، في نشر حقائق من الهدى في كتبهم عن زيد بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، حتى كان غرضه تام فيما أراد فيما بعد ، ولهذا مع أنه في كتبهم وصحاحهم لم يرووا عن أئمة أهل البيت ، لكنهم رووا عن زيد سواء نص باسمه أو أحكام وحدود وحقائق تاريخ عرفها لهم حين اختلاطه بهم حتى نقلوها عن أنفسهم ورواتهم وإن لم يذكروا أسمه ، أو تشجعوا ان يرووها عن رواتهم وإن كتمت زمن طويل في زمن بني أمية ، ولكنه وفق لنشر ما أراد عندهم ، هذ من جهة .

ومن جهة أخرى : كان يتوخى نصر بعض من يحن قلبه لأهل البيت عليهم السلام ، يكون معه في ثورة ، أو يرفض ظلم بني أمية ويمقت حكمهم ، وهذا كان له أثر كبير جدا في زوال ملك بني أمية .

حتى أن : المسودة في خراسان وظهور أبو مسلم ، كان من دعاته ومن دعاة ثورة أبنه ، فكان أثره شديد في زوال ملك بني أمية ، ولم يبقى ملكهم بعده سواء سنوات قلائل ، فإنه ستشهد أوائل سنة 202 وزال ملك بني أمية في سنة 132 هـ

 

روايات أحكام موافقه للعامة :

يا طيب : روى من ينتسب له من الزيدية ممن صحبه أو أنتسب له في أجيال بعده ، روايات موافقة للعامة في كثير من الأحكام الفقهية وتجدها في كتبهم ، وهي تناسب وتوافق مذاهبهم ولم نذكرها في مما مر في روايات زيد الفقهية ، ولأنه لا توافق مذهب الحق ، فهي إما مكذوبة عليه ممن تبعه وأراد أن يجر العامة لمنهجه لمقاومة كفر بني أمية والعباسيين ونفاقهم ، أو إن صح نسبتها له قد رواها للتقية ، ومثل هذه الروايات فيها اختلاف يسير مع المذهب الحق .

 

ومنها عن الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : ‏قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :‏ إِذَا مَاتَ الشَّهِيدُ : من يومه أو من الغد فواره في ثيابه ، و إن بقي أياما حتى تتغير جراحته غسل .

تهذيب الأحكام ج6ص168ب78ح7 .

قال الشيخ الطوسي في الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ج1ص215ح758-6 .   فهذا خبر موافق للعامة لا نعمل به لأنا بينا أن القتيل إذا لم يمت في المعركة وجب غسله تغير أو لم يتغير و ينبغي أن يكون العمل عليه و هو موافق لما ذكرناه أيض في كتابنا الكبير و استوفيناه. وفي شرح فروع الكافي للمولى محمد هادي بن محمد صالح المازندراني ج2ص279 ، و حملت الرواية على التقيّة . و اعلم أنّ الظاهر من الأخبار أنّ المعتبر في إجراء حكم الشهيد عليه و عدمه إدراك المسلمين إيّاه من غير رمق و معه، و لم أجد خبراً دالّاً على اعتبار عدم الخروج من المعركة و خروجه. وذكر بعده تفاصيل كثيرة ... .

 

هلاك دابة عند المكتري :

الشيخ الطوسي : بسنده عن عمرو بن خالد ، عَنْ زَيْدِ بن‏ علي‏ عن آبائه عليهم السلام :

‏ أنه أتاه رجل : تكارى دابة فهلكت ، فأقر أنه جاز بها الوقت ، فضمنه الثمن و لم يجعل عليه كراء .

الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ج3ص135ب88ح3  باب من اكترى دابة إلى موضع فجاز ذلك الموضع كان عليه الكراء و ضمان الدابة ، وقال : فالوجه في هذه الرواية ضرب من التقية لأنها موافقة لمذهب كثير من العامة.

وقال المجلسي رحمه الله : في ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ج11ص425ح59 . قال محمد بن الحسن هذا موافق للعامة و لسنا نعمل به و العمل على م قدمناه من أنه متى جاز بها الوقت كان ضامنا للثمن و لزمه الكرى و قد تقدم القول في ذلك و يزيده بيانا ما رواه: عن الحسن بن زياد الصيقل عن أبي عبد الله عليه السلام : في رجل اكترى من رجل دابة إلى موضع ، فجاز الموضع الذي تكارى إليه فنفقت الدابة ، قال عليه السلام : هو ضامن و عليه الكرى بقدر ذلك.

 

روايات تتهم زيد :

 

روايات زيد خالف الحق :

رواية أبو نعيم :

ما رواه في «ينابيع المودة» (ص 420 ط اسلامبول) قال:

و روى الحافظ ابن الأخضر في معالم العترة الطاهرة من طريق أبي نعيم، عن ابن عليّ الرضا محمّد الجواد قال: قد قال محمّد الباقر: يرحم اللّه أخي زيد فإنه أتى أبي فقال : إنّي أريد الخروج على هذه الطاغية بني مروان .

فقال له: لا تفعل‏ يا زيد إنّي أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة، أ ما علمت يا زيد أنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة على أحد السلاطين قبل خروج السّفياني إلّا قتل فكان الأمر كما قال له أبي .

و روي هذا الحديث في غيره من كتب أهل السنّة منها «الفصول المهمة» ص 200 ط الغري.

 

زيد يستحث زرارة :

الكشي : حدثني محمد بن مسعود قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال : حدثني الحسن بن علي الوشاء ، عن أبي خداش ، عن علي بن إسماعيل ، عن أبي خالد .

و حدثني : محمد بن مسعود قال : حدثني علي بن محمد القمي قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى ، عن ابن الريان عن الحسن بن راشد، عن علي بن إسماعيل ، عن أبي خالد .

 عن زرارة قال : قال لي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : و أنا عند أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، ما تقول يا فتى في رجل من آل محمد استنصرك ؟

فقلت : إن كان مفروض الطاعة نصرته ، و إن كان غير مفروض الطاعة ، فلي أن أفعل و لي أن لا أفعل .

فلما خرج : قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَخَذْتَهُ وَ اللَّهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ مَا تَرَكْتَ لَهُ مَخْرَجاً .

رجال الكشي اختيار معرفة الرجال ص152ح248 .

 

رواية مؤمن الطاق :

الكليني رحمه الله قال : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبان قال : أَخْبَرَنِي الْأَحْوَلُ :

أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام : بعث إليه ، و هو مستخف .

قال : فأتيته ، فقال لي : يا أبا جعفر ، ما تقول : إن طرقك‏ طارق‏ منا ، أ تخرج معه ؟

قال فقلت له : إن كان أباك أو أخاك خرجت معه .

قال فقال لي : فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم ، فاخرج معي .

قال قلت : لا ما أفعل جعلت فداك .

قال فقال لي : أ ترغب بنفسك عني ؟

قال قلت له : إنما هي نفس واحدة ، فإن كان لله في الأرض حجة  فالمتخلف عنك ناج  و الخارج معك هالك ، و إن لا تكن لله حجة في الأرض  فالمتخلف عنك و الخارج معك سواء .

قال فقال لي : يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان ، فيلقمني البضعة السمينة ، و يبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي ، و لم يشفق علي من حر النار ، إذا أخبرك بالدين و لم يخبرني به .

فقلت له : جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار ، لم يخبرك خاف عليك أن لا تقبله فتدخل النار ، و أخبرني أنا ، فإن قبلت نجوت ، و إن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار .

ثم قلت له : جعلت فداك ، أنتم أفضل أم الأنبياء ؟ قال : بل الأنبياء .

قلت : يقول يعقوب ليوسف‏ : { قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) } يوسف.

 لم لم يخبرهم : حتى كانوا لا يكيدونه ، و لكن كتمهم ذلك .

فكذا أبوك : كتمك ، لأنه خاف عليك .

قَالَ فَقَالَ : أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ .

لَقَدْ حَدَّثَنِي : صَاحِبُكَ بِالْمَدِينَةِ أَنِّي أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ ، وَ إِنَّ عِنْدَهُ لَصَحِيفَةً فِيهَا قَتْلِي وَ صَلْبِي .

 فحججت : فحدثت أبا عبد الله عليه السلام بِمَقَالَةِ زَيْدٍ ، و ما قلت له .

فَقَالَ لِي : أَخَذْتَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ، وَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُ مَسْلَكاً يَسْلُكُهُ .

الكافي ج1ص174ب1ح5 .

 

الكشي : عن حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ليل ، فدخل عليه الأحول .....

و ذكر : أن مؤمن الطاق ، قيل له : ما الذي جرى بينك وَ بَيْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ في محضر أبي عبد الله ؟

قال: قال زيد بن علي : يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة ؟

قال قلت : نعم و كان أبوك علي بن الحسين أحدهم .

فقال : و كيف و قد كان يؤتى بلقمة و هي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها، أ فترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة و لا يشفق علي من حر النار؟

 قال قلت له : كره أن يخبرك فتكفر ، فلا يكون له فيك الشفاعة لا و الله فيك المشيئة .

 فقال أبو عبد الله عليه السلام : أخذته من بين يديه و من خلفه فما تركت له مخرجا .

رجال الكشي ص186ح328 .

 

وعن الكشي : حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني إسحاق بن محمد البصري‏ ، قال حدثني أَحْمَدُ بْنُ صَدَقَةَ الْكَاتِبُ الْأَنْبَارِيُّ، عن أبي مالك الأحمسي ، قال حدثني مؤمن الطاق و اسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول .

 قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ، فدخل زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فقال لي : يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أن في آل محمد إمام مفترض الطاعة معروفا بعينه‏ ؟

قال قلت : نعم كان أبوك أحدهم .

قال : ويحك : فما كان يمنعه من أن يقول لي ، فو الله لقد كان يؤتى بالطعام الحار ، فيقعدني على فخذه ، و يتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيه .

 أ فتراه : كان يشفق علي من حر الطعام ، و لا يشفق علي من حر النار ؟

قال قلت : كره أن يقول لك فتكفر ، فيجب من الله عليك الوعيد ، و لا يكون له فيك شفاعة ، فتركك مرجئ‏  لله فيك المشيئة و له فيك الشفاعة .

رجال الكشي ص186ح329 . مؤمن الطاق : مولى بجيلة و لقبه الناس شيطان الطاق ، و ذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه و كان صيرفيا ، فقال لهم ستوق‏ ( أي مزيف ) . فقالوا : ما هو إلا شيطان الطاق.

 

وعن أبن شهرآشوب : عن أبو مالك الأحمسي‏ : قال زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ لِصَاحِبِ الطَّاقِ ، إنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروف بعينه ؟

قال : نعم و كان أبوك أحدهم ؟

قال : ويحك ، فما كان يمنعه من أن يقول لي ، فو الله لقد كان يؤتى بالطعام الحار ، فيقعدني على فخذه ، و يتناول المضغة فيبردها ، ثم يلقمنيه ، أ فتراه أنه كان يشفق علي من حر الطعام ، و لا يشفق علي من حر النار ، فيقول لي إذا أنا مت فاسمع و أطع لأخيك محمد الباقر أبني ، فإنه الحجة عليك ، و لا يدعني أموت ميتة جاهلية ؟

فقال : كره أن يقول لك فتكفر ، فيجب من الله عليك الوعيد ، و لا يكون له‏ فيك‏ الشفاعة ، فتركك مرجيا لله فيك المشيئة و له‏ فيك‏ الشفاعة .

ثم قال : أنتم أفضل أم الأنبياء ؟

قال : بل الأنبياء ؟

قال : يقول يعقوب ليوسف‏ : { إِذْ قَالَ  يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)  } يوسف ، لِمَ لَمْ يخبرهم حتى كانوا لا يكيدونه ، و لكن كتمهم ، و كذا أبوك كتمك ، لأنه خاف منك على محمد ، إن هو أخبرك بموضعه من قلبه ، و بما خصه الله به ، فتكيد له كيدا ، كما خاف يعقوب على يوسف من إخوته .

فبلغ : الصادق عليه السلام مقاله ، فقال : وَ اللَّهِ مَا خَافَ غَيْرَهُ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج1ص259 . وعنه في بحار الأنوار ج46ص190ب11ح54 .

والله ما خاف غيره : أي غير الكيد لأخيه .

 

أبو بكر الحضرمي :

وعن الكشي : عن حدثني علي بن محمد بن قتيبة القتيبي، قال حدثنا الفضل بن شاذان، قال حدثني أبي، عن محمد بن جمهور، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال:  دخل أبو بكر و علقمة على زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، و كان علقمة أكبر من أبي، فجلس أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره ، و كان بلغهما أنه قال :

ليس : الإمام منا من أرخى عليه ستره ، إنما الإمام من شهر سيفه .

فقال له : أبو بكر و كان أجرأهما ، يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، أ كان إماما و هو مرخي‏ عليه‏ ستره‏ ، أو لم يكن إماما حتى خرج و شهر سيفه ؟

قال : و كان زيد يبصر الكلام . قال : فسكت فلم يجبه ، فرد عليه الكلام ثلاث مرات ، كل ذلك لا يجيبه بشيء .

فقال له أبو بكر : إن كان علي بن أبي طالب إماما ، فقد يجوز أن يكون بعده إمام مرخي‏ عليه‏ ستره‏ ، و إن كان علي عليه السلام لم يكن إمام و هو مرخي‏ عليه‏ ستره‏ ، فأنت ما جاء بك هاهنا .

قال : فطلب إلى علقمة أن يكف عنه ! فكف .

رجال الكشي ص416ح788 . مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج1ص259 .

 

رواية أبي خالد القماط

عن الكشي : بسنده عن أبي خالد القماط قال:، قال لي رجل من الزَّيْدِيَّةِ أَيَّامَ زَيْدٍ، ما منعك أن تخرج‏ مع‏ زيد ؟

قال : قلت له إن كان أحد في الأرض مفروض الطاعة ، فالخارج قبله هالك، و إن كان ليس في الأرض‏ مفروض الطاعة ، فالخارج و الجالس موسع لهم .

 فلم : يرد علي شيئا .

 قال : فمضيت من فوري إلى أبي عبد الله عليه السلام ، فأخبرته بما قال لي الزيدي ، و بما قلت له .

و كان متكئا : فجلس، ثم قال أخذته من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و شماله و من فوقه و من تحته ثم لم تجعل له مخرجا.

قال حمدويه‏ : و اسم أبي خالد القماط: يزيد.

رجال الكشي ص411ح774 .

 

رواية بن راشد :

عن الراوندي : ما روي عن الحسن بن راشد قال‏ : ذكرت زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ فَتَنَقَّصْتُهُ ، عند أبي عبد الله عليه السلام فقال :

لا تفعل : رحم الله عمي ، إن عمي أتى أبي .

فقال : إني أريد الخروج على هذا الطاغية .

فقال : لا تفعل يا زيد ، فإني أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة ، أ ما علمت يا زيد :

أنه لا يخرج : أحد من ولد فاطمة على أحد من السلاطين ، قبل خروج السفياني ، إلا قتل .

ثم قال لي : يا حسن ، إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريته على النار ، و فيهم نزلت‏ : { ثُمَّ  أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ  ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)‏ } فاطر .

{ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ } : الَّذِي لَا يَعْرِفُ الْإِمَامَ .

{ وَ الْمُقْتَصِدُ } : الْعَارِفُ بِحَقِّ الْإِمَامِ .

{ وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ } : هُوَ الْإِمَامُ .

ثُمَّ قَالَ : يَا حَسَنُ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا يَخْرُجُ أَحَدُنَ مِنَ الدُّنْيَا ، حَتَّى يُقِرَّ لِكُلِّ ذِي فَضْلٍ بِفَضْلِهِ .

الخرائج و الجرائح ج1ص281ب6 . ورواه الأربلي في كشف الغمة في معرفة الأئمة ج2ص144 .

 

 

زيدي يعرف الحق :

الخصيبي في الهداية : بسنده عن يحيى بن أبي عمران ، قال : إن موسى بن جعفر الداري قال : وردنا جماعة من أهل الري إلى بغداد نريد أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الجواد عليه السلام ، فدللنا عليه .

و معنا رجل : من أهل الري زيدي ، يظهر لنا الإمامة ، فلم دخلنا على أبي جعفر عليه السلام ، سألناه عن مسائل قصدنا بها .

و قال أبو جعفر : لبعض غلمانه خذ بيد هذا الرجل الزيدي و أخرجه .

فقام الرجل : على قدميه ، و قال : أنا أشهد أن لا إله إل الله ، و أشهد أن محمدا رسول الله ، و أن عليا أمير المؤمنين ، و أن آباءك الأئمة ، و أثبت لك الحجة لله في هذا العصر .

فقال له : اجلس فقد استحقيت بترك الضلال الذي كنت عليه ، و تسليمك الأمر إلى من جعله الله له ، أن تسمع و لا تمنع .

فقال الرجل : و الله يا سيدي إني أدين لله بإمامة زيد بن‏ علي‏ مدة أربعين سنة ، و لا أظهر للناس غير مذهب الإمامة ، فلما علمت مني ما ل يعلمه إلا الله ، أشهد أنك الإمام و الحجة .

 الهداية الكبرى ص302 .

 

مناظرة المفيد وزيدي :

و حضر الشيخ : أبو عبد الله المفيد أيده الله بمسجد الكوفة ، فأجتمع إليه من أهلها و غيرهم أكثر من خمسمائة إنسان ، فأبتدر إليه رجل من الزيدية أراد الفتنة و الشناعة ، فقال : بأي شيء استجزت إنكار إمامة زيد بن علي .

فقال له الشيخ : إنك قد ظننت علي ظنا باطلا ، و قولي في زيد لا يخالفني فيه أحد من الزيدية ، فلا يجب أن يتصور مذهبي في ذلك بالخلاف لهم .

فقال له الرجل : و ما مذهبك في إمامة زيد بن‏ علي‏.

فقال له الشيخ : أنا أثبت من إمامة زيد ما تثبته الزيدية ، و أنفي عنه من ذلك ما تنفيه .

فأقول : إن زيدا رحمة الله عليه ، كان إماما في العلم و الزهد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .

و أنفي عنه : الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة و النص و المعجز ، و هذا ما لا يخالفني عليه أحد من الزيدية حسبما قدمت .

فلم يتمالك : جميع من حضر من الزيدية ، أن شكروه و دعوا له ، و بطلت حيلة الرجل فيما أراد من التشنيع و الفتنة .

الفصول المختارة ص340 .

 

 

 

دواعي خروج زيد

 

يا طيب : أهم دواعي خروج زيد هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال حين سأله أبو حمزة الثمالي وغيره عن سبب مجيئه الكوفة ، ولا بشك وشبه في هذا ، وهو كأجداده يطلب إصلاح حال المؤمنين والدين ، وإرجاع الحق في الولاية الحقيقة والهداية الصادقة لأهلها ، والأخذ عن أهل البيت عليهم السلام ، وقد عرفن قول الإمام الصادق عليه السلام بأنه لو ملك لوفى ، ولا يحتاج لبيان عذر أو سبب لخروجه أكثر من هذا ، ولكن قد تكون هناك أسباب قاهرة تجعله يعجل الخروج ، فسنذكر هنا بعض ما ذكر ، وأهم ما قالوا في سبب خروجه ، كما نبين كيف كان يطلب النصر من المؤمنين ، فتكون عدة مواضيع في هذا المحل :

 

صلاة زيد عند الأمير :

يا طيب : عرفنا زهد زيد رحمه الله وعبادته ، وإنه كان من العباد كأبيه وأجداده الكرام ، وفي هذا الحديث نعرف أنه كان لا يفوت فرصة فيها مستحبات إلا ويقوم بها ، فيجعل صلادته عند المراقد المقدسة لجده أمير المؤمنين عليه السلام ، ويستلهم منه القوة والشجاعة والعلم والحلم والبلاغة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتعليم أهل الدين وهداه والعلم والعمل به بحق وصدق واقعا قولا وفعلا وعمل وعلما .

ويا طيب : صحيح زيد من العباد والزهاد ، ولكنه أيضا من المجاهدين

آملي

يا طيب : وقد عرفت حفظه وروايته للخطبة الفدكية لجدته فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم ، وما فيها من الغصة ، فهذه صلاة عند جده أمير المؤمنين في نفس كظم الغيض ونفث للهموم

عن أبي قرّة قال : انْطَلَقْتُ أَنَا وَ زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ نَحْوَ الْجَبَّانَةِ.

فَصَلَّى : وَقْتاً طَوِيلًا ، ثمّ قال : يا أبا قرّة أ تدري أيّ موضع هذا ؟

 قال : قلت : لا.

قَالَ : نَحْنُ قُرْبَ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام.

 يَا أَبَا قُرَّةَ : نَحْنُ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ .

الغارات ج2ص860ب12ح1 في التعليقة 58 ص 519 على كتاب الغارات من رسالة الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية للعلّامة جمال الدّين أبي منصور الحسن بن المطهّر الحلّي قدّس اللَّه تربته‏ .وفي كتاب المزار للمفيد ص224ح5 . وفيه عن أبي معمر الهلالي قال حدثني أبو قرة رجل من أصحابِ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ كان من الموالي و كنا نعده من الأخيار قال: انطلقت أنا و زيد بن‏ علي‏ نحو الجبانة .... الحديث . ورواه أيضا بن طاووس في فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف ص114ب12 .

ويا طيب : مر حديثا آخر سابقا في ولادته رحمه الله عن أبي حمزة الثمالي حين زيارته للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهم السلام ، وتحديث الإمام عن ولادة زيد وشهادته ، وأن أبو حمزة رحمه الله مر به في الكوفة وأنه في يوم 14 شعبان فدعاه زيد لزيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام والصلاة عنده مفصل .

وإن هذا الحديث : وأمثاله يعرفنا إن زيد طالب حق حققه الله تعالى للنبي وآله المعصومين عليهم السلام وإنه لا يصح السكوت عنه مطلقا ، دون أن يٌبين بين فترة وفترة من ثوار يعرفون المؤمنين إنه هناك حق ضائع ودم مهدور ودين أفسده الطغاة والظالمون ، وإن له أهلا يطالبون مؤمنون صادقون يطالبون به ويضحون الغالي والنفيس من أجله ، وإن على المؤمنين نصرهم ما استطاعوا ، وأن لا يسكتو عن الحق وببيانه والهدى وإعلانه .

فإمام الزمان : إذا كان لا يمكنه أن يثور وينهض لقلة الناصر وتحكم الطغاة ، فلا أقل لابد أن يوجد من المؤمنين رجال يعرفون الحق ويعلنوه ويثورون من أجل بيانه ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، فإن تمكنوا مكنوا إمام زمانهم من الحكم ، وإن استشهدوا فلهم الحسنى .

 

زيارة الحسين عليه السلام :

وفي كامل الزيارات : بسنده عن سعيد بن خيثم عن أخيه معمر قال : سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ يَقُولُ‏ :

مَنْ زَارَ : قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، لا يريد به إلا وجه الله تعالى .

غفر له : جميع ذنوبه ، و لو كانت مثل زبد البحر ، فاستكثرو من زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم .

كامل الزيارات ص145ب57ح6 .

 

عن الصدوق : بسنده عن محمد بن عبد الله بن حسن ، عَنْ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام قال :

من أتى : قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه .

غفر الله له : ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .

الأمالي للصدوق ص237م42ح3 .

 

شهادة زيد رحمه الله

 

زيد خطيب أبي الضيم :

قال بن أبي الحديد : و ممن تقبل مذاهب الأسلاف في إباء الضيم ، و كراهية الذل و أختار القتل على ذلك ، و أن يموت كريما ، أبو الحسين زيد بن‏ علي‏ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

شرح نهج البلاغة ج3ص285 .

وقال أبو الفرج الأصفهاني : و إن عددتم الخطابة و البيان و الفصاحة لم تعدوا كعلي بن أبي طالب عليه السلام ، و لا كعبد الله بن العباس .

و لنا من الخطباء : زيد بن‏ علي‏ بن الحسين ، و عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ، و جعفر بن الحسين بن الحسن ، و داود بن علي بن عبد الله بن العباس ، و داود و سليمان ابنا جعفر بن سليمان .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج15ص272، ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية .

وقال ابن ابي الحديد : فأما الفقه و العلم و التفسير و التأويل : فإن ذكرتموه لم يكن لكم فيه أحد ، و كان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب عليه السلام ، و عبد الله بن العباس ، و زيد بن‏ علي‏ ، و عن محمد بن علي ابني علي بن الحسين بن علي ، و جعفر بن محمد : الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه ، و يقال : إن أب حنيفة من تلامذته ، و كذلك سفيان الثوري و حسبك بهما في هذا الباب ، و لذلك نسب سفيان إلى أنه زيدي المذهب و كذلك أبو حنيفة .

شرح نهج البلاغة ج15ص274 .

 

وقال الجاحظ : ومن الخطباء : زيد بن علي بن الحسين ، وكان خالد بن عبد الله أقر على زيد بن علي وداود بن علي وأيوب بن سلمة المخزومي وعلي بن محمد بن عمر بن علي وعلى ابن سعد بن إبراهيم بن الرحمن بن عوف.

 فسأل : هشام زيدا عن ذلك ؟

فقال : أحلف لك ؟ قال : وإذا حلفت أصدقك ؟ قال : زيد اتق الله . قال : أو مثلك يا زيد يأمر مثلي بتقوى الله ؟

قال زيد : لا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ، ولا دون أن يوصي بتقوى الله .

قال هشام : بلغني أنك تريد الخلافة ، ولا تصلح لها لأنك ابن أمة ؟

قال زيد : فقد كان إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليه ابن أمة ، وإسحق عليه السلام ابن حرة ، فأخرج الله عز وجل من صلب إسماعيل عليه السلام خير ولد آدم محمدا صلى الله عليه وسلم .

فعندها : قال له قم .

قال : إذا لا تراني إلا حيث تكره ، ولما خرج من الدار .

 قال : ما أحب أحد الحياة قط إلا ذل .

فقال له : سالم مولى هشام لا يسمعن هذا الكلام منك أحد .

وقال محمد بن عمير : إن زيدا لما رأى الأرض قد طبقت جورا ، ورأى قلة الأعوان ، ورأى تخاذل الناس ، كانت الشهادة أحب المنيات إليه .

وكان زيد كثيرا ما ينشد :

شرده الخوف وزرى به
 كذاك من يكره حَرَّ الجلادِ
منخرق الخفين يشكو الوجى
تنكبه أطراف مرو جداد
قد كان في الموت له راحةٌ
والموتُ حَتْمٌ في رقاب العبادِ
و قال : وكثيرا ما ينشد شعر العبسي في ذلك :

إن المحكم من لم يرتقب حسبا
أويرهب السيف أو حد القن جنفا
من عاذ بالسيف لاقى فرصة عجبا * موتا على عجل أو عاش منتصفا

البيان والتبيين للجاحظ ص ١٦٤ ، وفي ص550 ، يا طيب الشعر عجيب في معناه في إباء الضيم ورفض الظلم وقبح السكوت عليه ، فإنه يكون متشرد خائف مزري به معيوب مستخف به ، إذا كان الإنسان يكره الجلاد أي مضاربة السيف ، وكذلك يكون مثل الحافي يمشي على أرض مرو جدد أي صخر حاد الحواف والمرو يستخدم بقدحه ظهور النار ، مثل هذا له في الموت راحة من التشرد بصحراء أرضها صخر صغير حاد الحواف كالسكين وهو حافي ، مع أنه الموت مكتوب على العباد ، فإن المجاهدة والمجالدة بالسيف أفضل من الذل ، وهذا الشعر يشبه تمثل جده سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين عليه السلام في يوم عاشورا حين قال :

الموت أولى من ركوب العار
والعار أهون من دخول النار
والله ما هذا و هذا جاري

المناقب ج٤ص٦٨، أي لا يجري عليه العار ولا دخول النار .

وقال الإمام الحسين بن علي عليهما السلام :

سأمضي وما بالموت عار على الفتى
إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه
وفارق مثبورا وخالف مجرما
فان عشت لم اندم وان مت لم ألم  كفى بك موتا ان تذل وترغما

كامل الزيارات ص١٩٤ .

وعن الحراني : قال الإمام الحسين عليه السلام : في مسيره إلى كربلاء :

 إن هذه الدنيا : قد تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها ، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، و خسيس عيش كالمرعى الوبيل .

أ لا ترون : أن الحق لا يعمل به ، و أن الباطل لا يتناهى عنه .

ليرغب المؤمن : في لقاء الله محقا .

فإني : لا أرى الموت‏ إلا سعادة ، و لا الحياة مع الظالمين إل برما .

إن الناس : عبيد الدنيا ، و الدين لعق على ألسنتهم‏ ، يحوطونه ما درت معايشهم ، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون .

تحف العقول ص245 .

يا طيب : وهذه الظروف التي مر بها الإمام الحسين عليه السلام ، قد مر بما يقاربها زيد بن علي عليه السلام ، فإنه في ما عرفت من تمثله بالشعر تقارب ما قاله الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وفي مسيره إليها ، فإن ظلم بني أمية مستمر ولابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجهاد الظلم والكفار وطغيانهم واستهزاءهم بآل محمد عليهم السلام ، وهكذا غدر الناس بزيد كما غدروا بأجدادهم عليهم السلام .

 

زيد يفضل الشهادة :

عن بن أبي الحديد : عنف محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام زيدا لما خرج ، و حذره القتل .

و قال له : إن أهل العراق خذلوا أباك عليا و حسنا و حسين عليهم السلام ، و إنك مقتول ، و إنهم خاذلوك ، فلم يثن ذلك عزمه ، و تمثل :‏

بكرت تخوفني الحتوف كأنني‏
أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل‏
فأجبتها إن المنية منهل
لا بد أن أسقى بذاك المنهل‏
إن المنية لو تمثل مثلت
مثلي إذا نزلوا بضيق المنزل
فاقني حياءك لا أب لك و اعلمي
أني امرؤ سأموت إن لم أقتل‏

شرح نهج البلاغة ج3ص288 ، والشعر لعنترة في ديوانه ص42 من مجموعة العقد الثمين ، و اقنى حياءك : الزميه .

يوم شهادة زيد :

يا طيب : أتفق الجميع على شهادته في شهر صفر ولكن من جعله في أول صفر وبعضها في ثاني صفر وبعض في ثالثه ، وأما من قال شهادته في أول صفر :

قال الشيخ الطوسي : صفر : أول يوم منه سنة إحدى و عشرين و مائة ، كان مقتل زيد بن‏ علي‏ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام  .....

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج2ص787 .

 

 

 

شهادة زيد مفصلة في مقاتل الطالبيين :

 

سند الروايات :

ذكر أبو الفرج الأصفهاني الأموي : في مقاتل الطالبيين ، مقتل زيد بن علي والسبب فيه .

حدثني به : محمد بن علي بن شاذان قال: حدثنا احمد بن راشد قال: حدثني عمي أبو معمر سعيد بن خيثم وحدثني علي بن العباس قال: أخبرنا محمد بن مروان قال: حدثنا زيد بن المعذل النمري قال: اخبرنا يحيى بن صالح الطيانسي وكان قد أدرك زمان زيد بن علي رحمه الله .

 وحدثني : أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: حدثنا أبو مخنف .

 وأخبرني : المنذر بن محمد في كتابه إلي بإجازته أن أرويه عنه من حيث دخل، يعني حديث بعضهم في حديث الآخرين .

وذكرت : الاتفاق بينهم مجملا ، ونسبت ما كان من خلاف في رواية إلى رواية .

 

سبب نهضة زيد الشهيد :

قالوا  : كان أول أمر زيد بن علي صلوات الله عليه :

 أن خالد بن عبد الله القسري : أدعى مالا قبل زيد بن علي ، ومحمد بن عمر بن علي بن ابي طالب ، وداود ابن علي بن عبد الله بن عباس ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وأيوب ابن سلمة بن عبد الله بن عباس بن الوليد بن المغيرة المخزومي .

وكتب فيهم : يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم عامل هشام على العراق ، إلى هشام . وزيد بن علي ، ومحمد بن عمر يومئذ بالرصافة . وزيد يخاصم الحسن بن الحسن في صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله . فلما قدمت كتب يوسف ، بعث إليهم فذكر ما كتب به يوسف ، فأنكروا فقال لهم هشام : فإنا باعثون بكم إليه يجمع بينكم وبينه .

 قال له زيد : أنشدك الله والرحم أن لا تبعث بنا إلى يوسف .

قال له هشام وما الذي تخاف من يوسف ؟

قال : أخاف أن يتعدى علينا .

فدعا هشام : كاتبه فكتب إلى يوسف : أما بعد ، فإذا قدم عليك زيد ، وفلان ، وفلان ، فاجمع بينهم وبينه ، فإن أقروا بما ادعى عليهم فسرح بهم إلي ، وإن هم أنكروا فاسأله البينة ، فان لم يقمها فاستحلفهم بعد صلاة العصر بالله الذي لا إله إلا هو ما استودعهم وديعة ، ولا له قبلهم شيء ، ثم خل سبيلهم.

فقالوا لهشام : إنا نخاف أن يتعدى كتابك ويطول علينا .

 قال : كلا أنا باعث معكم رجلا من الحرس ليأخذه بذلك حتى يفرغ ويعجل . قالوا : جزاك الله عن الرحم خيرا لقد حكمت بالعدل .

 فسرح بهم : إلى يوسف ، وهو يومئذ بالحيرة ، فاجتنبوا أيوب بن سلمة لخؤولته من هشام ولم يؤخذ بشيء من ذلك .

فلما قدموا : على يوسف دخلوا عليه فسلموا ، فأجلس زيدا قريب منه ولاطفه في المسألة ، ثم سألهم عن المال فأنكروا ، فأخرجه يوسف إليهم .

وقال : هذا زيد بن علي ، ومحمد بن عمر بن علي اللذان ادعيت قبلهما ما ادعيت .

 قال : ما لي قبلهما قليل ولا كثير .

قال له يوسف: أفبي كنت تهزأ وبأمير المؤمنين؟ فعذبه عذاب ظن أنه قد قتله.

ثم أخرج : زيدا وأصحابه بعد صلاة العصر إلى المسجد فاستحلفهم ، فحلفوا فكتب يوسف إلى هشام يعلمه ذلك .

فكتب : إليه هشام خل سبيلهم فخلى سبيلهم .

فأقام زيد : بعد خروجه من عند يوسف بالكوفة أياما ، وجعل يوسف يستحثه بالخروج ، فيعتل عليه بالشغل وبأشياء يبتاعها ، فألح عليه حتى خرج .

مقاتل الطالبيين ص 90.

 

يبايع الناس زيد :

وقال في مقاتل الطالبيين بعد ما مر :

 فأتى القادسية : ثم إن الشيعة لقوا زيدا ، فقالوا له : اين تخرج عنا رحمك الله  ، ومعك مائة الف سيف من اهل الكوفة والبصرة وخراسان يضربون بني أمية بها دونك ، وليس قبلنا من أهل الشام إلا عدة يسيرة .

 فأبى عليهم : فما زالوا يناشدونه حتى رجع بعد إن أعطوه العهود والمواثيق .

 فقال له محمد بن عمر : اذكرك الله يا أبا الحسين لما لحقت بأهلك ، ولم تقبل قول احد من هؤلاء الذين يدعونك ، فإنهم لا يفون لك ، أ ليسو أصحاب جدك الحسين بن علي ؟

قال : أجل ، وأبى ان يرجع ، وأقبلت الشيعة وغيرهم يختلفون إليه ويبايعون ، حتى احصى ديوانه خمسة عشر  الف رجل من أهل الكوفة خاصة ، سوى أهل المدائن ، والبصرة ، وواسط ، والموصل ، وخراسان ، والري ، وجرجان .

وأقام بالكوفة : بضعة عشر شهرا ، وأرسل دعاته إلى الآفاق والكور يدعون الناس إلى بيعته ، فلما دنا خروجه أمر أصحابه بالاستعداد والتهيؤ ، فجعل من يريد أن يفي له يستعد ، وشاع ذلك .

فانطلق : سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر وأخبره خبر زيد ، فبعث يوسف فطلب زيدا ليلا فلم يوجد عند الرجلين اللذين سعى إليه أنه عندهما ، فأتى بهما يوسف ، فلما كلمهما أستبان أمر زيد وأصحابه .

وأمر بهما : يوسف ، فضربت أعناقهما ,

وبلغ الخبر : زيدا صلوات الله عليه ، فتخوف أن يؤخذ عليه الطريق ، فتعجل الخروج قبل الأجل الذي بينه وبين أهل الأمصار وأستتب لزيد خروجه .

وكان قد وعد أصحابه : ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة ، فخرج قبل الأجل .

وبلغ ذلك : يوسف بن عمر ، فبعث الحكم بن الصلت يأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم فيحصرهم فيه ، فبعث الحكم إلى العرفاء والشرط والمناكب والمقاتلة ، فأدخلوهم المسجد .

ثم نادى مناديه : أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحبة المسجد فقد برئت منه الذمة ، ائتوا المسجد الأعظم ، فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد .

وطلبوا زيدا : في دار معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الانصاري .

مقاتل الطالبيين ص 91.

 

خروج زيد للحرب :

فخرج ليلا : وذلك ليلة الاربعاء لسبع بقين من المحرم في ليلة شديدة البرد من دار معاوية بن إسحاق ، فرفعوا الهرادي فيها النيران ونادوا بشعارهم شعار رسول الله : ( يا منصور أمت ) فما زالوا كذلك حتى أصبحوا .

فلما اصبحوا  : بعث زيد عليه السلام القاسم بن عمر التبعي ورجلا آخر يناديان بشعارهما .

 وقال : سعيد بن خيثم في رواية القاسم بن كثير بن يحيى بن صالح بن يحيى بن عزيز بن عمرو بن مالك بن خزيمة التبعي ، وسمي الآخر الرجل ، وذكر أنه صدام .

قال سعيد : وبعثني أيضا ، وكنت رجلا صيتا ، أنادي بشعاره .

قال : ورفع أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني هرديا من ميمنتهم ونادى بشعار زيد ، فلما كانوا في صحارى عبد القيس ، لقيهما جعفر بن العباس الكندي فشدوا عليه وعلى أصحابه ، فقتل الرجل الذي كان مع القاسم وارتث القاسم ، فأتى به الحكم بن الصلت فكلمه ، فلم يرد عليه ، فأمر به فضربت عنقه على باب القصر ، وكان أول قتيل منهم رضوان الله عليه .

قال سعيد بن خيثم :

قالت بنته سكينة :

عين جودي لقاسم بن كثير
بدرور من الدموع غزير
أدركته سيوف قوم لئام
من أولي الشرك والردى والشرور
سوف أبكيك ما تغنى حمام
فوق غصن من الغصون نضير

 

قال أبو مخنف : وقال يوسف بن عمر ، وهو بالحيرة ، من يأتي الكوفة فيقرب من هؤلاء فيأتينا بخبرهم ؟

 قال : عبد الله بن العباس المنتوف الهمداني ، أنا آتيك بخبرهم ، فركب في خمسين فارسا ، ثم أقبل حتى أتى جبانة سالم فاستخبر ، ثم رجع إلى يوسف فأخبره .

 فلما أصبح : يوسف خرج إلى تل قريب من الحيرة ، فنزل عليه ومعه قريش ، وأشراف الناس ، وأمير شرطته يومئذ العباس بن سعيد المزني .

قال : وبعث الريان بن سلمة البلوى في نحو من ألفي فارس وثلاثمائة من القيقانية رجالة ناشبة .

قال : وأصبح زيد بن علي وجميع من وافاه تلك الليلة مائتان وثمانية عشر من الرجالة .

فقال زيد بن علي عليه السلام : سبحان الله فأين الناس ؟

قيل : هم محصورون في المسجد .

فقال : لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر .

قال : وأقبل نصر بن خزيمة إلى زيد ، فتلقاه عمر بن عبد الرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت في خيل من جهينة عند دار الزبير بن أبي حكيمة في الطريق الذي يخرج إلى مسجد بني عدي .

فقال : يا منصور أمت ، فلم يرد عليه عمر شيئا ، فشد  نصر عليه وعلى أصحابه فقتله وانهزم من كان معه .

واقبل زيد : حتى أنتهى إلى جبانة الصيادين ، وبها خمسمائة من أهل الشام ، فحمل عليهم زيد في أصحابه فهزمهم ، ثم مضى حتى انتهى إلى الكناسة فحمل على جماعة من أهل الشام فهزمهم ، ثم شلهم حتى ظهر إلى المقبرة .

 ويوسف بن عمر : على التل ينظر إلى زيد وأصحابه وهم يكرون ، ولو شاء زيد أن يقتل يوسف يومئذ قتله .

ثم إن زيدا : أخذ ذات اليمين على مصلى خالد بن عبد الله حتى دخل الكوفة .

فقال بعض أصحابه لبعض : ألا ننطلق إلى جبانة كندة ، فما زاد الرجل أن تكلم بهذا ، إذ طلع اهل الشام عليهم ، فلما رأوهم دخلوا زقاقا ضيقا فمضو فيه .

وتخلف رجل منهم : فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم خرج إليهم فضاربهم بسيفه ، وجعلوا يضربونه بأسيافهم .

ثم نادى : رجل منهم فارس مقنع بالحديد ، أكشفوا المغفر عن وجهه وأضربوا رأسه بالعمود ففعلوا ، فقتل الرجل .

وحمل أصحابه : عليهم فكشفوهم عنه ، وأقتطع أهل الشام رجل منهم ، فذهب ذلك الرجل حتى دخل على عبد الله بن عوف بن الأحمر فأسروه وذهبوا به إلى يوسف بن عمر فقتله .

واقبل زيد بن علي فقال : يا نصر بن خزيمة أتخاف أهل الكوفة ان يكونوا فعلوها حسينية ؟

قال : جعلني الله فداك اما أنا فوالله لأضربن بسيفي هذا معك حتى أموت .

 ثم خرج بهم زيد : يقودهم نحو المسجد ، فخرج إليه عبيد الله بن العباس الكندي في أهل الشام ، فالتقوا على باب عمر بن سعد ، فأنهزم عبيد الله بن العباس وأصحابه حتى انتهوا إلى دار عمر بن حريث .

وتبعهم زيد عليه السلام : حتى أنتهوا إلى باب الفيل ، وجعل أصحاب زيد يدخلون راياتهم من فوق الابواب .

ويقولون : يا أهل المسجد أخرجوا .

وجعل نصر بن خزيمة يناديهم : يا أهل الكوفة أخرجوا من الذل إلى العز وإلى الدين والدنيا .

قال : وجعل أهل الشام يرمونهم من فوق المسجد بالحجارة ، وكانت يومئذ مناوشة بالكوفة في نواحيها .

وقيل : في جبانة سالم .

وبعث : يوسف بن عمر ، الريان بن سلمة في خيل إلى دار الرزق ، فقاتلوا زيدا عليه السلام قتالا شديدا .

وخرج : من أهل الشام جرحى كثيرة ، وشلهم أصحاب زيد من دار الرزق ، حتى انتهوا إلى المسجد الأعظم ، فرجع أهل الشام مساء يوم الاربعاء وهم أسوأ شيئا ظنا .

مقاتل الطالبيين ص 92.

 

الحرب في اليوم الثاني :

 فلما كان : غداة يوم الخميس ، دعى يوسف بن عمر الريان ابن سلمة فأنف به ، فقال له : أف لك من صاحب خيل . ودعا العباس بن سعد المري صاحب شرطته فبعثه إلى أهل الشام ، فسار بهم حتى انتهوا .

إلى زيد : في دار الرزق ، وخرج إليهم زيد وعلى مجنبته ، نصر بن خزيمة ، ومعاوية بن إسحاق .

فلما رآهم : العباس نادى يا أهل الشام الأرض ، فنزل ناس كثير ، واقتتلوا قتالا شديدا في المعركة .

 وقد كان : رجل من أهل الشام من بني عبس ، يقال له نائل بن فروة ، قال ليوسف : والله لئن ملات عيني من نصر بن خزيمة ، لأقتلنه أو ليقتلني .

فقال له : يوسف خذ هذا السيف ، فدفع إليه سيفا لا يمر بشيء إلا قطعه ، فلما التقى اصحاب العباس بن سعد ، وـصحاب زيد .

أبصر : نائل لعنه الله نصر بن خزيمة رضوان الله عليه ، فضربه فقطع فخذه وضربه نصر فقتله ، ومات نصر رحمه الله .

 ثم إن زيدا عليه السلام : هزمهم ، وانصرفوا يومئذ بأسواء حال .

فلما كان العشى : عبأهم يوسف ثم سرحهم نحو زيد ، واقبلوا حتى التقوا .

 فحمل عليهم زيد : فكشفهم ، ثم تبعهم حتى أخرجهم إلى السبخة ، ثم شد عليهم حتى أخرجهم من بني سليم ، فأخذوا على المسناة .

ثم ظهر لهم زيد : فيما بين بارق وبين دواس ، فقاتلهم قتال شديدا ، وصاحب لوائه من بني سعد بن بكر ، يقال له : عبد الصمد .

 

 قال سعيد بن خيثم : وكنا مع زيد في خمسمائة ، وأهل الشام اثنا عشر ألفا.

 وكان بايع زيدا : أكثر من اثنى عشر ألفا ، فغدروا .

مقاتل الطالبيين ص 95.

 

مقتل من يسب فاطمة :

إذ فصل رجل : من أهل الشام من كلب على فرس رائع ، فلم يزل شتما لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله .

فجعل زيد يبكي : حتى ابتلت لحيته .

وجعل يقول :

أما أحد : يغضب لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

أما  أحد : يغضب لرسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 أما أحد : يغضب لله ؟

قال : ثم تحول الشامي عن فرسه فركب بغلة .

قال : وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتلة .

قال سعيد : فجئت إلى مولى فأخذت منه مشملا كان معه ، ثم استترت من خلف النظارة ، حتى إذا صرت من ورائه ضربت عنقه ، وأنا متمكن منه بالمشمل ، فوقع رأسه بين يدي بغلته ، ثم رميت جيفته عن السرج .

وشد أصحابه : عليَّ حتى كادوا يرهقونني .

وكبر أصحاب زيد : وحملوا عليهم ، و استنقذوني .

فركبت : فأتيت زيدا ؟

فجعل : يقبل بين عيني ، ويقول :

 أدركت والله : ثأرنا ، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخره .

أذهب : بالبغلة ، فقد نفلتكها .

مقاتل الطالبيين ص 96.

 

شهادة زيد رحمه الله :

قال : وجعلت خيل أهل الشام لا تثبت لخيل زيد بن علي .

فبعث : العباس ابن سعد إلى يوسف بن عمر يعلمه ما يلقى من الزيدية ، وسأله ان يبعث إليه الناشبة ، فبعث إليه سليمان بن كيسان في القيقانية وهم نجارية ، وكانوا رماة ، فجعلوا يرمون أصحاب زيد .

و قاتل معاوية بن إسحاق الانصاري : يومئذ قتالا شديدا ، فقتل بين يدي زيد .

وثبت زيد : في أصحابه ، حتى إذا كان عند جنح الليل .

 رمي زيد : بسهم فأصاب جانب جبهته اليسرى ، فنزل السهم في الدماغ ، فرجع ورجع أصحابه ، ولا يظن أهل الشام أنهم رجعوا إلا للمساء والليل .

قال أبو مخنف :

فحدثني سلمة بن ثابت : وكان من أصحاب زيد ، و كان آخر من أنصرف عنه هو وغلام لمعاوية بن إسحاق .

قال : أقبلت أنا وأصحابي نقتفي أثر زيد ، فنجده قد دخل بيت حزان بن أبي كريمة في سكة البريد في دور ارحب وشاكر ؟

فدخلت عليه فقلت له : جعلني الله فداك أبا الحسين ، وأنطلق ناس من أصحابه فجاءوا بطبيب ، يقال له : سفيان مولى لبني دواس .

فقال له : إنك إن نزعته من رأسك مت .

قال : الموت أيسر عليَّ مما أنا فيه .

قال : فأخذ الكلبتين ، فأنتزعه .

فساعة انتزاعه : مات صلوات الله عليه .

مقاتل الطالبيين ص 96.

 

محل دفن زيد واخراجه وصلبه:

قال القوم : أين ندفه ؟ وأين نواريه ؟

فقال بعضهم : نلبسه درعين ثم نلقيه في الماء .

وقال بعضهم : لا بل نحتز رأسه ثم نلقيه بين القتلى .

قال : فقال يحيى بن زيد : لا والله لا يأكل لحم ابي السباع .

 وقال بعضهم : نحمله إلى العباسية فندنه فيها .

فقبلوا : رأيه .

قال : فانطلقنا فحفرنا له حفرتين ، وفيها يومئذ ماء كثير ، حتى إذا نحن مكنا له دفناه ، ثم أجرينا عليه الماء .

ومعنا : عبد سندي .

قال : سعيد بن خيثم في حديثه ، عبد حبشي ،  كان مولى لعبد الحميد الرواسي ، وكان معمر بن خيثم قد أخذ صفقته لزيد .

وقال يحيى بن صالح : هو مملوك لزيد سندي وكان حضرهم .

 قال أبو مخنف : عن كهمس قال :

 كان نبطي : يسقي زرعا له ، حين وجبت الشمس فرآهم حيث دفنوه ، فلما أصبح أتى الحكم بن الصلت ، فدلهم على موضع قبره ، فسرح إليه يوسف بن عمر ، العباس بن سعيد المري .

قال أبو مخنف : بعث الحجاج بن القاسم ، فاستخرجوه على بعير .

قال هشام : فحدثني نصر بن قابوس ، قال : فنظرت والله إليه حين أقبل به على جمل ، قد شد بالحبال ، وعليه قميص أصفر هروي ، فألقي من البعير على باب القصر فخر كأنه جبل .

 فأمر به : فصلب بالكناسة ، وصلب معه معاوية بن إسحاق ، وزياد الهندي ، ونصر بن خزيمة العبسي .

قال أبو مخنف : وحدثني عبيد بن كلثوم : إنه وجه برأس زيد مع زهرة بن سليم ، فلما كان بمضيعة ابن أم الحكم ضربه الفالج ، فأنصرف وأتته جائزته من عند هشام .

 فحدثني : الحسن بن علي الأدمي قال : حدثنا أبو بكر الجبلي قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن العنبري قال : حدثنا موسى بن محمد قال : حدثنا الوليد بن محمد الموقري قال :

كنت : مع الزهري بالرصافة ، فسمع أصوات لعابين (رقاصين ش).

فقال لي : يا وليد ، أنظر ما هذا فأشرفت من كوة في بيته .

فقلت : هذا رأس زيد بن علي رحمه الله .

 فاستوى : جالسا ، ثم قال : أهلك أهل هذا البيت العجلة .

 فقلت : أو يملكون ؟

قال : حدثني علي بن الحسين ، عن أبيه عن فاطمة :

أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لها :

المهدي : من ولدك .

 قال أبو مخنف : حدثني موسى بن أبي حبيب :

أنه مكث : مصلوبا ، إلى أيام الوليد ابن يزيد .

 فلما ظهر : يحيى بن زيد ، كتب الوليد إلى يوسف :

 أما بعد : فإذا أتاك كتابي هذا ، فأنظر عجل أهل العراق فأحرقه وأنسفه في اليم نسفا والسلام  .

فأمر به : يوسف لعنه الله عند ذلك خراش بن حوشب .

 فأنزله : من جذعه ، فأحرقه بالنار ، ثم جعله في قواصر (قاصة ش)، ثم حمله في سفينة ثم ذراه في الفرات .

 

حدثني الحسن بن عبد الله قال : حدثنا جعفر بن يحيى الأزدي قال : حدثنا محمد بن علي أبن أخت خلاد المقري ، قال : حدثنا أبو نعيم الملائي عن سماعة بن موسى الطحان قال :

رأيت زيد بن علي : مصلوبا بالكناسة فما رأى أحد له عورة استرسل جلد من بطنه من قدامه ومن خلفه حتى ستر عورته .

حدثنا علي بن الحسين قال : حدثني الحسين بن محمد بن عفير قال : حدثنا أبو حاتم الرازي قال : حدثنا عبد الله بن ابي بكر العتكي عن جرير بن حازم قال :

 رأيت النبي صلى الله عليه وآله : في المنام ، وهو متساند إلى جذع زيد بن علي وهو مصلوب .

 وهو يقول للناس : أهكذا تفعلون بولدي ؟  .

 حدثنا علي بن الحسين قال : حدثني أحمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن جعفر قال :

قتل زيد بن علي عليه السلام : يوم الجمعة في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة .

مقاتل الطالبيين 97 .

 

أسماء من خرج مع زيد :

قال في المقاتل : تسمية من عرف ممن خرج مع زيد بن علي من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء .

قال علي بن الحسين بن محمد الاصفهاني : حدثنا علي بن العباس ومحمد بن الحسين الأشناني قال : حدثنا عباد بن يعقوب قال : حدثنا مطلب بن زياد عن ليث  قال : جاء منصور بن المعتمر : يدعو إلى الخروج مع زيد بن علي عليه السلام .

 حدثنا علي بن الحسين قال : حدثنا أبو عبد الله الصيرفي قال : حدثن فضل ابن الحسن المصري قال : سمعت أبا نعيم يقول :

أبطأ منصور عن زيد : لما بعثه يدعو إليه ، فقتل زيد ومنصور غائب عنه ، فصام سنة يرجو أن يكفر ذلك عنه تأخره ، ثم خرج بعد ذلك مع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر .

 حدثني أحمد بن محمد قال : أخبرني الحسين بن هاشم في كتابه إلي قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن معلى قال : حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن عبدة بن كثير السراج الجرمي قال :

قدم يزيد : بن أبي زياد مولى بني هاشم ، صاحب عبد الرحمن بن أبي ليلى الرقة ، يدعو الناس إلى بيعة زيد بن علي ، وكان من دعاة زيد بن علي وأجابه ناس من أهل الرقة ، وكنت فيمن أجابه .

حدثنا علي بن الحسين قال : حدثني علي بن العباس قال : حدثن أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الله بن مروان بن معاوية قال : سمعت محمد بن جعفر بن محمد في دار الامارة يقول :  رحم الله : أبا حنيفة ، لقد تحققت مودته لن في نصرته زيد ابن علي ، وفعل بابن المبارك في كتمانه فضائلنا ودعى عليه .

حدثنا علي بن الحسين قال : اخبرنا الحسين بن القاسم قال : حدثنا علي بن إبراهيم قال : حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن عبدة بن كثير الجرمي قال :

 كتب زيد بن علي : إلى هلال بن حباب ، وهو يومئذ قاضي المدائن فأجابه وبايع له .

حدثنا علي بن الحسين قال : اخبرنا الحسين بن القاسم قال : حدثنا علي بن إبراهيم قال : حدثنا عمرو قال حدثني عطاء بن مسلم عن سالم بن لأبي الحديد قال :

 أرسلني زيد بن علي : إلى زبيد الإمامي لأدعوه إلى الجهاد معه .

حدثنا علي بن الحسين قال : أخبرني الحسين قال : حدثنا علي بن إبراهيم قال : حدثنا عمرو عن الفضل بن الزبير قال :

قال أبو حنيفة : من يأتي زيدا في هذا الشأن من فقهاء الناس ؟ 

قال : قلت : سليمة بن كهيل ، ويزيد بن أبي زياد ، وهارون بن سعد ، وهاشم ابن البريد ، وأبو هاشم الرماني ، والحجاج بن دينار ، وغيرهم .

فقال لي : قل لزيد : لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك ، فأستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح ، ثم بعث ذلك معي إلى زيد فأخذه زيد .

حدثنا علي بن الحسين قال : حدثني أبو عبيدة الصيرفي قال : حدثنا الفضل ابن الحسين المصري قال : حدثنا العباس العنبري قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا أبو عوانة قال :

 فارقني : سفيان على أنه زيدي .

 حدثني علي بن الحسن بن القاسم قال : حدثنا علي بن إبراهيم قال : حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن عبدة بن كثير قال :

كان رسول زيد : إلى خراسان / عبدة ابن كثير الجرمي ، والحسن بن سعد الفقيه .

 حدثنا علي بن الحسين قال : اخبرني الحسين قال : حدثنا علي بن إبراهيم قال : حدثنا عمرو بن عبد الغفار قال : حدثني شريك قال :

إني لجالس : عند الاعمش ، إنا وعمرو بن سعيد أخو سفيان بن سعيد الثوري ، إذ جاءنا عثمان بن عمير أبو اليقظان الفقيه ، فجلس إلى الأعمش فقال : أخلنا فإن لنا اليك حاجة .

 فقال : وما خطبكم هذا شريك ، وهذا عمرو بن سعيد ، اذكر حاجتك .

 فقال : أرسلني اليك زيد بن علي ، أدعوك إلى نصرته والجهاد معه ، وهو من عرفت .

قال : أجل ما اعرفني بفضله ، أقر إياه مني السلام وقولا له ، يقول لك الاعمش لست أثق لك جعلت فداك بالناس ، ولو إنا وجدنا لك ثلاثمائة رجل أثق بهم لغيرنا لك جوانبها .

حدثنا علي بن الحسين قال : حدثني أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا محمد ابن زيد الثقفي . قال : حدثنا احمد بن محمد بن عمران بن أبي ليلى ، قال : حدثني أبي قال :

كان : محمد بن أبي ليلى ، ومنصور بن المعتمر بايعا زيد بن علي .

 قال : وبعث يوسف بن عمر إلى الناس ، فأخذ عليهم أبواب المسجد ، فحال بينه وبينهم .

 حدثنا علي بن الحسين قال : حدثني الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري قال : حدثنا يوسف بن موسى القطان قال : حدثنا حكام بن مسلم قال : حدثن عنبسة بن سعيد الاسدي :

 أن أبا حصين قال : لقيس بن الربيع : يا قيس . قال : لبيك . قال : لا لبيك ولا سعديك ، لتبايعن رجلا من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تخذله ، وذلك أنه بلغه بايع زيد بن علي رضوان الله عليه .

مقاتل الطالبيين ص 98.

 

يوم شهادة زيد :

عن الشيخ الطوسي : صفر أول يوم منه سنة إحدى و عشرين و مائة ، كان‏ مقتل‏ زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج2ص787 .

ومجموعة من العلماء : شهر صفر : اليوم الأول‏ : أوّل يوم منه سنة إحدى و عشرين و مائة كان‏ مقتل‏ زيد بن عليّ بن الحسين عليه السّلام و هو يوم تتجدّد فيه أحزان آل محمّد عليهم السّلام.

مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة عليهم السلام ص50 .

 

شعر مدح ورثاء زيد الشهيد

 

رثاء الفضل لزيد :

 وقال فضل بن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب رحمه الله : يرثى زيد بن علي عليه السلام :

ألا يا عين لا ترق وجودي
بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي أبو حسين

صليب بالكناسة فوق عود
يظل على عمودهم ويمسي
بنفسي اعظم فوق العمود
تعدى الكافر الجبار فيه
فأخرجه من القبر اللحيد
فظلوا ينبشون أبا حسين
خضيبا بينهم بدم جسيد
فطال به تلعبهم عتوا
وما قدرو على الروح الصعيد
وجاور في الجنان بني أبيه
اجدادا هم خير الجدود
فكم من والد لأبي حسين
من الشهداء أو عم شهيد
ومن أبناء أعمام سيلقى
هم أولى به عند الورود
دماء معشر نكثوا أباه
حسين بعد توكيد العهود
فسار إليهم حتى أتاهم
فما أرعوا على تلك العقود
وكيف تضن بالعبرات عيني
وتطمع بعد زيد في الهجود
وكيف لها الرقاد ولم ترائي
جياد الخيل تعدوا بالأسود
تجمع للقبائل من معد
ومن قحطان في حلق الحديد
كتائب كلما أردت قتيلا
تنادت ! أن إلى الاعداء عودي
بأيديهم صفائح مرهفات
صوارم اخلصت من عهد هود
بها نشفي النفوس إذا التقينا
ونقتل كل جبار عنيد
 ونحكم في بني الحكم العوالي
ونجعلهم بها مثل الحصيد
وننزل بالمعيطيين حربا
عمارة منهم وبنو الوليد
وإن تمكن صروف الدهر منكم
وما يأتي من الامر الجديد
نجازيكم بما أوليتمونا
قصاصا أو نزيد على المزيد
ونترككم بأرض الشام صرعى
وشتى من قتيل أو طريد
تنوء بكم خوامعه وطلس
وضاري الطير من بقع وسود
ولست بآيس من ان تصيروا
خنازير وأشباه القرود

مقاتل الطالبيين ص101 ، تنوء بكم خوامعها وطلس : تقيم عليكم الذئاب وتتوطنون وتغيبون في السجون .


 وقال أبو ثميلة الابار رحمه الله :

 يرثى زيدا عليه السلام :

أبا الحسين أعار فقدك لوعة
من يلق ما لقيت منها يكمد
فغدا السهاد ولو سواك رمت به
 الأقدار حيث رمت به لم يشهد
ونقول : لا تبعد وبعدك داؤنا
وكذاك من يلق المنية يبعد
كنت المؤمل للعظائم والنهى
ترجى لأمر الامة المتأود
فقتلت حين رضيت كل مناضل
 وصعدت في العلياء كل مصعد
فطلبت غاية سابقين فنلتها
بالله في سير كريم المورد
وأبى إلاهك ان تموت ولم تسر
فيهم بسيرة صادق مستنجد
والقتل في ذات الاءله سجية
منكم وأحرى بالفعال الامجد
والناس قد امنوا وآل محمد
من بين مقتول وبين مشرد
نصب إذا ألقى الظلام ستوره
رقد الحمام وليلهم لم يرقد
يا ليث شعري والخطوب كثيرة
أسباب موردها وما لم يورد
ما حجة المستبشرين بقتله
بالأمس او ما عذر أهل المسجد
مقاتل الطالبيين ص102 .

مقاتل الطالبيين ص 90 - 102.

 

رثاء الكميت لزيد :

وقال الكميت رحمه الله في مقتل زيد بن علي رحمه الله :

يعز على أحمد بالذي
أصاب أبنه أمس من يوسف
خبيث من العصبة الأخبثين
وإن قلت زانين لم أقذف
وقال رحمه الله أيض :

دعاني ابن الرسول فلم أجبنه
الهفي لهف للقلب الفروق
حذار منية لابد منها
وهل دون المنية من طريق

من بلاغة العرب ص25 . الروضة المختارة  شرح القصائد الهاشميات  للكميت بن زيد الأسدي ص٨٢ ، وابن أحمد : زيد بن علي رحمه الله ويعني بيوسف بن عمر الثقفي عامل هشام على العراق الذي قتل زيد . اللهف الحسرة ، والفروق الخائف .

 

رثاء الحزين الكناني :

قال السيد المرتضى قدس الله سره : قول الحزين الكناني رحمه الله في زيد بن‏ عليّ‏ بن الحسين عليهم السلام:

فلما تردّى بالحمائل و انثنى‏
يصول بأطراف القنىّ الذّوابل‏
تبيّنت الأعداء أنّ سنانه
يطيل حنين الأمّهات الثّواكل‏
تبيّن فيه ميسم العزّ و التّقى‏
وليد يفدّى بين أيدى القوابل‏

أمالي المرتضى ج‏1 ص462 . وتردى بالحمائل وانثنى : لما حمل السيف وأقدم زيد ، يصول بين ، الْقَنَى الذوابل : الرماح المميتة .

 

 

رثاء أمير شعراء اليمن :

قصيدة رثاء : في زيد بن علي عليه السلام ، لأمير شعراء اليمن الشاعر الحسن بن علي بن جابر الهبل :

عُج بالكناسة باكياً لمصارعٍ
غرٍ تذوب لها النفوس تحسّرا
مهما نسيت فلست أنسى مصرعاً
لحبيب خير الرسل حتى أٌقبرا
ما زلت أسأل كلّ غادٍ رايح
عن قبره لم ألق عنه مخبّرا
بأبي وبي بل بالخلائق كلها
من لا له قبرٌ يُزار ولا ثرا
من لو يوازن فضله يوماً بفضـ
ـل الخلق كان أتم منه وأوفرا
من قام للرحمن ينصر دينه
ويحوطه من أن يضام ويقهرا
من نابذ الطاغي اللعين وقادها
لقتاله شعث النواصي ضُمرا
من باع من رب البريّة نفسه
يا نعم بايعها ونعم من اشترى
من قام شاهر سيفه في عصبةٍ
زيدية يقفو السبيل الأنورا
من لا يسامي كلُ فضلٍ فضله
من لا يُداني قدره أن يُقدرا
من جاء في الأخبار طيّب ثنائه
عن جده خير الأنام مكررا
من قال فيه كقوله في جده
أعني علياً خير من وطئ الثرا
مِن أن محض الحق معه لم يكن
متقدماً عنه ولا متأخرا
هو صفوة الله الذي نعش الهدى
وحبيبه بالنص من خير الورى
ومزلزل السبع الطباق إذ دعى
ومزعزع الشم الشوامخ إن قرا
كلٌ يقصر عن مدى ميدانه
وهو المحلى في الكرام بلا مرا
بالله احلف أنه لأجلّ مَنَ
بعد الوصي سوى شبير وشبرا
قد فاق سادة بيته بمكارم
غرآء جلّتْ أن تُعد وتحصرا بسماحة نبوية قد أخجلت
بنوالها حتى الغمام الممطرا وشجاعةٍ علويةٍ قد أخرست
ليث الشرى في غابةٍ أن يزأرى مازال مذ عقدت يداه أزاره
لم يدر كذباً في المقال ولا افترا
لمّا تكامل فيه كل فضيلةٍ
وسرى بأفق المجد بدراً نيرا
ورأى الضلال وقد طغى طوفانه
والحق قد ولى هنالك مدبرا
سلَ السيوف البيض من عزماته
ليوتّد الدين الحنيف وينصرا
وسرى على نُجب الشهادة قاصداً
دار البق يا قرب ما حمد السُرا وغدى وقد عقد اللوى مستغفراً
تحت اللوى ومهللاً ومكبرا
لله يحمد حين اكمل دينه
وأناله الفضل الجزيل الأوفرا
يؤلى إليّة صادق ، لو لم يكن
لي غير يحيى ابني نصيرا في الورى
لم أثن عزمي أو يعود بي الهدى
لا أمت فيه أو أموت فاعذرا
م سرني أني لقيت محمداً
لم أحي معروفاً وانكر منكرا
فأتوا إليه بالصواهل شرّباً
وبيعملات العيس تنفح في البرا
وبكل أبيض جائر وبكل از
رق نافذٍ وبكل لدن اسمرا
قعدت وراجت فيهم حملاته
وسقاهم كأس المنية احمرا
حتى لقد جبن المشجع منهم
وانصاع ليثهم الهصور وقهقرا
فهناك فوّق كافر من بينهم=سهماً فشق به الجبين الأزهرا
تركوه منعفر الجبين وإنما
تركوا به الدين الحنيف معفّرا
عجباً لهم وهم الثعالب ذلةً
كيف اغتدى جزراً لهم أُسد الشرا
صلبوه ظلماً بالعراء مجرداً
عن برده وحموه من ان يُسترا
حتى إذا تركوه عرياناً على
جذع عتواً منهم وتجبرا
نسجت عليه العنكبوت خيوطها
ظناً بعورته المصونة أن ترى
ولجده نسجت قديماً إنها
ليد يحق لمثلها أن تشكرا
ونعته أطيار السماء بواكياً
لمّا رأت أمراً فضيعاً منكرا
أكذا حبيب الله يا أهل الشقا
وحبيب خير الرسل ينبذ بالعرا
يا قرب ما اقتصيتم من جده
وذكرتم بدراً عليه وخيبرا
أما عليك أبا الحسين فلم يزل
حزني جديد الثوب حتى أُقبرا
لم يبق لي بعد التجلد والأسى
إلاّ فنائي حسرةً وتفكرا
يا عظم م نالته منك معاشر
سحقاً لهم بين البرية معشرا
قادوا إليك المضمرات كأنما
يغزون كسرى ويلهم أو قيصرا
يا لو درت من ذا له قيدت لما
عقدت سنابكها عليها عثبرا
حتى إذا جرّعتهم كأس الردى
قتلاً وأفنيت العديد الأكثرا
بعث الطغاة إليك سهماً نافذاً
من رشاه شُلت يداه ومن برا ياليتني كنت الفداء وأنه
لم يجر فيك من الأعادي ماجرا باعوا بقتلك دينهم تباً لهم
يا صفقة في دينهم ما اخسرا
نصبوك مصلوباً على الجذع الذي
لوكان يدري من عليه تكسرا
واستنزلوك واضرموا نيرانهم
كي يحرقوا الجسم المصون الأطهرا فرموك في النيران بغضاً منهم
لمحمدٍ وكراهة أن تقبرا
ولكاد يخفيك الدجى لو لم يكن
بجبينك الميمون صبحاً مسفرا
ووشى بترتبك التي شرفت شذى
لولاه ما علم العدو ولا درى
طيبٌ سرى لك زايراً من طيبةٍ
ومن الغريّ يحال مسكاً أذخرا
وذروا رمادك في الفرات ضلالة
أترى درى ذاري رمادك ما ذرى؟
هيهات بل جهلوا لطيب أريجه
أرماد جسمك ماذرو ام عنبرا
سعد الفرات بقربه فلو انه
ملحٌ اجاجٌ عاد عذباً كوثرا
هذا جزاء أبيك احمد منهم
إذ قام فيهم منذراً ومبشرا
وجزاء نصحك حين قمت بأمره
وسريت بدراً في الظلام كما سرى
فاسعد لدى رضوان بالرضوان من
رب السماء فما أحق واجدرا
يهنيك قد جاوزت جدك احمداً
وأنالك الله الجزآء الأوفرا
أهون بهذي الدار في جنب التي
اصبحت فيها للنعيم مخيّرا
لو كان للدنيا لدى خلاقها
قدر لخوّلك النصيب الأكثرا
بل كنت عند الله جل جلاله
من أن ينيلكه اجل واخطرا ياليت شعري هل أكون مجاوراً
لك أم تردني الذنوب إلى الورى
أأُذاد عنكم في غدٍ وأنا الذي
لي من ودادك ذمة لن تخفرا
قل ذا الفتا حضر اللقا معنا وإن
أبطا به عنا الزمان واخرا
يا خير من بقيامه ظهر الهدى
في الأرض وانهزم الظلال وقهقرا
عذراً إذا قصرت لديك مدايحي
فيحق لي ياسيدي أن اعذرا
لم أجر في مدحيك طرف عبارة
الأكباد من عجزيه تقطرا
اتخالني لمدى جلالك بالغاً
الله اكبر ما اجل واكبرا
ما ذا الذي المعصوم دونك حازه
اذ لم يزل مما يشين مطهرا
صلى عليك الله بعد محمدٍ
م سار ذكرك منجداً أو مغوّرا
والآل ما حيّا الصبا زهر الرُبا
سحراً وعطر طيب ذكرك منبرا.‏

النشر : موقع المجلس الزيدي الإسلامي .

 

الشاعر محمد يحيى بلابل :

يرثي : أبي الحسين الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ، والقصيدة رائعة في معانيها واسلوبها وسردها للوقائع وبيان فضل زيد وشهامته وعلو مقامه ، قال :

فلما الحب يَظـهَرُ فَوقَ وَجـه تـائه
والقلب لا يقـوى على إخفـائه
هيهات أن يقوى على كتم الهوى
قلب ويخفيـه علــى ندمـائه
قد كنت أهوى من هواها حل في
أصل الفـؤاد وصـار في سودائه
واليوم حولت الهوى و هويت من
صلبوه و ابتسمو لسكب دمـائه
من حبـه في مهجــتي متجذر
وودت لو قد كنت من أعضـائه
من عاش يأبى الظلم يرفض بطشه
ورث الإباء في الحـق عن آبـائه
السيف مـن ألقـابه والعدل من
أحسـابه والفضـل من أسمـائه
والجـود من أنسـابه والعلم من
أترابـه والبحـر فائـض مـائه
يا سـائلـي عن اسمه أسمع فـذا
من تقصـر العليـاء عن عليائه
مـا قـام من بعد الحسين نَظِيره
من نسـله حقـاً ومـن أبنـائه
هو زيد من زاد الشهـادة مفخراً
وسمـا على الأقران فوق سمـائه
واليتـه ولعنت مـن قد شاركوا
في قتـله وبرئت مـن أعـدائه
ويل الذين تقدمــو لقتـاله
هل جهلهم عـذر بيوم لقـائه
هيهات مـا جهلـوا به وبأصله
فالـكل يعـرف برأه مـن دائه
قد كان مثل الشمس يسطع فيهم
ما الشمس ؟ حين نقيسها ببهائه
ما ضر لـو أن البغـاة تريثـوا
عن قتله و السعـي في إقصـائه
ورضوا وأرضـوا ربهم بـوداده
فرضـاء ربي كان في إرضــائه
قد كان ينوي بتر عضـو فاسد
قد حل في جسد الشعوب بدائه
لكنهـم آه لهم و لجهـلهـم
رفضـوا تفهـم دائـه و دوائه
صدوه عن صد الطغاة وحربهم
ورضوا بوغد ٍ عـاث في أرجائه
لم أنسه وهو الذي قد قـال في
صوت يضج الكون من أصدائه
لو لم يكن لي ناصـراً إلاك يـا
يحيى ويعنـي البكر من أبنـائه
لأُحَارِبَنَّ القـوم إن القـوم قد
نبذوا الكتاب وتاجروا بسوائه
ويود لو يده الشريفة لامست
نجم الثـريـا أو إلى جـوزائه
يهوى بأن يهوي ويُسحق جسمه
ويبـارك الرحمـن في أشـلائه
ويكون في هذا صلاح للـورى
وكذلك التخفيف عن بؤسائه
مـا كان يبخل بالفداء وحسبه
أن الفداء يهـون عنـد فدائه
لكنَّ أعتى طغمـةٍ في عصـره
رفضتـه وانحـازت إلى أعدائه
قـادوا إليه الخيـل ترفل بالقنا
رفعوا لـواء البغي فـوق لوائه
وسعى شقيهمُ ليغـرس سهمـه
بجبينـه الوضَّـاء رغم ضيائه
هم يعلمـون بأن نـورك ساطعٌ
فتدافعـوا سفهاً إلـى إطفـائه
وتعفر الوجـه الشريف بتـربةٍ
شرفت وطابت عند مس ردائه
ورجـاله الأبطال قد حفـروا له
قبراً وقد حرصـوا على إخفائه
لكـن ذا حقدٍ سعـى بوشـايةٍ
ليدل طاغـوتاً لنبش ثـرائـه
صلبـوه عـرياناً ولم يتورعـوا
يا ويحهم هل ذاك بعض جـزائه
وروائح المسـك الندي توزعت
زفت إلى السـارين طيب شذائه
الريح ثارت والعواصـف زمجرت
والعنكبوت حمته مـن غـوغائه
نسجت خيوطاً حول عـورته ولم
تسمح لهـم أن يعبثـو بحيـائه
ومضت سنـون أربع وإمـامنـا
فـوق العمـود يُرى بِغير كسائه
وهناك وجَّه وغدهـم وزعيمهـم
أمـراً فلبـى عبـده لنـدائه
أن ينزلوا الجسد الشريف ويضرموا
رغم النبي النـار في أحشـائه
بعد الحـريق يذر أصل رمـاده
بين الفـرات كأنه مـن مائه
أكذ يكـون جـزاءه في نصحـه
أن تشعلـوا النيران في أجزائه
أكذا يُجـازَى المصطفى فـي أبنـه
يا أمـةً تاهت ! و لست بتائه
سـأضل أمقتكـم وأمقت فعلكـم
لأكـون عند لقـائه بـإزائه
وعسـى أراه مع النـبي خصيمكـم
وأراكمُ تهـوون تحت حـذائه
خـذهـا أمـير المـؤمـنين هـدية
مـن معجب بك هام في أهوائه
فاقبلـه واقبـل عـذره فـي وصفـه
مـن ذا يفي لإمامـه بـأدائه
صلـى وسلم مــا تعـاقب ربنـا
أصباح هذا الدهر عـن إمسائه
تغشـاك يـا زيد بن زين زمــانـه
مـا ردد الشحرور عذب غنائه
بعد النبـي وصنـوه وابنيـه وابــ
ــنته الأولى قد جللـوا بكسـائه‏

القصيدة : للشاعر محمد يحيى بلابل ، في رثاء أبي الحسين الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ، نشرها في موقع أنا زيدي التابع لمركز الإمام عز الدين بن الحسين عليه السلام للدراسات والأبحاث ، تاريخ الاضافة : 17/04/2011 .

 

شعر : عمار جبار خضير :

بطلُ تحدى للطغاة ِ جِهارا
واستل سيفا صارما بتارا
ومضى إلى سوح الخلودِ مُصَرحاً
إن الحسين قضيةٌ وشعارا
من آل طه عِصْبةٌ ما أنتجت
 إلا شهيداً ثائراً مغوارا
وَرِثَ المهابةَ كابراً عن كابرٍ
حتى غدا في الثائرين منارا
يمتدُ من هذا الشموخ وينتهي
عند الحسين بفُلْكه دَوّارا
(زيدٌ) تفرس والفراسةُ شأنهُ
واختارَ دربَ التضحياتِ وسارا
 واختارَ أن يَهب السيوف نزيفَهُ
فالَّدمُ يقهرُ نزفُهُ الاشفارا
ما هاب قعقعة الخيول ورَجِلِها
أو جحفلاً لقتالهِ جرارا
أيخاف ُ من عرف اليقين ضميرُهُ
وإلى الحتوف وسَبقِها يتبارى !
أيخاف من عاف الحياة وعيشها
والى المنيةِ يَشدَّدُ الآزارا
ابن الحسين كجدهِ لما رأى
العيشَ في حكم الرذيلةِ عارا
أولاد آكلة الكبود ِ بحربه
قَدْ أُرعدِو فاستشعّروا الانذارا
ضاقوا به ذرعا كأمس يزيدهم
قالوا حسينٌ آخرٌ قَدْ ثارا
بطلُ العراق غضنفرٌ لما مضى
للحربِ صبَّارٌ به كرارا
يا زيد تبكيك الفضيلةُ حيثما
فيها ذُكرت فدمعها مدرارا
فبقلة الأصحاب عانقت الفدا
وأحلت ليل الظالمينَ نهارا
والمسلمون سُباتهم أودى بهم
نحو الركود ِوقرهم إقرارا
منْ قبلُ ما نصرو الحسين ورهطه
الا قليلٌ منهمُ أنصارا
يا ربَّ فردٍ يشرأبُ بأمة
فُيفيقَها ويحققُ الاوطارا
يا منْ مضيت على الطريقة نفسِها
يا بن الشهادة والشهادةُ غارا
أبكيك مصلوبا على أعوادهم
والطيرُ فيك تعشش الاوكارا
وتجرأوا أن يحرقوك بنارهم
كي يضرمو قلب النبوة نارا
بالأمس قَدْ رفعوا الرؤوس على القنا
واليوم قَدْ جعلوا الصليب شعارا
وتفاخر النَطِفُ الغويُ بقوله
( إن صلبنا زيدكم ) وتمارى
ليرى بأن الله منجزُ وعده
بدعاء صادقكم فنال خسارا
ستظلُ يا زيدُ الشهيدُ دموعنا
تجري عليك كأنها الأنهارا
لنواسيَ الزهراءَ في آلامِها
ونعزيَ المختارَ والأطهارا

الشاعر عمار جبار خضير الخامس من صفر 1428 _  2008 الناشر قناة وكالة انباء براثا .

 

فلما تردّى بالحمائل و انثنى‏
يصول بأطراف القنىّ الذّوابل‏


 

 

زيد بعد شهادته

 

كرامات زيد مصلوبا :

عن بن طاووس : قال  ذكر السليلي في كتاب الفتن بإسناد أشار إليه :

أنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه : وقف بالكوفة في الموضع الذي صلب فيه زيد بن‏ علي‏ ، فبكى حتى اخضلّت‏ لحيته ، و بكى الناس لبكائه .

 فقيل له : يا أمير المؤمنين ممّ بكاؤك ؟ فقد أبكيت أصحابك .

فقال : أبكي إنّ رجلا من ولدي يصلب في هذا الموضع ، لا أرى فيه حسه‏ ، من رضي أن ينظر إلى عورته .

و قال : ففي الخبر : إنّ هشّام بن عبد الملك صلبه مكشوف السوأة ، فنزل بطنه فغطت سوأته ، رحمة اللّه عليه .

 التشريف بالمنن في التعريف بالفتن ص244ب31ح355 ، 356. لا أرى فيه حسه أي حس وإحساس الإيمان من نظر لعورته ، لإن الإمام لا يبكي إلا على مؤمن ، ومثله قال في الإمام الحسين عليه السلام لما زار كربلاء .

 

الشيخ الطوسي : بسنده عن أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : سمعت أبا رجاء يقول :

لَا تَسُبُّوا عَلِيّاً : وَ لَا أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ ، فإن جارا لنا من النجير قدم الكوفة بعد قتل هشام بن عبد الملك زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ ‏ عليهما السلام ، و رآه مصلوبا .

فقال : أ لا ترون إلى هذا الفاسق ، كيف قتله الله ؟

قال : فرماه الله بقرحتين في عينيه ، فطمس الله بهما بصره ، فاحذروا أن تتعرضوا لأهل هذا البيت إلا بخير .

الأمالي للطوسي ص56م2ح77-46 . و النجير، كزبير: حصن منيع قرب حضرموت، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس‏ .

 

وقال بن عساكر : رأيت بخط أبي الحسن بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، نا أبو العباس أحمد بن بكران بن شاذان ، نا الحسين بن علي ، حدثني محمد بن سلام نا إسماعيل عن الحسن بن محمد بن معاوية البجلي , قال :

كان زيد بن علي : حيث صلب ، يوجه وجهه ناحية الفرات .

فيصبح : وقد دارت خشبته ناحية القبلة مرارا ، وعمدت العنكبوت حتى نسج على عورته ، وقد كانوا صلبوه عريانا .

تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج١٩ص٤٧٩ .

 

فاطمة الزهراء تندب زيد :

عن أبن أعثم : عن نخلة بنت عبد اللّه قالت : رأيت بعد أن قتل زيد بن علي و صلب ، بثلاثة أيام فيما يرى النائم ، كأن نسوة من السماء نزلن عليهن ثياب حسنة ، حتى أحدقن بجذع زيد بن علي، ثم جعلن يندبنه و ينحن عليه كما ينوح النساء في المأتم.

قالت : و نظرت إلى امرأة قد أقبلت ، و عليها ثوب لها أخضر ، يلمع منه نور ساطع ، حتى وقفت قريبا من أولئك النساء .

 ثم رفعت رأسها و قالت : يا زيد قتلوك ، يا زيد صلبوك ، يا زيد سلبوك ، يا زيد إنهم لن تنالهم شفاعة جدك عليه الصلاة و السلام غدا في يوم القيامة .

قالت نخلة : فقلت لإحدى النسوة تلك : من هذه المرأة الوسيمة من النساء ؟

فقالوا: هذه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله .

الفتوح لابن الأعثم ج3ص295 ذيل خبر زيد بن علي .

 

الصادق يترحم على عمه :

عن العياشي: عن المفضل بن عمر قال‏ : كنت مع أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة ، أيام قدم على أبي العباس .

فلما انتهينا : إلى الكناسة ، فنظر عن يساره .

ثم قال : يا مفضل ، هاهنا صلب عمي‏ زيد رحمه الله ، ثم مضى .

تفسير العياشي ج2ص144ح19 . ورواه في الكافي ج‏15ص637 ح15236/ 421. , وأبو العباس هو السفاح أول حكام الدولة العباسية .

 

وقال أيضا : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرفندي ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز أنبأنا أبو الحسين ابن بشران ، أنبأنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك ، أنبأنا أبو سهل سعيد بن عثمان بن بكر الأهوازي وأبو العباس محمد بن موسى قال : أنبأنا أحمد بن أبي بكر العتكي :

أنبأنا جرير بن حازم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم مسندا ظهره إلى خشبة زيد بن علي وهو يبكي ويقول : ( أ ) هكذا تفعلون بولدي ؟ ! ! والحديث على لفظ سعيد بن بكر .

 

كذا قال ( الراوي ) : أحمد ( بن أبي بكر ) العتكي . وقال غيره : عبد الله ( بن أبي بكر العتكي ) .

أخبرناه أبو بكر محمد بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدي ، أنبأنا عبيد الله بن أحمد ابن علي بن الحسين ، أنبأنا محمد بن مخلد ، أنبأن محمد بن عبد الرحمان بن يونس أنبأنا عبد الله بن أبي بكر العتكي :

أنبأنا جرير بن حازم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي - في المنام - وهو مصلوب وهو يقول : هكذا تفعلون بولدي ؟ ! وكذا روي من وجه آخر أخبرناه أبو محمد ابن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم ابن أبي عثمان ، أنبأنا أبو الحسين ابن بشران ، أنبأنا أبو علي ابن صفوان ، أنبأنا ابن أبي الدني ، حدثني محمد بن إدريس أنبأنا عبد الله بن أبي بكر ابن الفضل العتكي :

أنبأنا جرير حازم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ( وهو ) متساند إلى جذع زيد ابن علي وهو مصلوب ، وهو يقول للناس : هكذا تفعلون بولدي ؟ ! ! ورواه أيضا السيد أبو طالب في أماليه - كما في الباب : ( 7 ) من ترتيبه تيسير المطالب ص 104 ، ط 1 - قال :

حدثني أبي رحمه الله تعالى قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الآملي .

وحدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحميدي قال :

حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي قال : حدثنا جرير بن حازم عن أبيه ، قال : رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وهو مسند ظهره إلى جذع زيد بن علي عليهما السلام وهو مصلوب ويقول للناس : أهكذا تفعلون بولدي ؟ - زاد إبراهيم في حديثه - أهذا جزائي منكم ؟ !

وقال ابن أبي الدنيا : حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا عبد الله  بن أبي بكر العتكي عن جرير بن حازم :

إنه رأى : النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، متساندا إلى جذع زيد بن علي ، وزيد مصلوب .

وهو يقول للناس : هكذا تفعلون بولدي .

تهذيب التهذيب ج3ص419 والكاشف ج1ص341 .

 

رأس زيد في المدينة :

عن قطب الدين الراوندي : ذكر ما قال محمد بن أبي حازم : ‏ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام فَمَرَّ بِنَا زَيْدُ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ .

فقال أبو جعفر عليه السلام : أما و الله ليخرجن بالكوفة ، و ليقتلن و ليطافن برأسه .

ثم يؤتى به : فينصب على قصبة في هذا الموضع ، و أشار إلى الموضع الذي قتل فيه .

قال : سمع أذناي منه ، ثم رأت عيني بعد ذلك ، فبلغنا خروجه و قتله ,

ثم مكثنا ما شاء الله : فرأينا يطاف برأسه ، فنصب في ذلك الموضع على قصبة ، فتعجبنا .

الخرائج و الجرائح ج1ص278ب6ح9. وعن كشف الغمة في معرفة الأئمةج2ص137 . وفيه آخره :

 ثم أتي به : فنصب في ذلك الموضع على قصبة فتعجبنا ، من القصبة ، و ليس في المدينة قصب ، أتوا بها معهم .

 

شهادة زوجة زيد :

زهير بن محمّد بن حياة بن قراقم بن ربيعة بن مالك بن عوف بن مهرّف بن عبد اللّه بن ذهل بن حبيب بن كثير بن الدّول ، كان من أهل الدّعوة بخراسان من المسوّدة ؛ وكانت بنته تحت زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، وهي التي قتلها يوسف بن عمر الثقفيّ ضربا بالكوفة .

نسب معد واليمن الكبير، ج ٢، ابن الكلبي، ص ٥١  . المسوّدة ويقال المسوّدة ، وهم الذين لبسوا السواد حزنا على مقتل زيد بن عليّ ، وابنه يحيى ، واتخذته بعد ذلك الدعوة العباسيّة شعارا لها .

 

توجع لزوجة زيد وقتله :

هي ريطة بنت أبي هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية وإياه عنى أبو ثميلة الأبار بقوله :

فلعل راحم أمّ موسى والذي * نجّاه من لجج خضم مزبد

سيسر ريطة بعد حزن فؤادها * يحيى ويحيى في الكتائب يرتدي

مقاتل الطالبيين 103 .

ارمي زيد وقاتله :

قال بن الكلبي : والأصبغ بن ذؤالة بن لقيم بن نجا بن زامل ، كان فارسا مع منصور بن جمهور ، وله يقول ابن عيّاش الكلبيّ ، لريطة أمّ يحيى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب حين قتل زيد بن عليّ :

بسيف ابن عيّاش وسيف ابن زامل

بدت مقتلاها والبنان المخضّب

واللّذان : وليا قتاله بالكوفة عبيد اللّه بن العبّاس بن يزيد بن الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب الكنديّ ، والأصبغ بن ذؤالة في جماعة من الناس بعثهم يوسف بن عمر الثّقفيّ من الحيرة ، وكان بها ، وهو يومئذ على العراق ؛ والحكم بن الصّلت خليفته على الكوفة .

فأهل الكوفة يقولون : رماه داود بن سليمان بن سليم بن كيسان ؛ وآل داود يدفعون ذلك  يقولون رماه رجل من القيقانيّة ، فأصاب جبهته فاحتمله أصحابه ، وكان عند المساء ثمّ دعوا بحجّام فانتزع النشّابة وسالت نفسه ، رضيّ اللّه عنه .

نسب معد واليمن الكبير لابن الكلبي  ج٢ص١٧٢ . وقال محقق الكتاب : كان الأصبغ بن ذؤالة من رجال دولة بني أميّة ، رفرسانها ، اجتمع هو ومنصور بن جمهور على مناوئة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية إلا أنهما فشلا في تحقيق أغراضهم انظر الطبري ج7ص302 .

في الطبري ج7ص180 : وعلى أهل الكوفة يومئذ الحكم بن الصّلت ، وعلى شرطه عمرو بن عبد الرحمان رجل من القارة ، ومعه عبيد اللّه بن العباس الكنديّ في أناس من أهل الشّام ويوسف بن عمر بالحيرة . والبخارية والقيقانية : هؤلاء من الأتراك الذي جلبهم عبيد اللّه بن زياد من بخارى .

 

انتصار السهمي لزيد :

وقال عبد الله بن كثير السهمي : وكان يتشيع لولادة كانت نالته وسمع عمال خالد بن عبد الله القسري يلعنون عليا والحسن والحسين على المنابر عليه السلام بعد مقتل زيد بن علي عليه السلام ، لأنه كان عمر بن عبد العزيز منعه سب الإمام علي عليه السلام على منابرهم :

لعن الله من يسب عليا
وحسين من سوقة وإمام
أيسب المطيبون جدودا
والكرام الأخوال والأعمام
يأمن الطبي والحمام ولا يأمن
آل الرسول عند المقام
طبت بيت وطاب أهلك أهلا
أهل بيت النبي والإسلام‏
رحمة الله والسلام عليهم
كلما قام قائم بسلام

وقال حين عابوه بذلك الرأي :

ان امرأ أمست معايبه
حب النبي لغير ذي ذنب
وبني أبي حسن ووالدهم
من طاب في الأرحام والصلب
أيعد ذنبا ان أحبهم
بل حبهم كفارة الذنب
البيان والتبيين، الجاحظ ص٥٥٠ .

 

 

من أصيب مع زيد :

ومن بني عائذ بن هلال : سعيد بن خثيم المحدّث ، أصيبت رجله مع زيد بن عليّ عليه السلام .

جمهرة النسب لابن الكلبي ص٣٧٣ .

 

خشبة زيد وحراسها :

خشبة زيد :

قال البلاذري : ووكل يوسف ، بخشبة زيد ، أربعمائة رجل يحرسونه .

ينوب : في كل ليلة مائة رجل ، وبنا حول جذعه بناءً  كالدكة من آجر .

أنساب الأشراف للبلاذري ج٣ص٢٥٦ح1 . والخشبة: يعني الجذع الذي صلب عليه زيد رضوان الله تعالى عليه ، روى ابن عساكر - في ترجمة زيد من تاريخ دمشق ج 6 ص330

عن الشيخ المفيد : و روي عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : قلت لأبي نعيم الفضل بن الدكين : كان زهير بن معاوية يَحْرُسُ خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ‏ عَلِيٍ‏ .

قال : نعم ، و كان فيه شر من ذلك ، و كان جده الرحيل فيمن قتل الْحُسَيْنَ عليه السلام ، و كان زهير يختلف إلى قائده ، و قائده يحرس الخشبة ، و هو زهير بن معاوية بن خديج بن الرحيل.

الإختصاص 128 . وفي الهامس المامقاني في التنقيح ج 1 ص 453 و قال بعد نقل الرواية من الكتاب: أقول: كان أبوه معاوية بن خديج صاحب معاوية فهو قاتل محمّد بن أبي بكر بمصر فيكون نسبه أعرق في الخبث.

 قال المامقاني: مكحول غير مذكور في رجالنا و انما عده أبو موسى من الصحابة واصفا له بمولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج أنّه كان من المبغضين لأمير المؤمنين عليه السلام و روى هو عن زهير بن معاوية عن الحسن بن الحسن قال: لقيت مكحولا فاذا هو مضليع يعنى مملوة بغضا لأمير المؤمنين عليه السلام فلم أزل به حتّى لان و سكن. انتهى.

 

و قد سئل سفيان الثوري : عن العدوان ما هو ؟

فقال : هو أن ينقل صدقة بانقيا إلى الحيرة فتفرق في أهل السهام بالحيرة ، و ببانقيا أهل السهام .

و أنا أقسم بالله : قسما بارا ، أن حراسة سفيان و معاوية بن مرة و مالك بن معول و خيثمة بن عبد الرحمن ، خشبة زيد بن‏ علي‏ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بكناس الكوفة ، بأمر هشام بن عبد الملك من العدوان الذي زجر الله عز و جل عنه ، و أن حراسة من سميتهم بخشبة زيد رضوان الله عليه الداعية بنقل صدقة بانقيا إلى الحيرة .

علل الشرائع، ج1ص214 ، بانقيا : هى القادسية و ما والاها من اعمالها ، و انما سميت القادسية بدعوة إبراهيم الخليل عليه السلام ، لأنه قال لها: كونى مقدسة اي مطهرة من التقديس و انما سميت بانقيا لان إبراهيم عليه السلام اشتراه بمائة نعجة من غنمه لان «با» مائة و نقيا شاة بلغة نبط كذا في السرائر نقلا عن علماء اللغة .

مصير قتلة زيد :

هشام الأموي :

وعن علي بن عيسى الأربلي : و من كتاب الدلائل للحميري عن يزيد بن أبي حازم قال :

كنت : عند أبي جعفر عليه السلام فمررنا بدار هشام بن عبد الملك و هي تبنى .

فقال : أما و الله لتهدمن أما و الله لينقلن ترابها من مهدمته ، أما و الله لتبدون أحجار الزيت ، و إنه لموضع النفس الزكية .

فتعجبت و قلت : دار هشام من يهدمها ، فسمعت أذني هذا من أبي جعفر.

قال : فرأيتها بعد ما مات هشام ، و قد كتب الوليد في أن تستهدم و ينقل ترابها ، فنقل حتى بدت الأحجار و رأيتها.

وعن كشف الغمة في معرفة الأئمةج2ص137 . الأحجار كانت اساس دار الظالم .

 

الحافظ البرسي قال : و أما النواصب فهم الذين حاربوا زيد بن‏ علي‏ ، و عندهم أن الفتى لا يكون سنيا حتى يبغض عليا .

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام ص326 / فصل‏[الفرق الإسلامية]

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام / 334 / فصل  . . . . .  ص  : 332

فالزيدية قالوا بإمامة علي و الحسن و الحسين و زيد بن‏ علي‏ . و هم خمسة عشر فرقة :

 

 

زيارة زيد الشهيد :

 

اللهم : إن أزور سيد ومولاي : زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام ، أصالة عن نفسي ، ونيابة عن والدي ووالد والدي ، وأخواني وأخواتي وأولادهم ، وعن قراباتي كلهم ، وعن جميع المؤمنين والمؤمنات وبالخصوص من سألني الدعاء والزيارة ، ومن له حق علي وأصدقائي وجيراني ، وكل شيعة أمير المؤمنين حيهم وميتهم ، قربة إلى الله تعالى ، اللهم تقبل مني وأجرني برحمته يا أرحم الراحمين :

ذكروا : في موقع الأمانة الخاصة لمزار زيد الشهيد عليه السلام على الفيسبوك :

زيارة الشهيد الخالد : زيد بن علي بن الحسين عليه السلام :

السلام : على رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين ، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، السلام على فاطمة الزهراء ، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام على الأئمة المعصومين من ذرية الحسين .

السلام عليك : أيها السيد الزكي الولي ، السلام عليك يا زيد بن علي .

أشهد أنك : قد جاهدت في سبيل ربك ، صابرا محتسبا ، لم تأخذك في الله لومة لائم ، في نصرة شرع جدك المصطفى ، فأعلنت الدعوة ، وحاربت الفجرة .

السلام على : من سماه رسول الله زيدا ، قبل ولادة أبيه زين العابدين ، وبكى لأجله .

السلام على : من قال فيه الإمام الصادق عليه السلام :

 إن عمي زيدا : كان مؤمنا وعالما وصدوقا ، مضى هو وأصحابه شهيد ، كالشهداء مع أمير المؤمنين ، وصلوات الله على روحك الطاهرة ؟

السلام على : من أصيب بالسهم في جبهته ، فكانت فيه شهادته .

السلام على : رأسك المصلوب بالشام ، وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

السلام على : جسدك المصلوب بالكوفة ، أربعة سنين،  وقد ظهرت منه البراهين .

السلام على: من قال في حقه الإمام الصادق عليه السلام :

 إن عمي زيد : في الجنة ، والشامت بقتله شريك في دمه .

أتيتك يا مولاي : عارفا بجهادك ، وحرمتك ومنزلتك عند الله ، مؤمن بما دعوت إليه ، محاربا لمن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام .

اللهم : العن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام  و أبنه الحسـن عليه السلام ، و العن العصابة التي قاتلت الحسـين عليه السلام ، والعن قتلة الأئمة المعصومين ، والعن قتلة زيد بن علي عليه السلام ، وأخزهم يوم النشور ، وأصلهم حرّ نارك ، ولا تغفر لهم أبدا .

يا مولاي : إني وقفت في مقامي هذا ، أبغي رضا الله تعالى بموالاتي لكم ، والتوفيق لما دعوتم إليه ، فكن لي شفيعا عند الله ، يا وجيها عند الله .

اللهم : أتوسل إليك بحق محمد ، وابنته الصديقة الزهراء ، ووصيه المرتضى ، وأبناءه المعصومين ، وبحق وليك زيد بن علي ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تكشف كربي ، و أن تقضي حاجتي ، ولا تخيب سعيي ورجائي من شفاعة الأئمة الطاهرين ، إنك أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

 

زيد سبط من الأسباط :

 

ويا طيب : لكني نعرف الأحفاد بعض المعرفة المختصرة ، نذكر أولا معرفة تقسيم ولد الحسن والحسين عليهم السلام إلى أسباط اثني عشر ، ثم  نذكر مختصرا من عقب أولاد علي بن الحسين وانتشارهم ، ونخص بالذكر أحفاد زيد مختصرا ، لأنه لا يسعه هذا المختصر ، وبالخصوص فإن منهم العلماء والمجاهدين ولهم شئن في قيادة المجتمع على طول التأريخ سواء حكومة أو علما ، فإن فيهم المبلغين عن الدين والثوار بكثرة ، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك الميسور منه .

 

تقسم الأسباط العلويين :

عن الصدوق : قال حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : أخبرنا أبو الحسين النسابة محمد بن القاسم التميمي السعدي قال : أخبرني أبو الفضل جعفر بن محمد بن منصور قال : حدثنا أبو محكم محمد بن هاشم السعدي قال : حدثن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي قال : سألت : علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام عما يُقَالُ فِي بَنِي الْأَفْطَسِ .

فقال  عليه السلام : إن الله عز و جل أخرج من بني إسرائيل و هو يعقوب بن‏ إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام :

 اثني عشر سبطا : و جعل فيهم‏ النبوة و الكتاب‏ .

و نشر من الحسن و الحسين : ابني أمير المؤمنين عليهم السلام من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهم وسلم ، اثني عشر سبطا .

ثم عد الاثني عشر : من ولد إسرائيل ، فقال : روبيل بن يعقوب ، و شمعون بن يعقوب ، و يهودا بن يعقوب و،  يشاجر بن يعقوب ، و زيلون‏ بن يعقوب ، و يوسف بن يعقوب ، و بنيامين بن يعقوب ، و نفتالى بن يعقوب ، و دان بن يعقوب ، و سقط عن أبي الحسين‏ النسابة ثلاثة منهم .

ثُمَّ عَدَّ : الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام :

 فَقَالَ : أَمَّا الْحَسَنُ فَانْتَشَرَ مِنْ سِتَّةِ أَبْطُنٍ وَ هُمْ :

بنو الحسن : بن زيد بن الحسن‏ بن علي .

و بنو عبد الله : بن الحسن بن الحسن بن علي .

و بنو : إبراهيم بن الحسن بن الحسن‏ بن علي .

و بنو : الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي .

و بنو : داود بن الحسن بن الحسن بن علي .

و بنو : جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي .

فَعَقَّبَ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام ، مِنْ هَذِهِ السِّتَّةِ الْأَبْطُنِ .

ثُمَّ عَدَّ بَنِي الْحُسَيْنِ عليه السلام فَقَالَ :

بَنُو : مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام بَطْنٌ .

و بنو : عبد الله الباهر بن علي بن الحسين.

وَ بَنُو زَيْدِ : بْنِ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ  .

و بنو : الحسين بن علي بن الحسين بن علي .

و بنو : عمر بن علي بن الحسين بن علي .

و بنو : علي بن علي بن الحسين بن علي .

فَهَؤُلَاءِ : السِّتَّةُ الْأَبْطُنِ ، نَشَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام .

الخصال ج2ص465ح5 . و الأفطس‏ : الحسن بن عليّ الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام الملقّب بالأفطس لتطامن قصبة الأنف و انتشارها؛ وكان بطلا شجاعا خرج على العباسيين مع مع محمّد بن عبد اللّه بن الحسن النفس الزكية و بيده راية بيضاء و أبلى و لم يخرج معه أشجع منه و لا أصبر ... سفينة البحار ج2ص222 ، وعبد الله الباهر أخ الإمام الباقر من أمه وأبيه وسمي الباهر لجماله وكان فاضل شريفا وتولى صدقات أمير المؤمنين عليه السلام مع أخوته .

 

زيد وأخوته :

يا طيب : عرفنا أن ستة من الأسباط من ذرية رسول الله وعلي ابن أبي طالب ، ستة من الإمام الحسين ، وستة من علي بن الحسين عليه السلام ، ولنذكر بعض المعرفة عنهم :

 

تعريف زيد وأخوته:

ذكر الشيخ المفيد : فصل في ذكر أولاد الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، و ولد : علي بن الحسين عليه السلام ، خمسة عشر ولدا :

محمد : المكنى أبا جعفر الباقر عليه السلام ، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

و عبد الله و الحسن و الحسين : أمهم أم ولد.

و زيد و عمر : لأم ولد.

و الحسين الأصغر و عبد الرحمن و سليمان : لأم ولد.

و علي : و كان أصغر ولد علي بن الحسين ، و خديجة : أمهما أم ولد.

و محمد الأصغر : أمه أم ولد.

و فاطمة و علية و أم كلثوم : أمهن أم ولد.

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج2ص155 .

 

وذكر : في تاريخ أهل البيت :

وهم : ولد الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام :‏

الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، و زيد الشهيد ، و عبد اللّه ، و عبيد اللّه ، و الحسن ، و الحسين ، وعلي ، و عمر.

تاريخ أهل البيت نقلا عن الأئمة عليهم السلام ص: 103 و عن ابن الخشّاب قال : ولد له ثمانية بنين، و لم يكن له انثى، تاريخ ابن الخشّاب ص 180 .

ولعله : يقصد ابن الخشاب إنه من أعقب من ولده ثمانية ، وإل القول ما قال المفيد رحمه الله .

يا طيب : التفصيل في حياة الأسباط من نسل الإمام الحسين عليه السلام الذين أنتشر من سادة أهل البيت عليهم السلام لا يسعه هذا المختصر ، وسيأتي حديث إن زيد سبط من أسباط رسول الله مع ذكر باقي الاحد عشر سبطا من ولد الحسن والحسين عليهم السلام ، وذلك حين تعريف أولاد زيد رحمهم الله وبعض شأنهم الكريم ، وإن ستة من أسباط رسول الله من ذرية علي بن الحسين زيد وأخوته ، وإمامهم إمام كل المؤمنين بعد أبيه أخيه الباقر ثم ابنه الصادق ثم الكاظم ... .

 ولكن نذكر : مختصرا يسيرا عن بعض أخوة زيد لنتعرف على هذه العائلة الشريفة التي حفظ الله تعالى بها الدين وسدد المؤمنين بهم لصراطه المستقيم بعد الأئمة المعصومين عليهم السلام وهم أخوتهم وأبنائهم ، فزيد وعبد الله والحسين وعمر وعلي وغيرهم كما عرفت من أولاد الإمام علي بن الحسين عليهم السلام ، كانو سادة المسلمين وعلماء أفاضل شرفاء ودعاة للدين وكلا له شأن كريم .

ونذكر قسما : من بعض شأنهم الكريم ، لنتعرف على عائلة زيد رحمه الله ، وإن كان يكفي ذكره أنه بن علي بن الحسين عليهم السلام من نسل رسول الله وأمير المؤمنين وهم خيرة الوجود ، فضلا عما في كل هذه الصحيفة من بيان حياته الكريمة ، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك ميسور ما يعرفه ، وبالخصوص نحن تواقون لمعرفة الحق وأهله ودعاة الدين وسادته ، ولو بالإشارة فضلا التفصيل ، فنذكر عن أخوة زيد وهم أولاد الإمام علي بن الحسين بعض المعرفة .

الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين عليهم السلام : هو الإمام الخامس والمعصوم السابع بعد آباءه الكرام ، وهو سيد أهل الأرض في زمانه ، وتجد بعض المهم من شأنه الكريم في صحيفته عليه السلام في موسوعة صحف الطيبين .

وأما باقي أخوة زيد :

قال الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد :

و كان عبد الله

بن علي بن الحسين : أخو الإمام  أبي جعفر الباقر عليه السلام (من أمه أيضا ولقبه الباهر وأخو زيد من أبيه ) ، يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و صدقات أمير المؤمنين عليه السلام ، و كان فاضلا فقيها ، و روى عن آبائه عن رسول الله أخبارا كثيرة ، و حدث الناس عنه و حملوا عنه الآثار.

فمن ذلك : ما رواه إبراهيم بن محمد بن داود بن عبد الله الجعفري‏ ، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمارة بن غزيه‏ ، عن عبد الله بن علي بن الحسين‏ أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏:

إِنَّ الْبَخِيلَ : كُلَّ الْبَخِيلِ ، الَّذِي إِذَا ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَ‏ .

و روى : زيد بن الحسن بن عيسى قال : حدثنا أبو بكر بن أبي‏ أويس‏ ، عن عبد الله بن سمعان قال : لقيت عَبْدَ اللَّه بن علي بن الحسين ، فحدثني عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ليهم السلام :

أنه كان : يقطع يد السارق اليمنى في أول سرقته ، فإن سرق ثانية قطع رجله اليسرى ، فإن سرق ثالثة خلده‏  السجن‏ .

 

و كان عمر :

بن علي بن الحسين : فاضلا جليلا ، و ولي صدقات النبي ، و صدقات أمير المؤمنين ، و كان ورعا سخيا.

و قد روى داود بن القاسم‏ قال : حدثنا الحسين بن زيد قال :

 رأيت عمي عمر : بن علي بن الحسين ، يشرط على من ابتاع صدقات‏ علي عليه السلام ، أن يثلم في الحائط كذا و كذا ثلمة ، و لا يمنع من دخله يأكل منه‏ .

أخبرني : الشريف  أبو محمد قال : حدثني جدي قال : حدثنا أبو الحسن بكار بن أحمد الأزدي‏ قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، عن عبيد الله بن جرير القطان قال :

سمعت : عمر بن علي بن الحسين يقول‏ :

 المفرط : في حبنا ، كالمفرط في بغضنا .

لنا حق : بقرابتنا من نبينا ، و حق جعله الله لنا ، فمن تركه ترك عظيما .

أنزلونا : بالمنزل الذي أنزلنا الله به ، و لا تقولوا فين ما ليس فينا ، إن يعذبنا الله فبذنوبنا ، و إن يرحمنا الله فبرحمته و فضله‏ .

 

وَ كَانَ زَيْدُ :

بْنُ‏ عَلِيِ‏ بْنِ الْحُسَيْنِ : عَيْنَ إِخْوَتِهِ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَ أَفْضَلَهُمْ ، وَ كَانَ عَابِداً وَرِعاً فَقِيهاً سَخِيّاً شُجَاعاً ، وَ ظَهَرَ بِالسَّيْفِ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ يُطَالِبُ بِثَارَاتِ الْحُسَيْنِ عليه السلام.

أخبرني : الشريف أبو محمد الحسن بن محمد عن جده ، عن‏ الحسن بن يحيى قال : حدثنا الحسن بن الحسين عن يحيى بن مساور ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال :

قدمت المدينة : فجعلت كلما سألت عن زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ؟

قيل لي : ذلك حليف القرآن‏ .

و روى هشيم‏ قال : سألت خالد بن صفوان عن زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، و كان يحدثنا عنه .

فقلت : أين لقيته ؟ قال : بالرصافة . فقلت : أي رجل كان ؟

فقال : كان ما علمت يبكي من خشية الله ، حتى تختلط دموعه بمخاطه‏ .

و اعتقد فيه : كثير من الشيعة الإمامة ، و كان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمد ، فظنوه يريد بذلك نفسه ، و لم يكن يريدها به ، لمعرفته باستحقاق أخيه للإمامة من قبله ، و وصيته عند وفاته إلى أبي عبد الله عليه السلام .

و كان سبب خروج :

أبي الحسين زَيْدِ رضي الله عنه : بعد الذي ذكرناه من غرضه في الطلب بدم الحسين عليه السلام .

 أنه دخل : على هشام بن عبد الملك ، و قد جمع له هشام أهل الشام ، و أمر أن يتضايقوا في المجلس حتى لا يتمكن من الوصول إلى قربه .

فقال له زَيْدِ : إنه ليس من عباد الله أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ، و لا من عباده أحد دون أن يوصي بتقوى الله ، و أنا أوصيك بتقوى الله ي أمير المؤمنين فاتقه .

فقال له : هشام ، أنت المؤهل نفسك للخلافة ، الراجي لها ، و ما أنت و ذاك لا أم لك ، و إنما أنت ابن أمة .

فقال له زَيْد : إني لا أعلم أحدا أعظم منزلة عند الله ، من نبي بعثه و هو ابن أمة ، فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية ، لم يبعث ، و هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، فالنبوة أعظم منزلة عند الله أم الخلافة يا هشام ، و بعد فما يقصر برجل أبوه رسول الله ، و هو ابن علي بن أبي طالب .

فوثب : هشام عن مجلسه ، و دعا قهرمانه ، و قال : ل يبيتن هذا في عسكري .

فخرج : زَيْد رحمة الله عليه .

و هو يقول : إنه لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا .

فلما وصل الكوفة : اجتمع إليه أهلها ، فلم يزالوا به حتى بايعوه على الحرب ، ثم نقضوا بيعته و أسلموه .

فقتل رحمه الله : و صلب بينهم أربع سنين ، لا ينكر أحد منهم ، و لا يغير بيد و لا لسان.

و لما قتل : بلغ ذلك من أبي عبد الله عليه السلام كل مبلغ ، و حزن له حزنا عظيما ، حتى بان عليه ، و فرق من ماله على عيال من أصيب معه من أصحابه ألف دينار.

روى ذلك : أبو خالد الواسطي ، قال : سلم إلي أبو عبد الله عليه السلام ألف دينار ، و أمرني أن أقسمها في عيال من أصيب مع زَيْد ، فأصاب عيال عبد الله بن الزبير أخي فضيل الرسان منها أربعة دنانير  .

و كان مقتله رحمه الله : يوم الإثنين ، لليلتين خلتا من صفر ، سنة عشرين و مائة ، و كانت سنه يومئذ اثنتين و أربعين سنة .

 

وَ كَانَ الْحُسَيْنُ :

بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : فاضلا ورعا ، و روى حديث كثيرا عن أبيه علي بن الحسين و عمته فاطمة بنت الحسين و أخيه أبي جعفر عليهم السلام .

و روى : أحمد بن عيسى قال : حدثنا أبي‏ قال :

كنت أرى : الحسين بن علي بن الحسين يدعو ، فكنت أقول لا يضع يده حتى يستجاب له في الخلق جميعا .

و روى : حرب الطحان قال : حدثني سعيد صاحب الحسن بن صالح قال:

 لم أر أحدا : أخوف من الحسن بن صالح ، حتى قدمت المدينة .

فرأيت : الحسين بن علي بن الحسين عليهم السلام ، فلم أر أشد خوفا منه ، كأنما أدخل النار ثم أخرج منها ،  لشدة خوفه‏ .

و روى : يحيى بن سليمان بن الحسين ، عن عمه إبراهيم بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي بن الحسين قال : كان إبراهيم بن هشام المخزومي ، والي على المدينة ، فكان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من المنبر ، ثم يقع في علي و يشتمه .

قال : فحضرت يوما و قد امتلأ ذلك المكان ، فلصقت بالمنبر فأغفيت ، فرأيت القبر قد انفرج و خرج منه رجل عليه ثياب بيض‏ .

 فقال لي : يا أبا عبد الله أ لا يحزنك ما يقول هذا .

قلت : بلى و الله .

قال : أفتح عينيك أنظر ما يصنع الله به .

فإذا هو : قد ذكر عليا ، فرمي به من فوق المنبر ، فمات لعنه الله‏ .

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج2ص169 .ونقله الأربلي في كشف الغمة في معرفة الأئمة ج2ص129 .ونقل أغلب ما قال المفيد رحمه الله الفتال النيسابوري في روضة الواعظين و بصيرة المتعظين ج‏2ص269 . وفي الذريعة إلى حافظ الشريعة شرح أصول الكافي جيلاني ج2ص109 .

 

يا طيب : نكتفي بهذه المعرفة المختصرة عن حياة أخوة زيد أبناء الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، ومن أحب التفصيل فعليه مراجعة كتب الحديث لرواياتهم وكتب الرجال للتعرف على أحوالهم ، كما لهم في التأريخ شأن كريم لهم في الدعوة للحق والثورة على الباطل ، وبهذا نعرف العائلة الكريمة لزيد رحمه الله حتى ندخل في تفاصيل معارف وعلوم علمها ، وحقا ثار لأجله ونصره ليوصله لإمام زمانه الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ، وحسب ما ستعرف من جهاده وعلوم معارف تفسيره وأحاديثه وثورته ونهضة من أجل تعريف الدين الحق وأهله حقا وأصحاب الصراط المستقيم المنعم عليهم بتعليم هداه الصادق واقعا .

 

قال يوسف بن حاتم الشامي في الدر النظيم :

فصل في ذكر أولاد زين العابدين عليه السّلام‏:

و ولد عليّ بن الحسين عليهما السّلام : خمسة عشر ولدا:

محمّد المكنى أبا جعفر الباقر عليه السّلام : امّه: أمّ الحسن بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

 و عبد اللّه و الحسن و الحسين امّهم أمّ ولد.

و زيد و عمر لأمّ ولد.

و الحسين الأصغر و عبد الرحمن و سليمان ، لأمّ ولد.

و عليّ : و كان أصغر ولد عليّ ابن الحسين عليهما السّلام  ، و خديجة، امّهما أمّ ولد.

و محمّد الأصغر، امّه أمّ ولد. و فاطمة و عليّة و أمّ كلثوم، امّهم أمّ ولد.

 

الأسباط أخوة زيد :

و العقب : من ولد زين العابدين عليه السّلام في ستّة رجال:

 محمّد بن عليّ الباقر ، و عبد اللّه الأرقط، و عمر بن عليّ ، و زيد بن عليّ، و الحسين الأصغر، و علي بن علي.

 

و العقب من ولد عبد اللّه بن عليّ : بن الحسين زين العابدين من محمّد الأرقط المجدّر. و منه في إسماعيل بن محمّد، و من إسماعيل بن محمّد في رجلين محمّد بن إسماعيل، و الحسين بن إسماعيل.

 

و العقب من ولد عمر بن عليّ : بن الحسين زين العابدين عليه السّلام ، من عليّ بن عمر و فيه العدد ، و محمّد بن عمر ، و من عليّ بن عمر ، في الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف و القاسم بن عليّ و عمر بن عليّ، و محمّد بن عليّ ، و من محمّد بن عمر أخي عليّ بن عمر من رجلين، من أبي عبد اللّه الحسين بالكوفة و القاسم بن محمّد بطبرستان، و عمر و جعفر لهما عقب بخراسان.

 

و العقب من ولد الحسين : بن عليّ بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام في خمسة رجال منهم: عبيد اللّه و عبد اللّه و عليّ و سليمان و الحسن. و من ولد عبد اللّه بن الحسين الأصغر : في خمسة رجال منهم عليّ بن عبيد اللّه و محمّد بن عبيد اللّه و جعفر بن عبيد اللّه و حمزة بن عبيد اللّه و يحيى بن عبيد اللّه. و من ولد عبد اللّه بن الحسين الأصغر ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام في جعفر وحده. و منه في محمّد العقيقي أعقب، و إسماعيل المنقذيّ أعقب، و أحمد المنقذيّ أعقب.

 

و من ولد عليّ بن الحسين الأصغر ابن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام في عيسى بن عليّ أعقب، و أحمد بن عليّ أعقب و هو المعروف بجفينة، و موسى بن عليّ يعرف بحمصة أعقب، و محمّد بن عليّ بعض ولده بطبرستان.

الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ص591 .

 

العقب من السبط زيد :

و العقب من ولد زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام :

من ثلاثة نفر: الحسين و عيسى و محمّد.

الحسين بن زيد :

والعقب : في يحيى بن الحسين و فيه البيت، و عليّ بن الحسين، و الحسين بن الحسين، و القاسم بن الحسين ، و محمّد بن الحسين ، و في إسحاق بن الحسين ، و عبد اللّه.

 

 

محمّد بن زيد :

بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام في رجل واحد ، و هو جعفر بن محمّد بن زيد ، و منه في ثلاثة: محمّد و أحمد و القاسم.

الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ص591 .

 

ومحمد بن زيد : كان والي الكوفة بعد محمّد بن إبراهيم، هو محمّد بن إبراهيم طباطبا، الذي بايعه أوّلًا أبو السرايا و خرج، و لمّا مات بايع محمّد بن زيد ...

وأرسل إبراهيم بن موسى شجاعاً إلى اليمن وومضى إليها ، ففتحها ، وأقام بها مدّة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ، وأخذ له الأمان من المأمون .

و قال الطبري في تاريخه: كان اسم أبي السرايا سري بن منصور، و كان من أولاد هاني بن قبيصة الذي عصى على كسرى أبرويز وكان سيد بني شيبان من ربيعة من سادات العرب و أبطالهم في الجاهلية. و هو صاحب يوم ذي قار أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ، و كان أبو السرايا من امراء المأمون، ثمّ عصى في الكوفة على أمير العراق و بايع محمّد بن‏ زيد بن‏ عليّ‏ بن الحسين، ثمّ أرسل إليه حسن بن سهل أمير العراق جنداً فقاتلوه و اسر و قتل .

راجع: تاريخ الطبري، ج 7، ص 117.

ومن روائع أحاديثه وأحاديث أحفاده :

عن الشيخ الطوسي : بسنده عن محمد بن زيد ، عن أخيه يحيى بن زيد ، قال : سألت أبي زَيْدَ بْنَ‏ عَلِيٍ‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ يُحْذَرَ ؟

قَالَ : ثَلَاثَةٌ : الْعَدُوُّ الْفَاجِرُ ، وَ الصَّدِيقُ الْغَادِرُ ، وَ السُّلْطَانُ الْجَائِرُ .

الأمالي للطوسي ص510م18ح1115- 22 .

عيسى بن زيد :

بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ويسمى أبو يحيى ، وأحمد ومحمد والحسن ولهم ولأحفادهم روايات وقصص كثيرة .

ويا طيب : تتبع نسلهم لكثير جدا لا يسعه هذا المختصر ، وفي الآن عشائر وبل قبائل كثيرة يسكنون جميع أقطار العالم ، ومنهم الخطباء والشعراء ومن حكم البلاد في إيران والعراق وغيرهما .

و قطعناهم‏: و صيرناهم قطعا متميزا، بعضهم عن بعض.

 اثنتي عشرة أسباط. أو كأنه قيل: اثنتي عشرة قبيلة.

و الأسباط: أولاد الأولاد.

و الأسباط في ولد يعقوب، بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل.

 

 

يحيى بن زيد رحمه الله

 1 الجوزجان : اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان و هي بين مرو الرود و بلخ و قوله و اخرى بأرض الجوزجان اشارة الى قتل يحيى بن زيد بن‏ عليّ‏ بن الحسين ع و كان ذلك في سنة 125 في خلافة وليد بن يزيد بن عبد الملك و ذكر قصة خروجه و قتله الطبريّ في تاريخه ج 5 : 537 فراجع .

 

خروج من أحفاد زيد باليمن :

عن بن طاووس : بسنده عن عن عباد بن محمد المدائني قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بالمدينة ، حين فرغ من مكتوبة الظهر ، و قد رفع يديه إلى السماء ، و يقول :

أي سامع : كل صوت ، أي جامع‏ أي بارئ كل نفس بعد الموت ، أي باعث ، أي وارث ، أي سيد السادة ، أي إله الآلهة ، أي جبار الجبابرة ، أي ملك الدني و الآخرة ، أي رب الأرباب ، أي ملك الملوك ، أي بطاش البطش الشديد أي فعالا لم يريد ، أي محصي عدد الأنفاس ، و نقل الأقدام ، أي من السر عنده علانية ، أي مبدي .....

أسألك : بحقك على خيرتك من خلقك ، و بحقهم الذي أوجبت لهم على نفسك ، أن تصلي على محمد و أهل بيته ، و أن تمن علي الساعة بفكاك رقبتي من النار .

و أنجز لوليك : و ابن نبيك ، الداعي إليك بإذنك ، و أمينك في خلقك ، و عينك في عبادك ، و حجتك على خلقك ، عليه صلواتك و بركاتك ، وعده .

اللهم : أيده بنصرك ، و انصر عبدك ، و قو أصحابه ، و صبرهم ، و افتح لهم‏ من لدنك سلطانا نصيرا ، و عجل فرجه ، و أمكنه من أعدائك و أعداء رسولك ، يا أرحم الراحمين .

 قلت : أ ليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك ؟

قال : دعوت لنور آل محمد و سائقهم ، و المنتقم بأمر الله من أعدائهم .

قلت : متى يكون خروجه جعلني الله فداك ؟

قال : إذا شاء من‏ له الخلق و الأمر .

قلت : فله علامة قبل ذلك ؟

قال : نعم علامات شتى ، قلت : مثل ما ذا ؟

قال : خروج راية من المشرق ، و راية من المغرب ، و فتنة تظل أهل الزوراء .يد .

أسألك : بحقك على خيرتك من خلقك ، و بحقهم الذي أوجبت لهم على نفسك ، أن تصلي على محمد و أهل بيته ، و أن تمن علي الساعة بفكاك رقبتي من النار .

و أنجز لوليك : و ابن نبيك ، الداعي إليك بإذنك ، و أمينك في خلقك ، و عينك في عبادك ، و حجتك على خلقك ، عليه صلواتك و بركاتك ، وعده .

اللهم : أيده بنصرك ، و انصر عبدك ، و قو أصحابه ، و صبرهم ، و افتح لهم‏ من لدنك سلطانا نصيرا ، و عجل فرجه ، و أمكنه من أعدائك و أعداء رسولك ، يا أرحم الراحمين .

 قلت : أ ليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك ؟

قال : دعوت لنور آل محمد و سائقهم ، و المنتقم بأمر الله من أعدائهم .

قلت : متى يكون خروجه جعلني الله فداك ؟

قال : إذا شاء من‏ له الخلق و الأمر .

قلت : فله علامة قبل ذلك ؟

قال : نعم علامات شتى ، قلت : مثل ما ذا ؟

قال : خروج راية من المشرق ، و راية من المغرب ، و فتنة تظل أهل الزوراء .

وَ خُرُوجُ : رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَمِّي‏ زَيْدٍ بِالْيَمَنِ .

و انتهاب : ستارة البيت .

فلاح السائل و نجاح المسائل ص170 .

 

أقوال العلماء في زيد رحمه الله

 

تزكية المجلسي لزيد :

قال المجلسى : محمد باقر بن محمد تقى ،ـ في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏4، ص: 118 ،

 ثم أعلم : أن الأخبار اختلفت في حال زيد فمنها ما يدل على ذمه بل كفره لدلالتها على أنه ادعى الإمامة و جحد إمامة أئمة الحق و هو يوجب الكفر كهذ الخبر، و أكثرها يدل علي كونه مشكورا، و أنه لم يدع الإمامة، و أنه كان قائلا بإمامة الباقر و الصادق عليهما السلام، و إنما خرج لطلب ثار الحسين عليه السلام و للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و كان يدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم و أنه كان عازما على أنه إن غلب على الأمر فوضه إلى أفضلهم و أعلمهم، و إليه ذهب أكثر أصحابنا بل لم أر في كلامهم غيره.

و قيل: إنه كان مأذونا من قبل الإمام عليه السلام سرا، و يؤيده م استفيض من بكاء الصادق عليه، و ترحمه و دعائه له، و لو كان قتل على دعوى الإمامة لم يستحق ذلك.

و قد روى الصدوق بإسناده عن عمرو بن خالد قال: قال زيد بن علي في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه و لا يهتدي من خالفه.

و روي أيضا عن الرضا عليه السلام أن زيد بن علي كان من علماء آل محمد، غضب لله عز و جل فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله و لقد حدثني أبي أنه سمع أباه جعفر بن محمد عليه السلام يقول: رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد، و لو ظفر لو في بما دعا إليه، و قد استشارني في خروجه فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا أبا الحسن أ ليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء؟ فقال الرضا عليه السلام: إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق، إنه كان أتقى لله من ذلك، أنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، و إنما جاء م جاء فيمن يدعي أن الله نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله، و يضل عن سبيله بغير علم، و كان زيد و الله ممن خوطب بهذه الآية:" وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ‏ «1»".

و روي أيضا بإسناده عن الصادق عليه السلام أنه لما قرأ الكتاب بقتل زيد بكى، ثم قال: إنا لله و إنا إليه راجعون عند الله أحتسب عمي، إنه كان نعم العم، إن عمي كان رجلا لدنيانا و آخرتنا، مضى و الله عمي شهيدا كشهداء استشهدو مع رسول الله و على و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم.

و روى صاحب كتاب كفاية الأثر بإسناده عن محمد بن مسلم قال: دخلت على زيد ابن علي عليه السلام فقلت: إن قوما يزعمون أنك صاحب هذا الأمر؟ قال: لا لكني من العترة، قلت: فمن يلي هذا الأمر بعدكم؟ قال: سبعة من الخلفاء و المهدي منهم، قال: ثم دخلت على الباقر عليه السلام فأخبرته بذلك فقال: صدق أخي زيد، سيلي هذ الأمر بعدي سبعة من الأوصياء و المهدي منهم، ثم بكى و قال: كأني به و قد صلب في الكناسة، يا ابن مسلم حدثني أبي عن أبيه الحسين قال: وضع رسول الله صلى الله عليه و آله يده على كتفي، و قال: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد، يقتل مظلوما، إذا كان يوم القيامة حشر هو و أصحابه إلى الجنة.

و روي أيضا عن عبد الله بن العلاء قال: قلت لزيد: أنت صاحب هذا الأمر؟

قال: لا و لكني من العترة، قلت: فإلى من تأمرنا؟ قال: عليك بصاحب الشعر و أشار إلى الصادق عليه السلام.

و روي بإسناده عن المتوكل بن هارون قال: لقيت يحيى بن زيد بعد قتل أبيه و هو متوجه إلى خراسان، فما رأيت مثله رجلا في عقله و فضله، فسألته عن أبيه؟

فقال: إنه قتل و صلب بالكناسة ثم بكى و بكيت حتى غشي عليه، فلما سكن قلت له:

يا بن رسول الله و ما الذي أخرجه إلى قتال هذا الطاغي و قد علم من أهل الكوفة ما علم؟ فقال: نعم لقد سألته عن ذلك فقال: سمعت أبي عليه السلام يحدث عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام قال: وضع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يده على صلبي فقال: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد، يقتل شهيدا فإذ كان يوم القيامة يتخطى هو و أصحابه رقاب الناس و يدخل الجنة، فأحببت أن أكون كم وصفني رسول الله صلى الله عليه و آله، ثم قال:

رحم الله أبي زيدا كان و الله أحد المتعبدين، قائم ليله صائم نهاره، يجاهد في سبيل الله حق جهاده، فقلت: يا بن رسول الله هكذا يكون الإمام بهذه الصفة؟ فقال: يا أبا عبد الله إن أبي لم يكن بإمام، و لكن كان من سادات الكرام و زهادهم، و كان من المجاهدين في سبيل الله، قلت: يا بن رسول الله أما إن أباك قد ادعى الإمامة و خرج مجاهدا في سبيل الله؟ و قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيمن ادعى الإمامة كاذبا ما جاء؟

فقال: مه يا أبا عبد الله إن أبي كان أعقل من أن يدعى ما ليس له بحق، و إنما قال:

أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، عنى بذلك عمي جعفرا، قلت: فهو اليوم صاحب الأمر؟

قال: نعم هو أفقه بني هاشم، ثم ذكر كثيرا من فضل زيد و عبادته، و الأخبار في ذلك كثيرة أوردتها في كتابنا الكبير.

و الحاصل أن الأنسب حسن الظن به و عدم القدح فيه، بل عدم التعرض لأمثاله من أولاد الأئمة عليهم السلام إلا من ثبت الحكم بكفرهم و التبري منهم كجعفر الكذاب و أضرابه، لما رواه الراوندي في الخرائج عن الحسن بن راشد قال: ذكرت زيد بن علي فتنقصته عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: لا تفعل رحم الله عمي، أتى أبي فقال:

إني أريد الخروج على هذا الطاغية فقال: لا تفعل فإني أخاف أن تكون المقتول المصلوب على ظهر الكوفة، أ ما علمت يا زيد أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة على أحد من السلاطين قبل خروج السفياني إلا قتل، ثم قال: ألا يا حسن إن فاطمة حصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، و فيهم نزلت:" ثُمَّ أَوْرَثْنَ الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ‏ «1»" فإن الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام، و المقتصد العارف بحق الإمام، و السابق بالخيرات هو الإمام، ثم قال: يا حسن إنا أهل بيت لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذي فضل بفضله.

و روى الصدوق (ره) بإسناده عن أبي سعيد المكاري قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر زيد و من خرج معه، فهم بعض أصحاب المجلس أن يتناوله فانتهره أبو عبد الله عليه السلام و قال: مهلا ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا إل بسبيل خير، إنه لم تمت نفس منا إلا و تدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه و لو بفواق ناقة.

و قد بسطت الكلام فيهم و أكثرنا من الأخبار الدالة علي مدحهم أو ذمهم في كتابنا الكبير في باب أحوال زيد أو غيره، فمن أراد تحقيق المقام فليرجع إليه.

 

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم

صحيفة الشهيد زيد بن علي

عليه السلام

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

ولحضرتكم يا طيب صحيفة الشهيد زيد عليه السلام مع قابلية الاختيار والاقتباس منها والنسخ واللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/zed

كتاب الكتروني جيد للمطالعة على الحاسب والموبايل

www.alanbare.com/zed.pdf

موقع الشهيد زيد بن علي عليه السلام

https://www.facebook.com/mazar.zaid/

الامانة الخاصة لمزار زيد الشهيد عليه السلام

https://www.youtube.com/channel/UCYbB4pJFE9WFEQjEZP0c7Yg

https://www.youtube.com/channel/UCYbB4pJFE9WFEQjEZP0c7Yg/videos




  ف ✐

  ✺ ت